أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - كاظم فنجان الحمامي - يوم الفتك العظيم














المزيد.....

يوم الفتك العظيم


كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 7588 - 2023 / 4 / 21 - 08:51
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


قبل 32 سنة وقعت ابشع وأكبر مجزرة حربية في تاريخ البشرية، مجزرة ارتكبتها الجيوش الغربية والعربية في ليلة الخامس والعشرين على السادس والعشرين من شباط (فبراير) عام 1991. عشرات الفرق العراقية تبخرت في تلك الليلة، وآلاف الدروع والعجلات والمركبات والآليات والمدافع صُهرت في ليلة واحدة. مجزرة راح ضحيتها 70% من تعداد الجيش العراقي. مُزقت أجسادهم وبعثرت أشلاءهم في الصحراء المفتوحة بين العبدلي والرميلة. .
كان بطل القادسية المزعوم يقبع في ملجأه الحصين، ويختبئ كعادته تحت طبقات الأرض، ويجتمع بالفريق الكارتوني (حسين كامل) الذي لم يخدم يوماً واحداً في الجيش. .
التفت صدام إلى صهره (حسين) قبل وقوع المجررة ببضعة ساعات، وقال له:- فريق حسين إذا قلت لك اسحب القطعات العسكرية الموجودة بالكويت، تقدر تسحبها هذه الليلة بدون خسائر كبيرة ؟…
فجاء الجواب الفوري من الفريق (حسين) بكل غباء وغرور وتخلف: (أي نعم سيدي، عد عيناك، هسه اسحبهم بلا خسائر). .
وهنا وقعت الكارثة، فعلى مدار ساعات قليلات كان فيها الطيران الامريكي والطيران العربي والطيران الأوربي يفتك بجنود العراق الذي كانوا بلا حماية وبلا غطاء جوي في طريقهم إلى البصرة في إنسحاب عشوائي محفوف بالمخاطر. .
كانت طائرات التحالف تحلق فوقهم على ارتفاعات منخفضة وتنتقي اهدافها كيفما تشاء. ثم تصب حممها فوق رؤوس الاعداد الهائلة من الجنود والضباط. لدرجة ان الدبابات تحولت إلى خردة، والتصقت الشاحنات المنصهرة باسفلت الطريق، وذاب زجاجها الأمامي، وبات من المتعذر معرفة فيما إذا كانت تحمل جنوداً ام لا. .
وفي صباح يوم 26 فبراير 1991 كان صدام يقرأ خطابه الذي أعلن فيه الانسحاب، والذي جاء فيه: (لقد قاتلتم، أيها النشامى، جيوش ثلاثين دولة وقدرات عدد أكبر من هذا العدد). . .
كان صدام يقرأ البيان الختامي لأم المهالك، بينما كانت الفضائيات العالمية تنقل صور المشاهد المرعبة، حيث لا مشهد يعلو فوق مشهد الجثث المحترفة، ولا رائحة أبشع من رائحة الموت، نفذتها غارات حاقدة أقل ما يقال عنها انها جريمة حرب مكتملة الأركان، يُسأل عنها بوش الابن، عندما اعطى اوامره بقتل الجنود المنسحبين من الكويت ضارباً عرض الحائط بكل الاعراف والمواثيق الدولية. ويُسأل عنها صدام الذي قام بتكليف حسين كامل بمهمة الانسحاب العشوائي بلا غطاء. .
لقد ارتكب صدام في تلك الليلة أكبر الأخطاء الاستراتيجية في التاريخ الحديث، وتسبب بتدمير أكبر الجيوش، وراح ضحيتها مئات الآلاف من العراقيين، وأقحم البلاد والعباد في صراعات وأزمات كارثية. .
فهل من الحكمة ان يقامر صدام بجنوده ويلقي بهم في أتون معركة خاسرة تقودها ضده 30 دولة ؟، وهل من الحكمة تكليف رجل تافه بمهمة سحب القوات كلها في ليلة واحدة وسط النيران المتفجرة في الحقول النفطية ؟. وهل من العدل ان يخضع كبار قادة الجيش من أمثال: بارق عبدالله الحاج حنطة، وعصمت صابر عمر، وكامل ساجت الجنابي، لأوامر المدلل حسين كامل ؟، والمؤسف له ان نهايتهم كانت الإعدام رمياً بالرصاص تحت عنوان شهداء الغضب ؟. .
من كان يتصور ان حسين كامل الذي كان في عام 1975 يتمنى الحصول على رتبة (نائب مفوض شرطة) يصبح بين ليلة وضحاها قائدا للجيش، وثاني رجل في الدولة ؟، ولك ان تتخيل كيف يكون مصير الجيش عندما يتحكم به هذا الجاهل. .
مشكلتنا في العراق ان الدولة وحتى يومنا هذا لا تؤمن بمبدأ الشخص المناسب في المكان المناسب، وترفض العمل بقواعد التوصيف الوظيفي، حتى يخال إلينا أننا وصلنا إلى زمن يُمنع فيه الاذكياء من التفكير بصوت عال كي لا يعكروا مزاج الحمقى. .



#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوجاعنا بعد سن التقاعد
- سياسيون بلا مروءة
- كواكب مبعثرة فوق سطح الأرض
- ثغرات رخوة استغلتها المخابرات
- وأحذر من صديقك ألف مرة
- الإصلاح في ثلاث خطوات مستعارة
- بين انفعالات غوتيريش وصمت أبو الغيط
- قومٌ أُنتزعت من قلوبهم الرحمة
- السودان تحترق بنيران عساكرها
- نفوس تهوى الارهاب وتعشق الخراب
- مدافع الافطار بالذخيرة الحية
- الديانة المغامسية الجديدة
- البصرة المغربية أو البصرة الحمراء
- أهمية التنوع السياسي: جمهورية يلوستون إنموذجا
- مدراء أم أمراء أم سلاطين ؟
- هؤلاء تجاهلوا مواقف البصرة وتكبروا عليها
- ثقوب في جدار البيت الأبيض
- القطب البحري: مقبرة المركبات الفضائية
- مزابل تاريخية تحت المكياج
- الفضاء البعيد: مرآة الماضي الكوني


المزيد.....




- وزير إسرائيلي لنتنياهو: يجب استبعاد أردوغان من أي دور في مفا ...
- عدوى احتجاجات الطلاب تصل إلى جامعات أستراليا.. والمطالب واحد ...
- -حزب الله- ينشر ملخص عملياته ضد الجيش الإسرائيلي عند الحدود ...
- كينيدي جونيور يعارض ضم أوكرانيا للناتو
- لم يبق سوى قطع العلاقات.. تركيا توقف التجارة مع إسرائيل
- اشتباكات مع القوات الإسرائيلية شمال طولكرم وقصف منزل في دير ...
- الاتحاد الأوروبي يعتزم اتخاذ إجراءات ضد روسيا بسبب هجمات سيب ...
- شهداء ودمار هائل جراء قصف إسرائيلي لمنازل بمخيم جباليا
- اشتباكات بين مقاومين والاحتلال عقب محاصرة منزل في طولكرم
- وقفة أمام كلية لندن تضامنا مع الطلاب المعتصمين داخل الحرم ال ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - كاظم فنجان الحمامي - يوم الفتك العظيم