حمزة الكرعاوي
الحوار المتمدن-العدد: 5004 - 2015 / 12 / 4 - 19:29
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كتبت مقالا قبل سنوات ، بعنوان ( حلم شامير ) ، وحان الوقت للحديث عن حلم أحفاد كسرى ، وهو إمبراطورية فارسية على أنقاض بلاد الرافدين .
تورط المسلمون عندما أدخلوا الفرس الاسلام ، كي يكونوا عبيدا لله ، وإذا بهم يتحولون إلى آلهة تعبد من دون الله ، وملوكا على العرب عامة ، والعراق خاصة .
بدل تسمية أنفسهم ، بعبدالله وعبد الرحمن وعبد الخالق ، أطلقوا أسماء الآلهة على رموزهم ، من قبيل ( عصمة الله ، كفاءة الله ، تاج الله ، روح الله وووو ألخ ) .
كنا نقرأ ونسمع عن حلم الفرس في العراق ، وهو العودة إلى إرث الامبراطورية التي عاصمتها ( الحيرة ) ، واليوم نتعايش مع تحقق هذا الحلم ، حيث دخلوا فينا عرضا وطولا ، مستقوين بالامريكان ، وقد صرح قادة إيرانيون ، لو لا إيران لم تتمكن أمريكا من إحتلال العراق ، وهنا نتساءل : هل هذه دولة إسلامية ، وهي ترفع شعار ( ولاية الفقيه ) وتفتخر بمساعدة ( الصليبيين ) لاحتلال بلد مسلم ؟.
لم تخف إيران مشروعها العنصري في العراق ، لا من قبل ولا اليوم ، على مستوى الحوزات ( العلمية ) التي لم تنتج فقيها واحدا ، يعرف بنتاجه الفكري والعلمي ، عدا الادمان على النوم تحت الارض ، والتآمر على العراق .
من المحرمات والخطوط الحمراء ، أن يصل الفقيه العربي الناطق بلغة القرآن الى منصب مرجع أعلى ، لان الاقتصاد الايراني ، بحاجة الى الدكاكين في المدن المقدسة العراقية ، ومن يشمون فيه رائحة الاعلمية ، أو يفرض نفسه علميا ، يتم تسقيطه إعلاميا ، وبالتالي تصفيته جسديا ، والامثلة كثيرة ، من الشيخ المظفر الذي بعد رحليه ، درسوا مؤلفاته في ( حوزاتهم العلمية ) المنطق واصول الفقه ، ومرورا بالصدرين ، وإنتهاء بمحمد مهدي شمس الدين وفضل الله ، وعربي بابا عربي ميصير مرجع .
كل الغزوات الغربية التي إستهدفت المنطقة العربية ، نجد إيران تساعد على إحتلال بلاد العرب ، في عمان والبحرين وقطر ، والعراق ، والعلاقة بين بريطانية العظمى وايران ، قديمة جدا ، قائمة على اساس المصالح ، والضحية شعب العراق .
مقابل المساعدة الايرانية للغرب ، على جميع المستويات ، بالامس إقتطعت بريطانية إقليم الاحواز العربي من العراق ، لتمكن إيران الشاه ، الانكليز من السيطرة على العراق ، وفضيحة اليزدي معروفة عام 1914 حتى 1920 ، حيث نعته بريطانية ببيان : فقدنا حليفا لايعوض ، واليوم العلاقة الامريكية الايرانية في العراق ، لتجعل ايران ولي الفقيه ، إحتلال أمريكا للعراق مجانيا .
عرب الاحواز يسحقون ، وتعلق نساءهم على المشانق ، وسجون ولي الفقيه ، غصت بالاطفال والنساء ، ولم يسلم أحد من الاعتداءات الجنسية ، فمن يمارس هكذا أفعال مع شعبه ، لا يتردد عن أي إنتهاك يستهدف الاخرين .
الاحتلالات المركبة في العراق قديمة ، منذ أن وصل الانكليز الى العراق ، حصلت القسمة بين البريطانين والفرس ، والطرف الفارسي ، الذي تقاسم ثروات العراق مع شركة الهند الشرقية البريطانية ، هي شركة البازار الايرانية ، النفط والغاز لبريطانية من قبل وأمريكا اليوم ، وأموال الخمس والزكاة والتبرعات والنذور والسياحة الدينية للفرس ، وهذا هو حلم أحفاد كسرى ، وأبي لؤلؤة المجوسي .
اليوم وبعد أن إنكشف مشروع كسرى وحفيده ولي الفقيه في طهران ، تستمر الانتهاكات لارض العراق ، من قبل الايرانين ، وترافقها إستفزازات مهينة للعراقيين ، تنتهك سيادتهم ، وتجرح وتهشم هويتهم الوطنية ، وتشيطن كل مفردات الهوية الوطنية العراقية ، من قبل ولي الفقيه الايراني ، وهوية العراقيين هي : القرآن الكريم واللغة العربية ، وقد تم القضاء عليهما تماما ، ولم يبق لهويتنا ، إلا كيس بلاستك فارغ قدمه ولي الفقيه ، ليبصق فيه كل مشبوه وخائن ومرتزق ، لتقدمه إيران على أنه الهوية الوطنية للعراق الجديد .
إستطيع القول اليوم أني وصلت إلى قناعة ، بأن خطر إيران على العراق ، أكثر بكثير من خطر الصهيونية والماسوينة ، وخطر الاحتلال الامريكي ، لان الغرباء من خارج المنطقة العربية ، إن حققوا مشروعهم أولا ، فإنهم في النهاية ، سيرحلون ، لكن السرطان الذي إستشرى في جسد العراق ، لايمكن أن نتخلص منه الا بقتلنا أو إجتثاثه .
تصريحات إستفزازية مستمرة ، مهينة للعراقيين ، ترافقها مشاريع معلنة وصريحة ، لتصفية الدولة العراقية ، وإبادة شعب ، مليشيات ومرتزقة كلها ممولة من ثروات العراق المسروقة ، يوجهها ولي الفقيه القابع في طهران ، وكل يوم يخرج علينا عنصري إيراني بتصريح مهين ، ولايوجد مسؤول ( عراقي ) يرد عليهم ، لان الذي يحكم العراق هو جناح إطلاعات السياسي في المنطقة الخضراء بأسماء فارسية معلنة كالشهرستاني ، وأخرى غير معلنة ، تحت مسميات عراقية وعربية ، مثل طالب الاصفهاني الذي مثل العراق في الامم المتحدة ، وإسمه المستعار ( حامد البياتي ) .
علي لاريجاني : على العرب في العراق أن ينحسروا إلى مكة ، والكويت رهينة إيرانية .
نائب روحاني : العراق عاصمة الامبراطورية الفارسية .
قائد في الحرس الثوري الايراني : شيعة العراق الذين يقاتلون داعش ، لهم الفضل على ايران ، وهم حزام أمني يحفظ أمننا القومي .
عطا الله صالحي :
[ ليس من حق العراق منع الايرانيين من دخول اراضيهم ، لأنه بالاساس هذه ارض اجدادنا و نحن أحق فيها ، لذا يتوجب على العراقيين معرفة هذة الحقيقة و تجنب مجاراة الأمة الايرانية . ]
750 سنة من الاحتلال الفارسي للعراق ، لم تهشم الهوية الوطنية العراقية ، وبقيت اللغة العربية حية ، وفحول شعراء العرب في العراق ، لكن للاسف ، تحت المظلة الامريكية ، يفرس العراق ، وينفذ فيه مشروع الابادة الجماعية ، تحت يافطة المذهب .
مليارات الدولارات ، تخرج من العتبات المقدسة الى ايران ، واليوم سطت العمائم التي أرسلها ولي الفقيه الى العراق ، على مقدرات العراقيين من نفط وغاز .
أظن أن هذا هو المقصود من تصدير الثورة الايرانية الى العراق ، وليس صدفة أن يقطع الماء مرشد الاخوان في تركيا ، مع قطع الماء من قبل مرشد ايران ، لتصحير العراق ، وقتل شعبه .
من هتافات ثوار العشرين مطلع القرن الماضي :
بين العجم والروم والروم بلوة إبتلينا ردنا الرفك وياه ماصح بدينا
إشارة الى التعاون بين ايران والمحتل البريطاني في العراق .
إن لم نهشم أدوات ورافعات كل الاحتلالات المركبة ، فلا طوق نجاة ، لان المشروع الذي ينفذ في العراق ، أخطر من مشروع إبادة الهنود الحمر .
في زمن الاحتلالات المركبة ، ومنها الاحتلال الايراني للعراق ، يبيع العراقي إبنه ب 1600 دولار أمريكي ، ويطلب منه أن يخمس ثمن ابنه ، حتى يرتاح جواد الشهرستاني ، المحرك الحقيقي لمايجري في العراق بإسم مكتب المرجع ( الاعلى ) ، الذي تحول إسمه إلى ( إمبراطورية الشباك المقدس ) .
مئات الالاف من القطعان إستباحوا أرض العراق ، والعذر أقبح من الفعل ، يصرح قادة إيران أن العراق هو أرض أجدادهم الفرس ، والاخطر أن هؤلاء بعد نشرهم للسموم القاتلة للعراقيين ، من المخدرات وغيرها ، لن يخرجوا من العراق ، ويتحولوا الى مستوطنين دائميين ، يسعون للحصول على الجنسية العراقية ، ليحلوا محل ملايين العراقيين الهاربين من حجيم مليشيات ولي الفقيه في العراق .
وجيوش المستوطنين الفرس ، قد دخلت مع الجيش الامريكي وإستباحت العراق ، أرضا وشعبا ، ونهبوا نفط العراق والمتاحف العراقية .
القادم أسوأ مع وجود أتباع إيران في العراق ، الذين لاهم لهم الا تنفيذ الحلم الفارسي ، وهو إنقراض الدولة العراقية ، التي لم يتمكنوا منها ، إلا تحت يافطة المذهب ، وبمساعدة امريكا .
هل من الممكن أن دولة تدعي إنتسابها لعلي ابن أبي طالب ع ، أن تدخل طرفا مع محتل لابادة شعب ودولة قائمة ؟.
#حمزة_الكرعاوي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟