أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اتريس سعيد - المتاح ليس دائما في الذاكرة















المزيد.....

المتاح ليس دائما في الذاكرة


اتريس سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 7548 - 2023 / 3 / 12 - 23:33
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


1/ كل يقظة روحية تسبقها أزمة روحية، وهي حالة غير عادية يجدها الإنسان الذي لم يعد راضيا عن ذاته وحالته، وعن الطريق الذي يسير فيه، وعن الأعمال التي يقوم بها. فتتناسل الأسئلة المحرقة والمحرجة والكبرى على ذهنه وعقله، تتعلق بماهية وجوده في الحياة، وبماهية مصيره بعد الموت. تلك الأسئلة التي استثقل طرحها الكثيرُ من المفكرين والفلاسفة، لما يجدونه عند طرحها من حرج. والتي قلّما يطرحها الإنسان العادي على نفسه لما أصاب عينيه من غشاوة حجبت عنه الرؤية الصحيحة للحقائق والأشياء، اليقظة الروحية هي أكثر وأكبر من مجرد إلتزام بشيء سامي في أدنى درجاته، بل هي ارتقاء في درجاته ومراتبه، هي تحول كامل من حياة العبث إلى حياة المعنى. مفهوم اليقظة إرتبط بمجموعة من المجالات الحيوية. نذكر منها اليقظة الفكرية، اليقظة الأخلاقية، اليقظة السياسية، اليقظة الإجتماعية، وكل هذه اليقظات تشير إلى الانتباه المطلوب والواجب تجاه المجال المربطة به. أما اليقظة الروحية فتتحدّد بالفارق بين الليل والنهار، وبين الظلمة والنور، وبين النوم والانتباه. وتتحدد بالانتقال بين الأضداد من السلبية إلى الإيجابية، ومن الغفلة إلى الحضور، ومن الأسوأ إلى الأحسن، ومن الظلمات إلى النور، ومن القعود الخامل إلى السعي المثمر. وتتحدّد بالجمع بين الثنائيات، بين الخلاص الفردي والخلاص الجماعي، بين العمل الدنيوي والعمل الأخروي، بين الإهتمام الروحي والإهتمام المادي. فهي تبدأ بالسعي لتحقيق الذات وتنتهي بتجاوزها للتفكير في ذوات الآخرين. هكذا تكون اليقظة الروحية الكاملة.
2/ إذا كان للكذب قدمان يهرب بهما منك فللحقيقة آلاف تسعى بها إليك، نعم إن قتلى الحقيقة المكتومة أكثر من قتلى الظلم البّين والساكت عن الحقيقة شيطان أخرس فيا عشاق الحقيقة هيا بنا ننزع عنها غبار التاريخ فتقول كلماتها المحيية، هيا بنا نهتك عنها ستائر الظلام فمن نورها تهرب الشياطين
3/ تكبر، لا تتفاعل، تجاهل، أترك، لا تبحث، آنسى، آستمتع بصحبة نفسك، كن من أنت حيث تكون وآحمل عبىء قلبك وحده
4/ لا تهدروا طاقتكم بالإنشغال والإنهماك في تحليل أمور واضحة, دعوها بدون أعماق ولا قيعان إنها غالباً للأسطح
5/ ستصبح واعيا عندما تتوقف عن الشعور بالإحتياج، حينها كل شيء سيعود إليك. عندما تتوقف عن محاربة العالم، كل شيء سيقترب منك كي يحادثك ويتناغم معك، عندما توافق على أن تتغير، عندما تتجرأ وتجرّب كل شيء جديد، سيفاجئك العالم، عندما تبدأ بالنظر إليك أنت، سيتلاشى كل شيء لا ترغب به، عندما تتخلى عن أي شيء لا ينتمي لك، هذا اللاشيء سيجذب لك كل ما يشبهك وينتمي إليك، عندما تتوه بين الزحام لكثرة السبل، ستجد نفسك، وسترى طريقك حتما، عندما تقرر، ستجد نفسك التائهة عنك وستهمس لك بكل ما تريده، عندما تتخلى عن جميع الحروب، ستكسب المعركة في النهاية، عندما تريح عقلك، سترى الكون بين يديك، عندما تتوقف عن حب السيطرة، سينتظم الكون من حولك، عندما تتقبل التغييرات ستتوقف عن الألم، عندما تعانق ألمك، ستجعل منه صديقا ودودا لا عدوا لدودا، عندما تصبح واعيا ستتعرف على رسالتك على هذه الأرض، ألست الموكل بالخليفة و الموعود بالجنة
6/ نحن من لحم ودم ولكن علينا أن نعيش وكأننا مصنوعين من حديد.
7/ بعض النهايات مُرّة كالقهوة ولكنَّها تجعلك شخصاً مُستيقظاً مُتنبِّهًا.
8/ العلاقة بين العقل و الروح كالآتي ؟! يمكنك تصور أنك قصر ضخم يحتوي على ألف غرفة تسعمائة و تسعة و تسعون منها داخل عقلك، ممتلئة بكل كنوز و خيرات الكون الفسيح، و هي موصدة و مغلقة من الخارج بإحكام تام. و غرفة واحدة وحيدة داخل روحك، بلا أبواب و بلا جدران، و لا تحوي شيئاً إلا المفاتيح، كُن فَطِن و إبدأ دائماً من الروح .
9/ أنتم الآن في الجحيم، ليس هناك جحيم آخر، هذه الأرض هي سجنكم، تموتون و تسكنون أجساد جديدة في حلقة تناسخ لا تنتهي، فهل إلى خروج من سبيل !
10/ الطبيب ليس بالضرورة أن يكون شخصا تذهب إليه للعلاج بل يمكن أن يكون شخصا جعله الله بحياتكbيحفز روحك و يبعث فيك الأمل, يبث فيك من طاقته ليزيد قدرتك على الشفاء, يساعدك في تخطي عقبات حياتك, هو نور تجلس في سكينة كل ليلة لتستقبل أنوار طاقته و إرشاداته إليك, يغير حياتك, تحس بالأمان, وتمضي بحياتك أقوى, أكثر ثقة وقدرة على مواجهة الحياة
11/ كل العقائد هي دين الإله الواحد بصور متعددة حسب حضارة و ثقافة كل عصر، و كل الألسنة هي لسان واحد بصور متعددة حسب حضارة و ثقافة كل عصر، و كل ثقافة مبنية على الحكمة الأزلية المقدسة الأصلية لكن تظهر بصور متعددة حسب حضارة و ثقافة كل عصر
12/ يكمن القول أن بعض المحافظين أبانوا عن شجاعتهم بالإعتراف أن الديموقراطية في مأزق. وقد سخرنا من فرانسيس فكوياما حين صرح بنهاية التاريخ، لكن الآن كلنا أصبحنا نقبل بفكرة الإطار الديمقراطي الليبرالي هو القائم ها هنا وبشكل دائم. ونكتفي حاليا بالقول بالدعوة إلى رأسمالية بوجه إنساني، كما كان يطالبون بالأمس القريب بشيوعية لها وجه إنساني. آنظروا إلى أفلام الخيال العلمي فهي تظهر بشكل جلي، على أنه من السهل تخيل نهاية العالم وليس نهاية الرأسمالية.
13/ المشاعر السلبية التي تحملها تجاه من أساؤوا إليك، تدور في عقلك أنت وليس في عقولهم، وبالتالي تعكّر مزاجك أنت و ليس مزاجهم وتستهلك الكثير من مشاعرك أنت وليس من مشاعرهم، كن واعياً، إهتم بما يسعدك وليس بما يُلحّ عليك.
14/ الإيمان الأعمى لا يستطيع فهم الحقيقة لأنه لا يفهم أي شيء على الإطلاق. العقل لا يستطيع إدراك الحقيقة لأن العقل محدود و الحقيقة لا نهاية لها. فقط عين الروح حكمتها الداخلية يمكنها فهم الحقيقة و معرفتها كما تعرف نفسها
15/ تئن الروح، تتعذب و تتعذب كثيرا حينما نجبرها على العيش على نحو سطحي، الروح تحب كل ماهو جميل و عميق
16/ ليس كل ما يعرف يقال وليس كل ما يقال تدركه العقول و ليست كل العقول تحمل نفس السعة
17/ عندما تركز المرأة فقط على جسدها المادي ومظهرها، فإنها غالبا ما تجذب الرجال الشهوانيين، إنهم يعكسون عدم إتصالها بقلبها وعواطفها. عندما تتجسد المرأة حقا في جوهرها الأنثوي الإلهي، فهي مغناطيس الأشخاص الواعية لتظهر. عندما تتجسد، عندما تتصل بذاتها فإن عمقها سيخيف الرجال اللاواعين الذين يشعرون بالإثارة ويبحثون فقط عن الجنس.
18/ نهاية الشيء أفضل من إستمراره بشكل باهت
19/ هذا مسيحي، و هذا مسلم، هذا نرويجي، و هذا إثيوبي، هذا أبيض، و هذا أسود، هذا أكبر طبيب قلب، و هذا إبن مجاعات. الإنسانية لا تعرف إختلافات و لا خلافات، لا يهمني لونك أو دينك، غني كنت أم فقير، لا يعنيني إلا أنك إنسان إن إستطعت أن تكون إنسانا بالفعل، وهذا يكفيني.
20/ عندما تكون ميتاً فإنّك لا تعلم أنّك ميّت، إنّه أمر مؤلم فقط للآخرين، نفس الشيء ينطبقُ عليك عندما تكون غبياً
21/ المتاح دائما ليس في الذاكرة
22/ في بعض الأحيان عليك أن تعلم أحدهم درس الفقدان، الفقدان دون عودة، لن يستطيع إعادتك، لكنه سيكون حذرا من فقدان آخرين من بعدك
23/ يتستر الناس على ضعفهم، مخاوفهم، مشاعر الكراهية، وكل شعور ضحل، وكذلك يتسترون على الآخرين ليظلوا محتفظين بالصورة اللامعة عن أنفسهم وعن المثالية المزيفة، عن صور الأبوة والأمومة والأخوة والصداقة والزمالة، يدافعون عن اللقب أو الفكرة ولو كان الشخص على النقيض مؤذ أو ظالم أو فاسد أو سارق، لأن الناس وضعوا لأنفسهم ما يشبه الأوثان، وأخذوا نصوصا من الكتب السماوية وعلقوها على رقاب هؤلاء، فكان الأخ المبجل الذي في الحقيقة ظلم بقية اخوته، وكان المدير المعظم وفي الحقيقة هو ديكاتور، وكان الأب الروحي وهو الفاسد، وكانت الأم الجنة وهي النرجسية، وكانت الزوجة المعبودة وهي السايكوباثية القاتلة ببطىء، وكانت الأنا المثالية وهي النفس الأمارة بالسوء، و على هذا أصبح الناس يردمون الحقيقة ويمجدون الصورة الصنم لأن ليس لديهم أي جهد على تغيير النفس وقول الحق، لأن مصالحهم تتعارض مع الحقيقة، لأنهم يريدون ضمان أكبر ربح مؤكد من الدنيا لأن الآخرة بالنسبة لهم غيب
24/ إذا أردنا حرية للمرأة، إحتراما للمرأة، لحررنا وآحترمنا الإنسان بشقيه المرأة والرجل، ولا نادينا بحرية شق، وتصورنا أن الشق الآخر هو الأزمة، الأزمة في الإنسان ككل، وحلها يكمن في إصلاح الإنسان بداية من عقله ولا أعني في ذلك محاولات خائبة لإقناعه أن المرأة لها حقوق، فطالما أن الإنسان رجل وأنثى متخلف ورجعي وجاهل لن يقتنع بأي نوع من أنواع التغيير الجذري نحو عالم أكثر مساواة
25/ يبدو أنّ الموتى قاموا بدفننا جيداً في هذه الحياة و مضوا إلى النوم



#اتريس_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا ينفع العقار فيما أفسده الدهر
- أكبر خدعة يقع فيها أغلب الرجال
- الشرف هو المعنى الحقيقي للحياة
- لقد دقت ساعة العمل
- لا تحب أناس لا تعرفهم جيدا
- ستموت نادِم في كُل الأحوال
- يترك المرء جزءا منه ثمن كل تجربة
- كن لنفسك فالجميع حكاية و تنتهي
- لم يبقى عندي ما يبتزه الألم
- كيف لك أن تعيش حياة تكرهها
- لا ضوء في نهاية النفق
- قبل أن تبدأ بشيء تعلّم كيف تُنهِيه
- شيئآ فشيئآ آفقد الإهتمام بكل شيء
- إن الشعور هو لغة الروح
- في النهاية كُلنا جَرحى الوجود
- لاشيء أكثر نقاء من الكراهية
- أخشى أن الموت لا ينهي الألم
- تبا لشعوب تعشق الجنس أكثر من كرامتها
- الحقيقة العارية ليست إلا الإنسان العاري
- إنهم يريدون نزع الروح من كل شيء


المزيد.....




- صحفي إيراني يتحدث لـCNN عن كيفية تغطية وسائل الإعلام الإيران ...
- إصابة ياباني في هجوم انتحاري جنوب باكستان
- كييف تعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسية بعيدة المدى وموسكو ت ...
- دعوات لوقف التصعيد عقب انفجارات في إيران نُسبت لإسرائيل
- أنقرة تحذر من -صراع دائم- بدأ باستهداف القنصلية الإيرانية في ...
- لافروف: أبلغنا إسرائيل عبر القنوات الدبلوماسية بعدم رغبة إير ...
- -الرجل يهلوس-.. وزراء إسرائيليون ينتقدون تصريحات بن غفير بشأ ...
- سوريا تدين الفيتو الأمريكي بشأن فلسطين: وصمة عار أخرى
- خبير ألماني: زيلينسكي دمر أوكرانيا وقضى على جيل كامل من الرج ...
- زلزال يضرب غرب تركيا


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اتريس سعيد - المتاح ليس دائما في الذاكرة