أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد اسماعيل السراي - السجين..بين نير العقاب ونعمة الإصلاح..














المزيد.....

السجين..بين نير العقاب ونعمة الإصلاح..


محمد اسماعيل السراي

الحوار المتمدن-العدد: 7422 - 2022 / 11 / 4 - 21:57
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ان اكبر عقبة تلاقي النزيل في المؤسسة السجنية وكذلك القائمين على العملية الاصلاحية، هي سلب وتقييد الحرية مع وقت فراغ طويل جدا..ان وقت الفراغ يشكل عائقا وهماً للانسان العادي فما بالك بالفرد السجين..ثم ان تقيّد الحرية يرافقها تقيّد اشد ضررا وهو تقيد الحركة..فربما في سجون معينة كالسجون التي تحوي بضع مئات فقط وتكون صغيرة المساحة، والتي تفتقر الى المساحات الكافية والمرفقات الضرورية كساحات التشميس ومرافق الرياضة والتاهيل والاشغال وستكون بالضرورة مساحة قاعاتها بحجم صغير مع مايرافق احيانا من تكدس اعداد السجناء فيها بسبب الاكتظاظ فان ذلك سيؤدي الى ضغط مضاعف على السجين بتقييد حرية الحركة حيث ستكون القاعة السجنية اشبه بالعلبة المعدنية لسمك السردين.
ان من اساسيات وابجديات الاصلاح السلوكي في المؤسسة السجنية هي كيفية اهدار او استزاف اوقات الفراغ لدى النزلاء في انشطة عدة سواء تشغيلية او رياضية او تاهيلية وتعليمية، او ممارسة الهوايات المختلفة، بل ان حتى السماح للسجناء بطهو طعامهم بانفسهم يعتبرا نوعا من التاهيل والاصلاح السلوكي لانه سيمتص الفراغ الهائل الذي يعيشونه، سواء الواقعي بسبب تقيد الحركة ام النفسي بسبب شعور النزيل بعبء الوقت وثقله على ذاته .فتوجيه وشغل وقت الفراغ في الانشطة الاصلاحية المختلفة سينعكس ايجابا على سلوك النزيل بدلا ان يوجه هذا الوقت المهدور في الفراغ نحو انتهاج السلوكيات السيئة والعنيفة مثل الشجار وتعاطي المخدر وحيازة الممنوعات والسرقات او الاعتداءات والممارسات الجنسية المثلية وغيرها او ينعكس سلبا على نفسية السجين فتجد اغلب السجناء يصابون بالكآبة والتذمر وسرعة الانفعال او الكبت النفسي الضار للمشاعر والاحاسيس. فتجد اغلب السجناء يميل لتعاطي المواد المخدرة لاجل قتل الوقت الفعلي وتلاحظ في اغلب السجون ان السجناء ينامون اغلب النهار ويسهرون اغلب الليل لقتل الوقت فقط لانهم نهارا لا يفعلون شيئا سوى الانتظار الممل او تبادل الاحاديث فيما بينهم وفي احسن الاحوال التمتع بوقت قصير لايتجاوز الساعة في ساحة التشميس. ويحدث هذا في اغلب السجون الصغيرة الحجم او التي لاتحتوي على انشطة سجنية . ان السجون الاصلاحية الحقيقية يجب ان توفر بداية وقتا اطول للحركة الحرة داخل السجن من خلال فتح ابواب القاعات والسماح للنزلاء بالتنقل بين مرفقات القاطع السجني نهارا لساعات طويلة ولقاء السجناء مع بعضهم وتفاعلهم الاجتماعي الذي سيوفر نوعا من الانشغال وقتل الفراغ مع ماتوفره المؤسسة السجنية من مرفقات لانشطة عدة اهمها ساحات التشميس وساحات ممارسة الرياضة خصوصا الجماعية ككرة القدم والطائرة والسلة وممارسة هوايات عدة مثل الرسم والخط والتطريز والاعمال اليدوية.كذلك انشطة التشغيل سواء في ورش السجن المختلفة او الاشغال التي تقدم خدمات للمؤسسة ،كالتنظيف والبناء والاعمال العامة، وكذلك انشطة التاهيل الاخرى كالدورات التدريبة على المهارات المختلفة وايضا الانشطة التعليمية والتثقيفية. ويمكن ان يستثمر وقت الفراغ ايضا بانشغالات داخل القاعات مثل الالعاب الجماعية وممارسة الطبخ وتوفير وسيلة ترفيه كالتلفاز وغيرها.ماعدا مايمكن ان تقيمه المؤسسة السجنية من مهرجانات وحفلات تربط من خلالها اواصر العلاقات السجنية سواء بين السجناء ذاتهم او بينهم وبين عناصر المؤسسة السجنية. ان من اكبر الاخطاء اعتماد العقاب وحده كسياسة اصلاحية تنتهجها المؤسسة السجنية لان ذلك سينعكس سلبا على السجين سواء داخل السجن او بعد اخلاء السبيل، وان سياسة الحرمانات المتتالية سوف تفقد ثقة السجين بالمؤسسة الاصلاحية وبذاته وتنمي لديه النقمة على الجميع وتجعل منه عنيفا او مخادعا..



#محمد_اسماعيل_السراي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البدو والحضر..وظاهرة تقديس الاضرحة والمزارات...
- دائرة الحمار المفرغة، بين خدمات قطاعية حكومية بائسة واسعار خ ...
- الظاهرة السجنية
- أسطورة الدم النقي، والأصل او المنحدر الواحد للشعوب العربية..
- اشتراكية الطعام والسكن والجنس، لدى انسان ماقبل التاريخ ..
- العقل العربي لا يتعامل مع الحقيقة بالمنطق العقلي ..بل بالمصد ...
- العنف، الجماعة، والتطور المجتمعي...
- من هنا بدات الحكاية..
- مقولات الايجاز عند العرب
- كفار الأمس..مؤمنين اليوم..
- العنف..والانقراض البشري
- اعتلالات التنشئة الاجتماعية في الحضارة الحديثة سواء التنشة ف ...
- حفريات في الشخصية العراقية (الانتماء والعنف)
- عن الشعر ، وعن عريان والنواب، واخرين
- نظام المراحل الثلاث
- لاشيء اطيب من العافية..
- هبوط اضطراري
- الرسالة الاخيرة
- الاصل العرقي..من نحن..؟
- البخاري والشايب..اقصوصة


المزيد.....




- تساؤلات وتكهنات حول توجهات الحكومة الانتقالية السورية الجديد ...
- بعد ثلاثة أشهر من الجفاف.. سيريف الجزائرية ترتدي حلتها البيض ...
- حزب البعث في سوريا يعلق نشاطاته حتى إشعار آخر
- نشطاء يقاطعون خطاب بلينكن في الكونغرس ويصفونه بـ -جزار غزة- ...
- بيان مصري حول استهداف إسرائيل لسوريا ومقدراتها العسكرية
- بوتين: الذكاء الاصطناعي في روسيا سيصبح المورد الأكثر أهمية ل ...
- وزارة الصحة اللبنانية: مقتل 5 أشخاص بغارات إسرائيلية على جنو ...
- الخارجية الروسية: بوغدانوف بحث مع سفراء السعودية والإمارات ف ...
- السلطات السورية الانتقالية تسرع نشر دوريات لضمان الأمن
- هل نحن بحاجة فعلًا إلى شرب ثمانية أكواب من الماء يوميا أم أن ...


المزيد.....

- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد اسماعيل السراي - السجين..بين نير العقاب ونعمة الإصلاح..