أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - تيسير عبدالجبار الآلوسي - المثقف العراقي بين الإهمال وتحدياته معضلات بيئته المأزومة















المزيد.....

المثقف العراقي بين الإهمال وتحدياته معضلات بيئته المأزومة


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 7441 - 2022 / 11 / 23 - 18:02
المحور: المجتمع المدني
    


في الخامس والعشرين من كل عاك يلتقي المثقف العراقي مع زميلاته وزملائه ليجابها معاً قضايا الثقافة ومعالجاتها بخطابها المخصوص واحتفالية المثقف هي جوهرة كبيرة للوطن والناس حيث التجام الثقافتين الشعبية والمعرفية وحيث إعلاء قيم التنوير بمساهمة نوعية تواصل العمل لحل القضايا العقدية بتكامل مع الخطابات الأخرى لا بحال من الأمور الإنلافية المنهكة المستنزفة.. من هنا أسجل هذه المداخلة بتحية لجميع مثقفات الوطن ومثقفيه باختلاف التوجهات وتنوعها .. فهنيئا للعراق والعراقيات والعراقيين احتفالية بهية مهمة هي احتفالية يوم المثقف العراقي التي ساهمنا معا في إقرارها وتبنيها رسميا شعبيا

***************************************
المثقف العراقي بين الإهمال وتحدياته معضلات بيئته المأزومة



عند ولادة الدولة العراقية والشروع بمهام بناء مؤسساتها الهيكلية، توافرت ظروف شتى لبعض خطى في رعاية أنشطة الثقافة والوعي الوطني والنهوض بزسائل تشكيل روابط وجمعيات ومنتديات في هذا المنحى الذي عبر من جهته البنيوية الأساس عن استثمار قوى الثقافة لجميع الفرص كيما تساهم فعليا عمليا بتلك المهام التي طالما وجدت من يقف لها بالمرصاد كي يعيق إمكانات تأثيرها وبقاءها أو استمراريتها..

ومع ما تعرض له المثقف والثقافة في العراق منذ 2003 من ظروف كأداء وأزمات مفتعلة مختلقة؛ إلا أنّ روابط العمل بقيت تكافح من أجل الاستمرار والبقاء بعطاء مثمر بحسب المتاح من منافذ للأداء والإنجاز.. ولعل تلكم القامات الثقافية المتمسكة بالروح الوطني الإنساني لم تألُ جهداً إلا وقدمته في طريق مأسسة الحياة الثقافية التي لا تحيا من دون العمل الجمعي…

فجاءت أنشطة تنويرية بهية لتتحول بالفردي والمحدود إلى الجمعي الفاعل المؤثر في تفاصيل اليوم العادي للوطن والناس.. ولعل من أبرز تلك المجاولات ما ظهر من فعاليات تكريمية عبر مؤسسات معروفة منها على سبيل الذكر لا الحصر مؤسسة العنقاء الذهبية ومؤسسة سومر للثقافة والفنون والآداب..

كما انعقد مؤتمر القمة الثقافي بنسخته العراقية وكذلك بنسخته العربية. وطبعا عراقياً كانت التشكيلة تضم وجوداً نوعيا إنسانياً بغنى التنوع والتعددية في كونفيديرالية عربية كوردية ومعها بالتساوي والعدل متنوع الوجود القومي والديني ومنطق ثقافة إنسانية تسمو وتعمّر بوحدة تقوم على حرية الاختيار وعلى مصداقية التحالف الاستراتيجي بإطاره الوطني..

من هنا تنقل المؤتمر بين ربوع الوطن عربيا كورديا تركمانيا سريانيا واغتنى ببحوث الجميع وقراءاتهم الثقافية الأكثر تنوعا فالأكثر غنى… وما جاء عن المؤتمر من التبني الأسمى لمبادرة تُعنى بيوم المثقف العراقي ليكون منصة أخرى للناشطات والناشطين بميدان اتسم دوما بثقافة العقل العلمي التنويرية وبرفضه محاولات تشويهه القائمة على تسلل دجل الخرافة ومنطقها الساعي للتجهيل ولحشو الأذهان بأوهام مرضية لكن المثقف ومنصاته كافة بقي الأكثر جدارة بالتحدي المصيري الذي رفض به أية محاولة للتشويه والتخريب؛ بمجابهة فعلبة للمشكلة العقدية السائدة اليوم وما تفرضه مما مر معنا ذكره للتو..

لقد انعقد يوم المثقف العراقي في احتفاليته سنوياً في الخامس والعشرين من نشرين ثاني نوفمبر من كل عام. وحضره بصورة مباشرة أو غير مباشرة عشرات ومئات مثقفاتنا ومثقفينا وقدم الجميع مساهماته المميزة الباهرة التي ركزت على قراءة ظروف الثقافة ومنتجيها بصورة موضوعية فتبنت البدائل والحلول الأنجع لما يجابه المثقف من معضلات عصية..

إنَّ أهمية اليوم العراقي للثقافة والمثقف تتأتى من خطورة الظرف الراهن وحاجته لسد ثغرات استفحات في أبعادها وبات لزاماً خلق فضاء يتيح فرص التحدي ووضع الحلول موضع التنفيذ. ومع تكرار الاحتفال باليوم العراقي إياه تتوطد منصات وتتجدد في مهام نوعية منتظرة…

فلعلنا أولا نؤكد موضوعية التناول الثقافي لقضايا كبرى لا تقف بحدود القضايا الشعرية أو السردية أو ببعض تخصصات إبداعية مع أهميتها وضرورة أن تأخذ حيزها أيضا؛ لكننا هنا نسعى لتوطيد معالجات هي أدخل في الاهتمام الثقافي بمعانيه الأوسع والأغنى بميدانها، ومن ذلك ما يتصدى لخلطة العطار في تأسيسها على منطق الخرافة و-أو إشكالية تقديم السياسي أو الأيديولوجي على الثقافي بصيغ تفضي للإلغاء والإقصاء والمصادرة! لكن رد المثقف يبحث باستمرار عن منصات مناسبة لإبراز خطابه الجوهري بكل ما يتضمنه من قيم الأنسنة بأعمق ظواهرها الوجودية…

وعلى الرغم من بعض توجهات لمثقفات ومثقفين في اختيار (اليوم) ونسبته لأسباب ودواع مختلفة المنطلقات، إلا أنّ الاختيار أخيراً تمّ إنجازه والاتفاق عليه في ضوء مؤتمر القمة الثقافي من دون أن يقطع كليا ونهائيا بأنه اختيار لا يقبل التغيير فالأساس هو دعم تنفيذه سنويا كونه منصة وجودية تستدعي الذاكرة العراقية بإطاره الإنساني الأشمل..

وفي ميدان الدفاع عن الثقافة ومنجزها كان لابد من مجابهة ضغوط متعمدة ومحاولات قمعية رفعت ساسة (الصدفة) لمصاف تحكّم وممارسة بل ارتكاب الجرائم بحق الثقافة والمثقف ولكن أيضا جابه المثقف مهام فك اشتباك حالات الالتباس وسوء فهم إشكالية أو أخرى أو اختلاف بشأن مساراتها واحتمالات اشتغال معالجاتها..

وهكذا بات يوم المثقف علامة جدية مؤملة منتظرة من جهة الحدث الاحتفالي الكرنفالي وعلامة اشتغال بتحليل الظواهر وإعادة تركيبها بخطاب الثقافة وعناصره المميزة…

لقد ناقش المثقفون إشكالات البيئة وسلوك التسامح ومعالجة التمييز الجندري وارتقوا بمهام المعالجة بما تجاوز لعبة الصراع السياسي المأزوم في أطر المعاش اليوم راهنيا ليلجو عوالم الثقافة المعاصرة بمنطقها الأكثر حداثة وتمسكا بأسس خطابه المعروف..

إننا إذ نشير اليوم إلى هذا الحدث الاحتفالي فإنما نضع أبهى الاعتبارات القيمية السامية لاستعادة التمدن والتحضر العريق وجوداً منذ آلاف السنوات والأعوام..

ولعلنا لا نجافي الحقيقة عندما نعد اختيار هذا اليوم إنما يمثل حدثا ونموذجا للآخر كي يعتمد مثاله ويفعّل منطلقاته ومخرحاته، ما يشمل شعوب المنطقة مثلما متنوع الانتماءات القومية والدينية عراقياً…

فلنؤكد بقوة تمسكنا باحتفالية المثقف العراقي ونعزز مسارات مؤتمراته ومنجزاته بخطى حثيثة ترفض الوقوع بفخاخ الاختلاف الذي يحاول التسطيح والتفريغ كما يفعل بعض من لا يفهم محددات متنوع الخطابات كما السياسي، الأيديولوجي وغيرهما من تخصصات لا تستبدل الثقافي وإن تضافرت معه وتكاملت…

كل التحايا للمثقف العراقي يعمّد احتفاليته اليوم بمنجزات تتسع للتنوع وغنى تعدديته الوجودية..



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة 25 تشرين الثاني/ نوف ...
- في اليوم العالمي للطفل والطفولة: ماذا فعلنا لتلبية اتفاقية ح ...
- اليوم العالمي لمنع ممارسات الاستغلال والانتهاك والعنف الجنسي ...
- ومضة في قضية حقوق الطفل والطفولة
- منطلقات الرد على التدخلات الخارجية عراقياً عربياً وأهمية تبن ...
- حول حرية الوصول إلى المعلومات وعلاقتها بحرية التعبير واتخاذ ...
- هوية الشعوب الأصلية وحمايتها؟ بين احترام التنوع وسليم وحدة ا ...
- قرأتُ لكم في كتاب مجتمع كسيح ونخب متوحشة، للبروفيسور الدكتور ...
- في اليوم العالمي للفتاة مطالبة ببرامج نوعية ترتقي لمستوى تلب ...
- مصادرة منظومة الإبداع ومنافذ جماليات الحياة والرد المؤمل من ...
- بعض مؤشرات بين النظام (الديني) والنظام (العَلماني) وما يتصدى ...
- من واقع الأوضاع العراقية وبحث المقهورين عن بديل وبعض إجابات ...
- حرية تعبير منتهكَة بمصادرة حرية الكلمة وتقييد الصحافة في الع ...
- حول التعليم الإلكتروني وما وصلنا إليه بين عبثية الاتهامات وم ...
- ومضة في البينية التوفيقية وفروض الواقع ومطالبه؟ أولها مطلب ك ...
- مقولات في التغيير وحراكه في مسيرة العراقيات والعراقيين نحو ا ...
- نداء لموقف وطني عراقي تجاه جريمة تسريب أسئلة الامتحانات ومست ...
- تشكيل هيأة أكاديمية للديموقراطيين باسم [أكاديميون ديموقراطيو ...
- العراق بين محاولات عبور خطي الفقر والبطالة وحاجز الجوع
- استثمار في التكنولوجيا من أجل الحقوق والحريات.. نداء إلى من ...


المزيد.....




- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - تيسير عبدالجبار الآلوسي - المثقف العراقي بين الإهمال وتحدياته معضلات بيئته المأزومة