لا ينفع العقار فيما أفسده الدهر

اتريس سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 7547 - 2023 / 3 / 11 - 23:23
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

1/ الصامتون هم اصحاب الجنة والمتكلمون هم أصحاب و الجحيم كلما دخلت في الصمت فآعلم أنك تتلقى الحكمة، وكلما إزداد كلامك فآعلم أنك تفقدها، فالمتكلمون تكثر أخطائهم بعد وصولهم لمرحلة لا يجدون ما يتكلمون عنه فيتكلمون لمجرد الكلام ولا يسمعهم إلا من يجد راحته في ضجيج الآخرين و صخبهم، الصمت و الهدوء ذاتك الأصلية حيث لا إسم ولا صفات، الصمت هو المطلق بلا تخصيص معين و حين تسمع بأذن صمتك ستتحدث بلسان حكمتك، الصمت سكون بلا ضجيج، هو الجوهر المظلم حيث لا أحد سواك هو الفراغ اللا نهائي حيث لا تكلم إلا ذاتك فقط الكلام تجسيد لصور محرفة تعبر عن آراء أصحابها وهو إشكالات من أشكال هذا الفراغ. الصمت هو الصوم الحقيقي.
2/ عندما تسامح الآخرين على كل ما فعلوه بك، فأنت في الحقيقة تسامح نفسك وتتقبل أن تتجاوز المشكلة وتتحرر منها من جذورها، أعلم أنه صعب وأشبه بالمستحيل أن تسامح شخصا كان سببا حقيقيا لخسارتك ولكن المخرج الوحيد من هذه الدائرة الكارمية المتعلقة بالظلم هي بالمسامحة والغفران، مسامحة وغفران لنفسك أولا والآخرين ثانيا، لأننا في حالة وعي أعلى كلنا واحد، فالآخرين هم إنعكاس لمشاعرك الداخلية، فمن منا الحقيقي ومن هو الإنعكاس؟! كلنا نتبادل الأدوار، ولكن الأكثر وعيا هو الأكثر وجودا حقيقيا.
3/ ليس كل البشر لهم إستحقاق ليلتقوا أزواج أنفسهم أو ذلك الذي الشخص الذي يوهج شعلتك أو ما يسمى بطاقة الكونداليني و أزواج النفس لا يجتمعان إلا إذا كان أحد الطرفين أعلى روحا من الآخر لأن هدف الزواج هو الإرتقاء الروحي و التشافي النفسي و إذا غاب هذان العاملان فالعلاقات للأسف ليست زواج حقيقي، هي مجرد عقد شرعي العلاقات التي لم تضف شيء ليست علاقات حقيقية، علاقات أزواج الروح الحقيقية علاقات إلهية مقدسة،زوجتك الروحية هل أنت متأكد أنه زوج نفسك وكيف لك أن تعرف ؟ الله خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها، شرط أحد الطرفان الوصول للنفس الواحدة. يا آدم أسكن أنت و زوجك الجنة. إن لم يكن هناك شعور بالجنة فكلاهما في عالم وإن كان بينهم عقد شرعي، هذا العقد ورقة كتبها شخص عادي لا علاقة للنفس بالأمر. زوج النفس هو توأمك في جسد آخر من إلتقى زوج نفسه هذا يعني أن إستحقاقه الإلهي عالي ولذلك شروط طبعا وحتى وجودها مع بعض فيه إرتقاء لكليهما.
4/ بالفكر تُصنع الرغبات، فتنشأ المعاناة، وبالفكر أيضا نستطيع أن نمحي تلك الرغبات فتنتهي المعاناة
5/ تبا هذا النظام تم وضعه لجعلك تفكر فقط بأن بلدك ليست أفضل بلد أو أسوء بلد وتصدق بأن هناك مخلوقات فضائية و تهرول مع القطيع وترضى بما أنت فيه بطريقة قانونية.
6/ السقوط ليس إنجذاب إلى المركز اللامحدد، إن الإندحار في البعد المادي ليس إلا إنعكاسا لمأساتنا الروحية الكبرى التي حدثت منذ ان إبتعدنا عن المصدر
7/ إذا نستنتج شيئا أنه مـا ينقصنا هو شيئا واحدا وهو الدافع الكافي ليجعلنا نستخدم قوانا الخارقة
8/ ‏يجب عليك أن تفهم أن هذا السن مجرد رقم, لا يشكل حقيقتك أبداً, ربما تكون طفلاً بسن الستين, أو شيخاً بسن العشرين. نحن نزداد نضجا بالوجع لا بالسنين
9/ أحيانًا تكون النجاة، بأن تضيع فرصتك في الحصول على الأشياء أو الأشخاص كما تمنيت !
10/ في يوم من الأيام كان الثعلب يلتهم حيواناً قد قتله، و فجأة علقت قطعة عظم صغيرة في حلقه ولم يستطع بلعها، وفوراً شعر بألم فظيع في حنجرته وبدأ يركض ذهاباً وإياباً يئن ويتأوه باحثاً عن أحد يساعده. حاول أن يقنع كل من قابل ليزيل له العظمة قائلاً: سأعطيك أي شيء إذا أخرجتها. وافق طائر الكركي على المحاولة، فاستلقى الثعلب على جنبه و فتح فكيه إلى أقصى حد، فوضع الكركي رقبته الطويلة داخل حلق الثعلب وبمنقاره حرر العظمة وأخرجها أخيراً. قال الطائر: هل تسمح بأن تعطيني ما وعدتني به؟! كشر الثعلب أنيابه عن ابتسامة ماكرة وقال: كن قنوعاً، لقد وضعتَ رأسك في فم ثعلب وأخرجته آمناً أليست هذه جائزة كافية لك؟!العبرة: العهود مع الماكرين نهايتها مكر أيضاً. فلا تأمل في الخير من الماكرين حتى لو وعدوك.
11/ نحن نعيش قمة النفاق الإجتماعي حيث تحكمنا المصالح حتى أصبح العطاء صفة الضعيف و أصبح الصدق نوع من أنواع الغباء
12/ العرس أهم من الحبّ، التشييع أهم من الميّت، الشكل أهم من الجوهر، الجيب أهم من العقل، هذه بإختصار ما أطلق عليها، ثقافة الغلاف وليس الكتاب، ثقافة الإطار وليس اللوحة، هكذا نعيش عالم من التغليف بلا محتوى.
13/ دعني أسيطر عليك مِن خلال رغباتك تبسيط مخلّ و إنحطاط وتفاهة باسم العِلم. سيجموند فرويد: قل لى أحلامك، أقول لك كيف تفكرّ. كارل ماركس: كلمني عن النقود التي في جيبك، أقول لك كيف تفكر. الطبيب النفسي، أحكي لي أسرارك، عواطفك، إنفعالاتك، أفكارك، نظام حياتك، أختار لك مرض نفسي يناسبك مِن دليل تشخيص الأمراض النفسي.
14/ لا ينفع العقار فيما أفسده الدهر ؟!
15/ عندما يتكلم معي أحدهم عن التفكير الإيجابي و عن التفاؤل و تلك النظرة الوردية البليدة للحياة أصاب بالغثيان، أريد أن أتقيّأ قلبي وكأن هؤلاء الحمقى يعيشون في عالم موازي ليس فيه أطفال يموتون من الجوع و البرد، و ليس فيه عوائل مشردة في المخيمات، ولا أقوام كاملة ٱنتزعت كرامتها، تذل و تهان من دون ذنب، ولا حرمان ولا حروب، ولا سرطان العظام و الدم، ولا نفاق، ولا جشع ولا ماذا. إن أكملت سوف أتقيّأ. لكن أتعلم ماذا؟ أنت المتفائل، أنت شخص لا يهمه كل ما يحدث في هذا العالم، ولا يكترث سوى لنفسه و تلك هي المشكلة و التي هي في صالحك طبعا، و هي لم تكن ميزة في شخص يتعدى شعوره نطاقه الشخصي ليشمل العالم كله، و ذلك ليس في صالحه طبعا، لأنه عالم محبط.
16/ ماذا تجني كربح حين تؤذي وتؤلم غيرك ؟ عن أي متعة تتحدث عندما تستمع لصوت روحه تئن و تتأوه من شدة الوجع النفسي ؟ أذيتك لغيرك ليست إلا محاولة منك لقتله شيئا فشيئا، محاولة منك أيضا لمنعه من العيش في سلام، خلقت الأيادي للمساعدة، لمسح الدموع، للتخفيف من أحزان الغير، خلقت الأيادي للعناق والأحضان، أما من كانت له يدان لفعل الشر والسوء، فسيأتي عليه يوم يحترق بنفس النار التي أمسكها بيديه لتعذيب غيره، لنكن جميعا أيادي خير دائما، حتى لو إمتلكنا قلوبا تتوجع سيأتي علينا يوم ننهض فيه بمفردنا بعد أن سقطن
17/ من يدخلُ مدينة الحب إما يعودُ طفلاً يحب كل الأشياء وإمّا يخرج منها مسنٌ لا يدرك إلی أيّ منفى ينتمي
18/ الحقيقة دائما موجودة وهي أمامك الآن لكن الأغلبية غير قادرين على رؤيتها لأنها مغطات بحجاب سميك من المشاعر والمواقف التي يتم تلقينها منذ الولادة تتشكل متزامنة مع نموك الفيزيائي مثل طبقات البصل إلى أن تكتمل حبة بصل تغتر بحجمها الوهمي الكبير لكنها ليست سوى طبقات من القشور أما لبها الأصلي فهو مثل حبة زرع في جوفها كلما زاد الإيمان بالشيء تجسد
19/ ما الذي يمكن أن يكون أكثر فحشًا من إمرأة تحمل في بطنها متفاخرةً جثّة مستقبليّة؟
20/ الهدوء إن لم يكن نابعا من أعماق النفس الإنسانية فلا يمكنه أن يكون إلا هدوء مزيفا
21/ فلن تعرف مدى قوتك إلا أن يصبح خيارك الوحيد المتاح هو أن تكون قويا.
22/ مُتلازمة السَند هي حالة هستيرية تنتاب المرء، يغرس فيها أظافره بجسد مَن إعتاد أن يسنده خوفاً مِن فقدانه. هو بحقيقته تعاطف مفرط مع الذات و شفقة عليها. البعض يُسمي أصحاب هذه المتلازمة بـ "الرضعاء الدائمين"، فهم لا يستطيعون الإنسلاخ عن ذاك الشعور الطفيلي الذي يفرض عليهم الإلتصاق بالسند.
23/ ويوما بعد يوم يزداد حب البشر لظلم أنفسهم ويعشقون التكنولوجيات المستحدثة والتي تدمر قدرتهم على التفكير، إنه الماتركس الذي أنساهم بساطة الحياة فبدأوا باللجوء للسيبليمانيل والبرمجيات العصبية طلبا للهدوء للنسيان و التغيير.
24/ عندما تجلب لك الفكرة شقاء أكثر من السلام، فآتركها. و عندما يجلب الشخص لحياتك ألماً أكثر من الفرح فآتركه، فلن تكون في أفضل حال وأنت تفتقر للفرح والسلام.
25/ بعد كل خصومة يموت جزء من الحب و تعود العلاقة لكن ليس كما كانت في السابق، كلما إستمرت الخصومات تعود العلاقة مع حب أقل و شيئا فشيئا يخفت الحب، يتضائل و ينتهي للأبد فلا تعود ثمة أي علاقة
26/ الإنسان حيوان إستمنائي بإمتياز ولا يوجد أي حيوان آخر يشاركه في هذه الصفة الجنسية التي وهبت له كي يعيش وحيدا مستغنيا عن أي شريك جنسي في حالة الضرورة‏

#اتريس_سعيد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات