أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بشير الحامدي - المضللة














المزيد.....

المضللة


بشير الحامدي

الحوار المتمدن-العدد: 7547 - 2023 / 3 / 11 - 14:56
المحور: الادب والفن
    


ـ هناك أسماك لا يمكن رؤيتها والقبض عليها ... وهي لا تظهر إلا أحيانا في المياه الضحلة على ضفاف البحار والمحيطات ويكون ظهورها مدروسا ولغايات لها علاقة بطرق عيشها ومن أجل استمرارها.
ويقول كثيرون ممن رأوها أنها طورت أساليب تجعلها تخفي حجمها الكبير الكبير وطبيعتها الشريرة ومنها ظهورها كل مرة على الضفاف.
هي ليست في حجم الحيتان الكبيرة التي نعرف ولكنها تعدّ بطرق تحصيل عيشها وبالعلاقات التي تنسجها مع محيطها من أخطر الكائنات البحرية لا بل إن خطرها أكبر كثيرا من خطر تلك الكبيرة ذات الأنياب التي نعرفها كلنا تقريبا.
ويردّد من رآها أن أسلوبها في البقاء مختلف جدا عن غيرها من الكائنات البحرية الأخرى فهي ولكي تستمر في البقاء يقولون أنها تفرز عصارات سميّة كل حين تسيطر بها على مساحات كبيرة سواء في الأعماق أو على السطح فتصير هذه المساحات مساحات موت لكل الكائنات التي تدخلها وتتحول بذلك لغذاء سهل لها وهو ما يجعلها تبقى دائما وتتنقل في البحار والمحيطات حرة طليقة آمنة.
ـ تقصد أننا كنا على صواب حين أطلقنا عليها اسم المضللة ...
ـ لا. أقصد أننا نتقن إطلاق الأسماء فقط ونعجز عن الضفر بالمضللة ونكتفي بالقول أننا نعمل على تنقية مياهنا منها...
ـ ربما هو العجز الكامن فينا ... في طبيعتنا ... أو ربما لأننا نحن شعوب حنوب المتوسط ميالون للقول أكثر من الفعل على عكس شعوب أخرى في أماكن أخرى من العالم.
ـ صحيح قد تكون على صواب فنحن شعوب جنوب المتوسط وخصوصا نحن هنا فعلت فينا الهجانة والرثاثة فعلهما حتى صارتا خاصيين من خصائصنا فنحن نتأثر ولا نؤثر نحن نثرثر ولا نعمل والفعل عندنا توارى خلف ضجيج الكلام ...
أنظر لأمثالنا وستعرف... ألسنا نحن من يقول "اللسان بلاش عظم" ألسنا نحن من يقول "الزك البارك والفم الحارك" ألسنا نحن من نقول "اليوم خمر وغدا أمر" وغير ذلك كثير..
ـ ظننتك تغيرت لما هاتفتني صباح اليوم تريد لقائي... قلت الرجل " رجعلو شاهد العقل" وها هو يطلبني فهو لا شك تجاوز ما كان بيننا ويريد أن يصلح كل شيء فإذا بك تناديني لتحدثني عن المضللة وعن الفم الحارك ... لا شيء فيك تغير صديقي فأنت كما أنت ... أنا على عكسك تماما لقد تغيرت. غيرت قناعاتي غيرت علاقاتي صرت أرى الأشياء على حقيقتها وصرت قادرا على وضع قدمي أين يجب أن توضع ... لم أعد ذلك الرجل الذي تعرف...
أعلم أن كلامي هذا لن يقنعك ولا يجعل مني إنسانا آخر في نظرك فقد ترى أني تغيرت للأسوء أو بتعبيرك الذي تتقنه بعت كل شيء وزحفت على بطني ولكن عليك أن تصدق أنك الآن تتحدث مع إنسان آخر ليس ذلك الذي تعرف ألست أنت من يقول " أنه لا يمكن أن نستحم في مياه النهر مرتين"
لا . لا أبدا لم أطلبك لأحدثك عن المضللة أو لأسمع منك أنك أصبحت إنسانا آخر. لقد طلتبك لأسلمك رسالة من "ريما" لا أعلم ما فيها كلفتني بتسليمها لك لأنها تعرف "أنو بيني وبينك ماء وملح" ولا يمكن أن أرفض طلبها. "ريما" طليقتك تقيم الآن معنا في البيت منذ أعلموها في المطار حين كانت ستسافر أنه لا يمكنها مغادرة البلاد...



#بشير_الحامدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تونس ـ هل قدرنا أن نقف إما في صف سلطة استبدادية غاشمة أو في ...
- أوهام الحشود في ظل غياب حركة اجتماعية مستقلة
- تونس ـ قيس سعيد يهيئ للمعركة مع بيروقراطية الاتحاد العام الت ...
- حول استبدال الإصلاحية أو الثورة بالدولة
- مداخلتي في ندوة تقديم كتاب -ورقات من دفاتر ناظم العربي- الكت ...
- الكتابة تحت القنابل المسيلة للدموع: تقديم كتاب ورقات من دفات ...
- حبيب الهمامي يكتب عن نص -ورقات من دفاتر ناظم العربي- الكتاب ...
- البِرْكَة لا تستحق حجرا لتحريكها بقدر ما تستحق أحجارا ورملا ...
- نص قصير من كتاب: -ورقات من دفاتر ناظم العربي الكتاب الأول ...
- تونس: من أجل مؤتمر للمقاومة ينجزه كل الذين يلتقون على مهمة ا ...
- تونس: حول الموقف من إضراب 16 جوان 2022
- تونس: مأزق قيس سعيد: قطع رقبة البيروقراطية النقابية أم التنا ...
- تونس: بعض كلام وليس كله بمناسبة انعقاد مؤتمر الجامعة النقابي ...
- تونس: لوبيات الفساد في وزارة التربية وفي غرفة صانعي الكتاب
- الماكينة الصدئة
- تونس: العصفور النادر الذي سقط في 25 جويلية 2021 في قفص شق ال ...
- سياسة الالهاء والدولة من جهاز قمع إلى جهاز لتحقيق أهداف الثو ...
- تونس المبادرة الديمقراطية مواطنون ضد الانقلاب أو صيحة المذ ...
- نهاية قيس سعيد
- 17 ديسمبر لا يحتاج دفاع الخردة السياسية والنقابية ومن استبدل ...


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بشير الحامدي - المضللة