أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - تيسير عبدالجبار الآلوسي - ثلاثي المال والسلطة والدين السياسي وبطلان مخرجات تحالفهم الكليبتوفاشي















المزيد.....

ثلاثي المال والسلطة والدين السياسي وبطلان مخرجات تحالفهم الكليبتوفاشي


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 7504 - 2023 / 1 / 27 - 20:59
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


مجدداً يواصل نظام حكومة بغداد التي تتسمى بالاتحادية فيما تمارس المركزية وبالديموقراطية فيما تمارس العنصرية والشوفينية وبالمدنية وتمارس الثيوقراطية وبالحداثة وهي تجتر أسوأ ما في تاريخ دول الطائفية المهزومة منذ قرون وهي المدعية التقوى والتبتل وهي الأكثر فسادا وتجسيدا للكليبتوقراطية.. حتى أن القضاء بات مفتضحا بتفصيل قراراته على مقاس لا وعود زائفة للحكومة بل مقاس الدولة العميقة بتركيبتها المافيوميليشياوية بكل التشوهات التي تتاجر بها بأوجهها المتعددة لوسائل التخفي والتستر ومن هنا فقد بات واضحا ما ينبغي للشعب أن ينهض به بجانب نضالاته المطلبية المستحقة ألا وهو تبني العمل الفعلي المتواصل المستمر من أجل تحقيق التغيير الشامل


بدءاً تتأتى الكليبتوقراطية نظاماً شاملا للفساد بأشكاله باستيلاد طبقة الكربتوقراط وتفعيل أدوارها التي تتمأسس في التشكيلات المافيوية بما هو أكبر من عصابات الفساد المنظمة؛ سواء منها تجار العملة ومهربيها أم تجار المخدرات ووصولا إلى الاتجار بالبشر وبقوت الإنسان ومصيره حيث لا يُكتفى بحرمانه من الأجر ويصير جهده ووجوده خاضعاً للسخرة وهو نفسه أي الإنسان بلا ثمن، بلا كرامة، لا يُخشى جانبه في سلطة الفساد تلك…

ولكن القضية تتعمق شروخها، فتحتاج في إحكام قبضتها لسلطة عنفية تتخفى مرة بالقانون وأخرى بقوة لا تحسب للقانون حسابا قدر ما هي قوة عنفية إرهابية تفرض وجودها عبر تحولها إلى قوة متسلطة في واقع الحياة ممتلكةً سلاحا فوق قدرة سلاح الدولة ومؤسساتها القانونية الوطنية.. وتلكم هي البنى الميليشياوية وسلوكها التسلطي الفاشي الطابع والهوية..

لكن، متى وكيف تطفو لسطح الواقع حال الوجود المافيوي والميليشياوي؟ وكيف يلتحمان ويتحدان معاً للتحول من الوجود المافيوميليشياوي إلى النظام الكليبتوفاشي بكل خصائصه وإن احتفظ بقدرة التخفي أو تجيير ما توصل إلى امتلاكه فعليا من سلطات باختلاف أشكالها ووسائلها؟

في البدء، وفي مرحلة استيلاد طبقة الكربتوقراط، تتفشى ظواهر، فساد مالي يتبادل قدرات فعله واستغلال تلك القدرات مع اللصوص في عملية تراكمية لجرائمهم، ومع تكريس اللصوصية وتفشيها فعلا إجراميا سائداً، تبدأ ظواهر الفساد السياسي الذي يستقوي بامتلاكه السلطة وتوسيعه التغلغل بمفاصلها، عبر اختلاق الدولة العميقة وتركيزه على تلك المهمة النوعية، بعيداً عن الأنظار بوقوفه خلف الواجهات الرسمية الحكومية..

ولكنَّ، كلا الفسادين المالي والسياسي؛ سرعان ما ينكشفان على عيون الشعب الفاحصة؛ مع استفحال ما يُرتكب بحق العدالة الاجتماعية و-أو مع تسيير خطى تفاصيل اليوم العادي للإنسان المواطن.

إنما من أجل مزيد حال التخفي والمناورة، وبوجود الواجهة الحكومية ومؤسساتها، يلتجئان إلى غطاء مضافٍ، قد يمكنه تأخير افتضاح جرائم التحالف المافيوميليشياوي أو العبث بجزء من الناس وتوجهاتهم ولو مؤقتاً، ذلك الغطاء المضاف هو جلباب التدين وعمامته التي تتستر بالقدسية الزائفة كي تفرغ العقل وتعطله؛ لتتمكن من حشوه بالخطاب البياني ومفردات الأسطرة لتضليله بجملة من الأباطيل، ما يؤشر بعمق ودقة معطيات عمامة التخفي والتستر أو التزييف بالتنبيه على أوهام خرافية ترتدي لبوس القدسية التي أشرنا إليها من قبل..

هنا في هذه المرحلة يكون النظام قد تحول نوعيا وكليا من منطقة ممكنة الإصلاح إلى منطقة يستحيل معه المنطق الإصلاحي ويتحتم تغييره، في ظل ظهور تحالف ثلاثي: المال السياسي الفاسد والسلطة السياسية القمعية مع الدين السياسي وخرافات أضاليله وبطلان أحابيلها وعنفها وكل ما ترتكب استغلالا للشعب..

إنّ الوصول إلى منطقة سلطة تحالف ثلاثي المال والسلطة والدين يؤكد إفصاح هذا الثلاثي عن نظام كليبتوفاشي وإن دخل بمناورات وأشكال تسريب لبعض الاحتقانات بالاستناد إلى جسور علاقة إقليمية و-أو دولية تكفي لتمرير فرص التفجرات الثورية بمعنى كبح انتفاضات الشعب وثوراته القائمة على مهمة التغيير الجوهري الكلي الأشمل.

إن نموذج النظام العراقي الجديد الذي تم تكريسه ما بعد 2003 هو نموذج حاذق بتجيير كثير من أبواب العلاقات المحلية والإقليمية والدولية للإبقاء على وجوده من قبيل معطيات تركيبة الدولة العميقة ولعبة المرجعيات الدينية واصطباغ السلطة بالتقية فيما لا نستثني جسور التحالف بل التبعية المطلقة لنظام إقليمي للدكتاتورية الدينية أو النظام الثيوقراطي بنهجه التخريبي الإرهابي تجاه دول المنطقة.. بجانب كل هذا اللجوء إلى اتفاقات دولية بمسميات لفظية من قبيل الاتفاقية الاستراتيجية بهذا المحور، أو ذاك الأمني، أو الاقتصادي أو ما يمنح إنعاشاً عابراً يمارسون به الضحك على الذقون ويستغلونه في تمرير مزيد عمليات فساد وإفساد ولطالما افتضحت اتفاقات مهمة بحجم ما احتوته من فساد دع عنكم عدم التنفيذ لسبب أو آخر من التلاعبات..

إنَّ المشكلة في نظام كما نظام ما بعد 2003 في العراق يكمن في استغلاله المظاهر الشكلية المفرغة من مضامينها للديموقراطية ومؤسساتها فيما الأساس يتمثل في توجيه الأداة (الانتخابية) نحو الإتيان بالقوى التي يريدها وتلبي أباطيله.. وهو ذاته الذي لا يهمه توقيع أية اتفاقية أممية حقوقية أو إنسانية بمختلف محاورها لأنه يعرف كيف يُفلت من التزاماته تجاه ذلك..

يمكننا الحديث عن تمييع النظام وواجهاته الحكومية لتحقيقات مضطر إليها لكنه يعرف وسائل التميع والتمرير من مثل مضي أكثر من عامين على مجازره تجاه ثورة أكتوبر العراقية وبقاء دماء عشرات الآلاف بين شهيد ومصاب وجريح بلا قرار قضائي يحسم الجريمة ويمنع إفلات المجرمين من العقاب مع أن الجريمة برقبة أعلى سلطة في النظام..

يمكننا الحديث عن عشرات آلاف ضحايا السجون السرية والمخبر السري وأحكام الثأر والانتقام بلا أي مسوغ ولا أي مبرر أو ذريعة قانونية أو إجراءات قضائية واجبة وملزمة! ومثل ذلك يمكننا الإشارة أوضاع المرأة العراقية والعنف الأسري وشرعنة كثير من القرارات المجحفة وغير العادلة.. ومثلهما قضايا الصناعة والزراعة وأوضاع الطبقة العاملة والفلاحين والطلبة والشبيبة ومجمل مسار عملية سياسية شوهاء بمضامينها وجوهرها التركيبي..

إنّ تجاوز هذه الحقيقة التشخيصية أو محاولة العبور عليها بترك الأمور للواجهة سواء منها الحكومة أم مؤسساتها أو حتى مؤسسات السلطة السياسية من قضائية أو تنفيذية او تشريعية وإلقاء التبعات عليها باستبدال الوجوه عند الضرورة والتراجع تفرض تلك الحقيقة لزوما توكيد جوهرها مع كل حراك مطلبي يخص هذا القطاع أو ذاك مما لا يتعارض والحراك الاستراتيجي للتغيير بل يصب في صنع التراكم النضالي لصالحه..

فالكفاح المطلبي ضرورة لا تنتظر حتى يتم التغيير النوعي الجوهري ولكنه يصب فيه إنما لا يشغل هذا الكفاح (المطلبي) أذهان قواه عن المهمة الأعمق والأشمل للتغيير ولا يكتفي جمهور الكفاح بما قد يتحقق جزئيا فيي مطالبه الجزئية.. فالقضية تبقى اليوم بعد تكريس منظومة استغلال كلية خطيرة، تبقى في التغيير وليس في حدود استجابات تمييع مهمة التغيير.. وليس من التغيير أية استجابة محدودة لأنها إن لم توضع فيما يتراكم لتلبية التغيير ستكون مجرد مناورة أو تلاعب بأذهان الشعب وهو ما لم ولن يقره أي قطاع شعبي فما بالنا والشعب برمته سجل موقفه الثوري للتو ومازال يكافح لتلبية ما ثار عليه وما ضحى من أجله..

إننا بوعي تام ندرك معنى وجود الواجهة المسماة حكومة لا تهش ولا تنش بقدر ما تأتمر بما يوجهها به طغاة السلطة من أمراء الحرب زعماء الميليشيات بوصفهم هم الحكام الحقيقيون للبلاد والعباد..

فلا يلجأنّ اليوم أحد نحو (استقبال أو إقرار) عطايا اللصوص مما ينهبون وصدقاتهم مما يسرقون فهي صدقات على أناس من وسط الشعب تتأتى كما هي الحقيقة من أموال الشعب وثرواته لكنها لا تزيد على فتات فلتتواصل الحركة الشعبية بمستوياتها المطلبية والسياسية التي تمثل وحدها البديل الحقيقي القادر على التغيير والحسم وعدم الوقوع في دوامة المقدس وجلابيب التستر وأعمة التخفي وما تمرره بتحالفها وأضاليله..

فلنتفكر ونتدبر قبل امتداد البشاعات والفظاعات لتطال خيرة مناضلي الشعب.. ولنعاجل بأوسع تحالف لقوى الديموقراطية فالمرحلة بوضوح هي مرحلة اختيار نهج الديموقراطية التي تتأسس على تلبية العدالة الاجتماعية ومنع تفريغ السلطة وقوانينها من مضامينها لدولة عَلمانية ديموقراطية تلبي مسار الشعب

وللمعالجة بقية



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قرار المحكمة بحرمان مواطني كوردستان من مرتباتهم باطل دستوريا ...
- تفاقم أزمات فقراء العراق مع انهيارات وتذبذبات بسعر صرف الدول ...
- في اليوم الدولي للتعليم انهيار بمنظومة التعليم في العراق اشت ...
- احتفال الجماهير الرياضية بمنجز شعبي في إقامة بطولة الخليج ال ...
- في الحرب والسلام ومنابعهما ووسائل إنهاء ذرائع الحرب وتلبية أ ...
- نحو عالم متحد ضد الفساد وبعض رؤى في قراءة الظاهرة وجانب من و ...
- ومضة بشأن زيارة مسؤولين لمراجع دينية لمعالجة قضايا كمدنية ال ...
- ماذا فعلنا عراقيا بثقافة نزع خطاب الكراهية بخاصة في اليوم ال ...
- اليوم الدولي لإلغاء الرق في الثاني من ديسمبر كانون الأول: وا ...
- 30 نوفمبر يوماً لإحياء ذكرى جميع ضحايا الحرب الكيميائية
- كل التضامن مع الشعب الفلسطيني لإنهاء الاحتلال ومخرجاته وإقام ...
- المثقف العراقي بين الإهمال وتحدياته معضلات بيئته المأزومة
- اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة 25 تشرين الثاني/ نوف ...
- في اليوم العالمي للطفل والطفولة: ماذا فعلنا لتلبية اتفاقية ح ...
- اليوم العالمي لمنع ممارسات الاستغلال والانتهاك والعنف الجنسي ...
- ومضة في قضية حقوق الطفل والطفولة
- منطلقات الرد على التدخلات الخارجية عراقياً عربياً وأهمية تبن ...
- حول حرية الوصول إلى المعلومات وعلاقتها بحرية التعبير واتخاذ ...
- هوية الشعوب الأصلية وحمايتها؟ بين احترام التنوع وسليم وحدة ا ...
- قرأتُ لكم في كتاب مجتمع كسيح ونخب متوحشة، للبروفيسور الدكتور ...


المزيد.....




- ما هي صفقة الصواريخ التي أرسلتها أمريكا لأوكرانيا سرا بعد أش ...
- الرئيس الموريتاني يترشح لولاية رئاسية ثانية وأخيرة -تلبية لن ...
- واشنطن تستأنف مساعداتها العسكرية لأوكرانيا بعد شهور من التوق ...
- شهداء بقصف إسرائيلي 3 منازل في رفح واحتدام المعارك وسط غزة
- إعلام إسرائيلي: مجلسا الحرب والكابينت يناقشان اليوم بنود صفق ...
- روسيا تعلن عن اتفاق مع أوكرانيا لتبادل أطفال
- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - تيسير عبدالجبار الآلوسي - ثلاثي المال والسلطة والدين السياسي وبطلان مخرجات تحالفهم الكليبتوفاشي