حمزة الكرعاوي
الحوار المتمدن-العدد: 5024 - 2015 / 12 / 25 - 22:13
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
زمن الدولة الوطنية النمطية قد إنتهى ، والانظمة من الولايات المتحدة الامريكية الى أقصى دولة في الشرق ، لم يعد لانظمتها قيمة على الاطلاق ، ومفهوم الدولة تزحزح ، وأخر ما تبقى للدولة وهي تتطور بشكل طبيعي ، المؤوسسة العسكرية ، وفي العراق أكملوا التمرين لمشروع التخلي عن مفهوم الدولة الوطنية ، وخصخصة المؤوسسة العسكرية ، لصالح شركات أمنية ، ومليشيات ، وعندما تعرض وسائل الاعلام ( الجيش العراقي ) نشاهد مليشيات فقط ترفع رايات ملونة ، وجيش بدون دبابات ومدرعات ، والاكتفاء بسيارات الحمل الصغيرة ، عليها رشاشات متوسطة ، وجنود بدون خبرة ، أجبروا على الالتحاق مقابل المال ، كمرتزقة بدون عقيدة ، ولا إنضباط ، لايضعون واقيات على رؤوسهم .
الدولة الوطنية في ظل العولمة ومخاطرها ، والاحتلالات المركبة في العراق ، لم تعد تتوفر على مؤوسسة عسكرية ، وإنما شركات تدير بالبلد وتقدم خدمات ، يعتم على دورها في العراق من قبل سلطة الاحتلال المحلية ، وتساعدها مليشيات وأطراف يغذيها المحتل بواسطة أدواته ، المحلية والاقليمة ، لتتقاتل على نار هادئة ولزمن أطول ، الى أن يتم إعلان إنقراض العراق .
الذي يحكم العالم في هذه اللحظة شركات ، ولم يبق للدولة الوطنية شيء ، ونحن اليوم بحاجة لنعرف أين أصبح مفهوم الدولة الوطنية ؟.
وماهو المفهوم الجديد للدولة الوطنية ، لكي نفهم المظاهرالجديدة للدولة ، ونحن نسمع غلمان الاحتلالين ، يشتمون أمريكا ويشتمون أنفسهم ، ويكشفون لنا ماكنا قد حذرنا منه ، وهو مشروع الابادات الجماعية .
من قدمتهم أمريكا في صدارة المشهد ، ليشتغلوا حرامية ، لايقدمون ولايؤخرون ، وحتى أوباما أو اي رئيس أمريكي لايقدم ولايؤخر ، بسبب وجود حكومة عالمية قوامها 18 الف موظف هي التي تدير العالم ، وشركات النفط ( الاخوات السبعة ) هي التي تحكم بالدول .
عندما قامت شركة أركسون النفطية بالتنقيب في شمال العراق ، أرسل جواد نوري المالكي وغلمان المنطقة الخضراء ، رسالة إحتجاج إلى أوباما ، بإعتبار أمريكا دولة إحتلال وعليها رعاية المصالح العراقية ، حسب ما ذكر المالكي في رسالته ، فكان جواب أوباما : يحق لشركة أركسون أن تنقب في أي مكان حسب ماتقتضيه مصالحها .
العالم لاتديره حكومات ولا رؤوساء ولامنظمات ، إصول اللعبة بيد الشركات النفطية العابرة للقارات ، وبالتنسيق مع رجال دين ، ومرجعيات مستوردة دخيلة على العراق .
ومنها هذه الشركات ، شركة شل التي أتت بالايراني حسين الشهرستاني المقرب من المرجعية الدينية ، وقع لها على نفط وغاز العراق ، وكرمته الشركة في هولندا ، لتحرره من الخوف ، ولانعلم ماهي علاقة النفط بالتحرر من الخوف ، ليصبح بعد هذا التكريم المواطن العراقي مجرد برميل نفط ليس الا ، وصدمنا ذلك اللقاء التأريخي بين الحرامية مع ممثل المرجعية في زيارة الابعينية .
في الثمانيات عقد المؤتمر الصهيوني ، وفي وقائعه ، تمت زحزحة مفهوم الدولة الوطنية ، وأصبحت غير مرتبطة بمكان ، وقد كتبت مقالا عن هذا الامر قبل سنوات بعنوان ( زحزحة مفهوم الدولة الوطنية ) أي دولة اللامكان ، و التي لم تعد مرتبطة بمكان .
ويلتقي هذا المفهوم مع فكر رجال الدين والمرجعيات الشرقية الدينية ، التي لاتؤمن بالوطن ، ووطنها العقيدة ، ولذا نجدها تتخادم مع الغريب المستعمر .
مالذي بقي من العراق وسوريا واليمن وليبيا ، أي من هذه البلدان ، ليس بدولة ، مليشيات مسلحة بسلاح ( دول ) ترفع شعارات وأسماء مخالفة للوطن ، من قبيل داعش والقاعدة وعصائب أهل الحق وكتائب حزب الله ، والحوثيون وأنصار الله وووالخ ، وجميع هذه الحركات الاصولية ، لاتعترف بالوطن ، ولافرق بين مرسي والمالكي والعرعور وعمار الحكيم ، ولافرق أيضا بين مرشد الاخوان ومرشد طهران ، الجميع يريد رفع راية ( الله أكبر ) تحت المظلة الامريكية .
والاعلام الامريكي والمتأمرك معه ، يدفع برجال دين ، يسوقون الناس إلى محرقة الحروب ، بأحلام في المنام ، هذا شاهد في منامه ( الملائكة على جياد بيض ) تقاتل مع الجيش السوري الحر ، لكنه لم ير الملائكة في أفغانستان تقاتل الجيش الامريكي ، لانه يحمل الحرز والحصن الحصين الذي كتبه له القرضاوي ، وأخر جاءته زينب بنت علي ، وبكت في حضرته ، وقالت له : تمنيت أن يكون الحشد الشعبي حاضرا يوم الطف ، لينصرني مثلما نصرني اليوم في سوريا ، لكن هذا الخطيب أعمى ولم ير في المنام شيئا ، عندما دنست جيوش الاحتلال الغربي أرض والد زينب وأرض أخيها ، ولم يشاهد في اليقظة كيف فعل الجندي لامريكي بقرآن محمد ص ، وسط بغداد ، عندما بال عليه ، وسكب الخمر وداسه ببصطاله ، وأطلق النار عليه .
المشروع في المنطقة العربية ، والعراق خصوصا هو مشروع إبادة ، تنفذه مرجعيات دينية وأحزاب اسلامية ، ولامصلحة للغرب ، لغلق ملف داعش .
غير مسموح أمريكيا إيرانيا أن تنتهي داعش ، لانها حاجة للجميع بمافيهم غلمان المنطقة الخضراء ، ولايتوهم أحد منا أن ينجوا من مشروع الابادات الجماعية ، لان جميع الاطراف التي لها نفوذ في العراق ، لامصلحة لها ، بإنهاء ملف داعش ، والاخيرة دولة في حقيبة تتنقل ، ربما يغلق ملفها في الانبار ، وسيفتح ملفها في منطقة أخرى ، لان الجميع بحاجة الى داعش .
هم بحاجة لكي يبقى هذا المسمار الصدأ في جسد المنطقة ، يعلقون عليه أسمالهم ، وهذه هي الحقيقة ، والامريكي عندما إحتل العراق كان في جعبته هذا المشروع الذي إشتغل على إبادة العراقيين ، ولم يتمكن الامريكي لولا توظيف الدين ومرجعياته في خدمة مصالحه .
ثلاثة أطراف يراد تهشيمها ، وبغداد كمركز إنتهى وتم تهشيمه ، وكذلك دمشق ، وبقي أمامهم طرف ثالث وهو مصر .
لايتوهم أحد أن العالم بإتجاه غلق ملفات الازمات في بلداننا ، بل العكس هو الصحيح ، هنالك نية ورغبة أكيدة من امريكا وشركاءها ، بفتح وفرة من الملفات والمآزق ، ولن ينجوا أحد من النار .
كنت أتحدث بقسوة عن هذا المشروع في العراق ، ولم يقبل مني أحد ، وتلصق بي التهم ، وللاسف أن الكثير ممن شتموني ، عادوا معتذرين ، لكن بعد فوات الاوان .
قلت : لايتوهم أحد منا أنه سيخرج سالما غانما ، لا لشيء لان الغريب الذي يقود مشروع إبادة في منطقتنا ، ينظر إلينا جميعا ، على أننا نفايات ، ليس أكثر من صدفة جيولوجية ، وهذا ماصرح به هنكتن في اكثر من مرة ، لانستحق شيئا من نفطنا الا الخمس ، وهي منة منهم علينا .
في الوقت الذي تعلن سلطة الاحتلال المحلية ، إفلاس العراق ، يتحدث لي بعض المساكين عن تقليد ( الاعلم ) ، لان وصفة التخدير قوية جدا .
مايسمى بالقيادات التي تقود اليوم تحت المظلة الامريكية ، هي إما مزابل وهذا وصف بريمر لهم ، أو هي لاتعي حقيقة مايحدث ، أو أسيرة لهذا الطرف الاقليمي أو ذاك .
إنتهى كل شيء ، الا معجزة وهي ثورة تطهير تكتسح كل أدوات المحتل وخصوصا أدوات الدين الذي أوجده المحتل .
الجميع في بلدنا العراق ، يدفع الى الموت سريعا أو بطيئا .
وحتى كردستان التي تعتبر آمنة ستفكك حياتها السياسية ، لان الخندقة موجودة في كل جزء من أجزاء العراق والمنطقة ، وكردستان اليوم في ذروة الخندقة ، ولن ينجوا احد مالم تع القيادات التي تصدرت ، وأنا أجزم أنها سائرة في قطار المحتل الذي يريد تفكيك كل شيء عندنا .
أصول اللعبة والهدف منها هو نهاية الدولة الوطنية ، ونتفيذ مشروع الابادة الجماعية .
#حمزة_الكرعاوي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟