أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد اسماعيل السراي - عن الشعر ، وعن عريان والنواب، واخرين














المزيد.....

عن الشعر ، وعن عريان والنواب، واخرين


محمد اسماعيل السراي

الحوار المتمدن-العدد: 7255 - 2022 / 5 / 21 - 06:09
المحور: الادب والفن
    


عريان لم يكتب شعرا يتعلق بالمشاعر والاحاسيس بقدر ماكتب شعرا مباشرا وواقعيا وتعامل مع الشعر من خلال العقل وليس من خلال العاطفة، واقصد هنا بالعاطفة، اي العاطفة الشعرية التي تتعلق بالمخيال والاحاسيس المحلقة والغراميات، ولكن اكيد ان شعره كان فيه عاطفة ومشاعرا ،لكني اقصد هنا انها كانت عواطف واحاسيس واقعية، وليست من النوع الهائم والحالم والمفارق للواقع اليومي، انها مشاعر وعاطفة موجهة بشكل مباشر الى اشخاص ما مشخصين بذاتهم ، هنالك أعداء معينين يدورون في ذات (عريان) ومخيلته دوما، وهو يمارس عليهم الجلد من خلال الشعر دوما ايضا. هو يضع عدوه نصب عينيه ويبدا باطلاق سهام الشعر عليه .
وعريان على فكرة شاعر مفردة بالمقام الاول يعرف كيف يختار مفردته التثويرية المليئة بالديناميت المتفجر، عكس( الكاطع) مثلا الذي تتميز مفردته بالهدوء والسلاسة، وهو-اي الكاطع- شاعر فكرة اكثر منه شاعر مفردة، انه يصوغ من مفردات سهلة جدا ومعتادة ومطروقة، صورا خلابه ومبهرة.
اما النواب ،والذي يقول عريان بنفسه عنه، انه لم يكن مقتنعا بشعره- اي بشعر عريان- في بداياته لما كانا مسجونين سوية في سجن( نكرة السلمان) ، لكن يبدو لي ان النواب ضل على الدوام غير مقتنع لابشعر عريان ولابعريان ذاته كشاعر ،وضلت النظرة التي كونها للوهلة الاولى عن عريان بانه ليس بشاعر مسيطرة على فكر النواب الى الاخر. شعر النواب من النوع الفريد- اقصد شعره العامي الذي هو أقوى بكثير من فصيحه- الذي يجمع بين المفردة الخلابة والتي تحمل في طياتها معاني عميقة تصلح لان تكون المفردة الواحدة قصيدة بحد ذاتها مع الصور الشعرية الرائعة التي تنقلك الى عوالم سحر العشق وسحر الجنوب وتخلق لنا عالم سحري من القيم والعشق موازي لواقع الجنوب العراقي. وأرى ان (ناظم السماوي) يفعل ذلك ايضا، وقد يكون متأثرا بالاسلوب النوابي.
هولاء الشعراء الاربعة لهم تفرد خاص في عالم الشعر الشعبي، وخصوصا القامات الثلاثة في الشعر الشعبي، اي النواب وعريان والكاطع، لما لهم من تاثير كبير في جيل الشعراء اللاحق لهم بالذات، بل وايضا في جميع الأجيال اللاحقة لهم لما أعتبره الشعراء الشعبين من ان الثلاثة هولاء هم مجددين في الشعر. لكن انا أضم اليهم (السماوي) ايضا بنصوصه الخلابه، خصوصا التي غناها ياس خضر كاغنية(دوريتك) وحسين نعمه كاغنية (ياحريمة)، فكلمات تلك الاغاني تنقلك الى عوالم من الجمال والدهشة لا تتوفر عليها كثير من اغاني الغير وخصوصا انها غُنيِت باصوات عذبة وقوية مع الحانٍ لملحين افذاذ من جيل السبعينات، او بالتحديد المنتمين الى عالم الاغنية السبعينية العراقية .
ذهب الكاطع اولا وثم لحقه عريان واليوم لحق بهم النواب، بتراتبية موت عجيبة اخذت مساربها من اسفل الى اعلى ، حيث يضع المهتمين بالشعر الشعبي اهمية او قدم التجربة للشعراء الثلاثة -بالرغم من انهم جميعا في ذات الاهمية والقوة في الشعر الشعبي الحديث - يضعون تراتبية القدم بالضد من ترابية موت هولاء الشعراء ، حيث يضعون النواب اولا ثم عريان ثم الكاطع وفق اعتبارات تتعلق بقدم التجربة الشعرية والاستاذية ، وحيث يعتبر عريان ان النواب أستاذا له وايضا هو يقول انه اقدم بالتجربة الشعرية من الكاطع ، ولكن كما نرى ان الموت قال كلمته بالمقلوب فاخذ اولا التلميذ الاصغر الكاطع ثم عريان الاوسط ثم النواب الاكبر..
رحم الله شعرائنا الافذاذ وحفظ لنا المتبقين من نجباء الكلمة الشعرية الحقيقية وليس شعراء النعيق والصراخ ونساخ التجربة ومتشابهي النصوص بل منشابهي حتى الوجوه والازياء.



#محمد_اسماعيل_السراي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظام المراحل الثلاث
- لاشيء اطيب من العافية..
- هبوط اضطراري
- الرسالة الاخيرة
- الاصل العرقي..من نحن..؟
- البخاري والشايب..اقصوصة
- عن البروليتاريا، والكرسمس...
- تاريخ السلوك البشري(ماقبل النيولت ومابعد النيولت*
- القرد المدجن
- ما بين عولمة فوكوياما..ومشاعية ماركس...
- الطوطم..والطابو..
- (مدن الظل..الصرايف...) ....احياء على هامش المدينة
- ما الأسباب التي دعت الايدلوجيات الشيوعية لانتهاج انظمة دكتات ...
- الحانة
- التأريخ الضائع (تأريخ الفرد)..
- الذكاء،هل هو مكتسبٌ او موروث..؟ ومامدى صلاحية مقاييس الذكاء. ...
- مفهوم الحرية: كآسريّ النظم المجتمعية واخلاق القطيع ,هم الاحر ...
- المحاريب الرطبة
- العقوبة والجاني..واستنزاف السنين
- الدنيا تتغير..والانسان يتغير،ولكن تبعاً لها


المزيد.....




- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...
- فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد ...
- رئيس الحكومة المغربية يفتتح المعرض الدولي للنشر والكتاب بالر ...
- تقرير يبرز هيمنة -الورقي-و-العربية-وتراجع -الفرنسية- في المغ ...
- مصر.. الفنانة إسعاد يونس تعيد -الزعيم- عادل إمام للشاشات من ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد اسماعيل السراي - عن الشعر ، وعن عريان والنواب، واخرين