محمد اسماعيل السراي
الحوار المتمدن-العدد: 7470 - 2022 / 12 / 22 - 22:37
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
انبثقت الاديان في الجماعات البشرية كردة فعل على الطبيعة البشرية الفردانية الانانية الشريرة، وهذا الانبثاق للدين في الجماعات والمجتمعات هو خير دليل على ان طبيعة الانسان هي طبيعة شريرة. فالدين من اولى النظم الاجتماعية التي حاولت تدجين او تشذيب سلوك الانسان وجعله كائنا اجتماعيا او جماعيا، لخنق الطبيعة الفردانية الانانية التي هي في صميم شخصيته. وكما النظم الاخرى، فان الدين لاينجح دائما في ردع طبيعة الانسان الشريرة الا بدرجة ما وبمستوى متفاوت، وربما ينتهج الانسان الدين في الظاهر فقط كونه منظومة جماعية لكن هو في صميمه فرداني متمرد شرير لايامن جانبه الخفي متى ما توافرات الشروط والعوامل اللازمة لبروز هذا الجانب الخفي. وربما جعل الانسان من الدين نفسه مطيه للتنفيس عن شره وجانبه الخفي بشكل مشرعن ومقدس كتشكيله للحركات التطرفية والاصولية التي استخدمت الدين للتنفيس عن مكنوناتها المظلمة والعنيفة والمتطرفة. ولهذا جاء القانون الحديث كحل ربما امثل بدرجة ما للحد من طبيعة الانسان الشريرة وتطييعه وتدجينه لكي يحافظ القانون على الكيان الجماعي والمجتمعي من تطرف الفردية المنفلته. وربما استطاع هذا القانون ان ينجح كثيرا في مسعاه مع ما لهذا القانون من اثار سلبية اهما تراكم مواده وتشريعاته التي خنقت الحرية والفردية ودجنت الانسان لتجعله عبدا طيعا لهذه المنظومة القانونية والتشريعية المتعملقة، ومع ذلك لم تقضِ هذه المنظومة على شر الانسان بصورة نهائية فلا زال الشر موجودا والجريمة منتشرة والتطرف والحروب المحلية والدولية العبثية لازالت وسيلة مشرعنة للتنفيس عن شر وهمجية الانسان وطبيعته المستمكنة. ولهذا يبقى الانسان غير مأمون الجانب على الرغم من تغلغل قيم الحضارة الحديثة في مفاصل جميع المجتمعات البشرية لكن لايستبعد انهيار الحضارة والمجتمع يوما ما بسبب الانسان واخلاصه لطبيعة الشر الاصلية...
#محمد_اسماعيل_السراي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟