محنة رِئاسة أم رواج تخبط سياسي بغية مآرب تعويم إنتظار واهم

عصام محمد جميل مروة

الحوار المتمدن-العدد: 7492 - 2023 / 1 / 15 - 19:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

حسب مقتضيات الدواعى الذات أهمية في الشأن اللبناني الداخلي كان توقيف الناشط وليم نون بمثابة سهم قاتل خرق صدور كل الذين يختبأون خلف مصالحهم الشخصية الغارقة في إرتباطها مع الداخل ومع الخارج لتأمين مراكزها في دوامة الفراغ السائد الذي من المحتمل ان يطول الى ابعد من زمن 27 شهراً بعد نهاية عهد الرئيس ميشال سليمان حيث كانت الظروف أسوأ من الحسبان لدى كثير من زعماء طوائف واحزاب لبنانية دخلت الى حلبة الصراع مباشرة بعد الحرب الاهلية التي دامت منذ 13 نيسان 1975 ووصلت عند ذروتها عام 1990 بعد ترتيب إتفاق الطائف الذي شارك وحضر لَهُ ممهداً الرئيس السيد حسين الحسيني الذي غادرنا منذ ايام قليلة .
لكننا قبل إقفال مراسم تنكيس مدة الحداد الرسمي الذي يعني ذات اهمية لموقف سيد الطائف وما يكتنزهُ من اثار جداً لها توابع وفصول من العسير تجاوزها في عمر الجمهورية اللبنانية التي تتخبط وتتلاطم مع احداث جسيمة تستدعي التوقف ميدانيا وعلى ارض الواقع . على الاقل بعد ليلة الجمعة عندما تم توقيف الناشط وليم نون إزاء تصريحه الذي "" ارعب القضاء "" في قوله "" بدنا نفجر العدلية "" بمعني اصح قالها وهو غاضب ولهُ الحق في رفضه ورقة الجلب لإجراء تحقيقاً رسميا معه في مبني المخابرات العامة في امن الدولة عند مقرها في محلة الرملة البيضاء . وكان التوقيف قد اثار اعتلى شهداء التفجير الغادر الى مرفأ بيروت عام 2020 حيث ذهب صحبة لهول وفعل الدمار 245 ضحية واكثر من سبعة الاف جريح وظروفهم الصحية ما زالت الى اللحظة غير مستقرة ومنهم من يتساقط تِباعاً بحسب تقارير الحالات المتعثرة في شفائها نتيجة الجراح العميقة في كل شئ جسدية ومادية ومعنوية .
كان المطلوب من الحريصين على ادارة من يقف مع وليم نون ان يتداركوا قبل فوات الاوان فجور وعهر القضاء المسيس والعقيم خصوصاً بعد فتح اعتمادات مادية ومعنوية للقاضي طارق البيطار حيث اصبح رمزاً من رموز اركان اهالي الضحايا وتحمل عملية تكليفه الدفاع عن قضية انفجار المرفاً مهما كلف و يكاد يُكلف ذلك من جهد لإفصاح من يقف بوجه العدالة .
وكان البيطار قد توقف عن البحث الميداني بعد تهديدات مباشرة من ممثل حزب الله على الساحة البيروتية "" وفيق صفا "" الذي كُلف على ما يبدو بمتابعة الملفات الامنية والسياسية والقضائية على الارض وغدا تنقلهُ مُلفتاً للأنظار خصوصاً ان قيادة حزب الله قد امتنعت عن التواصل مع الاخرين الا من باب كتلتها الرسمية في المجلس النيابي حيث هناك الرأى الاول والاخير لرئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد .الفوضى والمأرب السياسية الغامضة هي التي تتحكم في ادوات يتعامل اللبنانيون مع الاوضاع المتفجرة !؟ في حالة إستمرار ذهول عواقب تفادى المحن .
لماذا هذا البحث والتدليل الى الادلة الرسمية للحراك الذي توصل ليلة الجمعة والسبت وصولاً الى صباح الاحد عندما صرح الكاردينال البطريرك الماروني بشارة الراعي في عظته الاسبوعي عن الوقوف الى الى جانب النشاط وليم نون ورفاقه لتحصيل ونيل المطالب المرجوَّة في عدالة يتم تقويضها عبر ضغوطات ترعاها جهاة امنية مرفوضة لدى جمهور ابناء شهداء تفجير المرفأ .
كان الموقف بالامس عندما أفرجت القوى الامنية عن وليم نون بعد رحلة تضامن طويلة ونزول اكثرية النواب المسيحيين الذين يمثلون الجهاة الاكثرر تضرراً وتمثيلاً لأهالي ضحايا المرفأ.
المحنة والفراغ المخيف حسب رؤية ونظرية الكاردينال الماروني هي عبارة عن تطيير مواقع مارونية ومسيحية في مناصب ذات اهمية في تمثيلها الذي ساد منذ تأسيس لبنان الكبير و مراحل الاستقلال وصولاً الى اتفاق الطائف الذي ربما تقلصت مناصب ومواقع طابعها ماروني والرئاسة في مقدمتها .
من المفترض وسريعاً حسب مقتضيات وابعاد التحرك السائد في حالة عدم التوصل الى انتخاب رئيساً جديداً واملاء فراغات قضائية غير منحازة الى فريق ضد اخر او على الاقل في إجماع لبناني داخلي لحماية المؤسسات الدستورية وإحياؤها و توحيدها مجدداً قبل فوات الأوان .
التخبط والتعثر الوهمي يدور ويعاود ظهوره بعد الإستقواء وبروز الأفرقاء جميعا تذهب الى مراحل المواجهة بعد النزول الى الشارع وان المتوقع غداً حين تجمع اهالي الشهداء قد يتجدد النزاع والتوقيف لأفراد واهالي النشطاء سوف يغيير في مجريات وقضايا قضائية سريعة تستدعى الوقوف والتنبه من دورات عنف وربما الدخول في متاهات وإصطفافات جانبية تقودها المعارضة المدعومة من اكثرية النصف المعترف داخل المجلس النيابي الذي يستعرض الحضور المسرحي لتداول وتقطيع الوقت كجزء اساسي في لعبة سياسات قد تأخذ لبنان مجدداً الى فراغ مُفزع وفساد تحت ظل السقوط المدوى للعملة الوطنية الليرة مقابل العملات الاجنبية .
نحن ننتظر أياماً حاسمة قد نراها تتعجل في افظع خطر لم يعرفهُ اللبنانيون من قبل .

بيروت في 15 - كانون الثاني - جانفيه / 2023 / ..
عصام محمد جميل مروة ..

#عصام_محمد_جميل_مروة (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل