أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - زينب محمد عبد الرحيم - الرحلة المقدسة إلى أبيدوس














المزيد.....

الرحلة المقدسة إلى أبيدوس


زينب محمد عبد الرحيم
كاتبة وباحثة

(Zeinab Mohamed Abdelreheem)


الحوار المتمدن-العدد: 6528 - 2020 / 4 / 3 - 10:27
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


تعتبر رحلة أبيدوس بمثابة الحج عند المصرى القديم وهي رحلة سياحية دينيه مقدسه كان يقوم بها النبلاء و الأشراف الأوزيريون متجهين إلى أبيدوس (أبجو) كما أطلق عليها المصريون القدماء أما الأسم الحالي لهذه البلدة فهو العرابه المدفونه بمحافظة سوهاج , حيث يوجد بها ضريح أوزيريس المعروف بأسم الأوزيريون ، وكذلك مقابر و أضرحة ملوك الأسرتين الأولى و الثانية .

و فيها دفنت رأس أوزيريس و يقوم الزائرين بالطواف حول المعبد
(مابين السورين) و هذة الزيارة يقوم بها المصرى لكى يبرئ نفسه من الذنوب و ذلك هو نفس الغرض من رحلة الحج التى يقوم بها المسلمون إلى الكعبه الشريفه و أيضا رحلة الحج التى يقوم بها المسيحين إلى بيت المقدس ، ولرحلة الحج أهمية بالغة فى العقيدة المصرية القديمة لأنها لم تقتصر على الزياره الدنيويه فقط ولكنها أمتدت إلى العالم الآخر , العالم الأبدى الذى يفوز بها الأخيار اللذين لم يخالفون قوانين الماعت .


فنجد فى كتاب الخروج فى النهار (كتاب الموتى) الفصل 138 : تعويذه لدخول أبيدوس و الأنضام إلى معيه أوزيريس
(يا أيها الآلهه ساكنى أبيدوس ، المجتمعه بالكامل أقبلوا لمقابلتى مهللين ، و أنظروا إلى أبي أوزيريس و أنا فى سياقه ، أنا المولود منه أنا هذا الحورس سيد الأرض السوداء و الصحراء الحمراء)
و نجد فى فصل 183 : التعبد إلى أوزيريس و تقديم التحيه له و تقبيل الأرض أمام (أون نفر) بمعنى الكائن الجميل و لمس الأرض أمام سيد البلد المقدس.

و يقول الزائر و يردد : لقد أتيت إليك يا أبن نوت أوزيريس الذى يحكم الأبديه أنا من حاشية جحوتى ، أبتهج من كل ما تقوم به , لقد أحضر إليك النسمه الهادئه من أجل وجهك الجميل و رياح الشمال التى خرجت من آتوم هى من أجلك يا سيد البلد المقدس .
هكذا كان يمجد المصرى القديم أوزيريس من خلال رحلة الحج ويردد هذه الابتهالات فى الدنيا و أيضاً فى العالم السفلى
(بعد الموت و العوده للحياة الأبدية )حسب المعتقد المصرى القديم .

و الجدير بالذكر أن من أهم طقوس زيارة الحج والأحتفال بأوزيريس هى أن يزرع كل مصرى شجرة من أجله يأكل من خيرها فى العالم الآخر الأبدى .
و تظهر لنا النقوش على جدران المقابر منذ الدولى الوسطى و الحديثه بعض الأشارات عن هذه الرحلة المقدسه كما يظهر فى مقبرة حور محب و باشدو نجد منظراً رحلة ذهاب المتوفى مع زوجته إلى الحج الرمزى فى مركب جالسين فيما يشبه المقصورة و أمامهما مائدة قرابين و يتقدم مركبهم مركب آخر به عدد من المجدفين و له شراع كبير ثم رحلة العوده فى مركب آخر يتقدمة كاهن يقوم بتقديم الماء الطهور من الآنيه و البخور.

و من أهم الطقوس اللازمه للحج التطهير قبل الطواف حول المعبد المقدس
عرف المصرى القديم الطهارة فى حالات كثيرة و لأسباب عدة منها ما كان سبباً دينياً و منها ما كان سبباً معنوياً و للمصرى القديم طهارتان
الأولى خاصه بالأغتسال و طهاره تتعلق بأزالة الذنوب و ذلك بخلاف النظافه العاديه , لأن المصرى كان حريص على النظافه البدنيه فى حياته اليوميه .

الأدوات الخاصه بالتطهر :
طست المرمر : من أهم الأدوات خاصة فى الأعياد و الأحتفالات و كان يأتى بمعنى ( hbt) بمعنى كتاب الشعائر و الطقوس و أرتبط بطقوس التطهير الخاصه بالأحتفالات الدينيه.
الأبريق : ولكنه يظهر بشكل متكرر على موائد القرابين
- و أستخدم طقس سكب الماء بغرض التطهر الذى كان رمزاً طبيعياً للحياة و إعادة الحيويه عند المصرى القديم .
- و الجدير بالذكر أن المصريون القدماء قد شيدوا ضريح أوزيريس على عيون مياة جوفية لتمثل المحيط الأزلى الانهائى للملك الأول أوزيريس .

طهارة الثوب :-
أوضحت النصوص أن (جد) يختص بتطهير الرداءات (الملابس) و كان هناك طقس خاص لتطهير الثياب للكهنه و للملوك وحتى للموتى و الأحياء أيضاً فطارة الثوب شرطاً أساسياً لأكتمال عملية التطهير .

طهارة المكان :-
كان المعبد المقدس من الأماكن الطاهره التى لا يدخلها إلا المطهرين كما أن كل شئ داخله طاهر بما فيه تمثال الآله نفسه و أرديته و كذلك أرضية المعبد .

زى الحج إلى الأماكن المقدسة :-
كما أوضحت النقوش والمناظر رحلات الحج للزائر و زوجته على متن قارب متجه إلى أبيدوس فنجدهم فى هيئه وقورة يلفان رداء طويل أبيض اللون يشبه العباءة يحيط بالجسد كله بحيث لا يظهر منه إلا اليدين ويصل هذا الثوب إلى القدمين فى أغلب الأحيان , ونجد هذا المنظر فى مقبرة باشدو هو وزوجته يركبان مركباً فى طريقه إلى أماكن مقدسه ويرتديان الملابس الحابكه متجهان إلى أبيدوس لأداء الحج المقدس .
هكذا كان الحج عند المصرى القديم مقدساً و يعتبر أحتفالاً له طقوسه و أدواته و ملابسه الخاصه .

وذلك بخلاف الذبائح التى كان يقدمها المصرى القديم فى هذه الزياره المقدسه هكذا كانت عقيدة المصرى القديم و ديانته تلك الديانه المصريه التى لم تتعارض مع أفكار الديانات السماويه كالمسيحيه والاسلام ، ومن هذه الافكار الراقيه الايمان بالله الواحد حسبما ورد فى النصوص الدينيه التى تذكر " أننى أنا الآله الأوحد خلقت الأرباب بمنطوق فمى وخلقت البشر من دموع عينى " و هكذا ظلت العقيده المصريه باقيه و متوارثه حتى عصرنا الحالى و لم تتعارض أبدا مع الديانات السماويه .


المصادر – المراجع:-

- حضارة المصريين القدماء تأليف : د. رمضان عبده

- ميراث الحضاره تأليف : د. جلال أبو بكر

- الملابس و الأزياء تأليف : د. عبد الحليم نور الدين
فى مصر القديمه

- طقسة سكب الماء تأليف : حنان محمد

- التطهر و أوضاع التعبد تأليف : سامى رزق بشاى
فى مصر القديمة



#زينب_محمد_عبد_الرحيم (هاشتاغ)       Zeinab_Mohamed_Abdelreheem#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مظاهر الأمومة في الموروث الشعبي
- المرأة والإبداع
- 2020 سنة ساخنة جدًا
- الالعاب المتوارثة من المصري القديم
- إخناتون والأنثى
- النضال الاشتراكي من أجل حقوق المرأة العاملة
- حق الوعي والتمرد النسوي
- المرأة في الفن التشكيلي
- علم النفس والأدب
- حق الحياة
- النخبة الفاشية
- الرؤية الماركسية
- الفن الهابط
- فساد الذوق العام
- ايدلوجية الحمار
- الختان جريمة
- الطريق الصعب
- انتهاك الحدود
- تجليات اللغة بين الأصل والأصولية
- الفيلسوف سبينوزا مؤسس مدرسة النقد التاريخى


المزيد.....




- روسيا تحشد 110 آلاف جندي قرب مدينة أوكرانية استراتيجية وفقا ...
- رأي.. عمر حرقوص يكتب: لبنان المتحارب بين -أهلَين-.. صواريخ - ...
- بي بي سي داخل مبنى التلفزيون الحكومي الإيراني الذي تعرض لقصف ...
- إيران تُشيّع جثامين قادة عسكريين وعلماء نوويين قتلوا في المو ...
- السودان: البرهان يستجيب لهدنة إنسانية في الفاشر لمدة أسبوع
- تحوّل في خيارات التعليم بالصين: الشباب يصطفّون للانضمام إلى ...
- النمسا: عواصف قوية وبَرَد كثيف يشلّان مهرجانًا شهيرًا
- عراقجي يقول إن الإيرانيين -لم يستسلموا- والحوثيون يعلنون إطل ...
- صحف عالمية: إسرائيل تفشل إستراتيجيا بغزة وداخليا بعد حرب إير ...
- إعلام إسرائيلي: ما ندفعه من أثمان بغزة لا يستوعبه عقل وجنودن ...


المزيد.....

- السيرة النبوية لابن كثير (دراسة نقدية) / رحيم فرحان صدام
- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - زينب محمد عبد الرحيم - الرحلة المقدسة إلى أبيدوس