أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حيدر جواد السهلاني - فرسان العراق في حرب 6أكتوبر















المزيد.....



فرسان العراق في حرب 6أكتوبر


حيدر جواد السهلاني
كاتب وباحث من العراق


الحوار المتمدن-العدد: 7490 - 2023 / 1 / 13 - 00:16
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


فرسان العراق في حرب 6 أكتوبر
هو العراق سليل المجد والحسب
هو الذي كل من فيه حفيد نبي
كأنما كبرياء الأرض أجمعها
تنمى إليه ، فما فيها سواه أبي
هو العراق ، فقل للدائرات قفي
شاخ الزمان جميعاً والعراق صبي
(من روائع عبدالرزاق عبدالواحد)
أهدي هذا المقال إلى
شهداء وابطال القوات المسلحة العراقية بكل صنوفها وتشكيلاتها.
شهداء وأبطال حرب أكتوبر على جميع الجبهات.
قائد العبور على الجبهة المصرية الفريق الركن سعدالدين الشاذلي.
المقدمة//
ما دفعني للكتابة عن دور الجيش العراقي في حرب 6 أكتوبر، هو أولاً إيماني بأن بطولات الجيش العراقي لم تذكر كثيراً، بل للأسف بقى دور الجيش العراقي منسي على طول التاريخ، وكأن لم يكن له دور في احراز النصر على الجبهتين المصرية والسورية، وثانياً أن حرب أكتوبر درس تاريخي ملهم لكل أحرار العالم، لكن للأسف هو درس لم نتعلم منه، كما لم نتعلم من ماضينا المشرق، بل نأخذ بالتراث الطائفي والخلافات، فالمشتركات العربية الإسلامية والدروس الملهمة في التاريخ لم تذكر عند مفكرينا، بل كانت وتبقى خيبات الأمل والخلافات بين المسلمين هي محل تفكير مفكرينا.
تعد المؤسسات العسكرية والأمنية من أهم المؤسسات التي تعمل الدولة على بناء قدراتها لغرض درئ المخاطر والتهديدات الخارجية، ومعالجة التحديات الأمنية الداخلية، لما في ذلك من أثر كبير في حماية المصالح الوطنية، والنظام السياسية والاستقرار الأمني والاقتصادي، وعلى مراحل بناء وتطور المؤسسة العسكرية والأمنية في العراق كانت هذه المؤسسة ضحية الأنظمة السياسية التي حاولت استغلالها لمصلحتها، ولم تعمل على بقائها محايدة، وبذلك يعد الجيش مهم في بناء الدولة، فهو يحافظ على وجودها ودرء الخطر الخارجي عنها وحماية الحدود الخارجية لها، ويشكل الجيش الاساس لبلدان العالم في رسم سياستها وخططها العسكرية، والعسكرية العراقية عسكرية مميزة، لأنها وريثة مجد، بل أمجاد بالقدم، والعسكرية العراقية اسهمت بصياغة الشخصية العراقية المميزة والمعروفة ببطولاتها وإيبائها اللذان ينمان عن تواضع نبيل، وهذه السمات يكاد يكون كل العراقيين بكل مشاربهم وتنوعاتهم يشتركون فيها، وتاريخ العسكرية في العراق ضارب في القدم، حيث ظهر أول جيش نظامي في العراق خلال القرن التاسع قبل الميلاد، وعلى مدى عدة قرون ظهرت في العراق عدة جيوش اختلفت باختلاف الحضارة التي نمت في كنفها، بدءاً من العصر الآشوري ومروراً بالعصر الأكدي والبابلي والإسلامي وحتى العصر الحديث.
تكتسب الكتابة عن الجيش العراقي أهمية كبيرة في التاريخ العراقي والعربي المعاصر، وذلك لدوره البارز وبطولاته وتضحياته من أجل منع التغلغل الدول الطامعة في دول الوطن العربي، وقد شهد الجيش العراقي احداثاً جساماً تمثلت بقيام أول انقلاب عسكري في تاريخ العراق المعاصر، وأيضا يعد الجيش العراقي هو الجيش العربي الوحيد في المنطقة الذي خاض عدة حروب دفاعاً عن الوطن العربي والعراق، فقد خاض حروب مع أقوى جيوش العالم منها أمريكا_ بريطانيا_ فرنسا_ إسرائيل_ إيران وغيرها الكثير، وقد اكتسب خبرة قتالية كبيرة جداً، وقد واجه الجيش العراقي تحديات كبيرة وأثرت في أمن واستقرار العراق بصورة مستمرة، وذلك من خلال الحروب الطويلة التي خاضها مع عدة دول ، وأيضاً القرار بحل الجيش العراقي (قرار رقم 2) الذي اصدره الحاكم المدني بول بريمر في 23 ايار 2003 وتسريح الآلف الضباط اصحاب الخبرة، وكان هذا القرار من أثقل الضربات التي خلخلت بنية الجيش العراقي.
القوات المسلحة العراقية ( تأسيسه وتشكيلاته)//
على الرغم من أن الشروع بتأسيس الجيش العراقي الحديث بتاريخ 6/1/1921، إلا أن عهد العراق بالجيش يعود إلى قبل ذلك بكثير، فقد تعاقبت في أرض العراق الكثير من الحضارات التي كانت لديها جيوش كبيرة وقوية جداً، أما في العهد العثماني فقد كان العراق مقراً لجيش عثماني كبير تخضع قيادته لوزارة الحربية بإسطنبول مباشرة ومقره في بغداد، وكان لقائد الجيش العثماني في بغداد مكانة مهمة في اسطنبول، كما حظي العراق باهتمام الدولة فأنشئت فيه المدارس العسكرية، أضافة إلى مدرسة لتدريب نواب الضباط، وبسبب هذا الاهتمام قبل كثير من ابناء الولايات العراقية الثلاث في الكلية الحربية في اسطنبول، وكانت اعدادهم كثيرة قياساً لأعداد المقبولين من الولايات العربية الأخرى، وقد بلغ بعضهم رتباً عالية في الجيش العثماني وتقلدوا مناصب كبيرة نتيجة كفاءتهم ومقدراتهم العسكرية، و في سنة 1908 لجأ جماعات من حزب الاتحاد والترقي إلى اضطهاد الضباط العرب، وتشريدهم ونقلهم إلى الولايات البعيدة، مما أضطر بعضهم إلى ترك الخدمة في الجيش العثماني والالتحاق بالشريف حسين في الحجاز، لما كان يتمتع من نفوذ بالإضافة لمعارضته للاتحاديين، ومطالبته بحقوق للعرب في الدولة العثمانية، وقد شكل العراقيون نسبة كبيرة في الجيش العربي وكان على رأسهم الفريق جعفر العسكري الذي عين قائداً عاماً لجيش الحجاز، وبذلك يكون الجيش العراقي منذ عام 1533إلى 1918، تحت حكم الامبراطورية العثمانية، وكان الجيش العراقي جزء من الجيش العثماني، لكن بعد عام 1917، سيطرت بريطانيا على البلاد، وكانت أول قوة عسكرية عراقية أنشأها البريطانيون هي (قوات الليفي) من بضع وحدات وكانت مهمتها الاساسية حماية القواعد الجوية البريطانية( كانت غالبية هذه القوات تتألف من العراقيون الآشوريين والأكراد والتركمان، وكانت تسمى أيضاً باسم الجيش الآشوري)
بعد سقوط الدولة العثمانية وسيطرت بريطانيا على العراق، شعر العراقيون بأن استعماراً عثمانياً قد أفل واستبدل بآخر بريطاني ويسعى إلى السيطرة المباشرة، بدءاً من تعيين المستشار السياسي لوزارة المستعمرات بيرسي كوكس مندوباً سامياً يوشك أن يحكم البلاد بذريعة التحرير لا الاحتلال، كما أعلن الجنرال مود الذي رافق تلك الحملة العسكرية، وعلى أثر ذلك قامت الثورة في العراق في عام 1920، وعرفت بثورة العشرين، وقد جابهت بريطانيا صعوبات في السيطرة على الموقف، بعد أن تكبدت خسائر كثيرة في الأرواح، وقد كلفت الخزينة البريطانية الملايين من الباوندات الاسترلينية، مما أثار معارضة الرأي العام البريطاني لسياسة حكومته في العراق وطالب بالانسحاب منه، لذلك سارع المفوض بيرسي كوكس إخماد ثورة العشرين إلى تشكيل حكومة مؤقتة ذات طبيعة انتقالية، برئاسة عبد الرحمن الكيلاني النقيب و تضمن وزارة للدفاع التي أُسندت إلى الفريق جعفر العسكري، الذي أستدعى زملائه المشتتين في سوريا والحجاز وأولئك الذين تركوا الجيش العثماني وبقوا في العراق ، وقد عزمت بريطانيا على الانسحاب من العراق ووضعه تحت الانتداب وأن تضع حكومة تأتمر بأمرتها، وتقوم بمحلها، وقد تم ذلك وتم تنصيب فيصل الأول ملكاً على العراق، وأصبح الجيش العراقي يسمى الجيش العراقي الملكي. وحينها أدرك العراقيون ضرورة التصدي للواقع الجديد وانخرطوا في أول تشكيل للجيش، وكان يتولى قيادة أولى أفواجه الضابط العراقي جعفر العسكري.(1)
شهد العراق تأسيس الجيش العراقي والذي بدأ يتكامل، وكان يتكون من عشر ضباط ممن كانوا في جيش الحجاز، وقاتلوا ضد الدولة العثمانية بعد اعلان الثورة العربية عام 1916، تحت قيادة الأمير فيصل بن الحسين، وأخذت هذه النواة تنمو مع قدوم بقية الضباط العراقيين الذين كانوا مع فيصل في الحجاز حتى بلغ عددهم 206 ضابطاً، ثم ألتحق بهم ممن كانوا في الجيش العثماني وبقوا في العراق أو عادوا من الأسر وكان عددهم 313ضابطاً، وهكذا اصبح عدد ضباط الجيش العراقي 519ضابطاً، وقد أنشئت مدرسة تدريب الضباط في نيسان1921، لتؤمن حاجة الجيش العراقي من الضباط، وفي حزيران1921، أبتدأ تسجيل المتطوعين وتم تشكيل الفوج الأول من الجيش في بغداد في تموز1921، وحمل اسم الإمام موسى الكاظم(ع)، واتخذ مقره في الكاظمية في خان الكابولي، ثم نقل إلى الحلة ليحل محل الحامية البريطانية التي تقرر سحبها وفق خطة تخفيض القوات البريطانية في العراق، كما شكلت كتيبة الخيالة الأولى، والتي كان من بين تشكيلاتها الحرس الملكي، ثم تم تشكيل الفوج الثاني في الفترة من تشرين الثاني 1921إلى نيسان 1922، حيث شكلت قطعات عسكرية مكونة من بطرية جبلية وسرية نقلية، وكتيبتي خيالة وفوج ثالث وارسل جميعاً إلى الموصل وقد بلغت تشكيلات الجيش(4000) متطوع، وهكذا اصبحت هناك ثلاث حاميات عسكرية للجيش العراقي هي الموصل وبغداد والحلة، ثم ألحقت بكل منهما مفرزة طبية، وعندما دخل العراق إلى عصبة الأمم سنة 1932، كان حجم الجيش العراقي على الشكل الآتي: 549ضابطاً و9320ضابط صف وجندي، و794توابع، وكانت اسلحته تتألف من 22مدفعاً، و9299بندقية، و1553سيفاً و111رشاش فيكرس و137 رشاش لويس و13طياراً، واستمر الاهتمام بالجيش العراقي من ناحية العدة والعدد، وتخصيص ميزانيات كبيرة له، بالرغم من الاعتراضات البريطانية الكثيرة، لكن بعد تأسيس الجمهورية العراقية في عام 1958، تعددت جهات تسليح الجيش العراقي وبدأ ينمو بسرعة هائلة واصبح أكبر قوة عربية، ويأتي في المراحل المتقدمة من بالقوة العالمية، وقد وضع تصنيف غلوبال فاير باور لعام 2022 العراق في المرتبة الرابعة من حيث القوة على مستوى الدول العربية، بينما حل في المرتبة 34 عالمياً من مجموع 142 دولة شملها مسح المؤشر، كما وضع هذا التصنيف في نهاية ثمانينات القرن العشرين، العراق في المرتبة الرابعة عالمياً من حيث القوة، وأيضا وضع تصنيف غلوبال فاير باور في سنة 2022 جهاز مكافحة الارهاب( القوات الخاصة العراقية) بالمرتبة الرابعة عالمياً، وبالمرتبة الثانية كأفضل فريق قتالي باقتحام المدن.(2)
القوات المسلحة العراقية، هي القوات المسلحة النظامية لجمهورية العراق، أما الجيش فينقسم إلى خمسة أفرع رئيسية، القوة البرية، والقوة الجوية، والقوة البحرية، والدفاع الجوي، وطيران الجيش، وهناك قوات مسلحة تخضع إلى وزارة الداخلية أو رئاسة الوزراء أو رئاسة أقليم كردستان، ومنها: الحشد الشعبي وجهاز مكافحة الإرهاب والرد السريع والشرطة الأتحادية والبيشمركة.
القوة البرية، أهم وأكبر تشكيلات القوات المسلحة العراقية وقد تشكلت عام 1921وكان أول فوج هو فوج الامام موسى الكاظم(ع)، وشاركت القوة البرية في جميع حروب الجيش العراقي، وتمثل القوات البرية ركيزة القوات المسلحة العراقية، وقد بلغت القوة البرية العراقية أوج ذروتها بعد انتهاء الحرب العراقية _ الإيرانية، لتصبح من أكبر القوة الموجودة في المنطقة العربية، لكنها لم تلبث حتى دخلت حرب الخليج الثانية ثم الثالثة، وبعد عام 2003، نمت هذه القوة بسرعة كبيرة، واصبحت اليوم من أهم القوات التي تشكل الجيش العراقي.
القوة الجوية، قررت الحكومة العراقية إنشاء نواة لقوة جوية وطنية لرفع القدرة القتالية للجيش العراقي، لما لهذا السلاح من تأثير فعال على نشاط الحركات العسكرية، وبذلك أدرج الموضوع ضمن الاتفاقية العسكرية مع بريطانيا التي وقعت في 5 مارس 1924، وألحقت بالمعاهدة العراقية البريطانية لعام 1922، وقد جاء في المادة الثانية من الاتفاقية ما يلي:
1_تدريب الضباط العراقيين في المملكة المتحدة بقدر مساعدة الظروف على الفنون البحرية والعسكرية والجوية.
2_تجهيز الجيش العراقي بما يحتاج من كميات كافية من العتاد والسلاح والتجهيزات والطائرات ومن أحدث الأنواع.
3_تجهيز الحكومة العراقية بالخبراء البريطانيين عند طلبها ذلك ولمدة نفاذ هذه الاتفاقية.
وافقت بريطانيا على سحب طائراتها من العراق وأن تحل محلها اسراب عراقية، وقد ماطلت بريطانيا في تنفيذ الاتفاقية ما أدى إلى توتر العلاقات بين البلدين، وفي النهاية وافقت بريطانيا على تدريب 6 طيارين عراقيين في كلية كرانويل للقوات الجوية في بريطانيا في 1 سبتمبر 1927 ،وتكون مدة الدراسة سنتان، كما وافقت الحكومة البريطانية على تدريب 16 عراقياً في تخصص إدامة الطائرات وصيانتها، وذلك في مستودع القوة الجوية البريطانية في معسكر الهنيدي في بغداد، والطيارون الستة هم: ناطق محمد خليل الطائي، محمد علي جواد، حافظ عزيز، أكرم مشتاق، موسى علي، بشير يعقوب.
في عام 1931 وصل أول خمس ضباط طيارين من التدريب في بريطانيا بأربع طائرات من نوع جيبسي موث وطائرة واحدة من نوع بوص موث (ما يشكل مجموع 5 طائرات) من لندن مروراً بباريس، ميلانو، زغرب، إسطنبول، أنقرة، حلب، والرمادي، منتهية بمدينة بغداد، واستقرت في مطار الوشاش (مطار المثنى العسكري حالياً)، بالإضافة إلى 32 مهندس طيران، وقد استقبلهم الملك فيصل الأول وأشقاؤه، والأمير غازي و ولي العهد والوزراء وعدد كبير من موظفي الدولة وجموع غفيرة من طلاب المدارس، وحشود كبيرة من الشعب، وكانت هذه انطلاقة وبداية نشوء القوة الجوية العراقية في تاريخ 22 نيسان 1931 واعتبر هذا اليوم عيداً للقوة الجوية. وبذلك اصبحت القوة الجوية أحد فروع الجيش العراقي، وهي المسؤولة عن حماية سماء العراق، ومراقبة الحدود الدولية والممتلكات الوطنية، والقيام بالعمليات الجوية، وقد تغير تطور القوة الجوية تبعاً لمسار العلاقات السياسية العراقية، فبعد أن أطيح بالنظام الملكي في العراق في عام 1958 بدأت الحكومة العراقية الجديدة علاقات دبلوماسية مطردة مع الاتحاد السوفيتي ، وفي نفس الوقت قطعت علاقاتها مع دول الغرب، وخلال فترة الخمسينات والستينات استعملت القوة الجوية الطائرات السوفيتية والفرنسية، وفي فترة السبعينات والثمانينات نمت القوة الجوية بسرعة، واشترى العراق عدداً من الطائرات الفرنسية، وقد بلغت القوة الجوية العراقية أوج ذروتها وقوتها بعد الحرب العراقية الإيرانية ، وفي عام 1988 بلغ تعداد طائراتها قرابة 1050 طائرة، لتصبح إحدى أكبر القوى الجوية في المنطقة، لكنها لم تلبث أن دمر منها قرابة 500 طائرة في أحداث حرب الخليج الثانية ، كما دمر أغلب الجزء المتبقي وأودع بعضها في إيران لحمايتها من القصف الأمريكي، وبعضه توقف عن الإقلاع نتيجة فرض حظر الطيران وعدم توفر قطع الغيار، وبعد انتهاء حرب الخليج الثانية لم تعد إيران تلك الطائرات إلى العراق، وعدتها جزءاً من التعويضات عن الحرب العراقية الإيرانية، وكان عددها قرابة 160 طائرة، وبعد الحرب فرضت حظر للطيران في العراق، أما ما تبقى من الطائرات العراقية فقد دمر خلال احتلال العراق عام 2003، وبعد حرب الخليج الثالثة مرت القوة الجوية بمراحل بناء عديدة بمساعدة الولايات المتحدة، حيث جهز العراق بعدد من الطائرات وبأنواع مختلفة، كذلك اتجهت الحكومة إلى دول أخرى وتعاقدت معها كروسيا والتشيك وكوريا الجنوبية ، إلا أن أغلب تلك الصفقات عانت من مشاكل ومعرقلات، وقد صنفت القوة الجوية العراقية وفقاً لموقع "غلوبال فاير باور" المختص بتصنيف القوات العسكرية حول العالم، حلت القوة الجوية العراقية في عام 2021 المرتبة التاسعة عربياً بعدد طائرات يصل إلى 350 طائرة مقاتلة ومروحية وطائرة تدريب.(3)
القوة البحرية، أن ظهور الحركات المعارضة في الفرات الأوسط والجنوب أظهر الحاجة القصوى إلى تأسيس اسطول نهري للتجول في الأنهار والأهوار، لتثبيت الأمن الداخلي في المناطق التي يتعذر على القوات العسكرية الحركة فيها بسهولة، واصبح الاهتمام موجهاً نحو تأسيس اسطول نهري، وقد شكلت النواة الأولى للقوة البحرية والدفاع الساحلي في (12 آب 1937) بوصول السفن النهرية الاربع: (الجاسي، ذات الصواري، جنادة، عبد الرحمن)، واعتبر هذا التاريخ يوم ولادة القوة النهرية العراقية، وبذلك تعد القوة البحرية العراقية، هي إحدى تشكيلات القوات المسلحة العراقية، وأطلق عليها في بدايتها تسمية قوات حماية السواحل العراقية، وتم تغيير اسمها الرسمي إلى القوة البحرية العراقية في 12 يناير 2005، وتتمثل مهام القوات البحرية في توفير الأمن البحري للمياه الإقليمية وحماية الشريط الساحلي العراقي، والدفاع عن البنى التحتية الرئيسية بما في ذلك ميناء خور العمية النفطي وميناء البصرة النفطي وميناء أم قصر التجاري وقاعدة أم قصر البحرية ضد أي أعمال عدائية خارجية وداخلية، ووقف عمليات تهريب البشر والنفط والأسلحة، وتأمين المنشآت والأهداف الحيوية للدولة وتقديم المعاونة بالإنقاذ ومكافحة حرائق السفن التجارية وفرض قوانين الدولة في المياه الإقليمية.(4)
الدفاع الجوي، أدى ظهور الطائرات واستعمالها في الأغراض العسكرية في الحرب العالمية الأولى إلى ظهور وسائل قتال مضادة بمدفعية ورشاشات مضادة للطائرات وحواجز البالونات والرصد البصري، وكان استعمال هذه الوسائل خلال الحرب العالمية الأولى وفي الفترة التي أعقبها لا يتعدى المستوى التعبوي، وفي أثناء الحرب العالمية الثانية والفترة التي أعقبتها شهد الدفاع الجوي تطورا سريعا وفعالاً نتيجة التطور الذي حدث في وسائل الهجوم الجوية الحديثة فاتسع مجال عمل وسائل الدفاع الجوي وجاوز المستوى التعبوي وأصبح ميدانيا لفن العمليات، وفي ظروف الحرب الحديثة زادت القوة التدميرية لأسلحة الهجوم الجوي إلى حد كبير، مما أدى إلى اعتبار الدفاع الجوي أحد العناصر الأساسية في الدفاع عن أي دولة فهو يمثل الدرع الذي يؤمن الحماية لأنشطة الدولة الحيوية ولقواتها المسلحة من أي هجوم جوي معادي.
في بداية تأسيس الجيش العراقي لم يكن لأسلحة مقاومة الطائرات أهمية تذكر، إذ لم يكن هناك تهديد جوي ولم يظهر دور الدفاع الجوي حينها بشكل واضح، إذ كانت القوات البرية في ذلك الوقت تعتمد على البنادق والرشاشات الموجودة لدى أفواج المشاة والوحدات الأخرى لمواجهة الطائرات المعادية، وبعد تأسيس الجيش العراقي بدأ التفكير بشراء أسلحة مقاومة الطائرات لأغراض الحماية ضد الطائرات المعادية، وتم إعادة تصميم الدفاعات الجوية العراقية بعد الغارة الإسرائيلية على المفاعل النووي (مفاعل تموز) في عام 1981، وتم تركيب شبكة من الرادارات والصواريخ (سام) ومدفعية مضادة للطائرات، وبذلك تعد الدفاع الجوي، هي إحدى تشكيلات القوات المسلحة العراقية تأسست في 1 شباط 1993، وهي الصنف المسؤول عن حماية أجواء العراق من أي اعتداء خارجي، وهي من الصنوف المهمة لحماية الأراضي العراقية من الاعتداءات الجوية المختلفة، وقد كان لها دور فعال في حماية الاجواء العراقية حتى قبل أن تتشكل بصورة رسمية في 1993، وأعيد تشكيلها في عام 2011.
قيادة طيران الجيش العراقي، هي إحدى تشكيلات القوات المسلحة العراقية تأسست في 26/6/ 1980 ،تتولى إدارة وقيادة صنف الطائرات المروحية، وكذلك صنف الطائرات دون طيار (الطائرات المسيرة)، وتعد قوة منفصلة تماما عن القوة الجوية العراقية ، وقد كان لها أدوار مهمة ومؤثرة في أغلب حروب الجيش العراقي، وصلت هذه القوة أوجها نهاية حرب الخليج الأولى، حيث ناهزت ملاكات القيادة ما يقارب 900 مروحية مختلفة.
الحشد الشعبي، هي قوات نظامية عراقية، وجزء من القوات المسلحة العراقية ، تشكلت بعد فتوى الجهاد الكفائي التي أطلقتها المرجعية الدينية في النجف الأشرف في 13/6/2014، وذلك بعد سيطرة داعش على مساحات واسعة في عدد من المحافظات الواقعة شمال بغداد، وقد كان لها دور كبير في تحرير أراضي العراق، وما زالت هذه القوة تتمركز في مواقع قتالية لحماية العراق من الأخطار الخارجية والداخلية.
القوات الخاصة العراقية، أو قوات العمليات الخاصة، أو جهاز مكافحة الإرهاب، تعد هذه القوة جزء من القوات المسلحة العراقية، وتعد أقوى قوة أمنية عراقية، تأسست نواة القوات الخاصة العراقية تحت أسم القوات الخاصة الملكية العراقية في عام 1950، وذلك بجمع واعداد وحدات متكونة من العناصر الكفؤة من الجيش العراقي وعرفت حينها باسم قوات الملكة عالية ، وكان واجبها القيام بمهمات خاصة غير تقليدية ولم يكن بمقدور القطعات العسكرية الاعتيادية تنفيذها، كان ضباط هذه القوة خلال فترة العهد الملكي يتدربون في مدرسة المظليين رقم 1 في القاعدة الجوية الملكية في أبينغدون في إنكلترا، شاركت هذه القوات بجميع معارك القوات المسلحة العراقية، وقد كان لها دور كبير في تحرير الأراضي العراقية من سيطرة داعش عليها، وقد وضع تصنيف غلوبال فاير باور في عام 2022، القوات الخاصة العراقية بالمرتبة الرابعة عالمياً، وفي العام نفسه وفي مسابقة دولية أقيمت في الإردن، احتلت القوات الخاصة العراقية المرتبة الثانية، كأفضل فريق قتالي باقتحام المدن.
قوات الرد السريع، وهي قوة عسكرية تأسست عام 1942، وهي جزء من القوات المسلحة العراقية، تتبع إلى وزارة الداخلية حالياً، شاركت في العديد من الحروب التي خاضتها القوات المسلحة العراقية، تمتاز هذه القوة بالسرعة وتنفيذ العمليات الدقيقة.
الشرطة الأتحادية العراقية، وهي جزء من القوات المسلحة العراقية ، وتابعة إلى وزارة الداخلية، وشكلت نواة الشرطة الاتحادية في عام 2004 ، و كانت هذه القوة عبارة عن قوتين منفصلتين الأولى تابعة إلى مكتب المستشار الأمني لوزير الداخلية وسميت هذه القوة بـ(مغاوير الداخلية)، والثانية تابعة إلى مديرية العمليات وتسمى (قوات حفظ النظام)، ثم جمعت هاتين القوتين تحت قيادة واحدة وسميت (قيادة القوات الخاصة)، ولاحقاً تم تعديل اسمها إلى (قيادة الشرطة الوطنية)، ثم تم تغيير اسم هذه القوات من قيادة الشرطة الوطنية إلى ( قيادة قوات الشرطة الاتحادية ) بتاريخ 30/4/2009، وشاركت هذه القوة بجميع الحروب التي خاضتها القوات المسلحة العراقية بعد عام 2004، وكان لها دور كبير في تحرير الأراضي العراقية من سيطرة داعش، وحالياً تشكل هذه القوة جزء كبير ومهم من القوات المسلحة العراقية.
البيشمركة، أو قوات البيشمركة الكردية، وهي جزء من القوات المسلحة العراقية، وتتمركز في اقليم كردستان العراق، وكلمة البيشمركة من الكلمات والمصطلحات المهمة عند الشعب الكردي، وهذه التسمية تطلق على إنسان يعمل بنكران الذات مضحياً بحياته من أجل حرية وحقوق شعبه العادلة، ومن الناحية اللغوية تتكون التسمية من كلمتين، "بيش" وتعني أمام و"مرك" تعني الموت وهو تحدي الموت، وتعود جذور هذه القوات إلى عشرينات القرن الماضي، ورسمياً اكتسبت قوات البيشمركة صفة رسمية في أوائل تسعينيات القرن الماضي، بعد حرب الخليج الثانية، وبعد عام 2003 اصبحت قوات البيشمركة قوات رسمية منصوص عليها في الدستور العراقي، وانتشارها محصور في مدن الإقليم، فضلاً عن وجود فوج كردي منها في العاصمة بغداد، ويدعى بالفوج الرئاسي، شاركت هذه القوات في تحرير الأراضي العراقية من عصابات داعش.
حروب القوات المسلحة العراقية:
القوات المسلحة العراقية هي من أكثر دول الشرق الأوسط والوطن العربي خوضاً للحروب، فقد خاضت القوات المسلحة العراقية ما يقارب تسعة حروب خلال أقل من مئة عام، أضف إلى الحروب الداخلية ضد الإرهاب، وكان نصف هذه الحروب هي حروب خارجية أي انتقلت القوات المسلحة خارج العراق، ومع ذلك الحروب التي حصلت مع العراق مباشرة لم تكن القوات المسلحة مسؤوله عنها، بل كانت طموحات القادة السياسيين الجامحة، هي السبب في هذه الحروب، وقد أكتسب الفرد العراقي خبرة عسكرية كبيرة جداً وتمرس على الحروب كثيراً، وبذلك هذه الحروب الكثيرة التي بعضها كان الانتصار حليفاً للعراق والبعض منها تكبد خسائر كبيرة جداً، لم تؤثر على الروح القتالية للجندي العراقي، بل انعكست ايجاباً على معنويات الجندي العراقي، وبدليل أن الجندي العراقي خاض حروب تحرير المحافظات العراقية من سيطرة عصابات داعش بأقل مدة، ولم يكن يتوقع أحد هذه النتيجة السريعة، ومن ضمنهم الولايات المتحدة الأمريكية التي رأت أن هذه الحرب تدوم على الأقل ثلاثون عاماً، وقد انعكست هذه الحروب على المجتمع العراقي، فاصبح المجتمع متمرس على الحروب ويجيد القتال بشكل جيد جداً، وهذا ما شاهدناه في عام 2014، عندما دخلت عصابات داعش إلى المحافظات الغربية من العراق، هب الشعب العراقي مؤيداً ومباركاً بفتوى الإمام السيد علي السيستاني، وكان يجيد القتال بشكل رائع، ومن حروب القوات المسلحة العراقية وهي:
حرب 1941:
الحرب الأنجلو-عراقية هي حرب اندلعت بين بريطانيا وحكومة الثوار في المملكة العراقية التي يقودها رشيد عالي الكيلاني، خلال الحرب العالمية الثانية، وقد بدأت الحرب في 2 مايو وانتهت 31 مايو 1941، وأدت الحرب إلى إعادة احتلال القوات البريطانية للعراق وعودة وصي العرش عبد الإله.
تشكلت قوى المعارضة ضد حكومة نوري السعيد من ضباط الجيش العراقي بزعامة الفريق حسين فوزي رئيس الأركان العامة، والذي تؤيده كتلة المربع الذهبي، وهم مجموعة من الضباط يتزعمهم أربعة عقداء، وهم ما يسمون بالعقداء الأربعة بزعامة صلاح الدين الصباغ، وهم كل من فهمي سعيد وكامل شبيب ومحمود سلمان ويونس السبعاوي، وقد تعاظمت الصيحات المعارضة لنوري السعيد جراء سياساته وازداد عدد معارضوه في الحكومة والبرلمان وفي الأحزاب المعارضة وحتى الموالية وازداد سخط الشارع عليه الناقم على الإنجليز، وبدأ التوتر يشوب طرفي المعادلة السياسية، المعارضون والموالون أو التيار الوطني التحرري الذي يتزعمه رشيد عالي الكيلاني باشا ضد التيار الليبرالي الذي يتزعمه نوري السعيد، وفي المقابل حاول معارضو نوري السعيد حشد قادة الجيش والرأي العام ضده بغية اقصائه عن الحكم من جراء سياساته الموالية لبريطانيا والتعسفية بحقهم، أما بريطانيا فقد رأت بأن تطويق القوات العسكرية العراقية لقطعاتها في قاعدة الحبانية بمثابة إعلان لحالة الحرب حيث اتخذت تلك القوات مواقع استراتيجية حول القاعدة الجوية البريطانية، وأعطت بريطانيا مبرر آخر هو خرق العراق لبنود معاهدة سنة 1930، وكان العراق بالمقابل يرى أن بريطانيا هي من خرقت معاهدة 1930، لكن السبب الحقيقي في دخول بريطانيا الحرب، هو دعم حلفائها العراقيون والابقاء على المملكة التي كانت خاضعة لبريطانيا، وقامت القوات البريطانية بإنزال في العراق بدون موافقة الحكومة العراقية والتي كانت ذريعتها مرورها عبر الأراضي العراقية إلى فلسطين للاشتراك في المعارك الدائرة في أوروبا، وكان الجيش العراقي قبيل الحرب مع بريطانيا يتألف من أربعة فرق من المشاة كاملة التجهيز والقوة، تتكون كل فرقة مشاة من ثلاث ألوية، الفرقة الأولى والثالثة كانت تتمركز في بغداد، أما الفرقة الثانية فكانت في كركوك، والفرقة الرابعة كانت متمركزة في مدينة الديوانية، وبعد يومين من الاشتباكات العنيفة التي استطاعت فيها القوات المسلحة العراقية أن تكبد القوات المسلحة البريطانية خسائر فادحة، تلقت القطاعات العراقية أوامر بإعادة تنظيم أنفسها والتجمع مع ألوية أخرى في خطة شاملة أعدتها القيادة العامة للقوات المسلحة للدفاع عن بغداد، وبعد وصول التعزيزات من فلسطين والأردن استطاع الجيش البريطاني هزم الجيش العراقي والدخول إلى بغداد.(5)
حرب 1948:
بعد قرار الأمم المتحدة تقسيم فلسطين لدولتين يهودية وعربية الأمر الذي عارضته الدول العربية، حيث شنت هجوماً عسكريا لطرد المليشيات اليهودية من فلسطين في مايو 1948واستمر القتال حتى مارس 1949، وكان للجيش العراقي دور ملحوظ في الحرب، وبلغ عديد الجيش العراقي المشترك في حرب فلسطين (من15000 إلى 18000)رجل موزعين على اثنتي عشرة لواء إضافة إلى 100 طائرة، ومعظمها بريطانية الصنع، وقد وصلت أول القوات العراقية ليتم نشرها في الأردن في نيسان 1948تحت قيادة الجنرال نور الدين محمود، ويوم 15 مايو نجح المهندسون العراقيون في بناء جسر عائم عبر نهر الأردن، وأيضاً وطد الجيش العراقي أقدامه في نابلس و جعل فيها قاعدته الرئيسية ومحيطها وبسط ذراعيه إلى جنين و طولكرم وقلقيلية وأقام فيها مراكزاً وقيادات، وقد كانت معنويات الجيش العراقي عالية جداً، ولكنها مع مرور الوقت انخفضت، وذلك بسبب أن القيادة السياسية العربية غير مستقلة وضعيفة وخاضعة للانتداب البريطاني، والفرنسي، فالعراق، وفلسطين، والأردن، تحت الانتداب البريطاني، بينما كانت مصر، ولبنان، وسوريا، تحت الانتداب الفرنسي، وكانت الجيوش العربية في بداية تشكليها تفتقر إلى التنظيم والتسليح، والتدريب، ويمكن وصفها بأنها ضعيفة وغير قادرة على المواجهة، وقراراها يخضع للحكومات التي نصبها الانتداب البريطاني- الفرنسي، وأيضا وضعت الجيوش العربية تحت قيادة الضابط البريطاني غلوب باشا، وكان لهاتين المشكلتين انعكاسات خطيرة على المقاتلين العرب، ومع ذلك حقق الجيش العراقي انتصار مهم على اسرائيل في معركة جنين، فلقد كانت جنين هي النصر العراقي الهام خلال الحرب، لكن فيما بعد انسحبت الجيوش العربية وانهزمت أمام اسرائيل المدعومة من الغرب.
حرب 1967:
حرب 1967وتعرف أيضاً باسم نكسة حزيران أو نكسة 67 وتسمى في إسرائيل حرب الأيام الستة، و هي الحرب التي نشبت بين إسرائيل والعرب في 5/ حزيران من عام 1967، وأدت إلى احتلال إسرائيل لسيناء وقطاع غزة والضفة الغربية والجولان ، و كان من نتائجها تهجير معظم سكان هذه المدن، و محو قرى بأكملها، وفتح باب الاستيطان في القدس والضفة الغربية، ولا تزال إلا يومنا هذا تحتل إسرائيل الضفة الغربية، كما أنها قامت بضم القدس والجولان لحدودها.
اندلعت الحرب في يوم 5 حزيران 1967 ،وحال نشوب الحرب تحرك اللواء الميكانيكي العراقي الثامن بقيادة العميد الركن حسن مصطفى النقيب، وتم وضع اللواء بأمرة الفريق الركن عبد المنعم رياض قائد الجبهة الشرقية في الاردن، وشارك اللواء مع القطعات الاردنية في عدة معارك، أما القوة الجوية العراقية فقد شرعت الطائرات المقاتلة العراقية بهجمات جويه من قاعدتي الوليد الجوية ،وقاعدة تموز الجوية(الاسم الحالي لها قاعدة التقدم الجوية)، وقد قصفت المقاتلات العراقية، عدة مواقع عسكرية مهمة في تل ابيب ونتانيا و كفر سركين، ولم يقتصر دور الجيش العراقي على ذلك، بل كان له دور في اسناد ودعم العمل الفدائي في مواجهة العدو الصهيوني من خلال تقديم التدريب والسلاح لهم فضلاً عن الاسناد المدفعي في ضرب المستعمرات و التجمعات الصهيونية في مدينة بيسان و خاصة اثناء قيامهم بالعمليات الفدائية و تأمين انسحابهم وكانت ذروة ذلك في عام 1968، وكان من نتائج الحرب استشهاد العديد من أبطال الجيش العراقي، وقد تم دفن شهداء الجيش في مقبرة خاصة تعرف بمقبرة شهداء الجيش العراقي في مدينة المفرق الأردنية، وتبقى هذه المقبرة شاهدة على بطولات الجيش العراقي وتضحياته في سبيل القضية الفلسطينية و قضايا الأمة العربية.
حرب أكتوبر 1973: (سنتناول هذه الحرب في الصفحات القادمة)
حرب الخليج الأولى:
حرب الخليج الأولى وتعرف أيضاً بالحرب العراقية الإيرانية، أو كما أطلقت عليها الحكومة العراقية آنذاك اسم القادسية، بينما عرفت في إيران باسم الدفاع المقدس، وهي حرب نشبت بين العراق وإيران على أثر الاختلافات على رسم حدود البلدين، واستمرت من أيلول 1980حتى آب 1988، وانتهت بلا انتصار لطرفي الصراع وقبولهما لوقف اطلاق النار، و خلفت الحرب نحو مليون شهيد من الطرفين العراقي والإيراني، وعدد أكبر من الجرحى، أما الخسائر المالية بلغت ترليون دولار، ودامت لثماني سنوات لتكون بذلك أطول نزاع عسكري في القرن العشرين، وواحدة من أكثر الصراعات العسكرية دموية، وأثرت الحرب على المعادلات السياسية لمنطقة الشرق الأوسط ، وكان لنتائجها بالغ الأثر في العوامل التي أدت إلى حرب الخليج الثانية والثالثة.
بدأت الحرب العراقية - الإيرانية على إثر التوترات التي نشبت بين البلدين عام 1980، حيث بدأت الاشتباكات الحدودية المتقطعة بين البلدين، وعلى إثر ذلك قامت الحكومة العراقية في وقتها بإلغاء اتفاقية الجزائر عام 1975مع إيران واعتبار مياه شط العرب كاملة جزءاً من المياه الإقليمية العراقية، واشتدت حدة الاشتباكات الحدودية لتصبح حرب شاملة بين البلدين بعد قيام القوات العراقية باجتياح الأراضي الإيرانية في 22 أيلول 1980،وانتهت الحرب بقرار مجلس الأمن رقم 598، الذي قَبله الطرفان، ورغم ذلك لم تجلب الحرب أي تغييرات في الحدود، وقد قورن الصراع بالحرب العالمية الأولى من حيث الأساليب المستعملة، بما في ذلك حرب الخنادق على نطاق واسع مع أسلاك شائكة ممتدة عبر الخنادق، ومواقع الرشاشة الثابتة، والهجمات بالحربة وهجمات بموجات بشرية.
حرب الخليج الثانية:
حرب الخليج الثانية، أو أم المعارك أو حرب تحرير الكويت وأطلق عليها من قبل التحالف ضد العراق باسم عملية درع الصحراء، وثم عملية عاصفة الصحراء ،وهي حرب شنتها قوات متحالفة بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ضد العراق، بعد أن منح مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تفويضاً بذلك لتحرير الكويت من الاحتلال العراقي.
خرج الجيش العراقي بعد حرب 8سنوات، وقد ظهر عكس التوقعات أقوى من النواحي التنظيمية والاستعداد والخبرة والتجهيز، ليصبح الجيش العراقي الأول في المنطقة والرابع في العالم بعد الجيوش الأمريكية والروسية والصينية، وبتعداد أكثر من مليون جندي داخل الخدمة وثلاثة ملايين جندي مجهزون لخدمة الاحتياط واستعداد وأكثر من عشرة ملايين عراقي لدخول الجيش من الفئات العمرية المشمولة، وبطبيعة الحال لم يرق هذا الأمر للقوى الكبرى، فقامت هذه الدول بخلق مشاكل بين العراق واشقائه، وكان من نتائجها أن تقع القيادة العراقية في شرك نصبته القيادة الأمريكية، وأدى ذلك لدخول القوات العراقية إلى الكويت، كجيش غازي وهو مالم يكن في حساب أحد من العراقيين، الأمر الذي أدى إلى قلب الموازيين، وأدى إلى خضوع الجيش العراقي إلى مراجعة دقيقة واطبق عليه حصار شديد لمدة ثلاثة عشر عاماً وساهم هذا الحصار أضافة إلى نتائج وخيمة على الشعب العراقي في تقييد حركة الجيش العراقي وتطوير قواته واستمر هكذا العراق حتى دخول قوات الاحتلال الأمريكي إلى العراق، وقامت السطات الأمريكية بقطع عنق أعظم وأهم حقبة تأريخيه في تاريخ الجيوش العربية بعد قرار حل الجيش العراقي عام 2003.
في 17 تموز عام1990، تلقت فرق الحرس الجمهوري العراقي أمراً بالتوجه إلى جنوب العراق، وكان السبب المعلن (إجراء مناورات عمليات كبرى)،وفي ذلك اليوم نفسه كلف الحرس الجمهوري بمهمة سرية جدا باحتلال الكويت، وفي يوم 18 تموز بدأ استحضار التعرض الميداني على الكويت، ولم يحدد يوم الهجوم ولا ساعته إلا يوم 31 تموز، إذ تحدد تاريخ الهجوم أن يكون 2 آب، وسمي الهجوم (عملية النداء) و تقدمت فرق الحرس الجمهوري مخترقة الحدود الدولية باتجاه الكويت، وتوغلت المدرعات والدبابات العراقية في العمق الكويتي وقامت بالسيطرة على المراكز الرئيسية في شتى أنحاء البلاد ومن ضمنها العاصمة، وسارعت الكويت بطلب عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن وتم تمرير قرار مجلس الأمن الدولي رقم 660 والتي شجبت فيها الاجتياح وطالبت بانسحاب العراق من الكويت، وفي 3آب عقدت الجامعة العربية اجتماعاً طارئاً وقامت بنفس الإجراء، وفي 6آب أصدر مجلس الأمن قراراً بفرض عقوبات اقتصادية على العراق، ثم تشكلت قوات الائتلاف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية من الدول التالية: الأرجنتين، أستراليا، البحرين، بنغلادش، بلجيكا، كندا، تشيكوسلوفاكيا، الدنمارك، سوريا، فرنسا، ألمانيا، اليونان، إيطاليا، اليابان، الكويت، المغرب، هولندا، نيوزلندا، النيجر، النرويج، عمان، باكستان، بولندا، البرتغال، قطر، السعودية، السنغال، كوريا الجنوبية، اسبانيا، مصر، تركيا، الإمارات العربية المتحدة، بريطانيا، وفي مطلع فجر 16كانون الثاني من عام 1991، أي بعد يوم واحد من انتهاء المهلة النهائية التي منحها مجلس الأمن للعراق لسحب قواته من الكويت، شنت طائرات قوات الائتلاف حملة جوية مكثفة وواسعة النطاق شملت العراق كله من الشمال إلى الجنوب، وكانت المضادات الجوية العراقية فعالة بشكل مفاجئ في مواجهة قوات الائتلاف، حيث أسقطت 75 طائرة معادية باستعمال صواريخ أرض جو، لكن فيما بعد تم تدمير الدفاعات الجوية ومراكز الاتصال العراقية وبدأت الغارات تستهدف قواعد إطلاق صواريخ سكود العراقية ومراكز الأبحاث العسكرية والسفن الحربية والقطاعات العسكرية المتواجدة في الكويت ومراكز توليد الطاقة الكهربائية ومراكز الاتصال الهاتفي ومراكز تكرير وتوزيع النفط والموانئ العراقية والجسور وسكك الحديد ومراكز تصفية المياه، وقد أدى هذا الاستهداف الشامل للبنية التحتية العراقية إلى عواقب لا تزال آثارها شاخصة إلى حد هذا اليوم، وفي الرابعة فجراً من 24 شباط من نفس العام بدأت قوات التحالف توغلها في الأراضي الكويتية والعراقية، وفي 26شباط بدأ الجيش العراقي بالانسحاب، وقد أدت هذه الحرب إلى تدمير المؤسسات والمنشآت الاقتصادية والقطاعات الخدمية وخاصة الكهرباء بشكل كبير، وفرض حصار مطبق على العراق دام 13 عاماً، وقد صاحب الحصار ارتفاع معدلات وفيات الأطفال وسوء التغذية وانخفاض معدلات التحصيل العلمي، إذ تعرض أكثر من 4,500 طفل شهرياً للوفاة نتيجة سوء التغذية والأمراض حسب تقديرات اليونيسف.
الكويت دولة مستقلة معترف بها عربياً ودولياً، ودولة منذ عام 1961، وفي 4 تشرين الأول 1963 أعترف العراق رسميا باستقلال الكويت واعترافها بالحدود العراقية الكويتية، وبالفعل كانت هناك مطالبات من قبل الرئيس عبدالكريم قاسم وقبله الملك غازي، بضم الكويت إلى العراق، لأنها كانت في العهد العثماني تتبع لولاية البصرة، إلا أنها منذ ذلك الوقت كانت تتمتع باستقلال، وبعد الحرب العالمية الأولى واتفاقية سايكس بيكو، بدأت تظهر ملامح دولة مستقلة باسم الكويت، وفيما بعد تم اعتراف العراق بها رسمياً، ثم ظهر خلاف حول النفط وبعض الجزر، وهذا ليس تبرير كافي لاحتلال دولة جارة، فقد كان قرار احتلال الكويت، قرار خاطئ 100% ولا ذنب للجيش العراقي بذلك، بل هو قرار سياسي بامتياز، ويذكر الكثير من القادة الأبطال في مذكراتهم أنهم كانوا خجلين من دخولهم دولة جارة، وبذلك أنه مما لا شك فيه أن قرار دخول الكويت كان قرار خاطئ، ارتكبته السلطة السياسية، وقد كانت السلطة السياسية تستخف بأرواح الشعبين العراقي والكويتي، واستخفت بقوانين الاسلام والاخلاق والاعراف، وأيضاً القانون الدولي، لكن مع ذلك تتحمل الدول العربية جزءاً مما حصل سواء للجيش العراقي وشعبه أو للجيش الكويتي وشعبه، فقد كان بالإمكان تحجيم المشكلة وحلها يكون عربي بدون تدخل أمريكا والغرب.
حرب الخليج الثالثة:
حرب الخليج الثالثة، أو معركة الحواسم أو الغزو الأمريكي للعراق أو احتلال العراق أو حرب تحرير العراق أو عملية حرية العراق، أو حرب بوش، هذه بعض من أسماء كثيرة استعملت لوصف العمليات العسكرية التي وقعت في العراق سنة 2003، والتي أدت إلى احتلال العراق عسكريا من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ومساعدة دول مثل بريطانيا وأستراليا وبعض الدول المتحالفة مع أمريكا، وبدأت عملية غزو العراق في 19آذار 2003، وانتهت العمليات العسكرية رسميا في 1 أيار 2003، علماً أنه في 9نيسان تم الاعلان بشكل رسمي باحتلال العراق أو سقوط النظام الحاكم، أو سقوط بغداد، وقد تذرعت أمريكا وحلفائها بكثير من الذرائع لاحتلال العراق منها، أن العراق يمتلك برنامج نووي واسلحة بيولوجية وكيمياوية، مع العلم هي اعترفت فيما بعد بأن العراق لا يمتلك هذه الاسلحة، أما الجيش العراقي والذي عانى كثيراً من النظام في وقتها وادخاله في كثير من الحروب التي لم يكن ليرضى عنها، لم يقاتل في هذه الحرب، لأنه لم يكن يؤمن بأن الدفاع عن النظام في وقتها سيخدم العراقيون، بل يخدم النظام في وقتها، فالجندي العراق هو أبن الشعب الذي عانى الجوع والمرض والاضطهاد والقتل بكل اشكاله، لذلك لم يقاتل الجندي العراقي في هذه الحرب.
حروب تحرير المحافظات:
هي المعارك التي حدثت بين القوات المسلحة العراقية من جهة وتنظيم داعش من جهة أخرى، وبدأت في النصف الثاني من عام 2014، وانتهت بإعلان النصر يوم10/12/2017، و تمكن تنظيم داعش من السيطرة على الموصل والأنبار والفلوجة وبعض المناطق الأخرى بعد انسحاب معظم الجيش العراقي من تلك المناطق ، وكذلك قام التنظيم بعملية تطهير طائفي للجيش العراقي منها مجزرة سبايكر والتي استشهد فيها أكثر من 1700 جندي وطالب في الكلية العسكرية والذين أسروا ثم اعدموا رمياً بالرصاص، في ذلك الوقت أصدر المرجع السيد علي السيستاني فتوى بالجهاد الكفائي ضد داعش والتطوع في صفوف القوات المسلحة العراقية، وعلى أثر ذلك تطوع أكثر من مليوني شخص في القوات المسلحة العراقية، وسطرت القوات المسلحة أروع صور البطولة والإيثار والتضحية في هذه المعارك، وتم تحرير كافة الأراضي العراقية بمدة وجيزة وهي أقل من ثلاث سنوات، ونتج عن هذه الحرب الكثير من الشهداء سواء من القوات المسلحة أو المدنيين، وأيضاً تكلفة اقتصادية باهضه، وقد نجح العراق بالتغلب والانتصار في هذه الحرب التي أراد منها البعض تدمير العراق، بل خرج العراق يمتلك قوات مسلحة كبيرة وذو قدرة قتالية كبيرة.
انقلابات وثورات القوات المسلحة العراقية:
انقلاب 1936:
في 29 تشرين الأول عام 1936 قاد الفريق بكر صدقي أول انقلاب عسكري في تاريخ العراق ، ويعتبر هذا الانقلاب حدث تاريخي مهم ، حيث يعد أول انقلاب في المنطقة العربية وقد قوبل الانقلاب بتأييد جماهيري في عموم أرجاء العراق ليطيح بحكومة ياسين الهاشمي، ودشن الانقلاب حالة من عدم الاستقرار السياسي، وبدأ العسكر التدخل الفعلي في الحياة السياسية، ولم يأتي انقلاب صدقي من فراغ، إذ إن الفترة التي أعقبت وفاة الملك فيصل الأول عام 1933 ،وتولي ابنه الملك غازي الحكم، كانت مشحونة بالخلافات بين الأحزاب والقادة العسكريين المنقسمين بين جهات تؤيد الاستقلال التام عن بريطانيا وأخرى تراعي مصالحها وبين تيارات يسارية وعروبية، ومنذ انقلاب بكر صدقي بدأت سلسلة الانقلابات الدموية في العراق والبلاد العربية، ولا تزال آثارها حاضرة حتى الآن، وقد أدى هذا الانقلاب إلى مقتل الفريق جعفر العسكري وهروب نوري السعيد وتشكيل حكومة برئاسة حكمت سليمان وتولى بكر صدقي رئاسة الجيش، لكن فيما بعد قتل بكر صدقي مع قائد القوة الجوية، محمد علي جواد في حديقة المطعم بمطار الموصل، اثناء انتظاره طائرة تقله إلى تركيا بتاريخ 11 آب 1937.
ثورة 14تموز:
ثورة 14 تموز 1958 وتعرف أيضاً بانقلاب 14 تموز 1958، وهي ثورة ظهرت من داخل المؤسسة العسكرية، و أطاحت بالمملكة العراقية التي أسسها الملك فيصل الأول تحت الرعاية البريطانية، وقتل على إثرها جميع أفراد العائلة المالكة العراقية وعلى رأسهم الملك فيصل الثاني وولي العهد عبد الإله ورئيس الوزراء نوري سعيد، وقاد الثورة عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف وباقي تشكيلة الضباط الأحرار وتم على إثرها تأسيس الجمهورية العراقية، وقد اختلف المؤرخون في تقييم نظام الحكم الملكي كما اختلفوا في تسمية الحركة ما بين الانقلاب والثورة، أما الذين يرون بأنها ثورة فيعتقدون بأن الحكم الملكي في العراق ولد تيارين متناقضين في الأيديولوجية والمرجعية الوطنية والسلوك السياسي في مواقفهما تجاه ما كان يعصف العراق والمنطقة العربية من أحداث جسام كالحروب العالمية والمعاهدات مع الدول الكبرى والأحلاف التي كان الغرض منها جر المنطقة العربية إلى سياسة المحاور والاستقطاب الدوليين، وآخر تلك الأحداث هو تأسيس الدولة اليهودية في فلسطين، وأيضاً إجهاض ثورة رشيد عالي الكيلاني، وأيضاً عجز الحكم الملكي عن تلبية تطلعات الجماهير وتحقيق أهدافها، وهيمنة الشركات الأجنبية على الاقتصاد بضمنها شركات النفط التي لعبت دوراً كبيراً في تقويض الاقتصاد العراقي لاسيما بعد ربط الاقتصاد العراقي بالكتلة الاسترلينية مما أدى إلى تضخم العملة العراقية وغلاء الأسعار، أما الطرف الثاني يرى بان قاسم تفرده بالحكم بعد أشهر معدودات من قيام الحركة وإعلان الجمهورية، وتمثل جلياً من خلال إبعاده لزملائه أعضاء التنظيم والتيارات الوطنية الأخرى المشاركة في الثورة، أضف إلى ذلك أن الحكم الملكي كان يتميز بالديمقراطية وتعدد الاحزاب، وهذه الثورة أدخلت العراق في صراع بين الاحزاب والتفرد من قبل بعض الشخصيات أدت بالعراق إلى التهلكة.
كثر الحديث عن ثورة 14تموز وهل هي ثورة أو انقلاب، في الحقيقة أنه ليس كل الثورات تأتي بنتائج حسنة، فالثورة كما يقال تأكل أبنائها، أو كما يقال في المثل الفرنسي الشهير "من السهل أن تبدأ الثورات، ولكن من الصعب أن تنهيها بسلام" وخير مثال على ذلك الثورة الفرنسية والتي ظهرت نتيجة الاستبداد والتفاوت الطبقي بين المجتمع والعوامل الاقتصادية وفرض الجمارك وترهل الفساد المالي، وكانت النتيجة هي ظهور الطبقة البرجوازية وتفرد نابليون بالحكم وادخال فرنسا في الكثير من المعارك، وأيضاً الثورات العربية أو الربيع العربي الذي ظهر أيضاً نتيجة الاستبداد السياسي وضعف المؤسسات الاقتصادية ، لكن ماذا حصل دمرت غالبية شعوب الربيع العربي ومنها اليمن وليبيا وسوريا، وبذلك نعتقد أن ثورة 14تموز، هي كانت ثورة وقائدها عبدالكريم قاسم، وجاءت نتيجة طغيان الاقطاعية وترهل مؤسسات الدولة ومنها المؤسسة العسكرية، لكن هذا لا يعني أن الثورة لم يشوبها الخطأ وخاصة فيما يتعلق بقتل العائلة المالكة، وأيضا اقصاء العديد من الضباط واعدامهم، وعلى أثر هذه الاعدامات والاقصاءات تولد عند من حكم بعد عبدالكريم قاسم التفرد والاقصاء والاعدام للمخالفين.
انقلاب 1963:
انقلاب1963 ،أو حركة 8 شباط 1963 ،أو ثورة 14رمضان، و هي حركة مسلحة، أو انقلاب عسكري في العراق، أدى إلى الإطاحة بنظام حكم رئيس الوزراء عبدالكريم قاسم، وتولى عبدالسلام عارف رئاسة الجمهورية بعد الانقلاب.
بعد فترة زمنية قليلة من نجاح تنظيم الضباط الوطنيين أو الأحرار في العراق في الإطاحة بنظام الحكم الملكي، وتحويل نظام الحكم في العراق إلى النظام الجمهوري في عام 1958، بدأت بوادر الخلافات بين الأحزاب والقوى السياسية والضباط الاحرار، وتوالت التغييرات السياسية في العراق في تلك المرحلة الحرجة بسرعة بالغة، وانتهت بالإطاحة بحكم عبد الكريم قاسم في 8 شباط من سنة 1963 بإعدامه من خلال محاكمة صورية عاجلة في دار الإذاعة في بغداد، ثم عرضوا جثته على شاشة التلفاز العراقي في نفس اليوم.
ويرى بعض المؤرخين أن من أسباب الانقلاب، هو ما وصفوه بتخبط وفردية عبدالكريم قاسم وابعاده لأغلب قادة الضباط الاحرار فاستحوذ على مركز صناعة القرار وبدأ بجمع الصلاحيات، فأصبح هو رئيس الوزراء ووزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة، ولم يمنح مجلس السيادة الصلاحيات وأحاله إلى واجهة شكلية ليس بيدها لا سلطة تنفيذية ولا تشريعية، كما وقف حائلاً أمام انتخاب رئيس الجمهورية، وبقي المنصب معلقاً في عهده، كما عطل تأسيس المجلس الوطني لقيادة الثورة كما كان متفقاً عليه في تنظيم الضباط الوطنيين وحل مجلسي النواب والأعيان ، ولم يفسح المجال لانتخاب مجلس نواب جديد، كما وصفت قيادات الانقلاب محكمة الشعب المشهورة باسم محكمة المهداوي بكونها محكمة هزيلة راح ضحيتها الكثير من الضباط( وفي المقابل يصف الكثير من المؤرخين أن محكمة الشعب هي من أكثر المحاكم في وقتها نزاهة)، كما أن لعبة السياسة الدولية ومصالحها كان لها دور في تشجيع أو تأييد الخصوم أو جني ثمار نزاعات الأطراف المتصارعة، حيث رأت الدول الكبرى وإسرائيل أن تصرفات عبد الكريم قاسم لا تخدم استراتيجياتها في المنطقة التي كانت تحاول إحكام الطوق على الاتحاد السوفيتي، ومنظومة حلف وارسو بعدد من الدول المؤيدة لسياساتها، فكان عبدالكريم قاسم يطمح للتقرب من الاتحاد السوفيتي وحلف وارسو حبا بالتجربة الاشتراكية، لكن وفقاً للاستراتيجية الأميركية والعالم الغربي والتي لا تسمح بتقرب الاتحاد السوفيتي مما اصطلح عليه (بالتقرب من المياه الدافئة) أي مياه الخليج العربي الغني بالثروة، لهذا السبب كان الدور الأمريكي واضح في هذا الانقلاب وكما يذكر علي صالح السعدي بعبارته الشهيرة( جئنا بقطار أمريكي)، هذا الاسباب التي تعذر بها جماعة انقلاب 1963، وأعتقد بها بعض المؤرخين الذين يؤيدون الانقلاب، لكن في المقابل عبدالكريم قاسم اجمع عليه بأنه كان ضد الاقطاعية التي كانت موجودة في العهد الملكي التي أذلت الفقراء وانهكت الاقتصاد بتكوين طبقات في المجتمع، وعبدالكريم قاسم بنى الكثير من المدن للفقراء وخير ومثال على ذلك مدينة الصدر في بغداد، وأيضاً عرف عنه بأنه لم يوجد لديه مواكب من الحمايات بل كان يتناول طعامه مع الفقراء، وفي عهده بدأ الجيش العراقي يتصدر مراكز مهمة في بناءه وتسليحه، وفي عهده ساعد دولة الجزائر على التحرر من الاستعمار الفرنسي، ومهما قيل في عبدالكريم قاسم من قبل مناوئيه، لكن يبقى عبدالكريم قاسم صوت وطني حر ونصير للفقراء.
انقلاب 1968:
انقلاب 1968، أو حركة 17 تموز ،أو ثورة 17 تموز، هي انقلاب أو حركة حدثت في العراق في شهر تموز من عام 1968، حيث أطيح بنظام حكم الرئيس عبد الرحمن عارف وتولى حزب البعث السلطة، وعرف هذا الانقلاب بالانقلاب الأبيض، لأنه بدون سفك دماء، وفي 30/ تموز من نفس العام، جرت محاولة انقلاب أخرى من قبل أحمد حسن البكر لطرد أبرز العسكريين الذين قاموا بالحركة وهم إبراهيم الداود وعبد الرزاق النايف وجرت تصفيتهم بعد ذلك في المنفى، و يعتبر حزب البعث كلا الانقلابين حركة واحدة ويطلق عليها ثورة 17-30 تموز.
وجد حزب البعث حكومة عبد الرحمن عارف حكومة ضعيفة والطامعون بها كثر، وقد وجد الحزب بأن الفرصة مؤاتيه له خصوصاً أنه أقنع عبد الرزاق النايف الذي كان مديراً للاستخبارات بأن يتعاون معهم، وفي حالة نجاح الانقلاب سيتولى هو تشكيل الحكومة، وبعض المصادر تشير إلى أن عبد الرزاق هو من طلب المشاركة في الانقلاب مقابل توليه رئاسة الوزراء فيما بعد، وكذلك تم إقناع ابراهيم الداود الذي كان يتولى قائد الحرس الجمهوري بأنه سينال منصب وزير الدفاع في حالة نجاح الانقلاب، وقد وافق الاثنان معاً على هذا العرض من قبل قيادة الحزب، وفي صباح 17 تموز تحرك اللواء العاشر الى بغداد وطوق القصر، فوجد الرئيس عبد الرحمن عارف نفسه محاصراً في القصر، ودخل عليه الانقلابين فاستسلم بالحال وطلبوا منه مغادرة العراق، وقد حجزت له طائرة عسكرية نقلته الى مدينة إسطنبول في تركيا، وفي هذه الأثناء أعلن من خلال التلفزيون العراقي الانقلاب على حكومة عارف بقيادة حزب البعث، وإعلان تشكيل مجلس قيادة الثورة لقيادة العراق، ويكون مسؤولاً عن السلطتين التشريعية والتنفيذية، كما أعلن عن اختيار أحمد حسن البكر رئيساً للجمهورية، وعبدالرزاق النايف رئيساً للوزراء، ولم يمض أسبوعان على حكومة النايف حتى تم الانقلاب عليها، ، فنفى النايف إلى المغرب و وزير الدفاع إبراهيم الداود إلى خارج العراق بعدما تعاونوا معهم بالانقلاب على عبد الرحمن عارف، وبعد هذا الإجراء الأخير استلم حزب البعث السلطة كاملة في العراق، وبدأ أولاً بتصفية المتعاونين معه في الانقلاب على عارف، وثانياً تصفية القوى السياسية والاجتماعية والدينية ذات التأثير الاجتماعي، وثالثاً القيادات العسكرية فقد اغتال الكثير منهم وأحال البعض إلى التقاعد، وبدأ الحزب بالسيطرة الكاملة على جميع مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية، وأصبح الحزب هو الحزب الواحد والوحيد الحاكم في العراق، ولا مكان لأي كيان سياسي آخر في العراق، سواء كان قومياً أو دينياً أو ليبرالياً.
حرب 6/ أكتوبر:
حرب أكتوبر أو حرب العاشر من رمضان كما تعرف في مصر، أو حرب تشرين التحريرية كما تعرف في سوريا، أو حرب يوم الغفران، كما تعرف في إسرائيل، هي حرب شنتها كل من مصر وسوريا في وقت واحد على إسرائيل عام 1973، وهي خامس الحروب العربية الإسرائيلية بعد حرب 1948 (حرب فلسطين) وحرب 1956(حرب السويس) وحرب 1967 (حرب لأيام الستة) وحرب الاستنزاف (1967-1970)، وكانت إسرائيل في الحرب الثالثة قد احتلت شبه جزيرة سيناء من مصر وهضبة الجولان من سوريا، بالإضافة إلى الضفة الغربية التي كانت تحت الحكم الأردني وقطاع غزة الخاضع آنذاك لحكم عسكري مصري، وقد بدأت الحرب يوم السبت 6 أكتوبر 1973م الموافق 10 رمضان 1393 هـ بتنسيق هجومين مفاجئين ومتزامنين على القوات الإسرائيلية، أحدهما للجيش المصري على جبهة سيناء المحتلة، وآخر للجيش السوري على جبهة هضبة الجولان المحتلة، وقد ساهمت في الحرب بعض الدول العربية سواء بالدعم العسكري أو الاقتصادي.
نجح الرئيس السادات والقيادة العسكرية بمباغته العدو في الحرب، فقد أعلن الرئيس السادات أكثر من مرة سيشن حرب لتحرير سيناء، وبالمقابل تقوم القوات الإسرائيلية بالتعبئة وتتكفل مادياً، ثم لا تحدث الحرب، وأيضا طرد الخبراء الروس من مصر مما عزز فكرة عدم الحرب من قبل الإسرائيليون، ويقول ديان وزير الدفاع الإسرائيلي:" كان الهجوم المصري والسوري، في يوم الغفران مفاجأة لنا برغم أنه كان متوقعاً، كما أن القوات المسلحة المصرية والسورية قد شنت هجوماً بكفاءة أكبر بكثير مما كان مقدراً عند وضع خططنا". ويذكر أليعازر رئيس اركان الجيش الإسرائيلي:" إن حرب أكتوبر هي حرب تختلف عن كل الحروب التي حدثت ضد العرب، إذ كانت المبادرة دائماً في أيدينا، وكان التحرك بالنسبة لنا أمراً سهلاً لأننا نحن الذين كنا نهاجم، ولكن الذي حدث هم الذين هاجموا، ومعنى ذلك أن التوقيت لهم والهجوم لهم، أما المفاجأة فهي لنا، واصبح علينا أن ندافع، وهذا أمر مرير يحز في نفوسنا". أما وليم كوانت مساعد مستشار الأمن القومي الأمريكي يقول: " لقد كان نشوب الحرب مفاجأة لإسرائيل والدول العربية والعالم، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية، حيث لم تتوقع أغلب دول العالم نشوبها".
حققت القوات المسلحة المصرية والسورية أهدافها من شن الحرب على إسرائيل، وكانت هناك إنجازات ملموسة في الأيام الأولى للمعارك، فعبرت القوات المصرية قناة السويس بنجاح وحطمت حصون خط بارليف وتوغلت 20 كم شرقاً داخل سيناء، فيما تمكنت القوات السورية من التوغل إلى عمق هضبة الجولان وصولاً إلى سهل الحولة وبحيرة طبريا، أما في نهاية الحرب فقد تمكن الجيش الإسرائيلي من تحقيق بعض الإنجازات، فعلى الجبهة المصرية تمكن من فتح ثغرة الدفرسوار وعبر للضفة الغربية للقناة وضرب الحصار على الجيش الثالث الميداني ومدينة السويس، ولكنه فشل في تحقيق أي مكاسب استراتيجية سواء باحتلال مدينتي الإسماعيلية، أو السويس، أو تدمير الجيش الثالث أو إجبار القوات المصرية على الانسحاب إلى الضفة الغربية مرة أخرى، أما على الجبهة السورية فتمكن من رد القوات السورية عن هضبة الجولان واحتلالها مرة أخرى، وقد انتهت الحرب رسمياً مع نهاية يوم 24 أكتوبر مع خلال اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين الجانبين العربي الإسرائيلي، ولكنه لم يدخل حيز التنفيذ على الجبهة المصرية فعلياً حتى 28 أكتوبر، أما على الجبهة السورية، فقد وسع الجيش الإسرائيلي الأراضي التي يحتلها وتمدد حوالي 500 كم2 وراء حدود عام 1967 فيما عرف باسم جيب سعسع، وتلا ذلك حصول حرب استنزاف بين الجانبين السوري والإسرائيلي استمرت 82 يوماً في العام التالي، وانتهت باتفاقية فك الاشتباك بين سوريا وإسرائيل، والتي نصت على انسحاب إسرائيل من الأراضي التي سيطرت عليها في حرب أكتوبر، ومن مدينة القنيطرة، بالإضافة لإقامة حزام أمني منزوع السلاح على طول خط الحدود الفاصل بين الجانب السوري والأراضي التي تحتلها إسرائيل.(6)
العراق وحرب 6/أكتوبر:
علم العراق بنشوب الحرب عبر الإذاعات، فالعراق لم يبلغ بالحرب، ولو كان بلغ لكانت النتيجة فوق المتوقع، فقد ارتأت القيادة المصرية والسورية أن لا تبلغ العراق عن موعد الحرب، ولم نعثر على اسباب واضحة لعدم ابلاغ العراق، علماً أن العراق من الدول المعروفة مقطوعة العلاقة بينها وبين اسرائيل بشكل لا يقبل الشك، والقيادة العراقية منذ تأسيس الدول العراقية الحديثة إلى يومنا هذا يؤمنون بتحرير كافة الأراضي العربية من الاستعمار الصهيوني، وأيضاً الجيش العراقي منضبط ولا تتسرب منه المعلومات، ومع ذلك كان للعراق دور كبير في حرب أكتوبر ، وقد تمت هذه المشاركة دون تخطيط مسبق على صعيد القتال أو الشؤون الإدارية ونفذت بشكل سريع ومفاجئ وبمبادرة عراقية بحتة، وكانت هناك أطراف تتوقع أن تكون المشاركة في مثل هذه الظروف رمزية أو محدودة على الأقل، ولكن العراق دفع إلى ساحة المعركة بأثقل قواته وتقدر بثلاثة أرباع قواته الجوية ، وبمقدار فيلق من قواته البرية بكل صنوفها وخاصة صنف الدروع والقوات الخاصة، وقد كانت المسافة تبعد عن أراضيه أكثر من 1000 كم ، وبدأ يعمل على إرسال المزيد من القوات من مختلف الصنوف، وكان تركيزه على الإسراع بإرسال الطيران والدروع نابعة من رغبة القيادة السورية في الحصول على هذين السلاحين قبل أي شيء آخر، ومن الواضح أن العراق دخل الحرب كدولة معنية بالصراع العربي الإسرائيلي ومستعدة لتقديم كل شيء لإسناد الجهد العسكري والاقتصادي العربي، ولذلك تجاهل كل الخلافات السياسية بين البلدين من اجل تحقيق الهدف العربي وهو تحرير كافة الأراضي العربية من الاستعمار الصهيوني، والعامل المهم الذي يميز المشاركة العراقية ، هو أن القوات البرية والجوية الكبيرة التي دخلت سورية لم تشكل قيادة ميدانية مستقلة، بل وضعت نفسها تحت تصرف القيادة السورية مباشرة بغية تسهيل عمل هذه القيادة وإعطائها قدرة ومناورة على زجها في المعركة بأسرع وقت ممكن، ولم يكتف العراق بمشاركته العسكرية فقط، بل استعمل أيضا سلاحه الاقتصادي ضد كل من ساعد إسرائيل في حربها أو شارك فيها، وقدم العراق إلى سوريا ومصر الكثير من المساعدات الاقتصادية لدعم البلدين الشقيقين، وبذلك قرر العراق بعد سماع الحرب اتخاذ الخطوات الآتية من أجل نجاح الحرب لصالح العرب وهي:
1_تأميم حصة أمريكا في شركة نفط البصرة، واعتبار ذلك شرارة المعركة السياسية النفطية ضد الولايات المتحدة كونها شريك فعلي في الحرب وداعم لإسرائيل.
2_إرسال مزيد من القوات الجوية على وجه السرعة لدعم القوات السورية وإسنادها.
3_إرسال اكبر ما يمكن من القوات البرية، وخاصة المدرعة منها، إلى سوريا على وجه السرعة.
4_ إعادة العلاقات الدبلوماسية مع إيران، ودعوتها إلى حل المشاكل العالقة بينها وبين العراق بالطرق السلمية، وعن طريق المفاوضات، لتامين الجبهة الشرقية للعراق، إذ من المعلوم أن العلاقات كانت متوتر في ذلك الوقت، وكان العراق وإيران لديهم تحشيد للقوات المسلحة قرب الحدود، وبذلك أن إعادة المفاوضات ، يسمح للعراق إرسال المزيد من القوات العراقية إلى سوريا.(7)
القوات المسلحة العراقية في الجبهة المصرية:
خلال التحضيرات المصرية لشن حرب على إسرائيل أوفدت القيادة المصرية رئيس أركان حرب القوات المسلحة الفريق سعد الدين الشاذلي إلى العراق في يوم 26/5/1972، واستمر 6أيام وزار فيها أغلب القطعات العسكرية، واقتنع من خلال زيارته بضرورة مشاركة القوات العراقية في الحرب، وذلك لقدرته القتالية العالية، وأيضاً لوجود عدة فرق واسراب من الطائرات القتالية، فالسلاح عند العراق موجود، وسلاح جيد، فأشراك العراق في الحرب يضيف أبعاداً جديدة للمعركة، وبالفعل، قامت بغداد بأرسال الطائرات إلى مصر نوع هوكر هنتر(هي مقاتلة بريطانية تصنعها شركة هوكر سايدلي، وقد دخلت الخدمة عام 1956)، ويذكر اللواء الركن علوان حسون العبوسي ، أنه في 6/4/1973 وصلت 20طائرة حربية إلى مطار قوسينا في مصر، أي قبل بدأ الحرب ب6 أشهر، وقد سمح لها هذا الوقت أن تتعرف على طبيعة الأرض ، وزار هذه القوات الرئيس السادات وقائد القوة الجوية حسني مبارك، والطيارون العراقيون المشاركون في حرب أكتوبر على الجبهة المصرية وهم: الرائد الطيار يوسف محمد رسول( آمر السرب العراقي في مصر)، الرائد الطيار ناطق محمد علي( اسقطت طائرته وقفز خلف العدو في الضفة الغربية واستطاع الوصول إلى القناة)، النقيب الطيار عماد أحمد عزت( تم أسره في سيناء)، النقيب الطيار وليد عبد اللطيف السامرائي( استشهد في سيناء)، الملازم الأول الطيار سالم محمد ناجي، الملازم الأول الطيار باسم محمد كاظم، الملازم الأول الطيار سامي فاضل( استشهد في سيناء)، الملازم الأول الطيار عبدالقادر خضر( تم اسره في سيناء)، الملازم الأول الطيار دريد عبدالقادر( تم اسره في سيناء)، الملازم الأول الطيار ابراهيم اسماعيل الهايس، الملازم الأول الطيار ابراهيم محمد علي، الملازم الأول الطيار هاشم الغدو، الملازم الطيار فهد عبدالباقي، الملازم الطيار زهير عبد حسون، الملازم الطيار ضياء صالح جواد( اسقطت طائرته في الضفة الغربية وتمكن من العودة للقناة)، الملازم الطيار جبار حماد الدليمي، الملازم الطيار محمد صباح كشمولة، الملازم الطيار ليث زاهد منير، الملازم الطيار عامر أحمد القيسي( استشهد في سيناء).
شارك سرب الهوكر هنتر في الضربة الأولى في 6 أكتوبر، وكانت طائرات الهوكر هنتر تطير جنباً إلي جنب مع الطائرات الميج 17 المصرية، وذلك ليسهل علي رجال الدفاع الجوي المصري التعرف عليها، خاصة وأن الهوكر هنتر غير مستعملة في صفوف القوات الجوية المصرية، كما أن شكلها الأمامي يشبه طائرة الفانتوم الأمريكية، وقد تمكن الطيارون العراقيون من تدمير مواقع صواريخ هوك، ومواقع مدفعية العدو في الطاسة، وتعطيل عدد كبير من دبابات العدو، واسقاط عدد من الطائرات الاسرائيلية، وامتدت العمليات التي اشتركوا فيها من أول أيام 6 أكتوبر حتى توقف إطلاق النار في 24 أكتوبر، وتسلم السفير العراقي سمير النجم من وزير الحربية المصري أحمد إسماعيل، وسام نجمة الشرف العسكرية الذي منحة الرئيس المصري أنور السادات إلى قائد السرب العراقي الذي حارب علي الجبهة المصرية، ويذكر اللواء الطيار الركن عماد احمد عزت المشارك في حرب أكتوبر، أن الفرحة عظيمة كانت لدى الطيارين العراقيين عند عبور قناة السويس ومشاهدة سيناء، هذه الأرض العربية لا بد أن تبقى حرة. و يقول الفريق أول الطيار حميد شعبان" كانت القوات المسلحة المصرية تصر على تنفيذ الضربة الأولى مع بداية الحرب من قبل الطيارين العراقيين، لأن ضربات الطائرات العراقية حاسمة وقوية جداً، هذا ما يعطي دافع وحافز قوي لكافة القطعات المسلحة المصرية، وأيضاً هزيمة للقوات الإسرائيلية". ويذكر اللواء الطيار ناطق محمد، وكان معاون آمر سرب الهوكر هنتر، أن الطائرات العراقية كانت تنفذ عمليات في العمق الإسرائيلي، عكس القوة الجوية المصرية، وذلك لكفاءة الطائرة والطيار والحمولات التي تستطيع أن تحملها وتنفذها، ويذكر أنه كان اللواء حسني مبارك يتصل به شخصياً لتنفيذ طلعات جوية ضد القوات الإسرائيلية، ويشيد الفريق الشاذلي بالسرب العراقي فيقول:" كان أداؤهم في ميدان المعركة رائعاً مما جعلهم يحوزون ثقة وحداتنا البرية، ففي أكثر من مناسبة كانت تشكيلاتنا البرية عندما تطلب معاونة جوية ترفق طلبها بالقول نريد السرب العراقي، أو نريد سرب الهوكر هنتر، فهذه في حد ذاته يعتبر خير شهادة لكفاءة السرب العراقي وحسن أدائه خلال حرب أكتوبر".
لم يكتفي العراق فقط بأرسال سرب طائرات الهوكر هنتر، بل دعم الحرب اقتصادياً، وكما يذكر محمد حسنين هيكل في كتابه(حرب6 أكتوبر السلاح والسياسة)، أن العراق كان له موقف مادي ومعنوي قوي، فكان موقفه مشرف مع الأخوة المصريين، إذ وضع العراق سبعة ملايين جنيه إسترليني في حساب مصر في لندن لتتمكن الحكومة المصرية من شراء ما تحتاجه من معدات، وأيضاً طلب العراق من مصر أن ترفده بقائمة من الاسلحة التي تريدها ليشتريها العراق بدل عنها، وبالفعل أشتراه العراق كافة الاسلحة التي طلبتها مصر، ويذكر الرئيس السادات في مقطع فيديو مصور ومنشور على اليوتيوب، أنه عندما طلب السلاح من روسيا وخاصة صاروخ أرض_ أرض(لونا) لم يبيعوه لنا، ثم وجدناه في العراق وأرسلها إلينا بالمجان، وقد بلغت خسائر السرب العراقي في نهاية الحرب 8 طائرات ومقتل 3 طيارين وأسر 3 طيارين.(8)
القوات المسلحة العراقية في الجبهة السورية:
حينما اندلعت الحرب في 6 أكتوبر أصدر العراق أمرا إلى قواته الجوية والبرية بالتحرك فوراً إلى الجبهة السورية حيث بدأت بالتوافد إلى دمشق منذ الايام الاولى للحرب، وقد هبت القوات المسلحة العراقية لنجدة أخوتهم في سوريا كسيل منهمر لا ينقطع من العجلات وناقلات الاشخاص المدرعة وعجلات الإدامة والخدمات، وقد اكتملت القوات ووصلت إلى سوريا أقل من عشر أيام، ويذكر أن الجندي العراقي كانت همته عالية، ولم يشتكي من أي شيء، ولم يذكر جندي تعرض للجوع والعطش، ولم توقف أي عجلة لنقص الوقود ولم يفتقر أي سلاح للعتاد، فبالرغم من العراق لم يكن يعلم بالحرب، ومع ذلك استطاع أن يكمل تحشيده بسرعة كبيرة وبشكل رائع، واعترف به الاعداء قبل الاصدقاء، فأبدوا الخبراء اعجابهم بمهارة الجيش العراقي وقدرته على انجاز معركة التحشد بوقت قياسي قلب كل حسابات العدو، حتى ذكر يوم 20أكتوبر 1973، نقلاً عن أحد المعلقين العسكريين لصحيفة التايمس اللندنية ما يلي" أن احدى المفاجأة الكبرى في حرب الشرق الأوسط هي قدرة الجيش العراقي على تحشيد فرقة مدرعة عبر مسافة ألف كيلومتر وزجها بالمعركة مما قلب خطط الإسرائيليون ومنعهم من تحقيق كل اهدافهم في هذه الجبهة". وبذلك نفذت عملية التنقل الاستراتيجية بكفاءة وسرعة جيدتين واستطاعت التغلب على جميع المعضلات بسبب عوامل عديدة أبرزها التزام المقاتلين بالتعليمات الصادرة بهذا الخصوص وتفانيهم في أداء واجباتهم وحالة الاستعداد الجيدة التي اتسمت بها القوات العراقية والإعداد الإداري الجيد للمعركة وارتفاع مستوى التدريب للضباط والمراتب والكوادر الفنية وفهمهم الكامل لمشكلات التنقل وكيفية التغلب عليها وارتفاع مستوى الصيانة الفنية للآليات مما انقص الأعطال إلى الحد الأدنى ومنع تساقط الآليات أو تخلفها خلال الحركة الطويلة التي زادت عن ألف كيلو متر في ظروف بالغة الدقة والتعقيد.
القوات المشتركة وهي كالآتي:
1_ الفرقة المدرعة الثالثة بقيادة العميد الركن محمد فتحي أمين، والألوية الملحقة بالفرقة الثالثة وهي:
أ_ لواء مدرع12 بقيادة العقيد الركن سليم شاكر الأمامي.
ب_ لواء مشاة آلي بقيادة العقيد الركن محمود وهيب.
ت_ لواء مدرع 6بقيادة المقدم الركن غازي محمود العمر.
2_ الفرقة المدرعة السادسة، وقائد الفرقة العميد الركن دخيل علي الهلالي، والألوية الملحقة لها وهي:
أ_ لواء مدرع 30بقيادة المقدم الركن وليد محمود سيرت.
ب_ لواء مدرع 16 بقيادة المقدم الركن عبدالفتاح أمين المراياتي.
ت_ لواء مشاة 25 بقيادة المقدم الركن طارق محمود شكري.
3_ فرقة المشاة الأولى، وشارك من هذه الفرقة اللواء الآلي 20 بقيادة العقيد الركن سلمان باقر.
4_ الفرقة المشاة الرابعة، ومن الألوية الملحقة بها وهي:
أ_ اللواء الخامس بقيادة المقدم الركن عبدالجواد ذنون.
ب_ الفوج الثاني قوات خاصة بقيادة الرائد الركن نزار الخزرجي.
ت_ صنوف الفرقة الأخرى كالمغاوير والمدفعية والدفاع الجوي والهندسة العسكرية والصنوف الإدارية والفنية، وأيضاً أفواج جبلية اشتركت في الحرب.
أما الطائرات المشتركة فهي:
1_ ميج21(90) طائرة.
2_ سيخوي7(60) طائرة.
3_ ميج17(30)طائرة.
4_ هوكر هنتر(36) طائرة.
أما طيران النقل فكان عددها (31) طائرة موزعة كالآتي:
1_ أربعة طائرات خفيفة أنتو توف2.
2_ سبعة طائرات نقل ثقيلة أنتوتوف2.
3_ عشرة طائرات خفيفة أنتو توف24.
4_ ثمانية طائرات نقل اليوشن14.
5_ طائرتان نقل خفيف هيروف.
أما الطائرات السمتية المقاتلة فهي كالآتي:
1_ (83) طائرة خفيفة 1 ME
2_ (35) طائرة مهمات 4 ME
3_ (29) طائرة نقل متوسط8 ME
4_ (10)طائرات بركس.
5_ (5) طائرات ألويت.(9)
معركة اللواء المدرع 12:
وصل اللواء المدرع 12 إلى مشارف دمشق قبل غروب شمس يوم 10 أكتوبر وشرع اللواء بقيادة العقيد سليم الأمامي في القتال في 12 أكتوبر، وتم اجتياز تل عنتر ودمر قوة العدو في كل تل حمد ووصل قرية كفرناسج التي انسحب منها العدو تاركاً بعض دباباته، والقسم الثاني من اللواء ، تقدم نحو قرية عقربا فسيطر عليها وتقدم نحو تل المال وقرية المال وتل الشعار، الذي ترك العدو مواقعه عند وصول اللواء المدرع، وفي صباح يوم 13أكتوبر أشتد القتال بين اللواء المدرع وقوات العدو، وكانت الخسائر قليلة بالمقارنة مع خسائر العدو، وفي يوم14أكتوبر شرع اللواء بتطبيق منهج الاسناد الناري لأرباك هجوم العدو المقابل المتوقع والذي شنه العدو فعلاً بنفس الوقت، ولكن دبابات اللواء استطاعت احباط الهجوم المعادي عند السفوح الشمالية لتل عنتر، وفي يوم 15أكتوبر دارت معركة شرسة بين اللواء المدرع وقوات العدو، واستمرت المعركة إلى 16أكتوبر، ويذكر أن اللواء 12كان له دور كبير في صد التقدم الإسرائيلي وكان لأفراده بطولات كبيرة.(10)
معركة كفر ناسج:
بلغت حشود الإسرائيليين استعدادا لهذه المعركة 2 لواء مدرع و 2 لواء مشاة وكتيبة دبابات مستقلة وكتيبة مظليين مستقلة وفوج مشاة آلي مستقل، وقد وضع في الاحتياط 100 دبابة، أما القوات العراقية فكانت مؤلفة من خمسة ألوية، وكان في إسناد القوات العراقية 3 كتائب مدفعية عراقية و6 كتائب مدفعية سورية ثم ساهمت كتيبة مدفعية عراقية أخرى تكاملت في اليوم الأول للمعركة، و استمرت المعركة من يوم 16 أكتوبر حتى يوم 17 أكتوبر، وقد كانت القوات الإسرائيلية تحشدت بقصد الاندفاع نحو طريق دمشق_ الشيخ مسكين وقطعه، لكي يعزل سوريا عن الأردن، وقد أفلحت قواتنا في الشروع بمهاجمة القوات الإسرائيلية في أماكن تحشدها، قبل أن تتكامل استحضاراها النهائية للهجوم، وقد اسفر القتال عن ألحاق خسائر فادحة بقوات العدو واستغراق طاقته الهجومية واحباط مساعيه التي أراد بها تحقيق هدف الوصول إلى طريق دمشق_ الشيخ مسكين ، أما خسائر الجيش العراقي فكانت قليلة، وتم تعويضها بكل دقة وسرعة، ويذكر أن هذه المعركة تصادفية ودارت فور تكامل التشكيلات العراقية، دون أن تنال تلك القوات نصيبها من الراحة بعد تنقل مرهق والتعرف على الأرض.(11)
معركة تل عنتر:
وهي معركة وقعت يوم 19أكتوبر ، وفي هذه المعركة فقدت القوات العراقية خسائر كثيرة، وكان ذلك بسبب تغيير الخطة، وكانت بتشديد من وزير الدفاع مصطفى طلاس الذي اتصل بقائد الهجوم في تل عنتر وطلب منه تأجيل المعركة، من الساعة الثالثة إلى الساعة التاسعة، وقد أدى هذا التأجيل إلى انكشاف خطة الهجوم وفقدان عامل المباغتة، مما سمح للعدو ترصين صفوفه وعرض القطعات العراقية إلى خسائر كبيرة لا موجب لها وحرمانها من تحقيق النصر المنتظر.(12)
معركة جبل الشيخ:
تقدمت القوات الإسرائيلية إلى منطقة جبل الشيخ وتصادمت مع القوات العراقية والسورية، واستطاعت القوات العراقية من صد العدو دون أن تسمح لأرتال العدو بالاندفاع، وقد وصلت قوات عراقية جبلية للاشتباك بالعدو في منطقة جبل الشيخ، ووضعت هذه القوة بأمرت القيادة السورية حال وصولها إلى الجبهة أسوة بالقوات العراقية، وقررت القيادة العليا السورية جعلها بأمرة قيادة منطقة دمشق، وما أن تكاملت تشكيلات الجيش العراقي وخاصة اكتمال الفيلق المدرع العراقي، وكانت القوات المسلحة العراقية على أتم الجهوزية والاستعداد للقتال وكانت أهدافها هي طرد كافة القوات الإسرائيلية من الجولان، وكان موعد ساعة الصفر للقتال يبدأ يوم 22أكتوبر الساعة الثانية والنصف صباحاً ، لكنه في الساعة الثانية تم أبلاغ القوات العراقية بأنه تم الاتفاق على وقف اطلاق النار.
في 30/10/1973 اصدر العراق أمراً للقوات المسلحة بالانسحاب، وذلك اعتراضاً على وفق اطلاق النار، أضف إلى ذلك خشية الانتقام الاسرائيلي من القوات العراقية، وأيضاً لسد الفراغ إذ كانت الجبهة الشمالية العراقية والحدود العراقية الإيرانية تنذر بحرب قريبة، وهي فعلاً ما حصلت في الشمال بعد عام أي عام 1974، ومع إيران في عام 1980، ومع ذلك تبرع العراق ب250دبابة روسية نوع تي 55إلى سوريا، والتي اشتراها تواً من الاتحاد السوفيتي.(13)
خسائر الجيش العراقي في سوريا:
بلغت خسائر الجيش العراقي (835) شهيداً بينهم(11) ضابطاً و(73) مفقوداً من بينهم(36) ضابطاً و(271)جريحاً و(26) طائرة مقاتلة قاصفة و(111) دبابة وناقلة اشخاص مدرعة و(294) عجلة و(738) قطعة سلاح من مختلف الأنواع، وقد دفن(460) شهيداً في منطقة السيدة زينب(ع).
أشاد الكثير ببطولات الجيش العراقي في حرب أكتوبر، فيذكر وزير الإعلام السوري جورج صدقني وقتها في مؤتمر صحفي، أن القوات العراقية تؤدي واجبها ببسالة وتقاتل العدو الصهيوني ببطولات خارقة وتكبده أفدح الخسائر. أما العميد المتقاعد الإسرائيلي عميدور يذكر، أن من أوقف الجيش الإسرائيلي في حرب48 في طولكرم هو الجيش العراقي، ومن أوقف تقدم الجيش الإسرائيلي نحو دمشق في حرب 73 هو الجيش العراقي، فالجيش العراقي كان يقاتل بكل بسالة ومعنويات عالية ويتمتع بقدرات معنوية عالية، واستطاع أن يسير مئات الكيلو مترات بدون علمنا وبسرعة كبيرة واستطاع ايقافنا وبقوة كبيرة وهائلة. ويشيد المشير محمد عبدالغني الجمسي في مذكراته، أن القوات المسلحة السورية بدأت تتهالك قواتها وبدأ التقدم الإسرائيلي يتجه للعمق السوري، لكن الفرقة المدرعة العراقية استطاعت صد الهجوم الإسرائيلي ووقف زحفه. ويذكر الفريق سعدالدين الشاذلي أن العراق أسهم إسهاما فعالاً في الجبهة السورية، واستطاع صد الهجوم الإسرائيلي. وذكر في برقية سرية للرئيس السادات ومنشورة في كتاب محمد حسنين هيكل( حرب 6 أكتوبر السلاح والسياسة)، أن الجيش العراقي استطاع تثبيت العدو وتوجيه ضربة مضادة، ومنعه من تطوير هجومه شرقاً، ومنع قوات العدو من الاتصال بكتيبة مضلات العدو، واستعاد الأوضاع في سوريا، هذا التقرير السري يكشف لنا مدى قوة وبسالة الجيش العراقي في تحرير الأرض. أما العميد أزهر يونس يؤكد أن القطعات الإسرائيلية كانت تبعد عن دمشق فقط 40كيلومتر، والاراضي كانت منبسطة ولا يوجد هناك مانع للوقوف بوجها لا مانع طبيعي ولا مانع عسكري، ولكن الجيش العراقي وقف بوجها. ويذكر اللواء محمد وهيب عند لقائه مع الرئيس حافظ الاسد، قاله له بالنص" أن سوريا تحولت من شوارب السوريين إلى شوارب العراقيون" بمعنى أن حماية سوريا من واجب العراق، وبالفعل قامت القوات العراقية بحماية سوريا من القوات الإسرائيلية.(14)
المصادر:
1_ ينظر رجاء حسين الخطاب: تأسيس الجيش العراقي وتطوره ودوره السياسي من 1921_1941، دار الحرية للطباعة، بغداد، 1979، ص21_22_23_30_31.
2_ ينظر المصدر نفسه، ص36_37_38.
3_ ينظر المصدر نفسه، ص63_64_65.
4_ ينظر المصدر نفسه، ص70.
5_ ينظر المصدر نفسه، ص239إلى ص248.
6_ ينظر محمد حسنين هيكل: حرب 6أكتوبر السلاح والسياسة، مركز الأهرام للترجمة والنشر، القاهرة، ط1، 1993، ص25. وأيضاً محمد عبدالغني الجمسي: مذكرات الجمسي حرب أكتوبر 1973، مكتبة الاسرة، القاهرة، 2001، ص296_297.
7_ ينظر وزارة الدفاع العراقي، دور الجيش العراقي في حرب أكتوبر 1973، منشورات الطليعة، 1987، ص10_12_14_26.
8_ ينظر المصدر نفسه، ص11. وأيضاً سعد الدين الشاذلي: حرب أكتوبر، مذكرات الشاذلي، رؤية للنشر والتوزيع، القاهرة، ط2، 2011، ص335_336.
9_ ينظر وزارة الدفاع العراقي، دور الجيش العراقي في حرب أكتوبر، ص14_15_16.
10_ ينظر المصدر نفسه، ص17_18_19.
11_ ينظر المصدر نفسه، ص19_20.
12_ ينظر المصدر نفسه، ص21_22.
13_ ينظر المصدر نفسه، ص24.
14_ ينظر محمد حسنين هيكل: حرب 6أكتوبر السلاح والسياسة، ص431.



#حيدر_جواد_السهلاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفهوم الولاء في فلسفة جوزايا رويس الأخلاقية
- المعوقات الاجتماعية لمشاركة المرأة العربية في صنع القرار الإ ...
- الدين والتدين في فكر عبدالجبار الرفاعي
- موقف عبدالجبار الرفاعي من التربية
- موقف عبدالجبار الرفاعي من الاستبداد
- الدولة في فكر عبدالجبار الرفاعي
- عبدالجبار الرفاعي سيرة وفكر
- البرلمان في فلسفة جون ستيوارت مل السياسية
- مفكر بعقل فقيه، ماجد الغرباوي
- بيل جيتس
- فلسفة الثورة عند سيد الشهداء الحسين بن علي(ع)
- الطبيب الثائر، جيفارا
- زها حديد وفن العمارة التفكيكي
- دجلة
- العمل التطوعي ، الثقافة الغائبة
- ظاهرة التفاهة
- المنطق عند جوزايا رويس
- مفهوم الولاء عند جوزايا رويس
- مفهوم البطل عند توماس كارليل
- فلسفة العلم واللاعلم عند كارل بوبر


المزيد.....




- قُتل في طريقه للمنزل.. الشرطة الأمريكية تبحث عن مشتبه به في ...
- جدل بعد حديث أكاديمي إماراتي عن -انهيار بالخدمات- بسبب -منخف ...
- غالانت: نصف قادة حزب الله الميدانيين تمت تصفيتهم والفترة الق ...
- الدفاع الروسية في حصاد اليوم: تدمير قاذفة HIMARS وتحييد أكثر ...
- الكونغرس يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا بقيمة 95 مليار ...
- روغوف: كييف قد تستخدم قوات العمليات الخاصة للاستيلاء على محط ...
- لوكاشينكو ينتقد كل رؤساء أوكرانيا التي باتت ساحة يتم فيها تح ...
- ممثل حماس يلتقى السفير الروسي في لبنان: الاحتلال لم يحقق أيا ...
- هجوم حاد من وزير دفاع إسرائيلي سابق ضد مصر
- لماذا غاب المغرب وموريتانيا عن القمة المغاربية الثلاثية في ت ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حيدر جواد السهلاني - فرسان العراق في حرب 6أكتوبر