أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شفان شيخ علو - في لوحة -لافكش-














المزيد.....

في لوحة -لافكش-


شفان شيخ علو

الحوار المتمدن-العدد: 6584 - 2020 / 6 / 5 - 05:02
المحور: الادب والفن
    


فناننا المبدع كمال حراقي ..
سلمت اناملك الخلّاقة و..تألقت ريشتك البارعة في الخلق والخيال المبهر ،وفي تقنية مزج الألوان ،ف "لوحة لافكش"التي استمزجتْ روحك الجملية فيها ،الواقع والفلسفة والدين ،بعناية محكمة وحرص متوثب يقظان،كانت أيقونة وضاءة ،من العبر والمعاني، لذا اسمح لي ياصديقي ،قبل كل ذي بدء ،ان اثمن عاليا ما ترمي اليه من تحريض على الامل والاستبشار،اللذين تلمِّح بألوانك اليهما ،وكأنك تقصد ان نفهم بهما ،ان الفقد الذي يعني ههنا الموت ،ليس الا تجليا لحياة اخرى جديدة ،لانملك نحن كبشر حيالها ،سوى ان نواصل حراكنا الوجودي ،بمجاديف من تفاؤل ورضى وتسليم، بما يقدره الرب الرحمن لنا في الدنيا هذه والآخرة ،وكأني بك ياصديقي ،تريد ان تعرِّف الموت ،على انه ضفة موازية للحياة او..ازهى .
ثم تعال ياصديقي ،كي نغوص في المعاني الدلالية العميقة ،والايحاءات الرمزية السامية ،التي جسدتْها حرفية ريشتك العبقرية، في لوحة فقيدنا البرعم "لافكش"، ففي " لوحة لافكش" ابن اخي الحاضر الغائب ،الذي فقدناه في عمر الزهورمنذ سنتين ،شواهد ومعطيات تستحق التأمل والتقدير والوقوف عندها ، فلإبتسامة لافكش الصغير التى رسمتها دلالة، وللطير المُحلِّق عنه كبشرى ،الى الدنيا التي نحيا فيها دلالة، ولإشاعة النور عن ملامح وجهه المتوقدة دلالة، ولانبثاق الشمس عن قلبه الودود ،او عن مكان قريب الى ذلك القلب الصغير /الكبير دلالة، وللشجرة التي جُرِّدت من ورقها حزنا على الفراق دلالة، ولأفقية نظرات الراحل العزيز "لافكش"، الى والديه و احد اخوته المشتاقين اليه دلالة، ولانجذاب الوالد والولدة والاخ اليه ومشغوليتهم به دلالة.
دلالات لوحة لافكش تعمق ..تتسع..لاتنتهي، لتدلل على جدليات الحياة والآخرة ،على الغياب او قل الفقد الذي اعني به الموت، كي يكون جسرا مابين حياة الدنيا والقيامة الكبرى ،التي ننتظرها نحن كلنا كبشر او نتحضر لها .
احسبك تسعى في "لوحة لافكش"، يا صديقي كمال ،الى ان تقول ان الحياة سوف/تستمر، بل ينبغى الا تتوقف عند الموت والغياب ،واحسب لوحتك الدلالية تؤكد، ان الموت لايعني اصلا ،الا الانتقال الى حياة أخرى ارقى وازهى ،او الى عوالم ارحب مدى ،و أبهى قيما ،واعمق جمالا ،وابلغ اثرا، الى حياة لاتقارن بهذه التي نمضيها في الدنيا .
كأنك ياصديقي تريد ،ان تختزل وتهمس من ثم، الى مسامع والديه بل مسامع عائلتنا قاطبة، ان الفقيد لافكش لم يمت، بل رحل الى دار اكثر بهجة، ولعل في ابتسامة لافكش ،التي نقلتْها لنا اللوحة ،اشارة فُضْلَى على تنعمه ههناك بحياة بهية رخية مرفهة ،وإخبار لنا كعائلة كبرى وصغرى واحباء ،ان "لافكش"نا المدلل يعيش في بحبوحة وطمأنية ودلال وان مبالغتنا في الحزن قد تعكر عليه .
شكرا صديقي كمال ،على هذه الرسائل التي ابدعتَ في تلقفها ونقلها ،والشكر موصول مرة أخرى ،عبرك لكل من واسانا ،وكان عونا لوالديه ولنا على تجاوز محنة الفقد طوال تلك كلها .
اذكر ان "لافكش"،الذي لم يكن وقتها بلغ العاشرة من عمره، بادر ذات مرة يسألني :هل ستبكون على غيابي .فتلكأت في الجواب ، فخلّصني من الحرج وقال :
لاتبكوا ..لاتبكِ ..لاأريد لأحد ان يبكي ..انا لا احب الحزن .



#شفان_شيخ_علو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعم لاستقلال كردستان ولا.. للتحديات
- شنكال تحررت ووعد البارزاني تححق
- في افتراءات (احمد داوود اوغلو )على البرزاني
- حرمة الاديان والتجاوزات المسيئة
- نوروز العيد ... ونوروز النصر والعبر
- حلف بغداد سابقا .....والاتفاقية الامنية لاحقا
- الديمقراطية أولاً ... هي السبيل الوحيدة إلى عراق جديد
- تهنئة من القلب للصحافة الكوردستانية .. والأمل معقود عليها في ...
- توصيات (بيكر- هاملتون ) تطبق حاليا في الساحة العراقية
- تغير -العلم العراقي- ... جاء بعد إصرار البارزاني
- 2008عام الاستحقاق الدستوري لشعب كوردستان ؟
- متى نفكر بالانسحاب من حكومة المالكي؟
- لا تدعوا حق المرأة يضيع ... في رغبات الرجال المتسلطين!
- الشواذ من كتاب المقالات ... يستخدمون النكتة للنيل من الآخرين
- سنجار تبكي دما وتستغيث


المزيد.....




- يحيى الفخراني يفتتح -أيام قرطاج المسرحية- بعرض -الملك لير-
- ألمانيا تعيد كنوزا إثيوبية بعد قرن
- محمد إقبال: الشاعر والمفكر الهندي الذي غنت له أم كلثوم
- فلسطين تتصدر المشهد في مهرجان الدوحة السينمائي 2025.. 97 فيل ...
- رسائل وأمنيات مخبّأة في قلب بروكسل تركها بناة المدينة
- بعد وفاة بطلته ديان كيتون.. العمل على إنتاج جزء ثانٍ من Fami ...
- البرلمان يقر تشديد شروط تعليم اللغة السويدية للمهاجرين
- انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب بشعار -عاصمة الثقافة.. وطن ...
- -عين شمس- و-بغداد- تتصدران الجامعات العربية في -الأثر البحثي ...
- في ترجمة هي الأولى وغير مسبوقة: ‎الشاعر والمترجم عبد الله عي ...


المزيد.....

- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شفان شيخ علو - في لوحة -لافكش-