أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد اسماعيل السراي - مثول الماضي في قعر شخصية الفرد العراقي..ما الاسباب؟














المزيد.....

مثول الماضي في قعر شخصية الفرد العراقي..ما الاسباب؟


محمد اسماعيل السراي

الحوار المتمدن-العدد: 7489 - 2023 / 1 / 12 - 16:35
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


العراقي دائما ما يرنو الى ماضيه الغابر بحسرة وكانه فقد في هذا الماضي حياة لايمكن ان تعوض وعهدا زاهرا لايمكن احياءه تارة اخرى. ويظل العراقي يقارن حياته ووضعه الحالي بالسابق، والسابق بالاسبق، والاسبق بالذي قبله، وهكذا..
غالبا ماكان الفرد العراقي يفعل ذلك- واغلب العراقيون يفعلون ذلك للان- ويرى العراقي ان حياته المثالية وازدهاره المنشود كان هناك في مكان ما في الماضي، ويرى ان ماكان كان من افضل مايمكن ان يكون.. انه لا ينظر الى المستقبل والقادم من الايام كمنفرج لسوء واقعه وحياته الحالية ابدا، دائما هو يرى ان المستقبل مبهم بل ومظلم ولن يجلب هذا المستقبل له الا السوء والشر. ونحن نسأل، يا ترى لمَ الفرد العراقي يظل متمسكا هكذا بماضيه الذي يعتبره تليدا، ولمَ هذا العراقي عندما يريد ان يطمح بان يكون وضعه افضل واحسن واكثر تطورا فانه يكر بنظره صوب الماضي ويريد استعادة تمثيل هذا الماضي في الحاضر بنفس احداثه وحتى شخوصه ان امكن، وهو لا يفكر قط بان يكون قادمه هو الافضل من واقعه الحالي بل ومن ماضيه حتى، الذي اصبح حلما مستمرا لاينفك يحن اليه ؟ لم لا يكون تحسين الواقع الحالي هو في القادم من الايام من خلال العمل والجد والاجتهاد والتضامن بين افراد الشعب ؟ ا لمَ ماضي العراقي هو حلم ارتدادي لاينفك يداعب روحه وعقله. ماهو سر تمسك العراقي بماضيه دونا عن حاضره ومستقبله؟؟
لو نلاحظ الان، فان الافراد العراقيين الحالين يقارنون واقعهم بين سيء واسوء فهم يقررون ان واقعهم قبل التغيير اي قبل عام ٢٠٠٣ في عهد فترة حكم صدام حسين هو افضل من الان بمطلق الاحوال. ولكن سنرى ان كل عهد اقدم عند العراقيين هو افضل وهكذا يظلون يفاضلون بين الاقدم فالاقدم. فايضا لما كانوا العراقين أنفسهم في الماضي يعيشون تلك الحقبة اي حقبة حكم صدام كانوا يرددون بمرارة ان عهد البكر كان افضل من عهد صدام بما لا يقارن. ولما كانوا في الستينات والسبعينات يعيشون تلك الفترة كانوا يقررون وبجزم ان هذا العهد اي عهد البكر اسوء من عهد العارِفَين(بفتح الفاء) اي عهد الاخوين الرئيسين السابقين عبدالسلام وعبدالرحمن عارف. ولما كان هنالك عراقيين غيرهم عاصروا حقبة الاخوة العارِفَينِ، وربما البعض منهم من المعاصرين لازال حيا، كانوا يقولون ان عهد عبدالكريم افضل بكثير من عهد العارِفَين. والعراقيين الذي عاصروا عهد عبدالكريم قاسم كانوا يلعنونه ويلعنون شكل النظام الجمهوري ويقولون ان عهد الملكية العراقية هو عهد ذهبي وازدهار بالنسبة للعراق بما لا يقارن مع عهد عبدالكريم والجمهورية. والذين كانوا يعيشون عهد الملكية كانوا يترحمون على عهد الدولة العثمانية ويلعنون عهد الملكية..وهكذا يظل العراقي ينظر الى الحقبة السابقة كافضل ما تكون وبمثالية مطلقة ويغض نظره عن عيوبها ويلعن كل الحقبة التي يعيشها حاليا ووينظر اليها كاسوء ماتكون ويغض نظره ربما عن حسناتها، واكيد لكل فترة كانت هناك حسنات، تزيد او تقل. وربما العراقيين في العهود الاقدم كانوا ايضا يفعلون ذلك وكل حقبة ترى الحقبة السالفة هي الأمثل والحالية هي الانكى والاسوء. فما سر ذلك التقهقر الورائي والنظر الى الماضي كابهى صورة فقد معالمها المجتمع العراقي؟
هل ياترى ان هذا الامر، اي تفضيل المواضي ولعن الحاضر، امر متأتي من موجبات واقعية فعلية وسلامة في الحكم العقلي على الواقع والماضي، ام هو خلل ما في شخصية ونظرة العراقي لواقعه وحياته ومستقبله؟
لابد ان هنالك سرا وراء تلك النظرة العراقية المتقهقرة الى الماضي فهل نستطيع سبر غورهذه الاشكالية والوقوع على كهنة هذا السر؟



#محمد_اسماعيل_السراي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشريحة المتوسطة من اصحاب الكفاءات والخبرات المتوسطية، واسبا ...
- تكالب وقتال على عرش النبي المتوفي
- سسيولوجيا الشر..
- تبدل القيم..
- متى نتخلص من معضلة ازدواجية اللغة في مجتمعاتنا العربية؟
- السجين..بين نير العقاب ونعمة الإصلاح..
- البدو والحضر..وظاهرة تقديس الاضرحة والمزارات...
- دائرة الحمار المفرغة، بين خدمات قطاعية حكومية بائسة واسعار خ ...
- الظاهرة السجنية
- أسطورة الدم النقي، والأصل او المنحدر الواحد للشعوب العربية..
- اشتراكية الطعام والسكن والجنس، لدى انسان ماقبل التاريخ ..
- العقل العربي لا يتعامل مع الحقيقة بالمنطق العقلي ..بل بالمصد ...
- العنف، الجماعة، والتطور المجتمعي...
- من هنا بدات الحكاية..
- مقولات الايجاز عند العرب
- كفار الأمس..مؤمنين اليوم..
- العنف..والانقراض البشري
- اعتلالات التنشئة الاجتماعية في الحضارة الحديثة سواء التنشة ف ...
- حفريات في الشخصية العراقية (الانتماء والعنف)
- عن الشعر ، وعن عريان والنواب، واخرين


المزيد.....




- ترامب يعلن عن أول دولة سيزورها منذ انتخابه
- يديعوت أحرونوت: الجيش الإسرائيلي أقام منطقة عازلة بغزة
- اختراقات استخباراتية وعمليات في العمق.. هل باتت إيران أضعف؟ ...
- واشنطن ترسل حزمة أسلحة لأوكرانيا بقيمة 725 مليون دولار
- بيان يوضح هدف بايدن من إرسال حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكر ...
- وزير خارجية إيران يرجح عقد قمة رباعية في الدوحة لبحث الأزمة ...
- تل أبيب تستدعي السفير الأسترالي بعد رفض بلاده منح تأشيرة لوز ...
- مندوب سوريا بالجامعة العربية لـ RT: إسرائيل حركت عملاءها لتن ...
- مصادر دبلوماسية لـ RT: اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب الأ ...
- الخارجية الجزائرية تقوم بتشكيل -خلية أزمة- بشأن الوضع في سور ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد اسماعيل السراي - مثول الماضي في قعر شخصية الفرد العراقي..ما الاسباب؟