أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شفان شيخ علو - الشعب والدولار-4-














المزيد.....

الشعب والدولار-4-


شفان شيخ علو

الحوار المتمدن-العدد: 7513 - 2023 / 2 / 5 - 10:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الشعب والدولار -4-
بحكْم عملي، وكوني دائم السفر بين إقليمنا إقليم كوردستان العراق وألمانيا التي أقيم فيها منذ أكثر من عقدين من الزمن ،أحمل معي الدولار، لحاجتي إليه، وفي بعض الأحيان حين أنزل إلى سوق دهوك، أو أدخل محلاً ما في شاريا، يحدث أن يختلط الدولار مع الدينار. وكنت أعتبر ذلك طبيعياً، ولكن في الأيام الأخيرة، وقد ارتفع سعر الدولار مقابل الدينار كثيراً، صرت حريصاً قدر الإمكان على أن لا يخرج الدولار مع الدينار من جيبي، حتى لو كان من فئة " واحد دولار "، شعوراً مني بأن الذين أعيش معهم، وهم أهلي وأحبتي ومعارفي في شاريا ودهوك وغيرهما، أعرفهم جيداً، ويعرفونني جيداً، فأقدّر مدى معاناتهم، ولئلا أجرحهم. بسبب وضعهم المادي، أي المعيشي الصعب، وهذه معاناة أخرى أعيشها، ففي بعض الحالات أنسى هذا الحرص، فيكون الانزعاج في الداخل . ولا بد أنهم يدركون ذلك .
لا أعني بذلك، أنني الوحيد الذي يعيش هذه الحالة، فهناك كثيرون، ويعلَمون جيداً مدى صعوبة الحصول على الحاجات اليومية، وكل شيء محدود، من ناحية الإمكانات، وحدود العيش تضيق بهم، وما أكثر هؤلاء الذين يكون موظفين بسطاء، أو عمال يوميين، أو يستطيعون العمل، لأنهم كبار في السن، أو بسبب وضعهم الصحي، فيكون اعتمادهم على دعم خارجي من أولادهم، أو ذويهم، أو مساعدات أحياناً، وهي ليست منتظمة، ولا تلبي كل الاحتياجات الرئيسة في المأكل والمشرب والملبس ومصاريف أخرى تخص البيت...إلخ .
ما أكتبه هنا ليس عريضة استرحام، طلب شفقة، ووجوب العناية بهؤلاء الناس " الغلابة " كما يقولون، إنما هو واجب قومي كوردي، قبل كل شيء، وواجب إنساني، وليس هناك فرق بين أن يكون أحدنا حريصاً على كورديته، وبالمقابل على إنسانيته، فالذي يحب كرديته، ويحافظ عليها، في حالتها الصحيحة والسليمة لا بد أن يعيش آلآم شعبه وأوجاعه، ويقدّر معاناته، لا بد أن ينفتح على أفراد مجتمعه كورداً ومن غير الكورد، ودون هذا الانفتاح لا يمكن للحس القومي الكوردي أن يكون. الشعور بالآخرين في المجتمع، هو الخروج من الأنانية، هو كيفية التصرف لتقديم مساعدة، قدر الإمكان للذين يحتاجونها، كما في هذا الوقت مع الارتفاع الجنوني في سعر صرف الدولار.
ومن المؤكد أن هذا الكلام يكون المقصود به، قبل أي كان، أولئك المقتدرين، ممن يستطيعون تأمين الكثير من الحاجات الأولية لنسبة من أفراد مجتمعه، والذين تأثروا كثيراً بالأوضاع المادية والمعيشية التي تزداد صعوبة مع الوقت، بالطريقة هذه وحدها، يمكن لمجتمعنا أن يكون متماسكاً، أن يكون هناك حس إنساني، حس قومي واجتماعي، ومن خلال تأكيد دون الأخلاق وفضيلتها مساعدة الآخرين .
لا يجب أن يقال عن أن شعبنا لا يعرف ماذا يجري، وكيف يجري، ومن يكون وراء هذه الظروف التي تزداد قساوتها، وتكون معاناة إنساننا في المساء أكثر من معاناته في الصباح، بسبب عدم ثبات سعر صرف الدولار، وانخفاض قيمة الدينار هو الشاهد الكبير على هذا الفارق الكبير والجارح. بالعكس، إن شعبنا لديه حسابات دقيقة ، وبالفطرة، إزاء الذي يجري، ويعرف جيداً من يكون المستفيد الأول والأكبر في ظروف كهذه، ومن يقدَّم إنسانيته كورديته على كل ما له علاقة بالمال، أو كما قلنا بـ" الدولار " والأوجاع التي يسببها. لأن الوطن الذي نعرفه، وكما يجب أن يفهَم منه جيداً، هو الذي يتكاتف أبناؤه في الحالات الصعبة ، ويحاولون التغلب على وضع طارىء كهذا، وتقوى العلاقات الإنسانية فيما بينهم، وبالطريقة هذه يزداد حب الوطن، ومكانة الوطن والكوردايتي في النفوس ، وما عاش سعيداً من يفكر ويعمل خلاف علاقة كهذه.



#شفان_شيخ_علو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعب والدولار-5-
- الشعب والدولار-2-
- الشعب والدولار-3-
- من ألإيزيدية الى الكوردية6
- من الإيزيدية إلى الكوردية5
- ما الإيزيدية الى الكوردية4
- من الإيزيدية إلى الكوردية3
- من ألإيزيدية الى الكوردية2
- من الإيزيدية الى الكوردية1
- عاطفة الحب
- الذكرى الخامسة للريفراندوم
- نحو كلمة إيزيدية جامعة
- مأساة الإيزيدية المستمرة
- البارزاني تاريخنا
- حب المكان الأولي
- هل الإيزيدي أسير ماضيه حقاً
- المنصف بحق أهلنا الإيزيديين المفكر العراقي علي الوردي
- حِكَمٌ من ذهب
- أسم نوراني في ضل لالش النوراني
- الطعام المشترك والسلام المشترك


المزيد.....




- مسجد باريس الكبير يدعو مسلمي فرنسا لـ-إحاطة أسرة التعليم بدع ...
- جيف ياس مانح أمريكي يضع ثروته في خدمة ترامب ونتانياهو
- وثيقة لحزب الليكود حول إنجازات حماس
- رئيس الموساد: هناك فرصة لصفقة تبادل وعلينا إبداء مرونة أكبر ...
- لقطات جوية توثق ازدحام ميناء بالتيمور الأمريكي بالسفن بعد إغ ...
- فلسطينيو لبنان.. مخاوف من قصف المخيمات
- أردوغان: الضغط على إسرائيل لوقف حرب غزة
- محلات الشوكولاتة في بلجيكا تعرض تشكيلات احتفالية فاخرة لعيد ...
- زاخاروفا تسخر من تعليق كيربي المسيء بشأن الهجوم الإرهابي على ...
- عبد الملك الحوثي يحذر الولايات المتحدة وبريطانيا من التورط ف ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شفان شيخ علو - الشعب والدولار-4-