أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمزة الكرعاوي - مقتدى الصدر و إصلاح الاحتلال















المزيد.....

مقتدى الصدر و إصلاح الاحتلال


حمزة الكرعاوي

الحوار المتمدن-العدد: 5555 - 2017 / 6 / 18 - 23:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في غمرة التشتت الذي أحدثه المحتلون ، تمر علينا كثير من البديهيات ، وبالتالي نتحدث وننسى تلك البديهيات ، حتى نخرج بنتائح غير صحيحة ، وكل قراءة سياسية قابلة للصواب والخطأ ، لكنها تكون خاطئة إذا قفزت على البديهيات ( الواقع ) .
سؤال بسيط يتعلق بكل مايدور في العراق تحت الاحتلال الامريكي الايراني ، هل خطر على بال أحد ، خلال عمره ، وفي التأريخ البشري ، فكرة إصلاح الاحتلال ؟.
وأتمنى أن يخرج إلينا من خطر على باله ، أو قرأ التأريخ ، ووجد فكرة إصلاح الاحتلال .
في العراق ، واقع الاحتلال ، إحتلالات مركبة ، إحتلالات ليس هدفها إلاقتصاد ونهب الثروات فقط ، ولا الهدف هو السيطرة على موقع إستراتيجي ، وإنما الهدف هو الابادة الجماعية لشعب قدره مكان ، وهو النفط والمعادن في أرض الرافدين .
السلوك الامريكي بخدمات إيرانية هو سلوك لابادة شعب ، هناك إحتلال ومشروع إستثنائي في تأريخ البشرية ، وهو إبادة شعب و في ظل المواضعة الايرانية الامريكية يخرج من يريد إصلاح الاحتلال ، سليما لا للتغيير ، بل ( للاصلاح ) ، مقتدى الصدر يتحدث عن إصلاح الاحتلال في العراق .
فكرة الاعتصامات التي يخرج فيها مقتدى الصدر وأتباعه ماهي إلا إجراء لحماية المنطقة الخضراء ، لا للهجوم عليها كما صور هو لاتباعه ، هو والجهة التي تحركه لاتريد الهجوم على المنطقة الخضراء ( المحمية الامريكية الايرانية ) وإنهاء زمن التآمر فيها على العراق ، وإنهاء عملية رهن العراق وثرواته للكارتلات النفطية ( الاخوات السبعة ) وأهمها شركة شل التي إستولت على نفط وغاز العراق ، ومعها هيمنة صندوق النقد الدولي التي يدير ملف العراق الاقتصادي ، كلما تنضح الثورة في العراق ويغلي العراقيون ، ويتحرك شباب العراق بإتجاه تطهير العراق من غلمان الاحتلالين ، يتحرك مقتدى وأتباعه لحماية مشروع الاحتلال في العراق .
كل الاعتصامات وبالمواصفات التي شاهدناها ، وبالاسماء والارقام ، وجماعة مقتدى الصدر ، وهذا كلامه هو ، هم في حقيقة الامر خرجوا لحماية المنطقة الخضراء التي يدار من داخلها المشروع الامريكي الايراني .
مهمة مقتدى الصدر وأتباعه ، حماية المشروع الامريكي الايراني من أي مسعى حقيقي لتصفير مشاريع الاحتلالين ، عبر تصفير أدواتها كليا ، وكل مايترتب عليها ، وبالتزامن مع حراك مقتدى الصدر ، أعلن رئيس حكومة الاحتلالين ( حيدر العبادي ) أنه سلم مسؤولية حماية بغداد للقوات الامريكية ، وشركات أمنية تابعة للسفارة الامريكية في المنطقة الخضراء ، وصرح بشكل علني وبدون خجل ، وتباهى بالرذيلة ، وهي حماية الامريكان لهم ولاحزابهم ومذهبهم وولاية الفقيه معهم ( المقاومة والممانعة ) ، معتمدا على فقرة في ( الاتفاقية الامنية ) بين أمريكا وغلمانها ، وقع عليها ( مختار البيت الابيض ) المالكي أمام سيده بوش الابن .
وقبل إعلان العبادي هذا ، كانوا ( يتناطحون ) أرضيا مع الولايات المتحدة الامريكية ، لايهام العراقيين بوجود تقاطع بين ( حكومة عراقية مستقلة ) وبين المحتل ، تمهيدا لاعلان تحصيل حاصل ، وقد سبقه إعلان حصانة الجندي الامريكي في العراق ، الذي وقع بين ( أحزاب الممانعة ) التابعة لولاية الفقيه الايرانية ، وتحت صورة الخمني الذي أعطى في زمن الشاه أكثر من عشرين الف شهيد حتى لاتكون للجندي الامريكي حصانة في إيران ، ولم يعترض أحد من المتشدقين بالمقاومة والممانعة ، وأتباع المذهب ، والخط الاحمر ، ولا ( زعماء ) المقاومة الاسلامية ( الخزعلي والعامري والمهندس ) على الاتفاق ، وتسليم العراق بالكامل للامريكي ، لابل أنهم أمنوا لشركات الغرب كل ماتريد أن تنهب من ثروات العراق ، وبغطاء ( دستوري وشرعي ) .
هادي العامري الذي كان يقتل العراقيين ، عندما كان مقاتلا في صفوف الجيش الايراني ( حرب الثمان سنوات ) ، خرج ليبرر تصريح العبادي الذي أعلن فيه تسليم بغداد للقوات الامريكية ، ويخلص الجميع في النهاية إلى تسليم زمام الامور في بغداد للامريكان ، التي يحدث فيها الحراك ( الشيعي ) الذي يريد مقتدى الصدر من خلاله أن يصلح الاحتلال سليما ، يصلح عملية من أولها حتى نهايتها ، أوجدها الامريكان بالادوات الايرانية .
ما الذي يريد إصلاحه مقتدى الصدر ؟.
هل يريد إصلاح ثورة خرجت وإنحرفت ، وتبين أن قياداتها متآمرة على الوطن ؟.
هل يريد الاصلاح على طريقة الثورة الفرنسية ؟.
أم أنه هو بحاجة إلى إصلاح وإعادة تأهيل ، أم أنه واقع إحتلالي خدمه مقتدى وأتباعه ، بدخولهم عملية الاحتلال الفاسدة من أولها حتى اللحظة ؟.
الثمن المدفوع من قبل العراقيين كان باهضا ، عملية سياسية فاسدة أوجدها الامريكي وشريكه ولي الفقيه الايراني ( خامنائي ) وهي مستمرة بحماية الاثنين وأدواتهما ، وأهم الادوات لحماية مشروع الاحتلالين هو مقتدى الصدر وأتباعه .
لا أحد يستطيع أن يتوصل إلى مايريد مقتدى الصدر وأتباعه في مظاهراتهم وإعتراضاتهم ، إلا حماية المشروع الامريكي الايراني في العراق ، ومقتدى هذا ماهو إلا جزء من الدكان الطائفي ، وجزء من السفينة الغارقة ، ومقتدى ليس قادما من خارج عملية الاحتلالين الفاسدة ، التي قامت على أساس القتل والتهجير والتشريد ، وكتله ( الاحرار ) جزء من حكومة الاحتلال المحلية ، وله مشاركة فعالة في ما يسمى ( الحكومات المحلية ) .
من هو مقتدى الصدر ، وماهي إمكانياته العلمية والعقلية ؟.
الصبي أوجده الامريكان والايرانيون ، ودعمه الاعلام الامريكي والمتأمرك معه ( الطائفي ) والعربي ، ونفخه ( الشاب الزعيم الشيعي ) وهو أخذ بدوره يقطع الطريق ، وتم تصوير مقتدى وحشده من قبل أمريكا وإيران على أنه مشروع خلاص للعراقيين .
وعلى أقل تقدير الظروف والملابسات التي أوجدها المحتل الامريكي والايراني ، أخرجوا في صدارة المشهد العراقي شخصيات تافهة منحطة ، فهل يستطيع مقتدى هذا أن يتمرد على الظروف التي أوجدته ؟.
فهل يوجد منطق كهذا ، أن صنيعة سياسية تتمرد على الجهة التي أوجدتها ؟.
فهل مقتدى الصدر قادر أن يتمرد على القوى الدولية والظروف التي صنعته ، وجعلت منه ( سياسيا ) يقصي العراق والعراقيين ؟.
مقتدى الصدر شخصية خربت العراق ، وصادرت كل أدوات الرفض للمشروع الامريكي الايراني مثلما فعلت داعش البغدادي .
مقتدى الامام الروحي لكتلة في عملية الاحتلال الامريكي ، تتوفر على أربعين ( نائبا ) في ما يسمى ( مجلس النواب ) التي هي مصداق للمثل العراقي ( كلجية المنطقة الخضراء ) ، وهل يستطيع أن يضحي بوزراءه ومدراءه ، ووكلاء الوزرارات ( الخدمية ) التابعة له ، وكلهم سراق وقتلة ؟.
مقتدى الصدر الذي كان يتسول ويستجدي بقايا السجائر التي يدخنها غيره ، وكان يسطو على الحمام ليلا في النجف ، ليشوي ويأكل ، يتحول في ليلة وضحاها إلى ( زعيم ) يسير تحت الحماية الامريكية ، ويصل إلى مكان التظاهرات بسيارة كديلاك أمريكية ، وأخرى تيوتا رباعية الدفع ، هدية من الامريكان ، ليخرب التظاهرات ويديم سطوة حكومة الاحتلالين المحلية ، وينزل عليه الوحي في المنطقة الخضراء ، ويستلم رسالته من سفارة الاحتلال ويعود إلى النجف .
هل من المعقول أن مقتدى في زمن الاحتلال الامريكي ، وهو وراء أكبر تصفيات طائفية في بغداد ، ومعه ( ابو درع ) يستطيع أن يتمرد على المحتل ، ويصلح الاحتلال ؟.
يد مقتدى الصدر ملطخة بدماء العراقيين ، وهو بواسطة ( كتلته ) ملوث بسرقة المال العام ، وكل سنة ، يصدر بيانا يعلن إنسحابه من العمل السياسي ، وبعد نصف ساعة يعود يحرك رأسه يمينا وشمالا ويصدر بيان تراجع الاله .
إذا كانت هذه الملابسات كلها صحيحة ، فما يسمى بالتغيير ، فهو تغيير متفق عليه ، بين الامريكي والايراني ، بواسطة مقتدى الصدر وأتباعه ( أداة إيران الرثة في العراق ) ، واي تغيير أو تطور يحدث على خلفية ( حراك ) مقتدى الصدر ، فهو تغيير تم الاتفاق عليه بين الاطراف التي تمسك زمام الامور في العراق ، وحركت داعش الشيعة الذي هو مقتدى لحماية مشروع الاحتلال .
التغيير الحقيقي هو سحق مقتدى الصدر ، وامثاله من الخونة العملاء المرتزقة ، وأنا شخصيا كعراقي أبدت غربته ، لايمكن لي أن أقبل التغيير الذي لا تكون فيه أول خطوة هي التخلص من مقتدى وأمثاله .
الاحداث والفضائح التي أنهت عملية الاحتلالين الفاسدة ، وبنهايتها ينتهي المشروع الايراني ، والامريكان يمتلكون الحلول ، لكنها من الحلول التي تديم مشروعهم في العراق ، وأهم أدواته مقتدى وأتباعه ، وحتى وإن حدث تغيير في عملية الاحتلالين ، وبأي طريقة فهو من ضمن الحلول الموجودة في جيب مرجعية المحتل الامريكي ، فعندما تحدث لحظة فراغ يملأها الامريكي والايراني بخيارات جديدة جاهزة ، تكون بديلة لتلك الخيارات العفنة التي تستهلك ، وهي خيارات لإدامة مشروع أمريكا وإيران في العراق .
كل حراك قام به مقتدى الصدر ، ماهو إلا عملية سطو على رغية العراقيين في التغيير الحقيقي ، وهو يوفر وقتا إضافيا للمشروع الامريكي الايراني في العراق ، وحتى في المنطقة العربية ، وبعد كل حركة ( إحتجاجية ) وراءها مقتدى الصدر ، يغادر إلى إيران لاستلام أوامر جديدة .
كل تحركات مقتدى وحشده الطائفي ، تحت الحماية الامريكية ، والذي يتصور أن الامريكان لاعلاقة لهم بحراك مقتدى الصدر ، فهو واهم ، أو أنه من أتباعه .
تحركات مقتدى وتصريحاته كلها تحت أنظار الامريكان وبموافقتهم ، وهو تكييف مع الواقع الذي أوجده المحتل .






#حمزة_الكرعاوي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النزاعات العشائرية في العراق
- متى يتحرر العقل العراقي ؟
- الترحم على الحصة التموينية
- بشراء الاصوات والذمم سقطت الدولة العراقية
- ظاهرة دونالد ترامب
- ثورة السحل في العراق قادمة
- إعلان ولاية فقيه في العراق
- من القدس إلى النجف هدم المنازل
- نهاية زمن الدولة الوطنية
- خطورة حكم رجال الدين على الانسانية
- حلم أحفاد كسرى في العراق
- حج كربلاء محو لذنوب الساسة
- إنقراض الدولة العراقية
- أبناء بريطانية العظمى في العراق
- مهندسو الخراب في العراق
- التبعية
- ( صلاة الواو بين النافورة والجسر )
- المقدس في حياة الناس
- قريتنا المنسية
- إصلاحات حيدر العبادي


المزيد.....




- فيديو مصور يصرخ أمام ترامب بمؤتمر صحفي ورد فعل الرئيس تنشره ...
- حادث المنوفية: وفاة 19 شخصاً غالبيتهم -عاملات قُصّر-، ومصر ت ...
- بول دانز مهندس الثورة الإدارية الأميركية ومنظر -الترامبية- ا ...
- أول تفسير من الجيش الأمريكي لاستثناء موقع إيراني نووي من الق ...
- الرئيس الأمريكي يوقع على اتفاق سلام لإنهاء أحد أقدم الصراعات ...
- بيزنس إنسايدر: قطر أسقطت الصواريخ الإيرانية ببطاريات باتريوت ...
- الرئيس الجيبوتي يعتزم تفعيل دور -إيغاد- لحل الأزمة السودانية ...
- جنرال أميركي يكشف سبب عدم قصف موقع إيراني نووي بقنابل خارقة ...
- -الشيوخ- الأمريكي يحبط -محاولة ديمقراطية- لتقييد قدرة ترامب ...
- عراقجي: على ترامب التوقف عن استخدام لهجة غير لائقة تجاه المر ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمزة الكرعاوي - مقتدى الصدر و إصلاح الاحتلال