أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمزة الكرعاوي - حوار في مطار بغداد بين عراقية ومستوطن فارسي














المزيد.....

حوار في مطار بغداد بين عراقية ومستوطن فارسي


حمزة الكرعاوي

الحوار المتمدن-العدد: 6913 - 2021 / 5 / 30 - 23:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أخبروها أن والدتها مريضة ، وتريد أن ترى إبنتها ، حيرتها كبيرة ، كيف تسافر إلى بغداد المحتلة التي هجرها سكانها الأصليون وهي منهم ، قالت مع نفسها : لم أعد عراقية ولا أشكل خطرا على المحتلين بزيارتي ، المهم هو لقاء والدتي قبل رحيلها عن الدنيا ، وفي جميع دول العالم يتعاطفون مع الحالات الانسانية كحالتي ، إذا أخبرتهم بأن مدة زيارتي لا تستغرق بضعة أيام ، وأغادر بعدها بغداد كما غادرت من قبل وعيناي تدمعان على فراق الوطن الذي إستباحه المستوطنون الفرس .
وصلت مطار بغداد المهجورة الحزينة ، كان بإنتظارها مستوطن فارسي ( ضابط مخابرات ) يتحدث بلهجة عراقية مكسرة ، تكشف أنه ليس من سكان بغداد ، حتى وإن تخفى خلف إسم مستعار ، لسانه يخونه ويحكي أنه فارسي ، حصل على الجنسية العراقية في زمن الاحتلال الامريكي الايراني ، بعد إلغاء شهادة الجنسية العراقية من قبل منظمة بدر الايرانية .
صادر جواز سفرها العراقي ، وأخبرها بأنها ممنوعة من دخول العراق ، هذا البلد ليس لكم يا أمة الله ، وعليك مغادرة مطار بغداد فورا ، أو أعتقلك .
وافقت على المغادرة بدون أن ترى والدتها التي يبعد منزلها عن المطار نصف ساعة من الزمن ، والقدر لم يسمح لها بركوب تاكسي الحرس الثوري الايراني ، لكنه طلب منها أن تدفع ثمن عدم إعتقالها ، ألفي دولار أمريكي .
قالت له : والله لا يوجد عندي هذا المبلغ ، أنا مريضة بالسرطان وأعيش على مساعدات الدولة الكندية .
قال لها : في حقيبتك فيزا ، إذهبي وإسحبي لي المبلغ أو أعتقلك وتذهبين الى السجن ، وفيه تغتصبين .
سألها : هل أنت مسيحي كافرة ، أم سنية ناصبية ؟.
هنا لم يكن أمامها إلا جواب واحد ، لعلها تحرك عواطفه وطائفيته ، قالت : أنا شيعية مثلك يا بني ، علما أن الجواب الذي تريده أنا عراقية وطنية ، لكن إنقاذ النفس والخلاص من الاعتقال يتطلب التقية السياسية .
فقال لها : الشيعة أخطر علينا نحن الفرس من السنة ومن غيرهم من مكونات الشعب العراقي ، هم الذين حاربونا في الثمانيات ، وهم الذين خرجوا بثورة تشرين ضدنا ، وأفشلوا مشروعنا ، وشتموا فارسيتنا وولي أمرنا خامنائي وأحرقوا صور إمامنا الخميني وهاجموا قنصلياتنا ، وسياستنا تنظر إليكم أنتم العراقيون سواء ، لا نفرق بينكم في القتل ، وقد عدنا إلى الحيرة ، وهنا بغداد بديل الحيرة ( عاصمة بلاد فارس ) ولم يبق عندكم إلا العلم العراقي .
وهي تحاور المستوطن في مطار بغداد الرشيد ، تذكرت يوم إقتحام منزلها من قبل ملثمين من أمثاله ، وقتلوا زوجها أمامها وطفلها الصغير الذي لم يكمل السادس الابتدائي ، وربما هو واحد من أولئك القتلة الذين قتلوا عائلتها وهجروها وصادروا بيتها ؟.
دفعها أمامه إلى ماكنة المصرف ( البنك ) وأجبرها بأن تستقرض من البنك ثمن إطلاق سراحها ، وفعلت ، سلمته ألفي دولار أمريكي ، لكنه طلب مبلغا آخر ( 750 ) دولار ثمن تذكرة الطائرة إلى تركيا ، وسلمته ما أراد في مطار بغداد المحتل ، فتقدم نحوه مليشياوي آخر بلكنة لبنانية ( من حزب الله ) مناديا : معلم حصتي من المبلغ وحصة السيد حسن نصر الله ولا تنس الحزب .
هذه قصة رويت لي قبل ايام ونحن في عام ( 2021 ) من صديق شهد الحادثة ، وساعد الضحية ، وقد اخبرني أن عمليات تهجير سكان بغداد الاصليين ، بدأت منذ وصول المحتلين الامريكان وكلابهم ، وكلبهم ( أحمد الجلبي ) صاحب فكرة التهجير في بغداد ، والاستيلاء على منازلها وقصورها الفخمة ، عملية ترييف العاصمة الحنون التي كانت تأنسن أولادها والمدن العراقية الاخرى ، عملية مدروسة ، حيث سلطوا عليها قطعان المتخلفين والمستوطنين الفرس والصهاينة ، مثلما فعلوا في البصرة مدينة الفراهيدي .
حوارات كثيرة من هذا النوع بين المستوطنين الفرس وبين العراقيين ، مشابهة تماما لما جرى في فلسطين منذ نكبتها حتى اليوم ، عمليات تهجير وإستيلاء على البيوت والعقارات ، وقد قلت عام 2003 : سيقف العراقيون مع الفلسطينين للمطالبة بحق العودة إلى ديارهم ، لكن بعد فوات الاوان ، حيث إستطون في بلدهم ملايين العجم .
وفي نفس الوقت وصلت المطار عوائل فارسية ، وحصلت على الاقامة والجنسية في لحظات ، ضابط الجوازات الفارسي يجلس في مكتبه داخل المطار ، وعندما يتقدم إليه مستوطن يمنحه الجنسية ، مثلما تفعل إسرائيل مع اليهود القادمين إليها من أوربا ، وكذلك غادرت بعض العوائل الفارسية المتجنسة إلى تركيا ، على متن نفس الطائرة التي أقلت البغدادية التي حرمت من لقاء أمها ، وهم يحملون الاموال التي سيشترون بها الشقق السكنية في المدن التركية ، للتغلغل الفارسي في جسد الدولة التركية بأسماء عراقية ، وهم مخابرات ، وكذلك تسللوا بعراقيتهم المستعارة إلى أوربا وشمال أمريكا .



#حمزة_الكرعاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطائفية وأمراضها
- نهاية إحتكار الخطاب الديني والثقافي
- الدور الإيراني في العراق
- سياسة الركض خلف السراب
- تقليد مراجع الشيعة وعد بلفور الأول
- العتبات واجهات الحرس الثوري الإيراني في العراق
- فرق الموت الإيرانية في العراق
- ما بين اللمبجي والتمثال المقدس
- زيارة مصطفى كازمي للبيت الابيض
- المشروع الوطني العراقي
- نسألكم الدعاء مولاي ودعاؤكم أحوج
- التدخلات الامريكية في الشأن العراقي
- للعراقيين فقط : سري للغاية
- من هم مراجع الدين ؟
- نقد المرجعية الدينية في النجف
- حكومة 9 نيسان الإستفزازية
- الحديث عن حرب عالمية ثالثة
- إغتيال النساء في العراق
- الجهاد في زمن الاحتلال
- صناعة داعش وأخواتها


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمزة الكرعاوي - حوار في مطار بغداد بين عراقية ومستوطن فارسي