أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - شفان شيخ علو - الشواذ من كتاب المقالات ... يستخدمون النكتة للنيل من الآخرين















المزيد.....

الشواذ من كتاب المقالات ... يستخدمون النكتة للنيل من الآخرين


شفان شيخ علو

الحوار المتمدن-العدد: 2121 - 2007 / 12 / 6 - 11:40
المحور: كتابات ساخرة
    


الضحك هو مقياس اللذة والمرح والسرور ,عندما نضحك نحس بان هذه الروح المرحة التي تغمر نفوسنا تعصف بالامنا واحزاننا.
الضحك كغيره من الخصائص الانسانية الواضحة قد استهوت دراسته رجال الفكر منذ اقدم الازمنة بل ان مذاهب الاخلاق قد بنيت على اساس من اللذة والالم وجاءت الاديان وحددت موقفها من هذه الضاهرة الانسانية الكبرى لمبلغ ما تتاثر بها الحياة الانسانية الروحية وقللت بعضها من شانها ولكنها مع ذلك لم تحاول ان تستاصل جذورها لانها ابعد غورا في النفس الانسانية من الدين نفسه (سيكولوجية الضحك).
فاذن الضحك شيء جميل وهناك من يقول هو ضروري للإنسان كونه يضفي على صاحب الضحكة أو الابتسامة نوع من الراحة والسرور في النفس , الوسيط عامل هام في انواع الفكاهة فهو الذي يخلق من سلوك الاخرين مادة للفكاهة ومثل الوسيط مثل المعلق ليعلق على حوادث القصة الهزلية وباسلوبه الساخر
ويجعل أصحاب النكتة والدعابة مقرب ومحبوب لدى كثير من الناس , فليس كل الناس تملك روح الفكاهة والنكتة ... فمن منا لا يحتاج إلى وقت من الضحك والمرح ولكن متى وأين وكيف, فهل في جميع الأوقات نحتاجه , وهل في كل الأماكن ممكن أن يضحك الإنسان .... من هنا علينا أن نعرف الضحك والنكتة متى تكون ومتى تطلق ....
الضحك يكون في مواقف كثيرة وبواعثه هي مصائب الغير ـ شذوذ الخلقةـ التشخيص ـ شذوذ السلوك ـ التلاعب اللفظي وانواعه ـ التلاعب المنطقي ـ سرعةالخاطر ـ المعارضات ـ المفارقات مثلا مصائب الغير . اذاحاول رجل ان يتسلق عربة وعلقت ملابسه بمسمار فمزقها اثار هذا المنضر الضحك اما اذا اصيب بجراح خطيرة فانه يحرك في نفوس المشاهدين الاشفاق والعطف ولما استثار هذا المنضر ضحكا لان هذا الرغبة قد اغرقتها المصيبة فاصبحت لا محل لها , وهناك من يضحك عندما يشاهد التلفاز ويسمع الإذاعة أو يقرأ الصحيفة والمجلة عندما تتعرض كل هذه الوسائل إلى موقف مضحك...والضحك يكون في حديث بين الأهل والأقارب والأصدقاء في جلسة يطلقون المواقف ويسردون النكات وهنا قد أتت في وقتها ومكانها .......
كل هذا الضحك في أوقاته ومكانه يكون مطلوب كي نستطيع أن نزيل بعض الهموم والأتعاب التي تمر علينا من بعد يوم طويل وشاق في العمل وغيره ...
فما أريد أن اذكره في هذه السطور هو التركيز على أسلوب السخرية أو الضحك أو النكتة في كتابة المقالات التي تنتشر في المواقع الالكترونية و الصحف الورقية وهذا بالطبع ليس أسلوبا حديثا على الصحافة , فهناك الكثير من الكتاب يستخدمون هذا الاسلوب في كتابة المقالات أو الأعمدة وغيرها ممن يملكون هذا الطرح الرائع في التطرق إلى حادث أو مشكله سياسية أو اجتماعية أو ثقافية و غيرها فيستخدمون الأسلوب الهزلي والمضحك والساخر حتى أصبح احد أنواع الكتابات الصحفية المعروفة , وليس بإمكان أي كاتب أو صحفي أن يستخدم هذا الأسلوب بمهارة رسام الكاريكاتير,وهو فن صحفي ساخر وله موضوعه الخاص .
ولكن بعض المحسوبين على الكتاب أو الصحفيين يكتب مقالات حتى يقال عنه كاتب يستخدم أسلوب الهزل والنكتة لإيصال فكرته وغرضه إلى القراء فيتطرق إلى شخصيات سياسية أو اجتماعية أو غيرها بأسلوب النقد الساخر أو كتابة النكتة عليه وإلصاقها بشخصيته كي ينال منه ومن حياته , فلا يركز على نقد الفعل الذي صدر من هذه الشخصية أو تلك بل يركز على نفس وعين الشخص , ومن هنا يتضح إن رسالته لها غاية أخرى هو النيل منه وتصغيره أمام الآخرين ... فكاتب هذا الأسلوب الرخيص يتصور انه قد قام بتوصل ما يريده إلى الآخرين , ضاربا بعرض الحائط قواعد شرف المهنة لهذا النوع من الكتابات, فكتاب المقالات الساخرة لهم قواعدهم واحكامهم وهدفهم تسليط الضوء على الأفعال الخاطئة التي يتسبب بها شخص ما, وليس المس بحرمة الناس وحياتهم الخصوصية التي هي من ملك هذه الشخصية ...
وهناك نوع جديد من الكتابات قد انتشرت في الصحف الالكترونية على شكل مقالات التي تقول النكات على مجتمع بكامله من خلال التعرض لفئة معينة أو مذهب أو ديانة أو قومية , فيكتب النكات التي تمس هذه الشرائح وتحط من قدرهم بحجة طرحه للمواضيع بأسلوب فكاهي مضحك ... نعم قد تطرح هذه في الحياة العامة أثناء الحديث وهذه أيضا فيها نوع من السفاهة ولكن أن تكون من خلال الصحافة ومواضيعها فهذا لا يمكن وصفه بنوع من الكتابة أو يطلق عليه موضوع صحفي . فهل يعقل أن يكون هذا الكاتب أو الصحفي إنسان يحسب على الشريحة المثقفة وهو يتطرق ويكتب النكات كي ينتقص من قومية ومجموعة من الناس أو من ديانة بكاملها أو مذهب ... وهل تعتبر هذه الكتابات ذو فائدة يرجى منها خيرا, وهي عبارة عن كتابات مليئة بالحشو الفارغ والتافه همها أن يعدد أكثر نكات ومواقف مضحكة ويلصقها إلى الناس من هذه الشرائح ...
وهل يتصور صاحب هذا الأسلوب الساذج انه قد استطاع توصيل رسالة شريفة وموضوعية إلى القراء ...؟ وهل احترم عقول وذوق القراء بهذا الأسلوب ...؟ يقينا انه لم ينسى أو لم يعرف انه قد استخدم قلمه وأفكاره بشكل مخزي له ولكتاباته , بل أيضا نفس الشيء لمن يقبل بمثل هذه الأساليب ويشجعها ... قد يتصور انه يقف بمستوى واحد مع الكتاب والصحفيين الذين يتبنون مثل هذا النوع من الكتابة الساخرة والهادفة التي تبتغي من كتاباتها تصحيح واقع ما وتسلط الأضواء على الأخطاء ... فالكتابة الساخرة والمضحكة لم يكن هدفها يوما من الأيام النيل من المجتمع وتسقيطه أو النيل من شخص معين وإظهاره يوما من الأيام بأعين وألسن الآخرين مادة للسخرية... بل هي كما في باقي المواد الصحفية والإعلامية التي تقوم على خدمة الإنسان والمجتمع والوصول به إلى أفضل مستوى يكون فيه ....
فهل ممكن أن يقال عن طرح نكات و مواقف تلصق لطائفة أو قومية أو ديانة أو مذهب عبر هذه النكتة أو تلك بأنه مقال وكاتب هذا المقال هو كاتب بحق وله أسلوب محترم بطرح القضايا ....؟ بالتأكيد سوف يقول العاقل والمنصف والمتذوق لفن المقالات والصحافة ... كلا .. لأنهم لا يرضون باستخدام هذا الأسلوب الذي يحط من قدر الغير .... فالمصيبة عندما يكون صاحب هذا الأسلوب لكتابة المقالات من نفس الملة أو المذهب أو القومية , فهو يقع في خزي عمله ولا اعتقد انه لا يعلم بذلك ولكنه لا يلتفت لمثل هذه الأمور, المهم لديه أن يوصف ويقال عنه من أصحاب القلم الساخر في كتاباته ... إلا إننا نرى السخرية والضحك تكون عليه وعن هذا الأسلوب التافه ... متى كان الضحك على الناس عمل شريف ومقبول ؟؟؟؟
فشرف الكتابة ومهنة الصحافة لا ترضى بان تكون هذه السخافات والأساليب نوعا منها بل هي دخيلة وشاذة في طرحها وهدفها وغايتها ... فالصحافة والإعلام اشرف وأسمى من هذه الطرق التجارية الرخيصة .. ولكن صحافة وإعلام الانترنت التي نعرفها جميعا لا رقيب عليها غير رقيب الضمير وشرف المهنة , فمن يملك هذاالضمير لا يخاف منه في كتاباته , أما الذين لا يمكلون الضمائر وشرف العمل فإنهم أصلا هم سخرية الكتابة وهم النكتة المضحكة والذي نتذكرهم من خلال طريقتهم فنضحك كثيرا عليهم كلما مرت علينا أسمائهم أو مقالاتهم , وليس العكس, وكما يتصورون بأننا نتابع كتاباتهم كي نضحك ونسخر على ضحيتهم ونحن في أوقات الاسترخاء والراحة ... أصبحوا الآفة على عقول الناس البسطاء عندما يدسون سمومهم من خلال أقلامهم في عسل النكتة أو الطرفة .... حتى أكون عادلا و منصفا فإن هذا الأسلوب هو قمة الانحطاط والرذيلة عندما يذكر كاتب أو صحفي في مقاله, أو كتاباته على شكل نكات عن الناس والمجتمع , نكات تمس شانهم وقدرهم, بحجة زرع الابتسامة في وجوه القراء والمتابعين لكتاباته .
فهذا الرخص بالأسلوب والطريقة تجعل أصحاب هذه الأساليب في موضع الشفقة , فالعقل يقول إن لديهم عقدة النقص والحقد الذي يملي صدورهم فيفضحهم قلمهم عندما يمسكوه ...
تبقى فن الكتابة وروح الكلمة المحترمة تمثل صاحبها وهي تُعرف الآخرين به ...
وتبقى الكلمة السيئة تمثل صاحبها السيئ .....
الضحك مطلوب في كثير من الأحيان ....... والنكتة هي من ثقافة الشعوب ... ولكن عندما تكون بضاعة فاسدة غرضها النيل من الناس أصبحت تمثل فشل هذه الثقافة والمثقفين ...
الابتسامة,الضحكة والنكتة تظل دعابة النفس والمخففة عن الآلام والأحزان ... وهي أسمى من أن تستغل من قبل ضعاف النفوس والمرضى عقليا وفكريا ......



#شفان_شيخ_علو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سنجار تبكي دما وتستغيث


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - شفان شيخ علو - الشواذ من كتاب المقالات ... يستخدمون النكتة للنيل من الآخرين