أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مختار سعد شحاته - بين أفخاذهن














المزيد.....

بين أفخاذهن


مختار سعد شحاته

الحوار المتمدن-العدد: 7480 - 2023 / 1 / 2 - 15:43
المحور: الادب والفن
    


خرجتُ اليومَ إلى الشوارع مساءً عريانًا تمامًا من كل شيء؛ من الحزن، من اليأس، من الخيانات القديمة، ومن جرح اللئام...
شرفي الذي حملته النساءُ عني بين أفخاذهن أربعين عامًا، ألقيت به في صندوق قمامة في طرف الشارع، ومشيتُ مرتاحًا لأول مرة...
أن يمشي رجلٌ في البلاد الغريبة منزوعَ الشرفِ بين الفخذين أمرٌ عصيبٌ، يشبه في عدالةٍ أن يمشي رجلٌ منزوعَ الغضبِ، كيف يمشي رجلٌ بلا غضب يا الله؟!
الشاطئُ الذي يعرفني كل ليلةٍ من ليالي (الويك إيند)، ينسابُ الآنَ على ذراعي عوضًا عن شعْر حبيبةٍ نامتْ هناك، تمنيتُ لو ينسابُ شعرُها على جسدي ولو مرةً وأنا غيرُ محملٍ بالغيرة حين تناديني باسم أختاره لنفسي كبطل للروايات، فأُداري الازدواجَ المقيت... يمنحني الشاطيءُ عصارةَ موجِهِ ويرتعشُ منتشيًا بجماعنا الأول داخل قصيدة، ونحن خالصان من أوهامِ الشرفِ المزعوم...
- هل تدخنُ الماريجوانا أيها المحيط؟
- في بعضِ أوقاتٍ حين يغيب القمرُ عني، أشعر بحاجةٍ ماسة إلى نقطة ماء عذب، ويبدأ جسدي في التمرد على اليودِ والملحِ، ولا تفلحُ المسكناتُ ولا مضاداتُ الاكتئاب...
الناسُ الليلة صاخبون، لكنهم لا ينطقون...
جلسوا مثلي يصرخون في وجهِ البحرِ الشجاعِ حين خلع مثلي ثوبَه المالحَ واستراح على الرمال،
وربما ينام للصباح...
وطفلةٌ تجري وحدَها خلفَ أعوامِها الخمسة، لم تخلع ملابسها، وظلت بين موجِ البحر والرصيف تلهو في انسجام، إذ لم تحمل بعد ذاك المزعوم بين فخذيها، وصارت حرةً تمامًا مثلي الآن.
يا أمي لماذا اصطفى لي أبي اسمي (المختار)، لماذا اختار لي اسمًا تضعف النساءُ أن تنطقه، وأن تحمله امرأة بين فخذيها إذا نامت؟ وحين أعودُ نحوها ليلاً تردني الإشارات، والأصوات التي لا تجيب في الطرف الآخر، فإذا ما بكيتُ يغلقون الخط في وجهي، وهم يضحكون، ووسط دخان الوساخات، والمهاترات، وأحلام رجولتنا المزيفة، يقولون إني رجلٌ ملوثٌ، وأنّ العارَ الذي اختار لي اسمي، لعنةٌ لا تموت؟!
أريدُ الموتَ دقيقتين يا أمي، أريدُ النوم، لكن حبيبتي الجديدة تمنعني...
أحاول إفهامها أن السؤال الذي رحل أبي قبل أربعين عامًا يظل في ليل الجزيرة يطاردني في الشوارع، وفي المربع الأسمنتي، وفي ماءِ المحيط حين أخفي دماغي في الماء، وحين تمر كلاب الشوارع التي تجوب الجزيرة بحثًا عن شريك لوحدتها، حتى إنه في يومٍ وجدته داخل ثمرة الكوكا يطفو على الماء، (لماذا يا أبي أسميتني مختارَ؟!!).
يا حبيبتي مات أبي، ونسى همّ السؤال، ولم يجبني!!
سالفادور 2019



#مختار_سعد_شحاته (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عربي 96
- الجنة
- رسالة إلى وزارة الأوقاف المصرية والأزهر.
- مصلوب
- عرفتُ
- حضرة الHR
- الصحاب يا رب.. نص بالعامية المصرية
- النصوص
- طابور النمل... (نص بالعامية المصرية)
- ATM
- عيد ميلادكِ
- لو أنني في النيل سمكة!
- رجل غارق في الحزن في الجنة ست ساعات
- عيد الأب الوحيد
- في الحزن، الناس سواسية كأسنان المشط
- مقهى الآلهة
- نادي السيلما
- معركة أدبية جديدة بطلها أمل دنقل.
- القطر أبو قلب حديد بيعترف بالحُب
- الإبداع في زمن الكورونا


المزيد.....




- باسم خندقجي: كيف نكتب نصا أدبيا كونيا ضد الإستعمار الإسرائيل ...
- نظْم -الغزوات- للبدوي.. وثنائية الإبداع الأدبي والوصف الملحم ...
- خالد الحلّي : أَحْلَامٌ دَاخِلَ حُلْمٍ
- النجمات العربيات يتألقن على السجادة الحمراء في حفل افتتاح مه ...
- كتارا تكرّم الفائزين بجوائز الرواية العربية في دورتها الـ11 ...
- انطلاق الدورة الثامنة من مهرجان الجونة السينمائي وسط رسائل إ ...
- منة شلبي تتعرض لموقف محرج خلال تكريمها في -الجونة السينمائي- ...
- معرض الرياض للكتاب يكشف ملامح التحوّل الثقافي السعودي
- كتارا تطلق مسابقة جديدة لتحويل الروايات إلى أفلام باستخدام ا ...
- منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة تحتفي بأسبوع ...


المزيد.....

- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مختار سعد شحاته - بين أفخاذهن