أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شفان شيخ علو - من الإيزيدية الى الكوردية1














المزيد.....

من الإيزيدية الى الكوردية1


شفان شيخ علو

الحوار المتمدن-العدد: 7453 - 2022 / 12 / 5 - 11:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من الإيزيدية إلى الكوردية 1
 
الأديان تعرّف بجماعات وشعوب وأمم، لكنها تشمل أعراقاً وقوميات مختلفة. والقومية التي نعرفها حديثاً، كما بدأت في أوربا قبل " 200 سنة " تجمع بين أكثر من دين أحياناً. أقرب مثال، وأكبر مثال، وأوضح مثال، حول ذلك: الهند. إن هذه الدولة الكبيرة بقوتها وتماسكها الاجتماعي، فيها مئات العقائد والأديان: الصغيرة والكبيرة، لكن الهند كقومية تضمها إليها معاً. لذلك، ليس غريباً أن نجد لدى أي شعب وجود أديان متعاقبة على مر العصور، كما في حال العرب، فهناك العربي اليهودي، والعربي المسيحي، والعربي المسلم، رغم أن العربي يفتخر بنفسه على أنه مسلم، أي يجمع العربية والإسلام معاً، لأسباب تاريخية، وسياسية. والإيزيدية التي نُعرَف بها: ديانة، أو عقيدة عريقة في التاريخ، وهي تميزنا على بقية الأديان والمعتقدات في المنطقة والعالم أجمع، إنما حين يتم السؤال عن الإيزيدي كقومية، كشعب معروف بتلك القومية، وأمة تحمل علامة القومية الرئيسية، تكون الكوردية هي الحاضرة .
لماذا الحديث في موضوع مثل هذا الموضوع، وهناك الكثير  من الدراسات والكتب التي جرى نشرها وتأليفها؟
الجواب، كما أرى، بسيط، وليس بسيطاً أيضاً. إنه جواب بسيط، لأنه لم يعد خافياً، أن الشعب، أي شعب من منطلق قومي، لا يقتصر في تعريفه على دين محدد، كما رأينا في مثال الهند، حيث تجد شعوباً عريقة في التاريخ، عرفت ديانات وعقائد مع الزمن، كما في حال شعوب العالم القديم، الذي يعرَف بـ" أمريكا "، ديانات أتت من الخارج، كما في حال الإسلام بالنسبة للكورد الذين يعرَفون به. لكن الأصل هو في الكوردية كقومية، وهكذا الحال مع الإيزيدية، وهي من الديانات والعقائد القديمة في تاريخ المنطقة. وليس بسيطاً، بسبب أشكال الدعاية التي تمارسها الأنظمة التي تريد أن تستبد بالكورد، وتفرّق فيما بينهم من خلال الدين، وهي التي تقاسم كوردستان فيما بينها بمؤامرة موحدة من الدول الأوربية، لتدوم مصالحها في المنطقة، وإبقاء الكورد ضعفاء، بالطريقة هذه .
ولهذا، فإن الذي تعرَّضنا له تاريخياً وفي العصر الحديث، ومع عصر صدام حسين الطاغية الدموي، عبر ضغوطات كثيرة، لفصل الإيزيدية عن الكورد، وكأنهم مختلفون قومياً عنهم، لئلا يتوحد الكورد، لئلا يحققون طموحهم في كيان قومي كوردي واحد، مثل كثيرهم من شعوب العالم .
المؤلم، أن هناك نسبة من أبناء عقيدتنا يجدون أنفسهم، ويعرّفون بها إيزيدية، ويتوقفون عندها، وهم يرسمون حدوداً مصطنعاً بينهم وبين بني جلدتهم: الكورد كقومية، وهو ما يفرح به ويخطط له أعدائهم وأعداء الكورد عموماً، ومثلما توجد نسبة من أخوتنا الكورد المسلمين، يفكرون بالطريقة نفسها، ويتصرفون بالطريقة نفسها، أي كون الإيزيدية ليسوا كورداً. فالمسئولية مشتركة هنا .
نعم، من حق إيزيديينا، أن يعبّروا عن شكاويهم، أن يشيروا إلى جرحات تاريخية وآلام، مع أخوتهم الكورد، لأسباب ليس الكورد عامة، ولا الإيزيدية خاصة مسئولين عنها مباشرة، ربما هناك ظروف قاهرة، وضعف في الوعي، ليواجهوا به أعداءهم المشتركين، لكن ذلك لا يعني، ولا بأي شكل رفض الجغرافية التاريخية والسياسية والقومية الواحدة التي ينتمون إليها، وهم كورد أساساً، مثلما أن الكورد المسلمين، هم كورد قبل أن يكونوا مسلمين، فلا من وعي كوردي من الطرفين طبعاً .
إن إيماناً من القلب، بذلك، يمنحهم قوة أكثر بحقيقتهم كإيزيديين عقيدة، وكورداً انتماءاً قومياً، وخصوصاً في عالم اليوم ، عالم التجمعات الكبرى، والوحدات الكبرى في القوى، كما نرى العالم من حولنا، والكورد في أمس الحاجة إلى قوة كهذه، تعزز الرواباط التاريخية فيما بينهم، وهم يتجاوزون المشاكل الجانبية ومنها ما هو طارىء، وحينها يشعر الإيزيدي أنه أكثر ثقة بنفسه، ويكون هناك اعتراف أقوى به، من قبل الذين سعوا ولازالوا يسعون إلى التفريق بينه وبين كورديته، وذلك من شأنه النظر إلى المستقبل، بعزيمة أكبر، وأمل أكبر، وتفاؤل أكبر كذلك.



#شفان_شيخ_علو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عاطفة الحب
- الذكرى الخامسة للريفراندوم
- نحو كلمة إيزيدية جامعة
- مأساة الإيزيدية المستمرة
- البارزاني تاريخنا
- حب المكان الأولي
- هل الإيزيدي أسير ماضيه حقاً
- المنصف بحق أهلنا الإيزيديين المفكر العراقي علي الوردي
- حِكَمٌ من ذهب
- أسم نوراني في ضل لالش النوراني
- الطعام المشترك والسلام المشترك
- أهلنا
- غداً عيدنا نحن الإزيدية…
- العراق والسلام المنشود
- داود مراد ختاري
- نجم في سماء ألأيزيدية
- ابو ثابت …الثابت على حب الناس …صديق الجميع …وداعاًياصديقي
- عزاء الفقيد الكبير شيخ شامو
- من نبلاء الكورد
- شفان برور يغدر بفنه !


المزيد.....




- ثوران بركان في إندونيسيا يتسبب بإلغاء عشرات الرحلات إلى بالي ...
- -كل اللي فات إشاعات-.. محمد رمضان يعلن عن الصلح بين نجله وزم ...
- وفاة الطاهية والشخصية التلفزيونية الشهيرة آن بوريل عن عمر 55 ...
- السعودية.. حرب بين قرود أبها والطائف!
- ناطق باسم الجيش الإسرائيلي يرد على أنباء مقتله بفيديو: -لست ...
- بسبب ترامب.. -الغارديان-: زيلينسكي قد يغيب عن قمة -الناتو- ا ...
- دول الترويكا الأوروبية تعرب عن استعدادها لمواصلة المفاوضات م ...
- غروسي: تلوث إشعاعي في منشأة -نطنز- النووية
- كنايسل: التصعيد بين واشنطن وطهران لم يصل إلى مواجهة شاملة وا ...
- ما هي مخاطر الإشعاع النووي على إيران ومنطقة الخليج؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شفان شيخ علو - من الإيزيدية الى الكوردية1