أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حسام علي - أساليب التعبير القرآني في مواجهة السنن الجاهلية -1















المزيد.....

أساليب التعبير القرآني في مواجهة السنن الجاهلية -1


حسام علي

الحوار المتمدن-العدد: 7480 - 2023 / 1 / 2 - 18:32
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


بسم الله الرحمن الرحيم: أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ۚ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ. صدق الله العلي العظيم. (سورة المائدة. آية 50). لقد أنزل الله سبحانه وتعالى القرآن الكريم، هدى وبشرى للعالمين، فجعله بالعلوم والبراهين والأحكام، معجزة خالدة للبشرية جمعاء، تطالهم مهما تبدلت أحقاب أو تغيرت دهور وتوالت أزمان. خاصة وقد عاشت شعوب عديدة في الأرض، إنحرافات سلوكية وعقائدية متوارثة جيلاً بعد جيل، يستولون ويسفكون وينكحون ويئدون، دون علم به يسترشدون أو هداية بها يستضيئون. وأمة العرب التي شكّل الإسلام بظهوره في بلادها، أعظم حدث تأريخي على الإطلاق، حين أخرجهم من الضلالة الى الهدى ومن الظلام الى النور، قد واجه بآياته الكريمة كل السنن الجاهلية والعصبيات القبلية التي مارستها العرب، فنقلهم الى مهد حضاري جديد أزاح الى حد كبير ما كان يعرف بأن "العرب كانت تغلب عليهم البداوة، وأنهم كانوا قد تخلفوا عمن حولهم في الحضارة، فعاش أكثرهم عيشة قبائل رحل، في جهل وغفلة، لم تكن لهم صلات بالعالم الخارجي، أميون، عبدة أصنام، وقد سموا بالجاهلية لحالة الوثنية التي كانوا عليها، ولجهالتهم وارتكابهم الخطايا ".
وكانت العرب في الجاهلية، تحكمهم عادات وتقاليد كارثية، وعصبية قبلية ونعرات عرقية، حتى ظهر الاسلام، فألّف بينها وقرّبها من بعضها. فكان الرجال يتعادون ويتقاتلون ويشربون الخمر ويمارسون الزنا ويلعبون القمار ويهضمون حق المظلوم والسائل والمحروم. وأما النساء، فقد كنّ لا يملكن لأنفسهن الإرادة في تحديد المصير أو تعيينه. حتى جاءت آيات القرآن الكريم متعددة ومتنوعة في ألفاظها ومدلولاتها، فحذرت وحرّمت على عرب الجاهلية اتّباع عاداتهم القبلية العصبية التي طالما سارت بهم الى الموبقات والفجور والفسوق وارتكاب الخطيئة. بسم الله الرحمن الرحيم: "{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}، {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ}، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} صدق الله العلي العظيم.
لذا، فإن أساليب الآيات القرآنية التي واجهت ما حكم العرب آماداً طويلة من عادات وتقاليد موروثة، قد أضحت سبلاً إنسانية فيما بعد، فأبرزت ملامح جديدة متمدنة لعالم عربي إسلامي على وجه التحديد، يمكن أن نسميه بعالم ما بعد الجاهلية. عالم متطور ومؤمن يتمتع بعقيدة راسخة وقوية في مواجهة "الصراعات الفكرية الحضارية التي دارت وتدور اليوم بين العالم العربي الاسلامي والعالم الغربي الذي لا يزال يسعى لتحقيق الأهداف بتقليل ثقة المسلمين بأنفسهم وانتزاعهم من ماضيهم وإثارة سننٍ عصبية قبلية بينهم من جديد، كتلك التي ثارت بين الأوس والخزرج قبل الاسلام، حتى نزلت آيات قرآنية ألّفت بينهم وقضت على حروبهم فيما بينهم". بسم الله الرحمن الرحيم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً* يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} صدق الله العلي العظيم.
لقد كان لآيات القرآن الكريم أساليباً عدة في هذا المجال، كالأسلوب الاستفهامي على سبيل المثال، بسم الله الرحمن الرحيم: {وإذا الموؤدة سئلت بأي ذنب قتلت} نراه أسلوباً عاماً، إلا أنه خصص لتبليغ عاقبة هذا الفعل الجاهلي بشكل منفرد لكل من يرتكبه، حين جعل الله سبحانه وتعالى سؤالاً عن تعيين ذنب أوجَب قتلها تعريضا و توبيخا لمن وأدها و إشارة إلى عظم ما قام به من جرم، ولكي تكون إجابتها شهادة على من وأدها فيكون استحقاقه العقاب أشد وأظهر؛ فإذا ظهر أنه لا ذنب له كان أعظم في البيّنة وظهور الحجة على قاتلها.
عليه، ولأهمية التوضيح والإشارة الى الآيات التي حققت دورها في معالجة أمور اجتماعية شتى، إنسانية، فأن أي بحث لابد وأن يتناول تلك الآيات القرآنية التي نزلت على صدر سيد الخلق وحبيب الخالق محمد صلى الله عليه وآله وسلم، والتي عالجت بأساليبها الخاصة، سنناً وعادات وتقاليد قبلية سادت مدد طويلة، عرب الجاهلية. كذلك ما حققته من آثار اجتماعية وثقافية، حضارية، رغّبت خلالها الناس على اتباع الهدى ونبذ الباطل، ليس إزاء فترة محددة أو معينة، إنما وكما ذكرنا فأن أهداف نزول الآيات القرآنية وما اشتملته من معالجات إنسانية اجتماعية، كانت بمثابة رسالة خالدة لتوضيح الحدود والفرائض والأحكام المنظمة، سواء لحياة الأفراد أو المجتمعات. بسم الله الرحمن الرحيم: {ٱعۡلَمُوۤا۟ أَنَّمَا ٱلۡحَیَوٰةُ ٱلدُّنۡیَا لَعِبࣱ وَلَهۡوࣱ وَزِینَةࣱ وَتَفَاخُرُۢ بَیۡنَكُمۡ وَتَكَاثُرࣱ فِی ٱلۡأَمۡوَ ٰ⁠لِ وَٱلۡأَوۡلَـٰدِۖ كَمَثَلِ غَیۡثٍ أَعۡجَبَ ٱلۡكُفَّارَ نَبَاتُهُۥ ثُمَّ یَهِیجُ فَتَرَىٰهُ مُصۡفَرࣰّا ثُمَّ یَكُونُ حُطَـٰمࣰاۖ وَفِی ٱلۡـَٔاخِرَةِ عَذَابࣱ شَدِیدࣱ وَمَغۡفِرَةࣱ مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضۡوَ ٰ⁠نࣱۚ وَمَا ٱلۡحَیَوٰةُ ٱلدُّنۡیَاۤ إِلَّا مَتَـٰعُ ٱلۡغُرُورِ.}
يتبع..



#حسام_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نفي الشيخ مهدي الخالصي
- دولة قطر.. والمونديال الأشم
- يمكن للحيوان أن يثبت حيوانيته، لكن هل يمكن لكل إنسان أن يثبت ...
- صناعة الفقراء !!
- جريدة الاستقلال أول جريدة بغدادية معارضة
- فن التهميش في المجتمعات العربية
- جائحة الشاف ما شاف
- بغداد.. يا جبهة الشمس للوجود
- لماذا هرب الفيل من العراق؟
- أفكار خارج شرنقة
- شيء من التأريخ
- الشك واللاأدرية
- أمريكا وخيانات العرب
- الجهل وانحدار الحضارات..
- اليابان.. أمة لا تنام، العراق.. أمة تريد أن تنام
- إنسان الغرب لا يبيع عالم الدنيا بطموح عالم الآخرة
- أفول عقول..
- الصورة الإلهية بنظر الماديين
- بين مطار الانبار ومطار دبي الدوليين.. مليارات
- ظاهرة وعاظ السلاطين الأبدية


المزيد.....




- زيلينسكي يقيل المسؤول عن أمنه الشخصي بعد إعلان إحباط مؤامرة ...
- الرئيس الصيني يعتبر زيارة المجر فرصة لنقل الشراكة الاستراتيج ...
- جنوب أفريقيا تستضيف مؤتمرا عالميا لمناهضة -الفصل العنصري الإ ...
- الاحتلال يقتحم مدنا وبلدات بالضفة ويعتقل طلبة بنابلس
- بعد اكتشاف بقايا فئران.. سحب 100 ألف علبة من شرائح الخبز في ...
- رئيس كوريا الجنوبية يعتزم إنشاء وزارة لحل أزمة انخفاض معدل ا ...
- مصادر تكشف لـCNN ما طلبته -حماس- قبل -توقف- المفاوضات بشأن غ ...
- ماذا قال الجيش الإسرائيلي بشأن تعليق الأسلحة الأمريكية والسي ...
- -توقف مؤقت- في مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة.. ومصادر توضح ال ...
- فرنسا: رجل يطلق النار على شرطيين داخل مركز للشرطة في باريس


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حسام علي - أساليب التعبير القرآني في مواجهة السنن الجاهلية -1