أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد اسماعيل السراي - حفريات في الشخصية العراقية (الانتماء والعنف)














المزيد.....

حفريات في الشخصية العراقية (الانتماء والعنف)


محمد اسماعيل السراي

الحوار المتمدن-العدد: 7257 - 2022 / 5 / 23 - 03:08
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


وقد يحدث هذا في مجتمعنا العراقي-غالبا- ، أن يرتبط الانتماء لمجموعة ما، سواء قومية او دينية او حزبية ، او حتى قبلية، بممارسة العنف ضد المجموعات الاخرى،وقد حدثت ممارسات العنف الديني والقومي ضد الاخر المختلف من خلال تغذية الطائفية في حال العنف الديني كما حدث جليا بعد احداث عام ٢٠٠٣. او تغذية مفاهيم الوطنية والقومية ضد المختلف في حالة العنف القومي حيث ان الانتماء والترابط القومي داخل الجماعة يقوم بتوجيه العنف نحو الخارج ،خارج المجتمع واسوار الوطن، كما حدث في فترة الانظمة القومية في حروبها ضد دول الجوار كايران او الكويت، او حتى ضد مكونات حزبية اخرى مناوئة كما في حروب وتصفيات الخصوم السياسيين في فترة مابعد الملكية وانبثاق الجمهورية ، وقد مارسته جميع الانظمة الجمهورية ضد بعضها بدأ من سحل رجالات الملكية ومرورا بعنف الشيوعية ضد البعثيين ثم عنف القومجية وعنف البعثية ضد الشيوعين وكل المناوئين لهم ومن ضمنهم الاسلاميين ثم عنف الاسلامين ضد البعثيين بعد سقوط نظام البعث .
العنف القبلي ايضا كان ولازال ،حاضرا بقوة في المشهد الاجتماعي العراقي .ففي الحالة الطبيعية المعتادة يشعر الفرد العراقي انه ينتمي للمجتمع ككل، ويشعر بالرابط الوطني مع جميع افراد المجتمع، لكنه حين يخضع لتعاليم وجلسات الديوان العشائري ويبدا الخوض في النقاشات العشائرية والاحلاف العشائرية مع بعض القبائل ،وكذلك الخلافات مع القبائل الاخرى، وثقافة التميز والاستعلاء التي يمارسها الديوان العشائري على افراده بالشعور بتميز القبيلة ورفعة شأنها عن القبائل الاخرى، ستجد ان انتماء الفرد سيتضائل هنا في الحدود الضيقة للقبيلة ، ويتوسع نطاق عداءه الى الأفراد والجماعات في القبائل الاخرى ، وخصوصا المعادية او التي بين قبيلته وبينها عداوات وقتال وديات او مشاكل، بل ان الفرد القبلي العراقي ممكن ان يضمحل نطاق ولائه وانتمائه الى حدود اضيق من ذلك داخل القبيلة ذاتها، فافراد الفخذ الواحد في جلساتهم الخاصة يستشعرون انتماءا اكبر ورابطة اجتماعية اقوى فيما بينهم ضد افخاذ نفس القبيلة التي ينتمون اليها، وربما يضهرون مثالب وعيوب افخاذ اخرى من قبيلتهم بل حتى العداء والبغضاء في حالات وجود ضغائن او عداوات فيما بينهم- اي بين افخاذ اخرى من نفس القبيلة-. وايضا تمارس الجماعات الطائفية نفس الضغط على افرادها في التعبئة والملئ للكره والعداء ضد الطوائف الاخرى المختلفة معها عقائديا بالرغم من ان افراد الطائفة مؤمنين في ذات الوقت بالترابط الوطني العام و الرابط القومي مع ابناء الطائفة الدينية المعادية حين يكون الرابط عاما ووطنيا ويخص الجماعة القومية او الوطنية الواحدة برمتها. وايضا حتى داخل نفس الطائفة ربما يحدث العنف الديني من خلال الانتماء الى جماعات اضيق تتمثل بتيارات متناحرة ومتعادية داخل نفس الطائفة او المذهب واغلبها اختلافات زعامات وقادة تنعكس على الافراد والجماعات. وان الانتماء الضيق والمتحمس داخل المجموعات الضيقة سواء القبلية او الدينية او حتى احيانا في مجاميع اصغر كمجاميع اللعب واللهو كفرق كرة القدم وغيرها يؤدي الى العنف ضد الاخر وتختلف درجة العنف حسب درجة وعي الجماعات والافراد او عوامل التغذية السلبية لوعي افراد المجموعة وحسب الأوضاع المجتمعية والسياسية وانعكاسها سلبا او ايجابا على المجتمع وعلى المجموعات الاجتماعية.



#محمد_اسماعيل_السراي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الشعر ، وعن عريان والنواب، واخرين
- نظام المراحل الثلاث
- لاشيء اطيب من العافية..
- هبوط اضطراري
- الرسالة الاخيرة
- الاصل العرقي..من نحن..؟
- البخاري والشايب..اقصوصة
- عن البروليتاريا، والكرسمس...
- تاريخ السلوك البشري(ماقبل النيولت ومابعد النيولت*
- القرد المدجن
- ما بين عولمة فوكوياما..ومشاعية ماركس...
- الطوطم..والطابو..
- (مدن الظل..الصرايف...) ....احياء على هامش المدينة
- ما الأسباب التي دعت الايدلوجيات الشيوعية لانتهاج انظمة دكتات ...
- الحانة
- التأريخ الضائع (تأريخ الفرد)..
- الذكاء،هل هو مكتسبٌ او موروث..؟ ومامدى صلاحية مقاييس الذكاء. ...
- مفهوم الحرية: كآسريّ النظم المجتمعية واخلاق القطيع ,هم الاحر ...
- المحاريب الرطبة
- العقوبة والجاني..واستنزاف السنين


المزيد.....




- الجيش السوري يوقع بـ-العصائب الحمر- عند جبل زين العابدين بحم ...
- تأجيل عودة المركبة Cargo Dragon إلى الأرض
- الدفاع الروسية تطلق صاروخا محملا بقمر اصطناعي عسكري من مطار ...
- دراسة: الهواء الملوث يشكل خطرا على صحة الحوامل والأجنة
- الجيش اللبناني يعلن توقيف 30 سوريا في البقاع
- مراسلة RT: الجيش الإسرائيلي يغير على بلدة يارون في جنوب لبنا ...
- ماذا يتضمن؟.. إسرائيل سلمت -حماس- اقتراحا محدثا بشأن صفقة غز ...
- مصر وإيران تبحثان تطورات الأوضاع في سوريا
- ماكرون يخاطب الفرنسيين مساء الخميس بعد إسقاط البرلمان للحكوم ...
- مسعد بولس.. أميركي من أصول لبنانية أقنع العرب والمسلمين بالت ...


المزيد.....

- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد اسماعيل السراي - حفريات في الشخصية العراقية (الانتماء والعنف)