أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - شفان شيخ علو - مأساة الإيزيدية المستمرة














المزيد.....

مأساة الإيزيدية المستمرة


شفان شيخ علو

الحوار المتمدن-العدد: 7328 - 2022 / 8 / 2 - 21:37
المحور: حقوق الانسان
    


هناك من يلوموننا لأننا في كل مناسبة، وبغير مناسبة أحياناً، نتحدث عن الفرمانات التاريخية التي تعرضنا لها نحن الإيزيدية، وآخرها وأفظعها في العصر الحديث، وأمام مسمع العالم وبصره: كارثة 3 آب 2014، على أيدي عصابات داعش الإجرامية، وعدا عن ضحايا ذلك الغزو الداعشي الهمجي، عدا عن حزننا الإيزيدي على ضحايانا، حزننا على نسائنا وأطفالنا وشبابنا الذين تعرضوا للسبي والخطف والقتل الداعشي. وحزننا على ما نحن فيه، لأن العالم لم يتصرف كما هو مطلوب، ومن قواه الكبرى، لوضع حد لهذه الفرمانات، وإنزال العقاب المناسب بالمجرمين ومن دعموهم، ووضع حد لحزننا الكوردي الإيزيدي.
لماذا يلومنا العالم على جرحنا الإيزيدي البليغ والذي لم يتوقف نزيفه؟ لماذا يلومنا العالم، وليس هناك من بارقة أمل في أننا سنعيش عهداً جديداً، ولن يكون هناك داعي للخوف من الآتي، ومازلنا نتعرض للتهديد ؟ كيف لنا أن ننسى تاريخنا المؤلم وهو في كل يوم، في كل لحظة يظهر أمامنا، كأنه لم يتغير، تاريخ مأساتنا نحن الإيزيدية .
هل من رجل إيزيدي أباً أو جداً، وليس في قلبه وعقله جرح كبير، وأمامه صور أفراد من عائلته وأهله وأحبته؟ هل من امرأة إيزيدية زوجة أو جدة، وليس في قلبها وعقلها صور أبنائها وبناتها وأهلها وأحبتها وهم يتعرضون للتعذيب أو الخطف والتهديد، وقد ذاقت آلاماً؟ هل من طفل إيزيدي ولم يعش مرارة اليتم في أبيه أو أمه ؟
غداً، تكون المناسبة الفظيعة والموجعة لنا نحن الإيزيدية، قبل ثماني سنوات، وجرائم داعش الكبرى، وليس من جريمة تعرضنا فيها للقتل والسلب والنهب والخطف، بجريمة بسيطة، ولا تكون جريمة مجزرة أو مذبحة أو مشروع إبادة جماعية ؟
مناسبة، وفي كل يوم مناسبة، نلتقي لنسمع أصوات آلامنا، وآلامنا تتجدد دائماً من خلال احتمال حصول كارثة أخرى، حين نعيش تهديدات وأخطاراً نعيشها .
ليس من جهة يمكن لنا أن نقول عن أنها جهة الأمان، لنقول: سوف يبدأ تاريخ جديد !
الذين يلوموننا، ليتهم اقتفوا آثارنا، وكيف تم تشريدنا وتهجيرنا، وشتاتنا في جهات مختلفة. ليتهم حققوا في تاريخنا، ليعرفوا أنواع العنف التي تعرضنا لها، ونحياها نفسيا، وقد تبعثرنا، وليس الاغتراب وطننا، رغم أننا نحاول التشبث بأرض آبائنا وأجدادنا، إنما دون أن يفارقنا الخوف، وعيوننا على كل طريق، ودرب، وزاوية، تحسباً لما هو متوقع، لأن الذين يتفاخرون هنا وهناك بأنهم سيضعون حداً لأعداء الإنسانية، سيصفّون الإرهاب ورموزه، لن يتركوا الجناة يفرحون بجرائمهم، لم يفعلوا شيئاً يذكر. من وعد إلى إلى آخر، وقد تعبنا من الانتظار .
إنما رغم كل ما جرى لنا، رغم كل ما هو متوقع أن يجري لنا، لن نستسلم لليأس، ولن ننسى ضحايانا. إنما هؤلاء سيزيدونا قوة، وما عشناه من كوارث، سيمنحنا المزيد من التلاحم، لنستمر في الحياة، وملؤ نفوسنا حرية.
كان هناك أمثال الدواعش المجرمين في مراحل مختلفة من التاريخ، وفي كل عملية غزو وقتل وسلب ونهب، عشنا نوعاً مختلفاً من هذا القتل والخوف والتشريد، إنها تجارب مرعبة يعرفها الأعداء والأصدقاء، كما نعرفها نحن، ولكننا ولدنا لنكبر، ونكبر لنزداد تمسكاً بالحياة، ونتمسك بالحياة/، لنثبت لأعداء أينما كانوا، وفي أي وقت، على أننا أهل للحياة، وسوف نستمر في الحياة كراماً، أهلاً للمحبة والتعايش المشترك، وهو ردنا الوحيد على من يكونون أهلاً للقتل والكراهية والحقد وزرع التفرقة والبغضاء في النفوس .
ها هو إيماننا بما يزيد في قوتنا ووحدتنا وتماسكنا نحن الإيزيدية، وها هي عقيدتنا التي نتمسك بها، لأنها عقيدة المحبة واحترام الآخرين، عقيدة الحياة وأهل الحياة أولاً وأخيراً!



#شفان_شيخ_علو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البارزاني تاريخنا
- حب المكان الأولي
- هل الإيزيدي أسير ماضيه حقاً
- المنصف بحق أهلنا الإيزيديين المفكر العراقي علي الوردي
- حِكَمٌ من ذهب
- أسم نوراني في ضل لالش النوراني
- الطعام المشترك والسلام المشترك
- أهلنا
- غداً عيدنا نحن الإزيدية…
- العراق والسلام المنشود
- داود مراد ختاري
- نجم في سماء ألأيزيدية
- ابو ثابت …الثابت على حب الناس …صديق الجميع …وداعاًياصديقي
- عزاء الفقيد الكبير شيخ شامو
- من نبلاء الكورد
- شفان برور يغدر بفنه !
- الإيزيدية أكبر من فرماناتهم وأقوى
- من يبقون في الوجدان…
- كابوس طريق الموت
- السلوك الغوغائي لا يليق بالائيزيدي


المزيد.....




- مقر حقوق الإنسان في ايران يدين سلوك أمريكا المنافق
- -غير قابلة للحياة-.. الأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد ت ...
- الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس ...
- مكتب المفوض الأممي لحقوق الإنسان: مقتل ما لا يقل عن 43 في ال ...
- مسئول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما ...
- فيديو.. طفلة غزّية تعيل أسرتها بغسل ملابس النازحين
- لوموند: العداء يتفاقم ضد اللاجئين السوريين في لبنان
- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا
- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - شفان شيخ علو - مأساة الإيزيدية المستمرة