زينب محمد عبد الرحيم
كاتبة وباحثة
(Zeinab Mohamed Abdelreheem)
الحوار المتمدن-العدد: 7585 - 2023 / 4 / 18 - 23:58
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
السيرة sira في المصطلح ترجمة حياة وفي التراث الشعبي ترجمة حياة فرد أو ترجمة حياة جماعة
كما هو الحال في السيرة الهلالية أو ذات الهمة والظاهر بيبرس,
والسيرة الشعبية من أهم فنون الأدب الشعبي وللرجال اليد الطولى في روايته؛
وبروز شخصيات نسائية في السير الشعبية ربما يُعبر عن طوق الأنثى لدور في مجتمع تغلب عليه الشيفونية الذكورية
ومن هنا يتلاقى علم الفولكلور مع النظرية النِسوية منهجيًا وذلك من حيث التركيز على المهمش مقابل الثقاقة الاستعلائية السائدة
والتي تجعل من المرأة عبر العصور إنسان من الدرجة الثانية
بل ويظهر ذلك من خلال أوضاع النساء فى المنظومة الاجتماعية منذ أن أطاح الرجل بالمجتمع الأمومي
والتي كانت تُمثل الأم فيه نواة الأسرة وأصبحت جميع الخطابات المهيمنة عالميًا خطابات ذكورية أبوية رأسمالية جعلت المرأة تناضل عبر العصور لتحصُل على حقوقها ولدينا رائدات كُثر مثل هدى شعراوي ونبوية موسى وسهير القلماوي وهنّ حقًا رائدات وأول من فتحنّ أبواب الحرية وتمكين المرأة في حقوق عديدة على رأسها حقها في التعليم وذلك بغرض النهوض بالمجتمع ,
فالتغيرات الاجتماعية العظيمة مُستحيلة دون ثورة نسائية وتقدم أي مُجتمع يُقاس من خلال وضع المرأة فيه ,
وبذلك فإن تسليط الضوء من خلال دراسات الأدب الشعبي على دور المرأة يُعتبر إنجازًا ثقافيًا يُعطى نظرة موضوعية
وذلك لما ارتبطت به صورة المرأة كالإغواء والفتن وقصص الشرف والعِرض وذلك بإلقاء الضوء جوانب أكثر قوة للمرأة في سيرة بني هلال ومكانة الجازية وقوة شخصيتها وكذلك الحال في سيرة ذات الهمة ,وكثيرًا ما يتردد الراوي الشعبي عندما تتعلق روايته بالمرأة فيمجدها تارة ومن ثم تغلب عليه النزعة الذكورية وينظر لها بإزدراء وكأنها جارية هو يملكها تارةً أخرى وتلك النظرة المتضاربة ترتكن على طبيعة المجتمع الذى تُروى فيه السيرة فالإبداع الشعبي دائمًا مرآة المجتمع والسياق الاجتماعي الذي يروى فيه .
والسيرة بين المدون والشفاهي تعرض صورًا لأوضاع الفتاه في المجتمع العربي حيث أنها تُتعبر هدية تُقدم للفارس أو للبطل دون الرجوع إليها , النص على لسان ريمة:
فأوهبني كالغانيات من النسا والعيب في وهبة بنات الحراير
#زينب_محمد_عبد_الرحيم (هاشتاغ)
Zeinab_Mohamed_Abdelreheem#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟