أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - شفان شيخ علو - غداً عيدنا نحن الإزيدية…














المزيد.....

غداً عيدنا نحن الإزيدية…


شفان شيخ علو

الحوار المتمدن-العدد: 7223 - 2022 / 4 / 19 - 23:55
المحور: حقوق الانسان
    


غدناً عيدنا نحن الإيزيدية
 
نعم، غداً عيدنا نحن الإيزيدية الذين يعرفهم التاريخ والجغرافيا، فلا التاريخ أنصفهم، ولا الجغرافيا حمتْهم من الأيادي الآثمة التي طالتهم في مالهم ودمهم وعرْضهم. في حياة صغارهم وكبارهم، في حياة رجالهم ونسائهم، في أحلام شبابهم وشاباتهم . فهل هناك من جريمة كبرى أكبر من هذه الجريمة ؟
غدنا عيدنا نحن الإيزيدية. ولا نعرف، هل نضحك في استقبال هذا العيد النيساني، وقلوبنا مليئة بالجراحات، وجراحاتنا تنزف، والألم كبير وثقيل، أم نبكي لأننا لا ننسى من رحلوا خوفاً من تهديدات أولئك الطامعين فيهم، وهم أحياء في قلوبنا ؟
غداً عيدنا، وأعيننا على موتانا الذين رحلوا قهراً، وحباً بإيزيديتهم، حباً بمعتقدهم، وكل إيزيدي يموت فهو شهيد، بسبب غزوات أعدائهم في القرب والبعد، والخوف موجود دائماً على مر تاريخنا الطويل. يموت الإيزيدي دفاعاً عن شرفه وأرضه وماله الحلال وعقيدته التي لا يريد بها شراً للآخرين، أينما كانوا.
غداً عيدنا،نحن الإيزيدية، ونحن نحتفل بأعياد آذار النوروز الكوردي، عيد كل الشعوب التي ترحّب بالربيع، وتلتقي بالربيع، والربيع بداية حياة جديدة، والتوقيت الجميل لكي يخرج المحتفلون إلى الطبيعة ببيضهم" رمز الولادة والحياة "، رمز الخصوبة والانبعاث، ويبتهجون بكل ما في الطبيعة من ورد متفتح وعشب أخضر وماء صاف، رغم أن عيدنا الآذاري والنيساني غير أعياد الآخرين، ونحن نرى في الورد الأحمر لون دماء من ماتوا من أهلنا الإيزيدية ضحايا غزوات الآخرين، ضحايا الفرمانات التي تتجدد بين فترة وأخرى، وفي كل ماء شفاف دموع أمهاتنا وأطفالنا الأبرياء، وبناتنا وهن في مقتبل الحياة ..!
غداً عيدنا، وعيوننا لا تكف عن البكاء وهي تتلفت في كل اتجاه تنتظر عودة أسرانا، وأسيراتنا، وهم أحبتنا والعزيزات على قلوبنا نحن الإيزيدية، ممن خطفتهم أيدي الدواعش الإرهابيين، أعداء الإنسانية جميعاً، وفي قلوبنا حسرة من غيابهم الذي طال، وجرحنا الذي لم يؤلمنا جميعاً .
غداً عيدنا نحن الإيزيدية. وليس من عيد لنا إلا ونحزن فيه ويعزّي بعضنا بعضاً بالكوردية الواضحة والمفهومة، ولكن عيدنا النيساني يؤلمنا أكثر، لأنه يذكرنا بعام جديد، ومازلنا في عزاء، مازلنا نحزن على من رحلوا وهم قرابين حبهم للإيزيدية، وهم متشبثون بالحياة، كما هو إيزيدي في الوطن وفي المغترب .
غداً عيدنا، وفي روحنا عطش وتوق إلى الحياة، كغيرنا، وجوع إلى الحياة، كغيرنا، وإرادة قوية إلى بناء الحياة، كغيرنا، رغم أن أعداءنا، أعداء الكورد، أعداء  الإيزيدية فيهم، لا يكفّوا عن إلحاق الأذى بنا .
غداً عيدنا نحن الإيزيدية، عيدنا النيساني:
سنفرح من أجل أطفالنا ليزدادوا تعلقاً بالحياة، وحباً بإيزيدية آبائهم وأجدادهم.
سنفرح لأن آباءنا وأجدادنا هكذا كانوا، لئلا يعتبرنا أعداؤنا أننا استسلمنا للحزن وحسبنا لهم حساباً. إننا نعرفهم جيداً، ولكننا نعطي الحياة لنستمر فيها.
سنفرح، وعلينا أن نفرح مع أطفالنا، مع طبيعتنا الكوردستانية، أن نصافح بعضنا بعضاً، وأن نحتفل مع بعضنا بعضاً، ليفرح بنا ربيعنا، وحتى من رحلوا ضحايا غزوات الآخرين، لأنهم يعرفون أننا بفرحنا هنا، نرهب الأعداء ونبني الحياة .
نعم، يا أهلنا الإيزيدية، غداً عيدنا، وعلينا أن نزداد وعياً ونقوى إرادة، وتمتن إرادتنا معاً جميعاً، فليس كالتضامن والوحدة في المصير المشترك، من قوة تبعد الأعداء عنا، وتزيد إرادتنا الإيزيدية عزيمة، وحباً في الحياة.
غداً عيدنا نحن الإيزيدية. سنعطي لعيدنا حقه، ليعطينا حقنا في الاحتفال به.
وكل عيد وإيزيديونا بخير، أينما كانوا، ومستقبلهم الآتي أجمل وأحلى، وأكثر أماناً.
 



#شفان_شيخ_علو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق والسلام المنشود
- داود مراد ختاري
- نجم في سماء ألأيزيدية
- ابو ثابت …الثابت على حب الناس …صديق الجميع …وداعاًياصديقي
- عزاء الفقيد الكبير شيخ شامو
- من نبلاء الكورد
- شفان برور يغدر بفنه !
- الإيزيدية أكبر من فرماناتهم وأقوى
- من يبقون في الوجدان…
- كابوس طريق الموت
- السلوك الغوغائي لا يليق بالائيزيدي
- في لوحة -لافكش-
- نعم لاستقلال كردستان ولا.. للتحديات
- شنكال تحررت ووعد البارزاني تححق
- في افتراءات (احمد داوود اوغلو )على البرزاني
- حرمة الاديان والتجاوزات المسيئة
- نوروز العيد ... ونوروز النصر والعبر
- حلف بغداد سابقا .....والاتفاقية الامنية لاحقا
- الديمقراطية أولاً ... هي السبيل الوحيدة إلى عراق جديد
- تهنئة من القلب للصحافة الكوردستانية .. والأمل معقود عليها في ...


المزيد.....




- کنعاني: لا يتمتع المسؤولون الأميركان بكفاءة أخلاقية للتعليق ...
- المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة: روسيا في طليعة الدول الساع ...
- مقر حقوق الإنسان في ايران يدين سلوك أمريكا المنافق
- -غير قابلة للحياة-.. الأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد ت ...
- الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس ...
- مكتب المفوض الأممي لحقوق الإنسان: مقتل ما لا يقل عن 43 في ال ...
- مسئول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما ...
- فيديو.. طفلة غزّية تعيل أسرتها بغسل ملابس النازحين
- لوموند: العداء يتفاقم ضد اللاجئين السوريين في لبنان
- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - شفان شيخ علو - غداً عيدنا نحن الإزيدية…