أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمزة الكرعاوي - حكومة 9 نيسان الإستفزازية















المزيد.....

حكومة 9 نيسان الإستفزازية


حمزة الكرعاوي

الحوار المتمدن-العدد: 6535 - 2020 / 4 / 11 - 09:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لازال جناح إطلاعات السياسي في المنطقة الخضراء ، يتعامل مع العراقيين على أنهم جميعا بعثيون ، وأيتام صدام حسين ، يحنون لعودة نظام البعث ، هذا الخطاب الإعلامي الظاهر ، أما ما وراء ذلك ، فهناك عمليات تفريس العراق مستمرة ، وهذا زمن إيران الذهبي الذي تستغله للقضاء على العراق كدولة وتأريخ وحضارة وشعب وقيم وتقاليد وأخلاق .
ما وراء تسويق مصطفى الكاظمي الذي أطلقنا عليه وصف الأصفهاني ، تكريس لحكم المليشيات الطائفية التي يختفي خلفها الحرس الثوري الإيراني ، وحزب الله اللبناني الذي قفز من جغرافيته الضيقة في جنوب لبنان ، ليجد جغرافية أوسع من محيطه المحلي ، ويتربع على مخزون نفطي ومالي كبير في العراق ، وهذا الواقع الجديد أفضل من واقعه اللبناني ، حيث تجارة المخدرات التي يتهم بها الحزب ، وربما لاتكفي ، فدولة مثل العراق مهمة للحزب ( المقاوم ) ولجميع الأطراف التي حصلت على موطئ قدم لها في أرض الرافدين .
المنتصر في الحروب هو الذي يكتب التأريخ ولو إلى حين ، يتوفر على الإعلام والمال والمرتزقة ( الحشد وما قبله وما بعده ) ، يسعى لتغيير الاوضاع في البلد الذي يسيطر عليه ، تغيير ملامح الأرض ( قتل النخيل ) أهم علامة تميز العراق عن غيره من البلاد والأمصار ، وقتل الثروة السمكية ، وتغيير ديمغرافي خطير ، بالترهيب والترغيب ، فمناطق ( السنة ) العرب ما بين مدفون في مقبرة جماعية هائلة خلف السدة ، وما بين مخيمات اللجوء داخل الوطن ، وما بين التشيع بالقوة .
سياسة الولايات المتحدة الامريكية في كل تأريخها هي : التضحية بالأخرين ، إستبدال شعب بآخر وثقافة بآخرى ، والتجارب في تأريخنا المعاصر كثيرة ، منها طرد العرب من الكويت ، وفتح الباب للفرس ، وزارة الهجرة في العراق ماهي إلا في هذا السياق ، لأن المشروع الإحتلالي في بلاد الرافدين ، مشروع إبادة جماعية بالقوة والفعل ، على نفس الطريقة التي أبيدنت فيها شعوب الهنود الحمر .
إحتلالات مركبة في العراق ( دولية وإقليمية ومحلية ) ، أدوات تنفذ مشروع خطير في العراق ، خطط له المحافظون الجدد ، ومنهم كيسنجر الذي كتب قبل عقود من الزمن : العراق مركز وعاصمة لأمتين العربية والإسلامية وعلينا أن نبيد هذا المركز .
ويتبعه لويس برنارد الذي كتب : الحروب القادمة ليست بين الدول بل داخلها ، الجيل الرابع من الحروب ( مليشيات ) .
فكرة دونالد رامسفلد : خصخصة المؤسسة العسكرية لصالح شركات أمنية ( المليشيات ) .
الإحتلال الإيراني هو الذي يقدم خدمات للمحتل الأمريكي وهذا معنى وصفنا للحال ( إحتلالات مركبة ) والثالث الذي يؤمن مشروع أمريكا وإسرائيل في العراق هو الإحتلال المحلي الخفي الأخطر المرجعية الدينية ( سلاح الفتوى ) .
وهناك واقع آخر رسخه جون نغربنتي وهو نقل خيار السلفادور إلى العراق ، ولا ننسى التصريح الخطير لسكرتيرة صندوق النقد الدولي : المعركة ليست في الرقة ولا في الموصل بل هي أننا جئنا لنهب ثرواتهم وتطويق شعوبهم بديون لايستيطعون الخروج منها ، وتسليح مليشيات تتقاتل فيما بينها على نار هائدة حتى تنقرض بلدانهم .
ونقول : إذا كانت سايك سبيكو قد ذهبت بالمنطقة العربية إلى دول متناحرة فيما بينها مشاكل حدودية ، فنحن في زمن الإحتلالات المركبة ذاهبون إلى كانتونات مادون الدولة ، والقوة المعبرة عن هذا المشروع في العراق هي المليشيات التي تمولها إيران من ثروات العراق ، وهي أل 117 فصيلا مسلحا ، وأخطرها حزب الله اللبناني ، لأن لديه خبرة في تعويق وتفتيت وتهشيم الدولة الوطنية .
117فصيلا مسلحا تسليح دولة ، برضا أمريكي إسرائيلي ، وهذه الفصائل وداعش ، لاتقترب من مصادر الطاقة بل تحرسها ، وتسهل للشركات الامريكية الاستيلاء على النفط العراقي بسعر 8 دولار للبرميل الواحد .
حكومة يحضر حفلة تكليف رئيسها زعماء المليشيات وضابط المخابرات الايرانية ، ماهي إلا خطوة في طريق تفريس العراق ، لتكملة المشروع الإيراني الذي وصل إلى اليمن ، بعد تدمير الموصل المدينة التي أنتجت كبار ضابط الجيش العراقي السابق ، ماتريده إيران من تسويق الكاظمي ، لايختلف عن خطواتها في تفجير قبة سامراء ، وإدخال داعش للموصل ، لتعزيز نفوذ الحرس الثوري الإيراني في العراق والمنطقة ، فهي تحاصر السعودية من اليمن والعراق ، وبما أن السعودية لاحدود لها مع إيران ، فنجد الأخيرة لها حدود مع السعودية من العراق واليمن ، فإذا كانت الصواريخ تقصف آرامكو من اليمن ، فبعد تنصيب الكاظمي من قبل مخابرات إيران ، ستقصف آرامكو من قاعدة جرف الصخر هذه المرة ، وهذا مشروع قومي إيراني تخطط له إيران منذ أن سطت العمائم على ثورة الشعب الايراني .
حفلة التنصيب للكاظمي التي حضرها جمع لا بأس به من العملاء والخونة والمخابرات وضباط الحرس الثوري الايراني بقيادة محمد الغبان ، وأيدتها قوى عميلة أخرى من أمثال أياد علاوي الذي كان قبل هذا التنصيب ، يجتمع إسبوعيا في بساتين ديالى وحامد الجزائري زعيم كتاب الخرساني بضباط كبار من الحرس الثوري الايراني ، لها أهداف كثيرة وأرسلت من خلالها رسائل للداخل والخارج ، وفيها ابعاد كثيرة منها البعد النفسي وهو أننا نسحق كل من يقف أمامنا ، كما سحقت مدن عراقية يوم التاسع من نيسان 2003 ، لتحطيم نفوس العراقيين .
إحتفال إيراني بنفس اليوم الذي إحتلت فيه أمريكا العراق ، لتنصيب حكومة للمليشيات الايرانية ، إلتقاء مصالح رهيب بين أمريكا وإسرائيل وإيران في العراق ، طبعا هذه خططهم ونواياهم ، وتبقى إرادة الشعب العراقي ، وثورته المذهلة في تشرين 2019 ، والتي حققت الكثير ، ونادت بالوحدة الوطنية ، وهي ثورة إختصرت تأريخ 2500 سنة في العراق ، ولم تسبقها ثورة مثلها ، حيث أسقطت الطائفية ومشروع إيران ، وأختم بالقول : فشل مشروع إيران في العراق ، سيكون مصيره كمصير التطبيع مع إسرائيل الفاشل ، لانها لم تتصالح مع الشعب العربي ، كذلك إيران ، فقدت حاضنتها الشيعية التي كانت تتغذى وتعتاش عليها ، لأن أبناء الوسط والجنوب ( الشيعة ) هم الذين رفعوا اصواتهم في وجه إيران ، واسقطوا مشروعها ، فإيران اليوم أضعف مما كانت عليه ، بسبب فقدان الحاضنة الشيعية ، بعد أن تحسس العراقي الشيعي حجم الجروح الغائرة على هويته الوطنية .
حتى وإن مرروا حكومة الدكان الطائفي ( الكاظمي ) فهي ستفشل ، بسبب تصاعد الوعي السياسي عند العراقيين ، فلا يمكن للمشروع الايراني الذي لم ينجح في زمن الشحن الطائفي ، ان ينجح في زمن خروج أبناء الوسط والجنوب في ثورة كبرى ، سقط فيها ألف شهيد ، وأكثر من ثلاثين ألف من الجرحى ؟.
العراق ليس هو لبنان ولا اليمن ، نهاية المشروع الايراني في العراق وعلى يد جميع العراقيين .
فلو كانت الجهة المستهدفة من حكومات إيران في العراق ، حكومة أو جيش وحزب ، يمكن التغلب عليه ، لكن المستهدف شعب ، فلا يمكن قهره ، لان البنية العميقة للشعوب كفيلة بقلب الطاولة على المحتل ، وقد كتبت مقالا بعنوان : ثورة تشرين هي الثورة التي حيرت صناع القرار في العالم .
تلك الحفلة التي رقص فيها المتصهين برهم صالح ، لتسويق ( حكومة ) الكاظمي في مشهد إستفزازي ، لن تقبل شعبيا ، لانها بدون حاضنة .



#حمزة_الكرعاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحديث عن حرب عالمية ثالثة
- إغتيال النساء في العراق
- الجهاد في زمن الاحتلال
- صناعة داعش وأخواتها
- إستبدال الدين بالتكنلوجيا
- الاسلام السياسي والثقافة
- البصرة المنكوبة
- معركة الدجاجة ( المقدسة ) في القادسية
- خصخصة المظاهرات في العراق
- جامعة الكفيل وتفريس العراق
- تشريعات برلمان النكاح
- مقتدى الصدر و إصلاح الاحتلال
- النزاعات العشائرية في العراق
- متى يتحرر العقل العراقي ؟
- الترحم على الحصة التموينية
- بشراء الاصوات والذمم سقطت الدولة العراقية
- ظاهرة دونالد ترامب
- ثورة السحل في العراق قادمة
- إعلان ولاية فقيه في العراق
- من القدس إلى النجف هدم المنازل


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمزة الكرعاوي - حكومة 9 نيسان الإستفزازية