أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمزة الكرعاوي - بدعة الفتوى














المزيد.....

بدعة الفتوى


حمزة الكرعاوي

الحوار المتمدن-العدد: 7540 - 2023 / 3 / 4 - 16:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لدينا عناوين متعددة ( الفتوى ، الجهاد ، بدعة الفتوى ، الفتاوى السياسية ) مهما إختلفت الألفاظ فالمعنى واحد ، وهو السيطرة على الجماهير ، لخداعها وتجهيلها ، وترويضها للحاكم والمحتل ، لكن بشرط أن تكون هناك مصلحة لرجل الدين .
رجل الدين نوعان : إما مستقل ويتحالف مع الطغاة وحكام الجور ، بأجر لتشريع حكمهم ، أو هو صناعة الحاكم والمحتل الذي بواسطة مجساته ( المخابرات ) يعرف ماذا تريد الجماهير ، فيخلق ( يصنع ) لها رجال دين ، يحببون الناس بالمحتل ، ويحولونه إلى محرر ، بنصوص دينية ، أو يدفعون الفقراء للذهاب للجهاد في بلد ما ، بحجة أن مصرا إسلاميا وقع تحت الاحتلال ، وهناك وجب الجهاد ، كما حصل في أفغانستان ، عندما أرادت أمريكا قتال الروس بالنيابة ، فطلبت من حكام الخليج وغيرهم أن يحركوا رجال دينهم في القصور ، للإفتاء بالجهاد ضد الروس ، وتسلحهم أمريكا وبريطانية ، وكذلك فتوى محسن الحكيم ( عميل بريطانية ) لصد المد اليساري في الشرق الاوسط ، وهو فكر وثقافة ، لا طاقة للغرب أن يقف أمام اليسار القادم من روسيا ، فصدرت فتوى ( الشيوعية كفر وإلحاد ) وفقتل في العراق أكثر من عشرين ألف ، غالبيتهم يصلون ويصومون ، لكن مذهبهم السياسي يتعارض مع الرأسمالية التي تحرك رجال الدين وفتاواهم .
وعندما إقترب حزب تودا الايراني من إستلام الحكم في إيران ، وكان كرسي الشاه يهتز ، قرر الغرب التعايش مع الخميني ورجال الدين الشيعة ، كي يصدوا المد الشيوعي في المنطقة زمن الحرب الباردة ، ولو وصل الشيوعيون للحكم في إيران بعد الشاه ، لأمسكوا الخاصرة الرخوة للروس ، وقلبوا موازين الحرب الباردة .
وتستمر الفتاوى بعد سقوط الخلافة العثمانية لصالح الغرب الرأسمالي ، وآخرها فتوى الجهاد التي نسبت للسيستاني ، والأخير لم يكتب فصل الجهاد في رسالته العملية ( منهاج الصالحين ) ، وغيبوا الفتوى التي يجب أن تراها الامة الشيعية العراقية ، مختومة ومكتوبة وموقعة من قبل السيستاني ، مثلما هو حال كل فتوى صدرت في تأريخ التشييع ، كي تتباهى بها الامة ، وتؤرخ للاجيال ، وبما أنها فتوى سالبة بإنتفاء موضوعها ، تكتموا عليها ، ولم تخرج ليراها من دفع إبنه لمحرقة الموت في الموصل .
لم يحدثنا التأريخ أن الفتوى كانت موجودة في صدر الاسلام الاول ، ولا في زمن التابعين ، لكننا وجدناها في زماننا هذا ، العصر الرأسمالي ، الذي يتخادم فيه رجال الدين مع شركات الغرب العابرة للقارات ، والدين صناعة بشرية ، دخل البورصة البريطانية والامريكية ، وبنى رجال الدين إمبراطوريات مالية ضخمة بسبب العلاقة الاقتصادية بينهم وبين صندوق النقد الدولي وشركة شل وأخواتها .
نحن اليوم نعيش زمنين ، زمن الثورة الفكرية ، والوعي عند الناس ، بعد إكتشاف خداع رجل الدين ، وسقوط ماء وجهه ، وبروز عورته ، وزمن آخر هو التيه والركض خلف السراب ، الذي هو مجرد وعود كاذبة من رجل الدين الفاسد ، يوهم البسطاء بجنة ونار ، وقصور في الاخرة وحوريات ، ويحرمهم مقومات الحياة في الدنيا .
لا قيمة لجنة أشتريها بتحويلي الى رقم بدون هوية ، وترويضي الى حيوان وقرد يرقص لرجل دين ، يوعدني بمخلص يأتي آخر الزمان ، لإنقاذي مما أنا فيه من ظلم وإستبداد ، وتاج راسي ومولاي يتنعم بالأموال المسروقة ، ويشرب الخمر وينام مع القاصرات من فقراء قومي .
نحتاج لثورة على غرار ثورة الشعوب الاوربية التي اسقطت سلطة الدين ، وتحررت ، وذهبت إلى الحداثة وبناء أنظمة ديمقراطية ، والفرق بين سلطة الدين في أوربا أنها محلية ، وبين سلطة الدين في النجف وكربلاء ، أنها مستوردة ، ليست مرجعية وطن ، بل تمثل الاحتلالات المركبة ، وأخطرها إحتلال العقول .
اليمين المتطرف الغربي يقف بقوة بكل اسلحته وماكنته الإعلامية لدعم الانظمة الديكتاتورية في منطقتنا العربية التي لازالت تعيش التخلف والظلام ، وثقافتها ثقافة الماضي ومقبرته ، ولولا الغرب لكانت ثورة عارمة للإطاحة بسلطة رجال الدين ، ولا دين لهم غير الكذب والتدليس وخداع البسطاء ، ودينهم مجرد بدع إبتدعوها لخدمة مصالحهم ومصالح اسيادهم .



#حمزة_الكرعاوي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار في مطار بغداد بين عراقية ومستوطن فارسي
- الطائفية وأمراضها
- نهاية إحتكار الخطاب الديني والثقافي
- الدور الإيراني في العراق
- سياسة الركض خلف السراب
- تقليد مراجع الشيعة وعد بلفور الأول
- العتبات واجهات الحرس الثوري الإيراني في العراق
- فرق الموت الإيرانية في العراق
- ما بين اللمبجي والتمثال المقدس
- زيارة مصطفى كازمي للبيت الابيض
- المشروع الوطني العراقي
- نسألكم الدعاء مولاي ودعاؤكم أحوج
- التدخلات الامريكية في الشأن العراقي
- للعراقيين فقط : سري للغاية
- من هم مراجع الدين ؟
- نقد المرجعية الدينية في النجف
- حكومة 9 نيسان الإستفزازية
- الحديث عن حرب عالمية ثالثة
- إغتيال النساء في العراق
- الجهاد في زمن الاحتلال


المزيد.....




- -أناقة واحتشام-..مدوّنات الموضة يتألقن بأسبوع الموضة في الري ...
- انتخاب ساناي تاكايتشي كأول سيدة لرئاسة الحكومة في تاريخ اليا ...
- مصري يرصد شاطئًا برمال بركانية سوداء تتحرك كأمواج البحر في آ ...
- -الأولوية لأهلنا في مصر-.. علاء مبارك يشعل ضجة برده على دعوة ...
- الإمام الحسين: ما سر احتفال المصريين بمولد -ولي النعم- مرتين ...
- دراج كندي مبتدئ يسرق الأضواء في -ريد بول رامباج- بأداء مذهل ...
- تحذير من اغتيال قيادي في حماس داخل السجون الإسرائيلية
- صور.. العثور على سجن تحت الأرض استخدمه نظام الأسد غربي سوريا ...
- إسرائيل تعلن هوية الجثة المعادة من غزة الإثنين
- تحديد هوية جثمان الرهينة الإسرائيلي الـ13 بعدما سلمته حماس


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمزة الكرعاوي - بدعة الفتوى