أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - شفان شيخ علو - مهلاً يا أصحاب القوانين














المزيد.....

مهلاً يا أصحاب القوانين


شفان شيخ علو

الحوار المتمدن-العدد: 7541 - 2023 / 3 / 5 - 19:21
المحور: المجتمع المدني
    


 
الدول معروفة بقوانينها، وهي لا توضع إلا للتعبير عن مصالح عموم المجتمع، وهي كلما كانت مرنة ومنفتحة على العالم الخارجي، واليوم أكثر من الأمس، كان لها وزنها والتقدير. والقوانين تكون مختلفة، ومتنوعة، تقابل حاجات أفراد المجتمع المادية والمعنوية، والأهم فيها، حين تأخذ ما يخص حريات الأفراد الشخصية بعين الاعتبارـ لتكسب ثقتهم بالمقابل.
سبب هذا القول، هو ما يجري من كلام، ويجري تداوله من تعليقات بشأنها، حيث الوضع يمس حريات الأفراد الشخصية مباشرة، ومن قبل الحكومة المركزية في العراق، جهة التعامل مع حاجات وسلع ترتبط بحاجات شخصية، ولا تسيء إلى أمن الدولة أو تقلل من قيمتها.
من ذلك ما يخص الموقف من المشروبات الكحولية ومحاولة حظرها، أو التضييق على التعامل معها وتناولها، وفي هذه الخطوة تُشَم رائحة تمس حرية الإنسان الشخصية في قلبه، ولا بد أن وراءها من يرفعون شعارات لها خلفية إيديولوجية، وشعبوية، وبزعم حماية الدين مما تجري تسميته بالحرام والمسيء إلى الدين، لكسب مواقف آنية وجانبية، حزبوية وطائفية كذلك، وما في ذلك من تأثير مباشر على من يختلفون عن هؤلاء الذين يطلقون تصريحات هنا وهناك من هذا الموقف القائم على ما هو ديني، لتمرير المطلوب.
إن الصمت تجاه محاولات وإصدار قوانين حول ذلك، وفرضها على الأفراد، يضاعف المشاكل، ويثير توترات تعقّد الأمور في المجتمع أكثر.
فالذين يتناولون المشروبات الكحولية، وهي موجودة في مختلف المجتمعات، لا يجوز الحد من حرياتهم، وغلْق أي محل يبيع مشروبات كحولية، والإساءة إلى الحقوق الشخصية.
كأن الإقدام على الخطوة هذه هو المشكلة الأساسية التي نعيشها في العراق، بالعكس، هذا هروب من كبرى المشاكل التي سببها من يعيشون الفساد، ويزيدون الفساد فساداً وعلى أعلى مستوى، وهذا يقودنا ربما إلى قرارات أكثر خطورة، وهو ما نتلمس آثاره هنا وهناك، ومن ذلك ما يتعلق بحظر الاختلاط بين الجنسين في مختلف الأمكنة: مؤسسات تعليمية وووظيفية، عامة وخاصة ومختلطة،  وربما الدفع بالذكور لأن يطلقوا لحاهم، ليثبتوا أنهم مؤمنون، أو  مسلمون فعليون، ولتمييزهم عن الذين يختلفون عنهم في الدين، وما في ذلك من تفرقة مخيفة، وبالمقابل إلزام النساء بارتداء الخمار كاملاً، أو النقاب، وقصْر مدة الدراسة، وملازمة البيت، ومنعهن من قيادة السيارات، والدفع بأصحاب المحلات لأن يغلقوا محلاتهم وقت صلات.. وغير ذلك من الأمور التي تضيّق على حريات الأفراد. لا بل تهيء المجتمع للمزيد من المشاكل والفتن هنا وهناك.
والذي نتأمله من الحريصين على أمن البلاد ومصلحة الشعب وحريات الأفراد الطبيعية، في الحكومة المركزية، وفي إقليم الكوردي الحبيب، أن لا يسمحوا بتطبيق ما أشرنا إليه، التأكيد على أن الحفاظ على حريات الأفراد حق مقدس لهم، وضمان لأمن البلاد بالمقابل، ولئلا يكون هناك من يحاول الصيد في الماء العكر، في حالات كهذه، ونحن بغنى عن كل ذلك.
وأي محاولة كهذه ستدفع بالذين يشعرون أنهم مقصودون في حريتهم، وتقييدهم من خلالها، لا بد أن يبحثوا عن طرق أخرى، لتأكيدها، وسيكون هناك من يسعون إلى توفيرها بطرق غير مشروعة، وفي عالم اليوم، وبالمقابل، ستشهد مواقع التواصل الاجتماعي، والمنابر الإعلامية في الداخل والخارج، تصعيداً بالمواقف التي تعمّق الحساسيات وما لا يحمد عقباه .
إن مجتمعاً يقوم على الشفافية والانفتاح، والتعبير المباشر عن عقده ومواجهته، هو الذي يؤمّن الطريق إلى الغد والنجاح، أما في حالة كالتي أشرنا إليها، فبالعكس من ذلك، فهو يغلق على نفسه، بعيداً عن متغيرات العصر.
أقول ذلك من باب الحرص على سلامة بلدنا وشعبنا، في مختلف فئاته، وأنا على ثقة أن هناك من سيقف عند الذي نكتبه هنا، تعبيراً عن هذا الحرص، وليعلم من له علاقة بالموضوع، بما هو جار، وما يمكن أن يجري، وتكون له تبعات سلبية لا يريدها حتى الذين يعبثون بالأمن الشخصي للمواطن وحريته الشخصية.

 



#شفان_شيخ_علو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرحبا آذار
- الطبيعة تعلّمنا
- تقدير واجب
- لمنكوبي زلزال قهرمان مرش
- الشعب والدولار-6-
- الشعب والدولار-4-
- الشعب والدولار-5-
- الشعب والدولار-2-
- الشعب والدولار-3-
- من ألإيزيدية الى الكوردية6
- من الإيزيدية إلى الكوردية5
- ما الإيزيدية الى الكوردية4
- من الإيزيدية إلى الكوردية3
- من ألإيزيدية الى الكوردية2
- من الإيزيدية الى الكوردية1
- عاطفة الحب
- الذكرى الخامسة للريفراندوم
- نحو كلمة إيزيدية جامعة
- مأساة الإيزيدية المستمرة
- البارزاني تاريخنا


المزيد.....




- -الرئاسة الفلسطينية- تدين استخدام واشنطن -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- فيتو أمريكي بمجلس الأمن ضد العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم ...
- مؤسسات الأسرى: إسرائيل تواصل التصعيد من عمليات الاعتقال وملا ...
- الفيتو الأمريكي.. ورقة إسرائيل ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحد ...
- -فيتو-أمريكي ضد الطلب الفلسطيني للحصول على عضوية كاملة بالأم ...
- فيتو أمريكي يفشل مشروع قرار لمنح فلسطين العضوية الكاملة بالأ ...
- فشل مشروع قرار لمنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة ...
- فيتو أمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة
- الرئاسة الفلسطينية تدين استخدام واشنطن -الفيتو- لمنع حصول فل ...
- فيتو أميركي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - شفان شيخ علو - مهلاً يا أصحاب القوانين