مدراء أم أمراء أم سلاطين ؟

كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 7581 - 2023 / 4 / 14 - 00:33
المحور: الفساد الإداري والمالي
    

بلغ الطغيان في سلوك بعض المدراء مبلغاً عظيماً في الغرور والبغي ومصادرة حقوق الموظفين، ومنهم من أعلن العصيان والتمرد على الوزارات التي يرتبط بها، ولم يعد يعبء بتوجيهات الجهات العليا، لأنهم هم انفسهم يمثلون الآن الجهات العليا بكل صلاحياتها المالية والادارية والقانونية، وصاروا احراراً في التصرف كيفما يشاؤون، وفي التعاقد مع من يشاؤون. لا يردعهم رادع، ولا يخيفهم وازع. فكان من الطبيعي ان تتسلل إلينا رياح العبودية الوظيفية في ظل هذا النوع من المحاصصة الحزبية، فصادروا حقوق الموظفين، وتسلطوا عليهم، وتحكموا بتنقلاتهم وتحركاتهم، حتى تحولت بعض المؤسسات الى دكتاتوريات مصغرة مدعومة حزبياً واعلامياً وعشائرياً، وتحولت مكاتب المدراء العامين إلى مضافات ودواوين يجتمع فيه المنتفعون والانتهازيون والمرتزقة اثناء الدوام الرسمي طمعا ببعض المزايا مما يجود به عليهم سلاطين المؤسسات المتفرغة تماما للقهقة والثرثرة وتناول الحلويات والفطائر مع الشاي. .
لا احد يعترض على هذه النماذج السيئة من المدراء الذين لا تتوفر فيهم ادنى مستويات المهارة والكفاءة، فالدولة راضية عنهم، والاحزاب مستفيدة منهم، والاعلام يدعمهم ويمجد بهم، والمنافقون يصفقون لهم في الليل والنهار، والاخطاء مسكوت عنها، والهفوات مهما تراكمت وتكررت لا ترصدها الجهات الرقابية، والمؤشرات المنحرفة والهابطة لا يكترث بها احد، ولا يلتفت إليها أحد، والأمور تمام التمام. فلا متابعة ولا اهتمام. .
سمعت احدهم يتحدث بصوت عال أمام حشد من العدسات. يقول: أنا الذي نصحت الوزير، وأنا الذي اقترحت عليه، وأنا الذي حذرت الوزير، وأنا الذي أمرته أن لا يذهب بهذا الاتجاه. وما إلى ذلك من التصريحات المتعالية على الوزارة. من دون يلجمه أحد. .
أتعلمون لماذا: لأنه يتمتع بحصانة حزبية تمنحه حق الإمارة على مقاطعته التي يحكمها باسم المحاصصة الديمقراطية. .

#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل