أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيسير عبدالجبار الآلوسي - ومضة في تشوهات المحاصصة ومخاطرها على البنيتين الفوقية والتحتية للمجتمع














المزيد.....

ومضة في تشوهات المحاصصة ومخاطرها على البنيتين الفوقية والتحتية للمجتمع


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 7591 - 2023 / 4 / 24 - 18:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


للمحاصصة أوجه وآثار سلبية خطيرة عديدة، تقرأ منها هذه الومضة مخرجاتها وأثرها في البنيتين التحتية والفوقية وما ينجم من تفكيك المجتمعات ووضعها بنظام ما قبل الدولة الحديثة بكل ما يعنيه ذلك من قوانين ومسارات مرضية خطيرة.. فما رأيكنّ ورأيكم بالفكرة ومعالجتها شكرا لكل تفاعل

تداعيات مفهوم (المحاصصة) السائد اليوم، تطفو بفجاجة عندما ننظر إلى أشكال ما تصطنعه من احتقان وشحن وتوتر يتغوَّل وجودياً ليصير احتراباً، بما يصل في مداه إلى حد التصفيات الدموية فتتبدى وحشيتها بالهوية الإرهابية؛ تلك التي يعلو صوتها على صوت الدولة وعمل مؤسساتها؛ كما نرى ذلك اليوم بالمشهد العراقي بامتياز!

إنَّ مشكلة المحاصصة بوصفها مصطلحاً للفكر السياسي السائد لا تكمن في توزيع المهام بقصد تحمّل المسؤوليات بقدر ما تكمن في فرض تشوّهات منطقها أو نهجها المختلف نوعياً بغاياته ومآربه، على البنى التكوينية للمجتمع والدولة.. وهي هنا [أي المحاصصة] لا تكتفي بكونها نهجاً متجذراً يأتي على حساب (المواطنة) في دولة مدنية يسودها القانون، بل وتكون على حساب المكونات المجتمعية وطبقات الشعب وهوياتها مما تزعم تمثيلها!

فالمحاصصة كما نرصدها، هي منهج يُعنى بتقسيم (كلِّ) شيء لصالح طبقة كربتوقراط تتشكل لحماية نظامها المافيوي الفاسد [الكليبتوقراطي] حيث يجري تشييء الإنسان وتحويله إلى سلعة تباع وتُشترى مثل كل الأشياء التي يحيلونها إلى (الغنيمة) وتقاسمها أو تحاصصها، في طريق تقييد الإنسان بالأغلال والأصفاد ومن ثمّ استعباده والمجتمع برمته…

فلنتفكر ونتدبر، قبل تغييب الدولة نهائياً، ما سيعني وقوع المجتمع مجدداً بنظام العبودية المطلقة بعد تفكيكه لتتسيَّد تشكيلات قبلية عشائرية وطائفية على بنى تجتر تشكيلات ما قبل الدولة الحديثة لتشيع منظوماتها القيمية على الذهنية العامة!

وهنا تسطو منظومة المحاصصة بأدواتها ونهجها على البنيتين الفوقية والتحتية.. فهي من يدير منطق الخرافة وذهنية إقرار ما يحدث بصورة قدرية تفرض الاستسلام والخنوع لمرجعيات ذلك التفكير من جهة وهي من يمسك بزمام اقتصاد (ريعي) يمثل غنيمة قوى المحاصصة، التي نشهدها تتستر عراقياً، برداء التدين والقدسية المصطنعة المزيفة تحديداً وحصراً…

إن هذه الومضة تحيل إلى مجريات واقع عراقي تراجيدي قد يعيش الإنسان الفرد فيه بقوت يومه، ولكننا على يقين من أنه: ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان ويكون إنسانا أو يحظى بحياة حرة كريمة!

بلى، فلنتفكر ونتدبر ونبحث عن عودة الروح الوطني عبر بوابة الوعي بمنطق يمكنه التصدي لما أوقع العراق والعراقيين وعدداً من مجتمعاتنا العربية وشرقالأوسطية بقبضة التفتيت والتشظي والتفكيك المتأتي من المحاصصة والواقع أسير نهجها وتشوهات مفهومها بكل ما يأتي به من تبريرات وذرائع للمناورة ولمواصلة أو إدامة وجوده وسطوة بلطجته على الحياة العامة!!



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ومضة في تساؤل: أين استراتيجية تحريك عجلة الاقتصاد ومنه الصنا ...
- عشرون سنة عجافاً من الكوارث والأزمات في العراق! ألا تكفي لإع ...
- تهنئة بمناسبة الذكرى الماسية لتأسيس اتحاد الطلبة العام في جم ...
- في العيد الـ 75 لاتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق ومهامه ...
- زخة مطر تكشف مستور قصور الخدمات وإهمال المدن، وتعيد ملف المي ...
- تهنئة بالعيد التاسع والثمانين للحزب الشيوعي العراقي
- رسالتي في اليوم العالمي للمسرح 2023 من وحي واقع المسرح العرا ...
- معالجة موجزة في مخاطر منطق التلقين وضرورة التوجه الحداثي الم ...
- اليوم العالمي للمرأة بين تهنئتها باعتراف أممي بعيد لإنصافها ...
- اليوم العراقي للمسرح 24 شباط
- الشعب يرفض مسودة لائحة تنظيم المحتوى الرقمي لأنها منصة تفتح ...
- قانون انتخابات يجري إعداده بعيدا عن أصحاب المصلحة الحقيقية ل ...
- ثلاثي المال والسلطة والدين السياسي وبطلان مخرجات تحالفهم الك ...
- قرار المحكمة بحرمان مواطني كوردستان من مرتباتهم باطل دستوريا ...
- تفاقم أزمات فقراء العراق مع انهيارات وتذبذبات بسعر صرف الدول ...
- في اليوم الدولي للتعليم انهيار بمنظومة التعليم في العراق اشت ...
- احتفال الجماهير الرياضية بمنجز شعبي في إقامة بطولة الخليج ال ...
- في الحرب والسلام ومنابعهما ووسائل إنهاء ذرائع الحرب وتلبية أ ...
- نحو عالم متحد ضد الفساد وبعض رؤى في قراءة الظاهرة وجانب من و ...
- ومضة بشأن زيارة مسؤولين لمراجع دينية لمعالجة قضايا كمدنية ال ...


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيسير عبدالجبار الآلوسي - ومضة في تشوهات المحاصصة ومخاطرها على البنيتين الفوقية والتحتية للمجتمع