أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حيدر جواد السهلاني - مفهوم الولاء عند جوزايا رويس















المزيد.....



مفهوم الولاء عند جوزايا رويس


حيدر جواد السهلاني
كاتب وباحث من العراق


الحوار المتمدن-العدد: 6882 - 2021 / 4 / 28 - 20:30
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


" لا يعتبر رويس مفكراً بارزاً لدى دارسي الفلسفة الأمريكية فقط، وإنما لكل من يبذلون محاولات جادة لحل المشكلات الرئيسية في الفلسفة، جون سميث."
جوزايا رويس: سيرة وفكر
رويس من مواليد كاليفورنيا (1855_1916) ويعتبر كأحد فلاسفة الأخلاق في القرن التاسع عشر، بل أن الكثيرين منهم يعتبرونه في مقدمة الذين وجهوا النقد العميق والمنهجي لقيم الحداثة وعيوبها الأخلاقية، وقد سعى رويس للربط بين الفلسفة والدين، وبالتالي بين القيم الدينية الإلهية وشؤون الإنسان الدنيوي، تأثر بفلسفة افلاطون وكانت وهيجل وفخته وشوبنهاور، وأيضاً تأثر بمنطق بيرس وعلم النفس الديناميكي عند وليم جيمس، وقد نشأت بينه وبين وليم جيمس صداقة حميمة استمرت عقود، ورشحه جيمس لكرسي الأستاذية في جامعة هارفرد، ولكن على الرغم من صداقتهما كان على خلاف بين في وجهات النظر يصل إلى حد التناقض.(1)
فلسفته:
أن فلسفة رويس هي محاولة للتأليف والتركيب بين فلسفات واتجاهات فلسفية معينة، وذلك عبر موقفه النقدي احياناً والتأويلي احياناً أخرى، وتدور فلسفة رويس في غالبها في فلك الحياة الأمريكية ومحاولة علاج المشكلات الاجتماعية، إذ كانت الفوارق الاجتماعية وتصور العقائد والاصول المختلفة لأفراد الشعب الأمريكي تشكل عقبة في طريق الاصلاح الاجتماعي والتناسق الطبقي بين أفراد المجتمع.(2) أما المثالية بالنسبة لأمريكا فتعتبر بعثاً جديداً وتيار فكري يسعى لتحقيق النهضة، جنباً إلى جنب مع البراجماتية، فظهرت في امريكا يقضه فكرية بدأت كما بدأت النهضة الاوربية بنوع من التحرر الفكري من سيطرة الكنيسة وآمنت بالمثالية الألمانية كقوة لإصلاح الدين والأخلاق، فآمنت بالله (جل جلاله) عن طريق العقل لا العبادة، وركزت على دراسة كانت وخرجت منها أربعة مدارس وهي مذهب الشخصية( يوردن باركربروان 1847_1910) والمثالية التأملية أو الموضوعية (جيمس أدويل كراتيون) والمثالية الدينامية (جورج سلفستر مورس 1840_1889) والمثالية المطلقة( جوزايا رويس). والفلسفة المثالية عند رويس قادرة على إقامة دين، دين بلا طقوس وبلا عقائد بالية حجرت العقول وأثارت الصراعات والحروب، والمثالية دين العقل ودين كل عصر، ولا تعارض مثالية رويس العلم ولا تقف حجرة عثرة أمامه، وإنما تجعل للعلم مكانة، والعلم أول مراحل معرفة الحقيقة، وليس هناك غير طريق الفلسفة، الذي يكشف وحدة العالم. وتعد فلسفة رويس من الفسفات التي أهتمت بالمجتمع، ويعتبر البعض أن وليم جيمس ورويس الممثلين الوحيدين للروح الأمريكية، فقد كان المجتمع الأمريكي بعد الحرب الأهلية التي وقعت في منتصف القرن التاسع عشر(من عام1861 إلى عام1865) في عهد الرئيس الأمريكي ابراهام لينكون(1809_1865) قد فقدت الثقة في تقاليده، وفي قيمه الخلقية والدينية، ولم تعد العقائد الدينية الرسمية قادرة على مواجهة مشكلات ما بعد الحرب الأهلية وعلى التعبير عن روح المغامرة، وقد قدم وليم جيمس الفلسفة البراجماتية والتي ترفع من قيمة العمل وتنادي بالكثرة والتعدد، وتنشر الديمقراطية وتنادي بالحرية الفردية، أما رويس فقد جعل المجتمع محور فلسفته وناقش تصور المجتمع وتكويناته وأنواعه وأشكاله وحاول التوفيق بين النزعة الفردية وروح الجماعة، ونادى بروح المجتمع التي تجمع المتناقضات وتوحد، ويمكن القول أن مثالية كانت عالجت الكثير من الموضوعات التي كانت مصدر أشكال لكل من الفلسفة والدين بوجه عام والدين المسيحي بوجه خاص، وقد جاءت فلسفة رويس فلسفة مثالية مطلقة واحدية، تسير في تيار المثالية بصورة عامة، وتحاول أن تحل إشكالات الفلسفة الكانتية كالفصل بين العمل والنظر وإشكالات أفكار النفس والله( جل جلاله) والشيء في ذاته، وجعلت الوعي الإنساني محور أساسي للشعور الديني وقبول الوحي، وجاء المطلق شخصاً يشارك الإنسان فيه، ولا كيان له بدون الأفراد وتحاول إعادة تأويل معنى الفردية وحل إشكال الحرية الأخلاقية، وحاول رويس أيضاً تقديم تأويل للفلسفة الحديثة، وجعلها فلسفة مثالية خالصة أو جعل روحها مثالية خالصة ثم أتجه إلى تأويل المثالية ذاتها، على أنها حدس ديني خالص قادر على تحقيق معرفتنا بالله(جل جلاله)، وتقدم العون الديني لنا، فالواقع حامل لفكر ولعقل مطلق شامل، يتجلى في العقول الفردية ومن أجل الحصول على عالم ثابت، وتصور منظم لعالم مستمر ومنظم، لا بد من التسليم بوجود تجربة مطلقة تعلم كل الوقائع وتخضع لها باعتبارها قانوناً عاماً هو الله(جل جلاله) والعالم الخارجي عبارة عن تحقيق المعنى الداخلي لأفكاره باعتباره غاية تسعى إليها هذه الأفكار ويشارك الفرد في المطلق طالما كانت التجربة الفردية جزءاً من التجربة المطلقة.
مؤلفاته:
رويس له العديد من المؤلفات من أهمها، أهمية التحليل المنطقي(1881)، الجانب الديني للفلسفة(1885)، دراسة للشخصية الأمريكية(1886)، روح الفلسفة الحديثة(1892)، مفهوم الله(1897)، دراسات في الخير والشر(1898)، العالم والفرد(1900_1902، جزأين)، مفهوم الخلود(1900)، الوضع الحالي لمشكلة الدين(1901)، مدخل إلى علم النفس(1903)، علاقة مبادئ المنطق بأسس الفلسفة(1905)، فلسفة الولاء(1908)، مشكلات الجيل ومشكلات أمريكا(1909)، وليم جيمس ومقولات أخرى عن فلسفة الحياة(1911)، مصادر البصيرة الدينية(1912)، مبادئ المنطق(1912)، مشكلة المسيحية(1913، جزأين)، الحرب والتأمين( 1914).(3)
الولاء لغة واصطلاحاً:
الولاء في اللغة هو الموالاة، وتقع الموالاة على جماعة كثيرة، وهي من والى القوم وهي ضد المعاداة، والمولا يكون هو الرب والمالك والسيد، والولاية هي النسب والنصرة، ويقول الراغب الاصفهاني(ت1108) الولاء والتوالي يطلق على القرب من حيث المكان ومن حيث النسب ومن حيث الدين ومن حيث الصداقة ومن حيث النصرة والاعتقاد، وفي الاصطلاح الولاء هو النصرة والمحبة والاكرام والاحترام، وقد ذكرت كلمة الولاء في القران الكريم في أكثر من آية ومنها قوله تعالى" الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات" سورة البقرة، الآية (257). يدخل الولاء أيضاً في عمل الشركات، لذلك ظهر مصطلح الولاء المهني والتنظيمي، ويعتبرون الولاء منهج وطريق حياة بالنسبة للشركات التي تسعى إلى تأسيس قاعدة صلبة من العملاء، فتتجه خدمات الشركة إلى هذه القاعدة، وتسند إليها مشروعات الشركة وإنجازاتها لذا فمعدلات الاحتفاظ بالعملاء ليس أرقاماً فارغة، بل هي المعيار الذي يكشف مستوى الأداء.(4)
الولاء هو محاولة لأعلاء من شأن قيمة الفلسفات الداعية للوحدة البشرية المناضلة في سبيل تحسين السلوك الإنساني وتعديل مزاجه في تعاملاته مع الأخرين وبناء مجتمع أخلاقي قوامه التسامح والتعايش وقبول الأخر وفتح نوافذ الحوار واحترام خصوصيات الغير بقدر يسمح باستيعاب فكرة أننا نتشارك ذات المصير في هذا العالم الذي شوهته أنانية البشر وأفقدت جماليته الطمع المستبد والنفوس الساعية لتحقيق مجد مصطنع يشبع غرور البشر ويزيدهم استعلاء وقوة، إن فكرة الولاء المشترك لا يعني قتل روح التمييز والتفرد في مقابل الانتصار لفكرة التواري والانزواء تحت مظلة الجماعة المعتمة، إنما هو دعوة لخلق اسباب التنافس النزيه، ورد الإنسان إلى طبيعته الخيرة التي جبل عليها في محاولة لإنقاذ المجتمع الإنساني الآيل للزوال، ومعالجة روحه المريضة التي أرهقتها الصراعات من أجل القوة والجدارة في عالم يقصي الضعفاء ولا يعترف إلا بمنطق المنافع الشخصية، وذلك كله بهدف بناء مجتمع حضاري يعطي للبعد الأخلاقي والقيمي والجمالي اعتبار في تكوينه لرؤية كونية عالمية مشتركة. ويوصف الولاء بأنه دمج الذات الفردية في ذات أكبر كالأسرة والجماعة والوطن. قديماً ارتبط مفهوم الولاء بالسلطة والحرب، خاصة في النظم الفكرية وبالأرض والمحافظة عليها في البيئة الزراعية والقبلية أو العشيرة في البيئة الصحراوية، وأخيراً بالدولة ونظامها وسياستها، وقد بات الولاء إحدى القيم الأخلاقية التي يطالب الفرد بالتمسك بها، وبالرغم من ذلك دائماً ما يثير مفهوم الولاء مشكلات كثيرة، منها ما يتعلق بطبيعته الخاصة ومدى الحاجة إليه، وما إذا كان فطرياً أو مكتسباً، ومنها ما يختص بأنواع الولاء وصفات القضايا التي يتم الولاء لها، وأخيراً منها ما يرتبط بما يسمى بتعارض الولاءات والصراع بينهما، ومع تطور المجتمعات وتعصب العلاقات بين أنظمة المجتمع، أكتسب مفهوم الولاء أهمية كبرى لعلاقته بتماسك المجتمعات وتطورها، وظهرت أهمية مراجعة القيم الخلقية لمواكبة هذا النمو والتطور. ويساعد مفهوم الولاء في تطور المجتمع بكل جوانبه، لأن الفرد صاحب الولاء لا يراقب في عمله لكي ينجح، فمن الممكن مراقبة العامل من الخارج إلى أخر ما هو معروف من عناصر الإرادة الناجحة، ولكن يظل هناك جانب الإتقان في العمل والتفاني فيه، أو ما يسمى بروح العمل وقديماً حاولت الأخلاق الدينية الاهتمام بسريرة الفرد وحياته الباطنية، والاعتماد على مساندة الخوف من الله(جل جلاله)، إلا أنها لم تنجح في ضبط بواعث الفرد، ثم بحث الفلاسفة بما يسمى الضمير الأخلاقي الذي يوجه سلوك الفرد ويحاسبه، إلا أن القول بالضمير زاد المسألة غموضاً، فلا يعلم الفرد مصدر هذا الضمير ولا دوره وباتت المذابح ترتكب، بسبب صراع الضمائر، أو الفصل بين النظر والعمل، أو بين المصلحة الذاتية والمصلحة العامة، فاختلفت المفاهيم وتصارعت المثل العليا، فالولاء هو الغذاء الروحي للأمة، فاذا كانت قضايا التنمية وزيادة الانتاج والديمقراطية وحرية المرأة ووحدة الأمة ومحو الأمية وحقوق الفرد، من القضايا المهمة والملحة لنهضة المجتمع، فإن الولاء أفضل طرق إنجازها وتحقيقها. والحقيقة أن الفهم الخاطئ لمعنى الولاء وحصره في قضايا جزئية، يؤدي في النهاية إلى صراع الولاءات، والولاء يربط الأمة بتاريخها ويحقق التواصل بين أجيالها ويوحد شعبها بقادتها، والولاء يمد القضايا بمقومات الحياة، فهو روح القضية ويحقق التواصل بين الماضي والحاضر، والقضية التي يتم الولاء لها تحقق وحدة الأمة وتاريخها، والولاء يستوعب التغيير والتجديد، فلا يتمسك بالماضي لمجرد الحفاظ على القديم وثبات العادات السلوكية، وإنما ينفتح على القضايا التي تعبر عن مطالب الجماهير.(5) ومع ذلك يكون الولاء في كثير من الاحيان مفهوم خطر جداً ويصل إلى درجة الفتك بالمجتمعات، فكثير من الحروب تكون بسبب الولاءات سواء كانت داخلية أو خارجية، ولذلك قامت العديد من الدول تضع في مقررات الدراسة وضع مادة الوطنية، وذلك لحصر الولاء للوطن فقط.
فلسفة الولاء:
يبدأ كتاب فلسفة الولاء بعرض لطبيعة الولاء، وتوضيح مدى حاجة الإنسان إليه ومحاولة بيان اساس الحياة الأخلاقية وطبيعة القانون الخلقي ومدى الحاجة لمعايير أخلاقية جديدة ترتبط بالحياة العملية، إلى اكتشاف المعاني الحقيقية للأخلاق التقليدية القديمة، ويعرف رويس تعريفاً أولياً ثم يعود إلى تكملته في المحاضرة الأخيرة، ويعتقد رويس أن كلمة الولاء قديمة ولها قيمتها الخاصة، والفكرة العامة عن الولاء اسبق زمنياً من الكلمة نفسها بل وأكثر قيمة منها، ولكنها تظل دائماً فكرة مشوشة غير واضحة في عقول الناس بسبب علاقتها بمسائل أخلاقية واجتماعية، ويقول رويس " لقد عنونت هذه المحاضرات بفلسفة الولاء واعترف صراحة أني استلهمت هذا العنوان اثناء قراءتي للعمل المتميز للعلامة في علم الاجناس الدكتور رودولف شتاين وكتابه المعنون بفلسفة الحرب، فلقد كانت فكرتا الحرب والولاء فكرتين بينهما علاقة وثيقة". ويعلل ويشرح رويس كلمة الولاء بقوله " المقصود بعبارة فلسفة الولاء، أن أبين أولاً أننا نعتبر الولاء هنا مبدأ أخلاقي، ولأن الفلسفة تتناول المبادئ الأولى، وتعني ثانياً أننا نرغب في دراسة المسألة دراسة نقدية وعملية في نفس الوقت، والفلسفة في جوهرها ما هي إلا نقد للحياة، ولا يمكن أن نطلق صفة الولاء على كل عمل، لأن مفهوم الولاء نسبياً، ويتضمن دائماً وجود موضوع معين، وقضية معينة". ويعرف رويس الولاء هو " التفاني الإرادي والعملي الدائم من قبل فرد ما تجاه قضية معينة، فيتصف الفرد بالولاء أولاً، إذ كان لديه القضية التي يتجه بولائه لها، وثانياً عندما يهب نفسه لخدمتها طواعية، وثالثاً عندما يعبر عن هذا الاخلاص والتفاني للقضية بطريقة عملية مقبولة، وبخدمة القضية بصورة فعالة ودائمة." ويعتقد رويس أن مصطلحات مثل التفاني وتكريس الذات لا تعبر عن الولاء، أو تكون كلمة مرادفة لها، فقد يكرس الفرد حياته للبحث عن السعادة أو يتفانى في السعي لها، ولكن لا يعني أنه يحيا حياة الولاء، أو صاحب الولاء، وكذلك كلمة الوفاء أيضاً لا تعبر عن الولاء، فما هي إلا جانب من جوانب الولاء، والولاء يشمل الوفاء ولا يعني وفاء الكلب لصاحبه إلا مجرد لمحة من الولاء، أو مجرد جانب من الخلق، الذي يعبر عن نفسه تعبيراً كاملاً في حياة الولاء الكاملة والعاقلة، ونفس الكلمة يمكن أن يعبر عن كلمة الإخلاص وأيضاً كلمة الاستغراق، فأصحاب الولاء تستغرقهم قضاياهم، ولكن الإنسان الغاضب أيضاً يكون مستغرقاً في انفعال غاضب، وكذلك يوصف صاحب الولاء بالثقة وإمكانية الاعتماد عليه، ولكن الساعة توصف أيضاً بإمكانية الاعتماد عليها، فلا تعبر هذه الكلمة تعبيراً صحيحاً عن الطبيعة الإرادية للولاء. وينظر رويس للولاء على أنه خدمة اجتماعية فمثلاً الراهب الذي يعبد الله(جل جلاله) ولا يقدم للمجتمع شيء ،هذا كما يعتقد رويس فيه جانب من الولاء، لكن ليس كل الولاء ، فالولاء خدمة اجتماعية تخدم عديد من الأفراد، والولاء ذو طبيعة دينية فلا تخلو روحه من مسحة دينية.(6)
مفهوم الولاء في جوهره فلسفة حاضنة للإرادة والعمل الجماعي، فالولاء بتعبير رويس هو حب الفرد للجماعة واستعداد فطري للانخراط في تجربة الحياة الجماعية بغية تحقيق ما يسمى بالوحدة الأثيرة أو الجماعة المحبوبة ، فالإنسان في جوهره ذو تركيبة غرائزية تدفعه نحو التعاون الاجتماعي والميل للغيرية، كما أشار إلى ذلك برغسون وعديد من الفلاسفة من أمثال دوركهايم وماكس شيلر وغيرهم، ممن اعتقدوا أن الاتحاد البشري في تكتلات مجتمعية ينمو في المجتمعات الاستعداد للعيش وسط جماعة سعياً لتحقيق الضبط الاجتماعي وبناء مثل قيمية مشتركة بين أفراد الجنس الواحد، فما نشهده في العالم اليوم من طغيان النزعة الفردية وارجاع قوام الحياة الإنسانية واساسها للذات الفردية المتميزة عن غيرها من الذوات بدعوى من التحرر والتقدم، لا يجد مبرراته في طبائع الإنسان الفطرية المتجذرة والمتأصلة في خلجات تجربته الشعورية، إنما مرد ذلك وأصل حصول الإنسان على قدر من الذكاء الاصطناعي ممثلاً في المنجزات العلمية ما جعله يتصرف بقوته العقلية على نحو أناني جرده من طبيعته الخيرة، فأخذ يستعمل عقله المكتسب لأغراض تضر المجتمع وتواجه الإرادة العامة للمجتمع الإنساني، والولاء كما بينه رويس ليس مجرد انفعال وإحساس عشوائي أو ردة فعل تصاحب احداث خارجية متفرقة نابعة من شعور المرء بالخوف من فقدان مركزه ضمن الفضاء العام الذي يتواجد فيه، أو أنه حالة شعورية يبديها الإنسان بدافع الشفقة والتعاطف، بل هو إمكانية خلاقة يسهم في ربط مصير مصالح الأفراد المشتركة في خدمة الصالح العام بحيث تصبح الغايات التي يبدي كل فرد الولاء لها نسقاً يكون لكل واحد مكانه فيه في انسجام مع بقية الأفراد، ولا تتعارض أفعال كل شخص مع ولاء الأخرين. وقدم رويس فعل الولاء كبديل عن الوضع المتشظي الذي وصل إليه عالمنا، وكناظم يضبط سلوك الأفراد ويعطيها بعداً أخلاقياً، وأن فعل الولاء ذو قيمة إنسانية يستميل النفوس ويوقد فيها شعلة لا تنضب للتحقيق التلاحم بينهما، والعمل على تفعيل دوره في العلاقات الإنسانية واتخاذه منهج عملي تبنى عليه تعاملاتنا مع الغير. والولاء كما يعتقد رويس هو رغبة حقيقية واخلاص نابع من الذات، يختاره الفرد ويتمسك به في كل الاحوال ويترجمه عملياً، والولاء ليس عاطفياً بل أنه بني على العقل وتصاحبه العاطفة أيضاً، ويرى رويس أن القضية التي تعطيها الولاء لا بد أن تكون قضية مستمرة وباقية وحسنة، كمثل ولائك لوطنك، فالوطن له قيمة كبرى. ويجب أن ينظر للولاء على أنه شيء أكبر من ذاته الخاصة، بمعنى خارج إرادته الفردية ويجب أن توحد بينه وبين مجموعة من الأفراد وتربطهم برابط اجتماعي، كرابطة الصداقة أو الأسرة أو الوطن، لذلك تظهر القضية التي يكرس لها الفرد حياته على أنها ذاتية وفي نفس الوقت غير شخصية، فالولاء لا يتعارض مع الفردية بل هو يحقق الخير للفرد والمجتمع، ويشيد رويس بالتجربة اليابانية، فقد تم تدريب الولاء الساموراي والقائم على التعاليم الدينية القديمة للبوشيدو وعلى حرية الفكر والتعبير حتى جاء الاصلاح الحديث، فتحولت الولاءات القبلية إلى نوع من التفاني، وهذا ما جعل التحول سريع ورائع لليابان، فأنتشر المثل الأعلى للبوشيدو، وقد أدى الولاء الياباني إلى تحقيق نوع من الوحدة لروح الأمة، ولم يكبت الرأي الفردي، وقد اعتمد على نحو كبير على الأبداع الذاتي والمرونة الفردية والأخلاقية. ويعتقد رويس أن الولاء هو الشيء الوحيد الذي يحقق كل الأهداف والغايات العاقلة، ويحقق الحرية والتعبير الذاتي والروحانية.(7)
الفلسفة والولاء:
أن مفهوم الولاء يؤكد على الصلة بين الفلسفة المثالية والحياة العملية، وعلى ارتباط الفلسفة بهموم الفكر والوطن، وقد حاول رويس صياغة هذه النزعة العملية صياغة مثالية، وإذا كان وليم جيمس عمل على إحياء هذه الروح بمنطق عمل براجماتي، تمثل الفردية المقام الأول فلكل فرد معياره الخاص للصدق، وله تجربته الدينية الخاصة، فقد حاول رويس بعث هذه الروح بصهر الشعوب والأجناس التي كونت المجتمع الأمريكي في وحدة واحدة، وأن كان جيمس قد ربط قيمة الفرد بنتائج هذا العمل، فإن رويس قد جعل من مبدأ الولاء للولاء مقياساً لقيمة الفرد وحلاً لمشكلة ولاء المهاجرين، وأن كان وليم جيمس قدم حلاً لمشكلة الدينية والأخلاقية التي ظهرت نتيجة الحرب الأهلية الأمريكية، وتشكك الأفراد في قيمة الأخلاق الدينية التقليدية، وقال بالأشكال المتعددة للخبرة الدينية كحل عملي، وبديل لفقدان ثقة الأفراد في الدين التقليدي، فإن رويس قد أقام فلسفة الولاء لمعالجة مشكلة المسيحية وتحقيق الوفاق بين الدين والأخلاق، فأستبدل الولاء بالمحبة وأسس فلسفة أخلاقية عقلية، ونظرية في الواجب والضمير، فجاءت فلسفة الولاء حلاً للفتنة السياسية ودعوة للوحدة الاجتماعية، وأن مبدأ الولاء عند رويس لا يتعارض مع الفردية أو المذهب الفردي أو المثالية، ولم ينكر رويس إيمانه بالمذهب الفردي، وإنما حاول صياغته بصوره لا تتعارض مع التماسك الاجتماعي فبات المجتمع مصباً لرغبات الأفراد وغاياتهم وليس سلطة قاهرة عليهم. ويقول رويس" فلسفتنا عن الولاء تهدف إلى شيء أكبر وأكثر ثراء من مجرد تحقيق السعادة الإنسانية لبعض الأفراد، فأصحاب الولاء يخدمون شيئاً أكثر من الحياة الفردية."(8)
الولاء والدين:
يستطيع الإنسان تحقيق خلاصه ببصيرته الدينية التي يمثل الولاء مصدرها الرئيسي، فالولاء طريق الخلاص، ويؤدي الولاء الديني إلى إشباع الحاجة الفردية للخلاص لتحقيق التوافق النفسي وإنجاز المطالب الاجتماعية التي تبحث عن الخلاص عن طريق الاتحاد بالأخرين وإشباع حاجة العقل للنظرة الشاملة والكاملة للحقيقة، وإنجاز هدف الإرادة بمطابقة نفسها مع القوانين التي تحكم الحياة، ويوفق الولاء بين قول الأخلاقيين بالأفعال طريقاً للخلاص وقول المؤمنين بالفضل الإلهي، فتتوحد الدوافع الدينية والأخلاقية، ويحل الصراع بين الواجب والدين، وتتحقق المحبة والعدل، فيكون الولاء مصدراً للبصيرة الدينية والأخلاقية، ولا يحتاج دين الولاء إلى جهد أو تدريب فلسفي أو دلالات أو معجزات، بل هو دين يحقق الألفة مع إرادة العالم والإرادة الإلهية، فيشعر الإنسان بالرضا حين يقوم بالأفعال. والولاء ليس مجرد عاطفة، بل رغبة وإرادة وإخلاص من جانب الذات، ولا بد للولاء أن يجد صورته في قضية إنسانية، ولا يمكن أن ينظر له فقط مجرد فضيلة أخلاقية، وإنما يكون في جوهره عقيدة ودينياً ويتمثل الولاء في صورة اكتشاف موضوع معين تشعر أنه يأتي إليك من الخارج ومن الأعلى، تماماً مثلما يقال عن المصدر الإلهي أو النصيحة الإلهية، لذلك لا يعد الولاء مصدراً للبصيرة الأخلاقية فقط، بل بالبصيرة الدينية أيضاً، وروح الولاء تقضي على الصراعات بين الأخلاقيين وتوفق بينهم وبين المدافعين عن الفضل الإلهي، ويبين لك الولاء العالم الروحي والإرادة الإلهية، ويحقق الشعور بالراحة في العمل وبالسلام يتحقق المثل الأعلى، ولا يحقق لك الولاء بما يسمى عند الصوفية الغيبية أو السكرة، ولكنه يبين لك القانون الذي يحكم كل العالم العقلي.(9)
الولاء والأخلاق:
الإنسان بطبيعته كائن اجتماعي ولا يحيا بدون العواطف الاجتماعية والتواجد مع الأخرين، الذي يتطلب منه دائماً التضحية بالذات للتوافق معهم، فيقوم الولاء بتحويل التضحية بالذات إلى تأكيد لها ولوجودها، ويوجه الولاء انتباهنا لقضية خارجية توحد بيننا ويقدم لنا فرصة تحقيق الذات وحلاً لتناقض وجودنا الطبيعي، فكلنا نحتاج إلى الولاء، لأنه يخطط لنا حياتنا ومثله العليا وتحرره من الشكوك الأخلاقية ويوحد حياتنا الأخلاقية ويوقف بين الإرادة الذاتية والإرادة الاجتماعية، ويحدد لنا الواجب الخلقي ومعنى الخير، فيعطي لنا قيمة لحياتنا. ويعتقد رويس أن الولاء الساموراي خير مثال على مفهوم ونجاح الولاء، وحيث لا يتعارض شعوره بالولاء مع إحساسه بكرامته وكيانه الخاص، ولا يتعارض ولاءه مع وحدة الأمة، ويرى أن الأخلاق الفردية لا تستقيم إلا بالولاء، فكل غاية فردية لا يتم الولاء لها يفشل الفردي في تحقيقها، وأن سلوك الولاء يعد سلوكاً مبتكراً وأصيلاً لا يقوم على التقليد وغير مستمد من الروتين، ويجمع بين التواضع والاعتداد بالذات، ويتوافق مع القديم ويبتكر الجديد، ولكي يتم تدريب الولاء، يجب أن تدرك أن الولاء يعطي للقضية مسحة اجتماعية ودينية في نفس الوقت، لأنه يعطي للحياة الإنسانية قيمة تجاوز حياة الفرد، ويضم أكبر عدد من الأفراد، ولذلك يتطلب التدريب على القدرة على إدراك القضايا الاجتماعية والحسم في الاختيار والوفاء والالتزام في التنفيذ. ويرى رويس أن الأخلاق في فلسفة الولاء تكون كما يلي:
1_ يجب عليك الولاء.
2_ لكي تحقق ذلك عليك اختيار قضية معينة أو نسق من القضايا تجعل منه موضوعاً خاصاً لولائك، يحدد مهمتك في الحياة.
3_ أبدأ اختيار قضيتك الخاصة بطريقة حاسمة، ثم عليك أن تظل محافظاً عليها ومخلصاً لها، وبقدر ما يسمح المبدأ العام للولاء، استمر في خدمتها حتى يتم العمل الذي تستطيع القيام به.
4_ المبدأ العام للولاء، الذي تخضع له كل الاختيارات الخاصة للقضايا أن تكون على ولاء للولاء، أي عليك أن تبذل أقصى طاقاتك لتقديم الخدمة المخلصة للقضايا وتحقيق اقصى درجات التفاني في خدمتها، ومشاركة كل النفوس التي تحيا حياة الولاء.
يعتقد رويس أن عدم الولاء يعد انتحاراً أخلاقياً، فالإنسان الذي لا توجد له ولاءات يكون إنساناً قلقاً وبدون هدف، فالولاء ما زال قائماً بيننا، فهو السبب في إقامة الأهداف النبيلة والخطط العظيمة، والأفراد المجهولون الذين يختارون الولاء لقضيتهم، وكذلك من يقومون بالخدمات العامة، تطوعاً وبدون مقابل ويعدون علامات مضيئة لنا على طريق الاعمال الخيرية، وهذه كلها تؤدي إلى تشجيع الناس على الولاء.(10)
تعليم الولاء:
أن تعليم الولاء عند رويس يتطلب ثلاثة أمور:
1_ يجب أن تساعدهم على المحافظة على قدراتهم الجسدية والمادية والعقلية، وكل قواهم وممتلكاتهم التي تعد أشياء ضرورية لممارسة الولاء.
2_ يجب توفير الفرص لولائهم وذلك بالمشروعات الفكرية التي إذا ما تم الولاء لها، يستطيع أن يؤمن لهم أقل الظروف التي تؤدي إلى صراع الولاءات، وتقدم لهم في نفس الوقت الفرص المختلفة لربط القيم الاجتماعية بقيمة الولاء.
3_ يجب أن تبين لهم بوضوح أن الولاء أفضل الخيرات الإنسانية وأن الولاء للولاء، يعد التاج الحقيقي لكل أنواع الولاءات.
أن روح الولاء روح بسيطة يمكن اكتسابها بالتدريب، وفي مقدور كل الناس تعليم الولاء لعدد كبير من الناس ويجب أن يتم مساعدتهم على التقليل من الغربة التي يشعرون بها تجاه نظامهم الاجتماعي. ويعتقد رويس أن التدريب على الولاء لا بد أن يصاحب الإنسان منذ صغره، وتعليمه على حب الوطن والتركيز على مشتركات الوطن، وعند تدريب الأطفال على الولاء يجب على المدرسين تجنب الدعوة لأي نوع من أنواع الولاء، قبل وصول الطفل للمرحلة المناسبة له، وتكوين الأرضية المناسبة، أي وجود تطور لمجموعة من العادات الاجتماعية التي تعد أساسية لقيام الولاء، ولا بد أن يكون لدى الفرد المادة المناسبة للشخصية الأخلاقية، قبل اكتساب الضمير أو نضج ضميره. ويرى رويس هناك محاولة من الأطفال على التربويين استثمارها وهي تمثيل دور الأبطال والحلم بالأعمال العظيمة، وتمثيل الفنون التصويرية والتمثيل والتعقيل التي يمارسها الأطفال عادة بصورة تلقائية لا تعد في حد ذاتها مجموعة من الصور الخيالية المسببة للمتعة والسعادة للأطفال، وإنما نوعاً من التمهيد الأولي للتدريب على المقدرة الحقيقية لفهم الطبيعة الحقة للقضايا الاجتماعية التي يعتمد عليها الولاء فيما بعد، فالولاء هو نوع من تعقيل الحياة الإنسانية أو تحويلها إلى مثل أعلى، ولما كان الولاء يتضمن سلوكاً، فإن خيالات الطفولة تعد مجرد إعداد للولاء ولسلوكه ثم يأتي الولاء الحقيقي فيما بعد. والولاء يكتمل في مرحلة النضج وسن الرشد. ولا يعتقد رويس بأن الدين والفن المصدريين الوحيدين اللذين نتعلم منهم التدريب على الولاء، فالحزن والهزيمة وخيبة الأمل والفشل يمكن الاستفادة منها، ولقد بين التاريخ أن القضايا الخاسرة تحولت في كثير من الأحيان إلى مثل عليا وإلى قضايا إنسانية.(11)
الهوامش:
1_ينظر جوزايا رويس: مبادئ المنطق، ترجمة احمد الأنصاري، المشروع القومي للترجمة، القاهرة، ص25.
2_ينظر جوزايا رويس: مصادر البصيرة الدينية، ترجمة احمد الأنصاري، المشروع القومي للترجمة، القاهرة، ص16.
3_ينظر جوزايا رويس: الجانب الديني للفلسفة، ترجمة احمد الأنصاري، المشروع القومي للترجمة، القاهرة، ص6_7_8_9.
4_ينظر محمد بن سعيد القحطاني: الولاء والبراء في الإسلام، الفتح للإعلام العربي، القاهرة، ص87_89. وأيضاً عبدالله عامر عبدالله فالح: معجم ألفاظ العقيدة، مكتبة العبيكان، الرياض، ص443.
5_ينظر جوزايا رويس: فلسفة الولاء، ترجمة احمد الأنصاري، المشروع القومي للترجمة، القاهرة، ص5_11_12.
6_ينظر المصدر نفسه، ص14_30_36_37_38_39_144_145_146.
7_ينظر المصدر نفسه، ص39_40_55_63_64_65_121.
8_ينظر المصدر نفسه، ص20_25_200.
9_ينظر ينظر جوزايا رويس: مصادر البصيرة الدينية، ص14_15_139_140.
10_ ينظر جوزايا رويس: فلسفة الولاء، ص14_15_122_132_133.
11_ينظر المصدر نفسه، ص128_140_146_147_161.



#حيدر_جواد_السهلاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفهوم البطل عند توماس كارليل
- فلسفة العلم واللاعلم عند كارل بوبر
- مفهوم الإرهاب
- مفهوم الاستبداد
- حفار اليقينيات عبدالرزاق الجبران
- المرأة في فكر قاسم أمين
- الدين والدولة في فلسفة مارسيل غوشيه
- الثقافة عند سلامة موسى


المزيد.....




- الصفدي لنظيره الإيراني: لن نسمح بخرق إيران أو إسرائيل للأجوا ...
- عميلة 24 قيراط.. ما هي تفاصيل أكبر سرقة ذهب في كندا؟
- إيران: ماذا نعرف عن الانفجارات بالقرب من قاعدة عسكرية في أصف ...
- ثالث وفاة في المصاعد في مصر بسبب قطع الكهرباء.. كيف تتصرف إذ ...
- مقتل التيكتوكر العراقية فيروز آزاد
- الجزائر والمغرب.. تصريحات حول الزليج تعيد -المعركة- حول التر ...
- إسرائيل وإيران، لماذا يهاجم كل منهما الآخر؟
- ماذا نعرف حتى الآن عن الهجوم الأخير على إيران؟
- هولندا تتبرع بـ 100 ألف زهرة توليب لمدينة لفيف الأوكرانية
- مشاركة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن في اجتماع مجموعة السبع ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حيدر جواد السهلاني - مفهوم الولاء عند جوزايا رويس