أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شفان شيخ علو - من الإيزيدية إلى الكوردية3














المزيد.....

من الإيزيدية إلى الكوردية3


شفان شيخ علو

الحوار المتمدن-العدد: 7457 - 2022 / 12 / 9 - 00:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من الإيزيدية إلى الكوردية 3
 
إنا إيزيدي، إذاً فأنا كوردي! وأن أكون كوردياً، قد أكون إيزيدياً، إنما لا تكون الإيزيدية غريبة علي، ولا كانت ذات يوم، هكذا، غريبة علي، حتى إذا لم أكن إيزيدياً، فالكوردي لا ينكر اعتزازه بالإيزيدية التي تُعتبَر جزءاً حياً من تاريخه ككوردي، ومن الناحية القومية. وحين يحاول الأعداء التفريق بين كون أحدنا إيزيدياً، وكوردياً من دين آخر، والسكوت على الرابطية الأساسية بيننا، أي في الكوردية، فإنما يقدّرون جوهر النسَب المشترك، وقوته كوردياً .
وأن تكون الكوردية هي الخيمة الكبيرة التي تضم أدياناً وعقائد، كما هو حال مختلف القوميات في العالم، فإنما ذلك يعني العلاقة الصحيحة مع الواقع الحي واقع تنوعنا كوردياً.
وما يصلنا ببعضنا من آمال وآلام، هو الذي يؤكد هذا الاشتراك التاريخي العريق والأكيد .
إن شعور الإيزيدي بالثقة بنفسه، يرفع من مكانته، ويعطيه دفعاً قوياً ليخرج إلى الآخرين، وهو في قرارة نفسه أكثر تماسكاً، وأكثر تقديراً في أنظار الآخرين. والثقة هذه ليست دواء نشتريه من الصيدلية، أو نحصل عليها من طبيب أعشاب شعبي، أو وعظ أحدهم، وإن كنا بحاجة إلى أن نسمع لبعضنا بعضاً، إنما مصدرها النفس، وأساسها إيمان القلب وتفتحه، حينها تكون الإيزيدية في صورة أخرى، وفي موقع آخر، لأن الثقة اجتماعية ونفسية، وهي تضمن لنا، ونحن واثقون من بعضنا البعض، واثقون ممن يتحدثون باسمنا في الاجتماعات العامة، وفي أمكنة بعيدة، تعبيراً عما نتعرض له من مصائب ومن نكبات، وما نحتاجه لنستمر في الحياة، يكون الواحد هو أساس هذه الثقة واعتبارها السلاح الفعال في مواجهة حالات قهر كثيرة. إن أحدنا بدلاً من يتأفف، أن يتذمر، أن ينعزل عن الآخرين، وحتى يكون متوتراً مع أفراد أسرته، يكون هو أول المتضررين، والمؤثر سلبياً في من حوله، حينها أي قوة تبقى للإيزيدية التي يؤمن بها، وهي عاشت ألواناً من الغزوات، والنهب والسلب والتهب قديماً وحديثاً، ولكن الذي أبقاه قوياً هو إيمانه بإيزيديته، ولا بد أن هذا الإيمان الذي لا يمكن التشكيك فيه، يقوم على شيء أساسي ليس مصدره الخارج، وإنما الداخل: في القلب، ومن ثم في العقل الدقيق في نظرته .
ومعلوم للكل، كما أرى، وكما أعيش مع من حولي هنا وفي المغترب، أنا الإنسان الإيزيدي الذي لم يخجل يوماً من كونه إيزيدياً، بالعكس، أجد فيها معنى لوجودي، لأن الذي يستهدفونني، ويريدون إيلامي هدفهم التخلي عن ديني وعن عقيدتي، ولا أظن أن إيزيدياً قبل تغييراً لعقيدته، لأنه واثق من نفسه، ومن صلابة عقيدته بالمقابل.
إنما الأهم في ذلك، إذا كنا نتحدث في الثقة، وما يجب أن نسمّيه واقعاً، هو الكوردية التي تكون مستهدَفة أكثر، وكلّي إيمان أن الذين يحاولون الإساءة إلى الكوردية، لا يترددون في توجيه الأنظار، وكيفية النيل من الإيزيدية التي تكون جزءاً حياً وحيوياً ومصيرياً للكوردي الذي يؤمن بدين آخر، كما في حال الإسلام، لكن الإيزيدية تاريخياً تنتمي إلى دائرة تفكيره، طالما أن ليس للإيزيدية من انتشار، ومن حضور في نفس أي كان، إلا الكوردي، والعلامة القومية في ذلك.
لهذا، فأنا لم أشك يوماً بأن هناك اختلافاً ما بين كوني إيزيدياً كعقيدة، وكوني كوردياً كقومية، إنما هو غِنى لشخصيتي، ودعم مستمر لي، في مواجهة التحديات التي نتعرض لها جميعاً.
ولهذا، فإن شعور الإيزيدي النابع من ثقته بنفسه، وهو كوردستاني، وهو يتنشط في مجتمعه، ويتجاوب مع الذين يمثّلونه قيادياً: دينياً وقومياً، كما في إقليمنا الحبيب: إقليم كوردستان العراق، إنما هو شعور صحيح تماماً، شعور يشده إلى كورديته التي تعنيه ولا تعني سواه، وكم نحتاج إلى تقوية رابطة الثقة هذه، وهي تتطلب القليل من الأمل، للاستمرار في الحياة، وليس سوى هذا البسيط من قبس الأمل، وهو في أساسه حصيلة الثقة المشتركة، لنكون أكثر نجاحاً في الحياة .
لا مفر من اعتبار الكوردية مستقبلنا المشترك، ولا أشك أن هناك كثيرين مثلي يفكرون هكذا!



#شفان_شيخ_علو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من ألإيزيدية الى الكوردية2
- من الإيزيدية الى الكوردية1
- عاطفة الحب
- الذكرى الخامسة للريفراندوم
- نحو كلمة إيزيدية جامعة
- مأساة الإيزيدية المستمرة
- البارزاني تاريخنا
- حب المكان الأولي
- هل الإيزيدي أسير ماضيه حقاً
- المنصف بحق أهلنا الإيزيديين المفكر العراقي علي الوردي
- حِكَمٌ من ذهب
- أسم نوراني في ضل لالش النوراني
- الطعام المشترك والسلام المشترك
- أهلنا
- غداً عيدنا نحن الإزيدية…
- العراق والسلام المنشود
- داود مراد ختاري
- نجم في سماء ألأيزيدية
- ابو ثابت …الثابت على حب الناس …صديق الجميع …وداعاًياصديقي
- عزاء الفقيد الكبير شيخ شامو


المزيد.....




- أول زيارة لرئيس فرنسي منذ 2008.. شاهد استقبال ويليام وكيت لم ...
- حرائق كبرى في جنوب فرنسا وفي إقليم كتالونيا الإسباني
- إسرائيل تخطط لإنشاء مدينة -إنسانية- جديدة في رفح!!
- -بألم كبير-.. هكذا تتفاعل الجالية العربية في لوس أنجلس مع ما ...
- العراق.. طفل يجهز منظومة طاقة شمسية لتوليد الكهرباء!
- حريق سنترال رمسيس بمصر.. إليكم الصور مع التفاصيل الكاملة وآخ ...
- خلال اجتماعه مع ترامب.. نتنياهو: للفلسطينيين الحق بالتمتع بس ...
- الكويت.. ضبط مواطن يروج ويشارك بأنشطة قمار على -سناب شات-
- عرضٌ لم يُقبل: حين اقترح صدام حسين اغتيال الخميني وشاه إيران ...
- غزة: مقابرُ امتلأت عن آخرها.. والفلسطينيون يواجهون مشقة دفن ...


المزيد.....

- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي
- صندوق الأبنوس / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شفان شيخ علو - من الإيزيدية إلى الكوردية3