أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - البشير عبيد - نصر الدين العسالي أو اللوحة في مواجهة الواقع














المزيد.....

نصر الدين العسالي أو اللوحة في مواجهة الواقع


البشير عبيد

الحوار المتمدن-العدد: 7564 - 2023 / 3 / 28 - 02:59
المحور: الادب والفن
    


نصر الدين العسالي أو اللوحة في مواجهة رداءة الواقع

البشير عبيد / تونس

يتواصل معرض الفنان التشكيلي التونسي نصر الدين العسالي حتى الثالث من شهر افريل/ ابربل القادم في رواق علي القرماسي الكائن بنهج شارل ديغول بقلب العاصمة التونسية.
اللافت في لوحات الرجل البحث الدقيق في العملية التقنية المتعلقة بتركيبة اللوحة و خلق تناغم مدهش بين الألوان و الأضواء و الظلال و الزوايا الأمر الذي يجعل المرء منشغلا بشكل واضح و لا ليس فيه..كيف لهذا الرسام ان يشتغل تشكيليا و بمهارة عالية و اتقان لا عبارة عليه و الحال أنه لم يدرس الفنون التشكيلية في معاهد عليا.لحظة دخولك إلى رواق القرماسي تاخذك اللوحات إلى عالمها الفاتن و كانها خارجة من اقاليم الروح و هنا بيت القصيد...أغلب لوحات العسالي تتجلى فيها عوالم الروح بكل تعبيراتها و طوافها و تحليقها الخلاق في فضاءات الدهشة و الحلم و هروب الكائن البشري من ادران الحياة و ما تحملها من إنكسارات و خيبات و طموحات و آمال و احلام. إن فرادة التجربة التشكيلية للرسام نصر الدين العسالي تكمن تحديداً حسب قراءتنا المتانية للوحاته ان ثمة علاقة عضوية بين اللوحة و الواقع مثلما وصفناه سلفا.بقدر ما تكون الوحة غاية في الجمال و الإتقان الفني و التناسق والتناغم بين كل مكوناتها فهي أي اللوحة منغرسة في الواقع بل هي في مواجهة واضحة و جلية مع رداءة الواقع بكل تفاصيله على إختلاف المكان و الزمان و الثقافة و الحضارة و الدين و اللغة و العرق. بمعنى آخر لو ان هذا المعرض اقيم في أي مكان من اقاليم الكون فان المتلقي سيدخل مباشرة في علاقة عشق خرافي و لون مبالغة مع أي لوحات من لوحات. الفنان التشكيلي التونسي العربي نصر الدين العسالي الذي حسب تقديرنا نحت لنفسه بصمة خاصة في عالم الرسم فهو لا يشبه أي كان من المشهد التشكيلي التونسي و العربي دون نسبان ان الرجل عاشق لفن الشعر الذي لاحظناه في إقتراب اللوحة من القصيدة عالما و خيالا و طقوسا. بالامكان هنا التاكيد ان الرسام العسالي ينهل كثيراً من عالم الشعر على مستوى الترميز و عدم إعطاء المتلقي التفسير لمقاصد اللوحة و ابعادها الرمزية مثلما يفعل الشعراء المتمرسين و العارفين بخبايا اللغة و منعطفاتها التخييلية.نثلا لوحة فلسطين البديعة ليست سهلة الفهم و التفكيك تشكيليا أو لوحة المهاجرون عن سوريا و ما حدث فيها في السنوات الأخيرة رغم ان عنوان اللوحة واضح تمام الوصوح إلا ان الرمزية هي المسيطرة....
إن الفنان التشكيلي التونسي نصر الدين العسالي بمعرضه هذا و اللوحات الغارقة في البهاء و الحلم ٫
لسنا نبالغ حين نكتب ان فرادته واضحة في المشهد التشكيلي التونسي و العربي و بامكانه ان يحلق عاليا و بعيدا و يشرفنا في المحافل الدولية..هنا و هناك..
في مشارق الأرض و مغاربها....
في ختام مقالتنا لابد من تحية شكر و إمتنان لكل الأستاذة المشرفين على الفضاءات التي تحتضن المعارض الفنية التشكيلية في تونس الراهنة كرواق علي القرماسي و رواق الفنون ببن عروس و رواق قصر خير الدين بمدينة تونس و رواق البالماريوم و رقاق الهادي التركي بسيدي بوسعيد و رواق يحي.....



#البشير_عبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرحيل إلى بهاء المكان
- مرايا الحكواتي الأخير
- حفريات في جسد المدى
- الغرباء
- سورياو كسر الحصار الدولي: الأفق و الرهانات
- سوريا الأوجاع و مظلمة العقوبات الدولية
- الأيادي المرتعشة و إستحالة تغيير مسارات التاريخ
- بيوت للذاكرة..دفاتر للنسيان
- تونس الجريحة و المخاض العسير
- ورقات الغيم
- العراق العريق... نوارة الروح و بهاء الإبداع
- متى يخرج التونسيون من ظلام النفق ؟
- من بيروت المنكسرة يباغتنا النور
- ضوء خافت في ظلام النفق
- بعيدا عن سراب المدينة
- قيم المواطنة و صنع التاريخ
- كتابة الرؤيا..رؤى و مقاربات
- النعجم الشعري و كثافة المعنى في قصيدة الضفة الأخرى من يافا ل ...
- وحدهم يعبرون الجسر
- الضفة الأخرى من يافا


المزيد.....




- -رمز مقدس للعائلة والطفولة-.. أول مهرجان أوراسي -للمهود- في ...
- بطوط الكيوت! أجمل مغامرات الكارتون الكوميدي الشهير لما تنزل ...
- قصيدة بن راشد في رثاء الشاعر الراحل بدر بن عبد المحسن
- الحَلقة 159 من مسلسل قيامة عثمان 159 الجَديدة من المؤسس عثما ...
- أحلى مغامرات مش بتنتهي .. تردد قناة توم وجيري 2024 نايل سات ...
- انطلاق مؤتمر دولي حول ترجمة معاني القرآن الكريم في ليبيا
- ماركو رويس ـ فنان رافقته الإصابات وعاندته الألقاب
- مهرجان كان: دعوة إلى إضراب للعاملين في الحدث السينمائي قبل أ ...
- حفاظا على الموروث الشعبي اليمني.. صنعاني يحول غرفة معيشته لم ...
- فلسفة الفصاحة والخطابة وارتباطهما بالبلاغة


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - البشير عبيد - نصر الدين العسالي أو اللوحة في مواجهة الواقع