أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - شفان شيخ علو - الطعام المشترك والسلام المشترك














المزيد.....

الطعام المشترك والسلام المشترك


شفان شيخ علو

الحوار المتمدن-العدد: 7231 - 2022 / 4 / 27 - 09:32
المحور: المجتمع المدني
    


 
الطعام يرتبط بالحياة، وهذا يعني أن الذين يتناولون الطعام مع بعضهم البعض، إنما تكون حياتهم مشتركة، ولها منبع واحد في الأفراح والأتراح. ولذلك نجد أن فكرة العزيمة مرتبطة ليس بالطعام فقط، وإنما بالحياة المشتركة التي يكون الطعام هنا سنداً لها أيضاً.
أي إن الذين يعزمون بعضهم البعض، إنما لتقوية الروابط الحياتية المشتركة.
وقد تذكرت كل ذلك، حين سمعت بأن أمير الإيزيدية قد دعا أخواننا الكورد على مأدبة إفطار هذا اليوم، وفي مطعم " كَڤَركى " بدهوك مدينة التعايش المشترك، وسأكون حاضراً، والذين تمت دعوتهم، لهم مكانتهم الاجتماعية والسياسية في الحكومة وفي البلد.
إنها خطوة ذكية ومؤثّره بخلفيتها الاجتماعية والأخلاقية النبيلة طبعاً،ومن قبل رمز إيزيدي كبير، ودعوته موجهة إلى رموز كبار من أخواننا المسلمين الكورد، تعبيراً عن أهم سمة اجتماعية وأخلاقية بها يقوى المجتمع، وتصان أخلاقه المشتركة التي تمثل مصيراً مشتركاً للجميع .
لم لا؟ ألسنا نعيش جميعاً على الأرض نفسها، أرض آبائنا وأجدادنا المشتركين، أرض أبطالنا ممن دافعوا عنها وعنا، دون تمييز. الأرض هي العش الدافىء والمتين والذي يشكل حاضنة الأمل المشترك للجميع، وفيه احترام الجميع للجميع في معتقداتهم وأفكارهم.
بمقدار ما يتعمق التسامح، بمقدار ما يقوى فهم الآخر في دينه أو عقيدته أو توجهاته، طالما أن المشترك بين الجميع هو الذي يحميهم من شرور الأعداء وأطماعهم .
مثل هذه الخطوة التي يقدِم عليها أمير الإيزيدية تاريخية، وهو يذكّرني بأخلاق البارزاني الخالد، الذي كان يساوي بين جميع مكونات كوردستان. فهُم جميعاً من نسل واحد أساساً. وبخطوته تلك يكون قد أكَّد على أهم القيم التي تدعم العلاقات الاجتماعية، وتقوي الروح الاجتماعية كذلك، لأن ليس هناك ما هو أهم وأغلى من قيمة التعايش المشترك، من التسامح. وحين يتلاقى الجميع وفي يوم مبارك من شهررمضان مبارك، فهو تأكيد على أواصر القربى الإنسانية. وحين يتناول الجميع الطعام معاً، فهم يؤكدون على أن حياتهم واحدة، وهم قريبون من بعضهم البعض .
في الحالة هذه، من يستطيع أن يفرّق هؤلاء الذين يحترمون بعضهم البعض، ويشاركون مناسبات بعضهم البعض، وفي آلام بعضهم البعض؟
هذا التقارب يقرّب القلوب من بعضها البعض، والعقول من بعضها البعض، ويحرّر الجميع من تلك الأفكار الخاطئة، والتصورات الخاطئة التي لا يستفيد منها إلا أعداؤهم جميعاً، أعداء وطنهم الواحد،وبذلك تزداد أواصر المحبة والأخوة قوة ومناعة .
الأرض واحدة، السماء واحدة، الماء واحد، الطعام واحد. ماذا يبقى لكي يصبح الجميع، في مقام الواحد؟ هو هذا الشعور المشترك، والتشارك في مناسبات تعم الجميع.
وطن واحد، مصير واحد، ومعتقدات مختلفة. هل من وطن أقوى من هذا الوطن ؟
بورك كل من يقوم بعمل كهذا، من يبارك عملاً كهذا، ومن يشيد بكل من يقدِم على عمل أو قول خيّر كهذا، مهما كان حسبه ونسبه، دينه وعقيدته ! حباً بالسلام المشترك طبعاً !
هذا هو ما نحتاج إليه في هذا الزمان الصعب.
هذا ما يمكننا القيام به، إذا أردنا ذلك، وأردنا أن نعيش في وطن حر وكريم وسعيد بالجميع !



#شفان_شيخ_علو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أهلنا
- غداً عيدنا نحن الإزيدية…
- العراق والسلام المنشود
- داود مراد ختاري
- نجم في سماء ألأيزيدية
- ابو ثابت …الثابت على حب الناس …صديق الجميع …وداعاًياصديقي
- عزاء الفقيد الكبير شيخ شامو
- من نبلاء الكورد
- شفان برور يغدر بفنه !
- الإيزيدية أكبر من فرماناتهم وأقوى
- من يبقون في الوجدان…
- كابوس طريق الموت
- السلوك الغوغائي لا يليق بالائيزيدي
- في لوحة -لافكش-
- نعم لاستقلال كردستان ولا.. للتحديات
- شنكال تحررت ووعد البارزاني تححق
- في افتراءات (احمد داوود اوغلو )على البرزاني
- حرمة الاديان والتجاوزات المسيئة
- نوروز العيد ... ونوروز النصر والعبر
- حلف بغداد سابقا .....والاتفاقية الامنية لاحقا


المزيد.....




- رئيس البرلمان التونسي: الادعاءات بالتعامل غير الإنساني مع ال ...
- أزمة مياه الشرب تزيد محنة النازحين في القضارف السودانية
- الأمم المتحدة: غوتيريش سيوجه رسالة إلى بوتين بشأن تنصيبه
- رئيس بعثة الجامعة العربية بالأمم المتحدة: إسرائيل غير راغبة ...
- تحقيق لبي بي سي يكشف شبكة عالمية لتعذيب القرود
- -كرّمها بلينكن-.. القضاء التونسي يأذن بالاحتفاظ برئيسة جمعية ...
- الأمم المتحدة: مخزونات الغذاء بغزة تغطي الاحتياجات من يوم إل ...
- كاميرا العالم تنقل جانبا من معاناة النازحين الفلسطينيين في ر ...
- اعتقال اثنين من ضباط حرس الدولة الأوكراني.. كييف تعلن إحباط ...
- العضوية الكاملة.. آمال فلسطين معقودة على جمعية الأمم المتحدة ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - شفان شيخ علو - الطعام المشترك والسلام المشترك