أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد اسماعيل السراي - اعتلالات التنشئة الاجتماعية في الحضارة الحديثة سواء التنشة في الوسط الاجتماعي التفاعلي او الانعزالي














المزيد.....

اعتلالات التنشئة الاجتماعية في الحضارة الحديثة سواء التنشة في الوسط الاجتماعي التفاعلي او الانعزالي


محمد اسماعيل السراي

الحوار المتمدن-العدد: 7261 - 2022 / 5 / 27 - 02:21
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


اغلب المخاوف والتوترات والاحاسيس المزعجة يتحصلها الانسان نتيجة التنشئة الاجتماعية المرتبطة بالجماعات والمجتمع، فلو قدر للانسان ان ينشأ في مكان معزول او لايتعرض لأساليب التنشئة المجتمعية المستمدة من الحضارة الحديثة وضغوطها وماترفد به المؤسسة الاجتماعية المعنية بالتنشئة من قنوات تبعث على الضغوطات المستمرة والاجهاد الحياتي المستمر، لو قدر لهذا الفرد نشأة بعيدة عن اساليب هذه التنشئة المعتلة لكان قد تجنب كثيرا من تلك الضغوطات والمخاوف والتوترات.لكن اكيد ان الانسان لن يتخلص من ذلك نهائيا فان بعض هذه الشعورات ممكن ان تنتقل بالتوريث لا بالاكتساب عن طريق التنشئة ، هذا ناهيك عن الاعتلالات الاجتماعية والنفسية التي تفرضها العزلة ذاتها.
في حالات العزلة الجزئية ان جاز التعبير وكمثال لذلك العزلة التي يحيط بها الاهل اولادهم عن الاختلاط والتفاعل الاجتماعي مع اعضاء المجتمع الاخرين الا في حدود ضيقة جدا تفرضها الحاجة والظرف الحياتي فان نشئة هولاء الافراد سيتخللها الكثير من الاعتلالات السسيو-سيكلوجية ، ان ذلك سينسحب على شخصية الابن او البنت من خلال صعوبة التواصل مع الاخر الغريب عندما يبلغ الابناء ويضطروا لاقتحام معترك الحياة . واهم صفات هولاء الابناء المنعزلين جزئيا هو الانطواء والخجل المرضي وصعوبة التعامل مع الاخر والتعرض للخداع بسهولة وقلة التجربة الاجتماعية، وكذلك اللجوء الى الخيال الواسع وغياب المنطق سواء في تعاملهم السلوكي او في افكارهم ولغتهم، وقد يدفعهم ذلك الانفتاح المجتمعي المتأخر بعد عزلة طويلة الى التوتر الدائم الذي يدفع الى السلوك العنيف احيانا او الاستسلام والخنوع او حتى الجنون . اوضح مثال لذلك التنشئة الاجتماعية التي تتلقاها الانثى في المجتمعات العربية وخصوصا المجتمعات الريفية والعشائرية وكذلك المناطق المدنية( الشعبية) من عزلة قسرية تمارس على الانثى، خصوصا قبل الزواج ،وحتى بعد الزواج اذا كانت الانثى قد تزوجت من فرد من طبقة اجتماعية او مجتمع مشابه لمجتمعها او طبقتها ، فسنلاحظ صعوبة تأقلم المراة مع تفاعل اجتماعي اوسع مساحة او مع انفتاح اجتماعي مفاجئ .ربما الذكور اكثر تعرضا لذلك من الإناث في مجتمعاتنا الشرقية والعربية فقد تكون الانثى قانعة اكثر في انها انما خلقت للعزلة وتكيفت طبيعتها السيكلوجية والسسيولوجية مع طبيعة التنشئة والتقاليد المجتمعية التي تلقتها، وربما يتسرب ذلك حتى الى طبيعتها البايلوجية فتورث تلك السلوكيات والطبائع لنسلها من الاناث المستقبليات. لكن الذكر العربي سيعاني اكثر وسيجد صعوبة كبيرة جدا في التأقلم اذا ما رمي الى معترك المجتمع بعد مروره في حياة انعزالية سابقة وتنشئة انغلاقية مورست عليه من العائلة. حيث تمارس احيانا الأُسر هذا العزل الاجتماعي او السجن البيتي حتى على الذكور بدواعي الخوف على الابناء من المجتمع او تجنبا للمشاكل المجتمعية او عدم الرغبة في المخالطة الاجتماعية مع أسر تتعالى هذه الاسرة عن الاختلاط معهم او مع طبقة اجتماعية تتقاسم معها نفس الجغرافيا وربما نفس الوضع الاقتصادي. او ربما كانت هنالك عوائل من اثنيات عرقية او دينية تضطر للعيش في مجتمعات مختلفة عرقيا وقوميا او دينيا عنها تقوم بعزل ابنائها قسرا عن الاختلاط والتفاعل مع افراد المجتمع الاكبر المختلف، وتمارس عليهم، ذكورا واناثا، العزل الاجتماعي وسيكون التفاعل مقتصرا فقط على نطاق الأسرة والاقارب والمجموعة الاثنية . لكن لما يكبر الاولاد سيضطروا بحكم العمل او الدراسة او متطلبات الحياة الاخرى للولوج الى المجتمع والتفاعل الاجتماعي مع الاخرين سواء اضطرارا او اختيارا. وهنا ستبرز المشاكل الاجتماعية والنفسية نتيجة قلة التجربة النفسية والمجتمعية في التعامل مع المواقف المختلفة والسلوكيات الناجمة عن التفاعل مع الاخر المختلف .ان شخصية المقسور على العزلة الاجتماعية ستكون واضحة المعالم ومميزة من الاخرين واكثر الصفات التي ستكون بازة على هكذا شخصية هي الانطوائية والخجل المبالغ به.ربما ان صفة الخجل المميزة والشديدة لدى الاناث في مجتمعنا العربي هي في جوهرها متاتية من اسباب العزل الاجتماعي الطويل وليست صفة موروثة او ميزة محببة للاناث كما يتصورها الذكر العربي بل ويتغنى بها على انها صفة حميدة، بينما هي اختلال سسيولوجي وسيكولوجي في شخصية الانثى.
وللحديث بقية..



#محمد_اسماعيل_السراي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حفريات في الشخصية العراقية (الانتماء والعنف)
- عن الشعر ، وعن عريان والنواب، واخرين
- نظام المراحل الثلاث
- لاشيء اطيب من العافية..
- هبوط اضطراري
- الرسالة الاخيرة
- الاصل العرقي..من نحن..؟
- البخاري والشايب..اقصوصة
- عن البروليتاريا، والكرسمس...
- تاريخ السلوك البشري(ماقبل النيولت ومابعد النيولت*
- القرد المدجن
- ما بين عولمة فوكوياما..ومشاعية ماركس...
- الطوطم..والطابو..
- (مدن الظل..الصرايف...) ....احياء على هامش المدينة
- ما الأسباب التي دعت الايدلوجيات الشيوعية لانتهاج انظمة دكتات ...
- الحانة
- التأريخ الضائع (تأريخ الفرد)..
- الذكاء،هل هو مكتسبٌ او موروث..؟ ومامدى صلاحية مقاييس الذكاء. ...
- مفهوم الحرية: كآسريّ النظم المجتمعية واخلاق القطيع ,هم الاحر ...
- المحاريب الرطبة


المزيد.....




- بعد خلاف حاد بينهما.. ترامب ينتقد إعلان إيلون ماسك تأسيس -حز ...
- الأولى منذ وقف إطلاق النار مع إيران.. ما الأهداف الحوثية الت ...
- وزير الخارجية اليوناني يلتقي خليفة حفتر في بنغازي وملف الهجر ...
- انطلاق مفاوضات -هدنة غزة- بين إسرائيل وحماس في قطر
- غارات إسرائيلية على الحديدة في اليمن
- حرائق اللاذقية مستمرة..ووزير الطوارئ السوري يكشف حجم الخسائر ...
- ترامب: -فرصة جيدة- لاتفاق لوقف إطلاق النار بغزة هذا الأسبوع ...
- عاجل: إسرائيل تشن هجوماً على مدينة الحديدة في اليمن
- وسط محبيه.. الدالاي لاما يحتفل بعيد ميلاده التسعين في المنفى ...
- تيك توك يعمل على تطوير إصدار جديد قبل بيعه لمستثمرين


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد اسماعيل السراي - اعتلالات التنشئة الاجتماعية في الحضارة الحديثة سواء التنشة في الوسط الاجتماعي التفاعلي او الانعزالي