مزابل تاريخية تحت المكياج

كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 7579 - 2023 / 4 / 12 - 02:53
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

حملة أخرى من حملات تزوير التاريخ وتزييف الحقائق يشنها هذه الأيام بعض المشايخ من الذين اختاروا العودة إلى القرن الهجري الأول، وتطوعوا لنبش مزابل التاريخ من اجل تجميل صور المجرمين والطغاة، وتعطير سيرتهم النتنة، ذلك لأنهم شعروا ان أفكارهم الملوثة بفضلات الماضي الدموي تنبعث في الأصل من تلك المستنقعات المهجورة. فتجدهم يرفعون عقيرتهم بالصياح والنواح دفاعاً عن يزيد بن معاوية الذي دام حكمه ثلاث سنوات فقط، استباح فيها المدينة المنورة، وانتهك فيها حرمة الكعبة المشرفة، وسفك الدماء الزكية في فاجعة كربلاء، ومات ماجناً فاسقاً يلهو مع القرود والطواويس. .
ويرفعون اصواتهم في المساجد للتفاخر بجرائم الحجاج بن يوسف الثقفي، التي قبحت وجه التاريخ. ضاربين عرض الحائط ما قاله عنه عمر بن العزيز، حين قال: (لو جاءت كل أمة بخبيثها وجئنا نحن بالحجاج وحده لغلبانهم). .
تتردد هذه الأيام أصوات المتأسلفين من أمثال: عثمان الخميس، وصابر مشهود، وبسام جرار، وصالح الفوزان، بتمجيد يزيد، والثناء على الحجاج، وأحيانا يرددون بعض العبارات المتناقضة مع أبسط القواعد العقلية، من مثل: سيدنا يزيد أمر بقتل سيدنا عبد الله بن الزبير، والقاتل والمقتول في الجنة، وعلى هذا النمط من اللغو والهراء والثرثرة الفارغة سار معظمهم من دون ان يدركوا حجم التخلف الذي تغلغل في نفوسهم حتى تحجرت عقولهم بالمواقف المزعجة، التي نراها ونسمعها الآن على منصات التواصل، فساورتنا الشكوك حول إيمان هؤلاء، فالذي يقف مع يزيد في حربه ضد ثورة الحسين، وضد ثورة عبدالله بن الزبير، ويقف مع يزيد في مذبحة كربلاء، ومذبحة الحرة. لابد ان يكون مؤيداً له، متمسكاً بنهجه الإجرامي، معادياً للقرآن، ومعادياً للاسلام والمسلمين. .
ولهؤلاء نقول: اسألوا التاريخ كيف يعكس لكم سيرة يزيد والحجاج، واسألوا التاريخ ماذا ينبش عن الأمويين، وماذا يبعث في أنوفنا من رائحتهم النتنة، كتلٌ من الترب المهين بخربة، سكر الذباب بها فراح يعربدُ. .
لقد حاول المتأسلمون والمتأسلفون ان يقلبوا نقائص الأمويين إلى فضائل، ولكنهم ارتدوا خاسئين مدحورين بأقلامهم المغرضة وافكارهم المسمومة. .
وسوف يواصلون النبش في مزابل التاريخ الأموي ليعطروا الجيّف التي تفسخت منذ 1400 سنة، ولم تترك وراءها سوى الظلم والاستهتار، وسوى هذه النماذج التي ماانفكت تسعى لإشباع رغباتها بسفك دماء الابرياء، ونهب اموالهم وسبي نساءهم، فالمستنقع الذي نشأ فيه تنظيم الدواعش إنما يستمد أفكاره العدوانية من البيئة الملوثة بمخلفات أعداء الحرية وأعداء الإنسانية. .
وللحديث بقية. . .

#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات