أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صادق الازرقي - الإصرار على المنهج المغلوط مقتل العملية السياسية














المزيد.....

الإصرار على المنهج المغلوط مقتل العملية السياسية


صادق الازرقي

الحوار المتمدن-العدد: 7476 - 2022 / 12 / 28 - 08:03
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يظهر أن الطبقة المتنفذة الحاكمة في العراق لم تتعلم من أخطائها التي تسببت في تراكم العثرات والمشكلات في شتى مناحي الحياة العراقية؛ وهي تصر على التصرف بالنهج ذاته الذي أنتج الكم الهائل من المعضلات المتفاقمة، التي لم يجدوا حلا لها حتى الآن لتحقيق الاستقرار المطلوب وفتح طريق المستقبل مثلما يصرح سياسيوهم.
يصرون على الأسلوب ذاته، الذي أوصل البلد إلى الخراب وعطل إمكانيات التطور والرقي؛ لنلحق في الاقل بدول مجاورة وإقليمية.
فبعد المشكلات الكبيرة التي تولدت عن الانتخابات العامة الأخيرة في تشرين الأول 2021، وتأخر تشكيل الحكومة لأكثر من عام، يعاودون الآن تكرار الأخطاء ذاتها والتشبث بحلول عقيمة ثبت فشلها، وربما ينتج عن ذلك امور اقسى مما شهدناه حتى الآن؛ وهذه المرة يتعلق الأمر بمجالس المحافظات، واختيار المحافظين.
فقد تحدثت اللجنة القانونية النيابية على لسان عضو فيها يوم الخميس 22 كانون الاول 2022، عن تواجد مقترحين الأول، أن تجرى الانتخابات وفق الآلية الأخيرة التي أجريت فيها الانتخابات البرلمانية، وهناك مقترح آخر بأن تجرى الانتخابات على وفق الدائرة الواحدة، على حد قوله؛ ونرى هنا أنهم ما يزالون يدورون حول الحلقة المفرغة ذاتها التي أنتجت الاخفاق، لاسيما فيما يتعلق بإدارة شؤون المحافظات وتوفير الخدمات والحياة اللائقة بأبنائها.
لم يحاولوا حتى التفكير بحل آخر مغاير ينقذ الأوضاع من كبوتها، فيصرون على إنتاج مؤسسات إدارية بلدية وخدمية على الأسلوب ذاته المبني على التنافس السياسي، وما يتبعه من عرقلة عجلة الاعمار والبناء؛ وهو ما لمسناه طيلة عقدين منذ التغيير عام 2003، بالتشبث بطريقة المحاصصة وتوزيع المناصب بين الأحزاب المتنافسة "والمتشاركة" في آن واحد، حتى تلك التي تخسر في الانتخابات، مثلما أصروا على ذلك بقدر تعلق الامر بالانتخابات العامة.
المفارقة الخاطئة أنهم يربطون الأمر بإقرار الموازنة، وكأن العملية السياسية لن تستقيم الا بالأموال التي يجري تقاسمها، إذ تقول اللجنة القانونية أن "الانتخابات تنتظر الانتهاء من الإجراءات الفنية ومن ثم الموازنة".
في حين أن المنطق يحتم أن يجري تجاوز قضية الموازنة والأمور الفنية بالتباحث بشأن تنفيذ النظام الانتخابي الأمثل في تبوء مسؤولية ادارة المحافظات؛ الذي ينسجم مع حالة البلد واوضاعه وإقراره قبل إقرار الموازنة، فليست ثمة علاقة مباشرة بين الأمرين، كما ان الانتقادات والاتهامات لطالما كانت توجه بشأن تعاظم الكلف المالية غير الضرورية المتعلقة بتنفيذ عمليات الاقتراع.
وقد يقول قائل ترى ما هو البديل الامثل؟
برأيي أن الانتخاب المباشر للمحافظين وحتى مدراء البلديات، وغيرها من المناصب المحلية، هو الافضل لأوضاع العراق، وبدورهم فإن هؤلاء المسؤولين المنتخبين يختارون نوابهم ومسؤولي الخدمات والمرافق الحياتية في المحافظة والاقضية والنواح، ليتحملوا المسؤولية عن النجاح او الاخفاق، وذلك عرف معمول به في معظم البلدان الديمقراطية في أوروبا وامريكا إذا لم تكن جميعها.
وان معرفة الناس بالأفراد المرشحين لتلك المناصب واختيارهم بصورة مباشرة، يحمل الجماهير بدورها مسؤولية نتائج ذلك الاختيار، وكي لا يرمي المسؤول فشله بتحقيق اهدافه على الآخرين مثلما درجنا عليه في المدة الماضية.
ان المطلوب من المسؤولين المحليين في المحافظات هو ترقية حياة الناس، وتنفيذ البرامج الخدمية التي ترفع من مستوى معيشتهم، وتهيء لهم متطلبات الحياة المستقرة المرفهة، وليس الانشغال بالصراعات السياسية التي يجب ان تقف عند حد الفوز في الانتخابات العامة؛ واذا تطلب الامر اجراء انتخابات محلية فلا ضير من ذلك، ولكن اختيار مسؤولي المحافظات والبلديات برأيي يجب ان يجري بصورة مباشرة على اساس الترشح الفردي والكفاءة، فذلك هو السبيل الواقعي لتنفيذ البرامج الخدمية والارتقاء بحياة السكان.
لقد لاحظنا في المدة الماضية ان المسؤول حين يخطئ وينتج عن خطأه نتائج كارثية تعوق حياة السكان، وتتسبب في تدهور احوالهم واوضاع مناطقهم، عادة ما يرمي بمسؤولية الفشل على قوى اخرى تشترك معه في ادارة المناصب المحلية، بل ان مسؤولين ونواب احزاب اتهموا حتى قوى خارجية بمنعهم من تحقيق مطالب الناس، وذلك أسلوب ذرائعي غير فاعل وغير منتج، اذ ان على المسؤول الاداري ان ينفذ في جميع الاحوال برامجه وخططه الخاصة بمحافظته ومنطقته، واذ لم يفلح في ذلك فلا داعي للبقاء في المنصب.
ذلك هو السياق السليم لإدارة شؤون السكان، اذ نرى انها لن تتطور نحو الاحسن الا باختيار الكفاءات التي يعرفها الناس في مناطقهم بخلاف الانتخابات العامة التي درجنا على تنفيذها كل اربع سنوات في النظام الانتخابي المعمول به، الذي لم يفلح في الارتقاء بالبلاد؛ وكثيرا ما وجهت الانتقادات له وطالب متخصصون والرأي العام بتغييره بما يتلاءم مع اوضاع ابناء الشعب ليحقق اهدافهم في الحياة الحرة الكريمة.
ان اسلوب ادارة المحافظات والاقضية والنواحي وشتى المجمعات السكانية بطريقة تقسيم المناصب بين الاحزاب المتواجدة، بغض النظر عن كونها فائزة ام خاسرة في الانتخابات، انتج وضعا بائسا، اذ المقياس في نجاح اي عملية سياسية هو نجاحها في توفير مطالب الناس والارتقاء بأوضاعهم المادية والمعيشية بتأمين الخدمات الراقية التي تنسجم والاوضاع المعاصرة؛ وتفعيل المشاريع والاستثمارات الصناعية والزراعية، وتشغيل الايدي العاطلة، وتوفير الضمان الاجتماعي والصحي للسكان، وغيرها من الاحتياجات، وقد لمس الناس بالتجربة ان طريقة توزيع مسؤولية المحافظات المحلية على الاحزاب السياسية غير فاعلة، ولم ولن تحقق ما يتطلع اليه الناس، وان البحث عن البديل يتسم بأهمية قصوى، وان البديل العملي الذي طرح من قبل والمطروح الآن هو انتخاب المحافظين بصورة مباشرة بغض النظر عن نتائج الانتخابات العامة، كما ان علينا ان نكتشف البدائل الامثل مع كل تجربة خاسرة.



#صادق_الازرقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترتيب اولويات البلد وحاجاته الملحة ضرورة عاجلة
- حرائق الوزيرية والحوادث المنزلية والتحذير من حرائق الشتاء
- عام دراسي جديد بأمس الحاجة الى رفد التلاميذ بالتفاؤل والفرح
- عبرة تشرين و فشل النخبة -السياسية- الحاكمة
- الحوارات العراقية.. الاستحواذ على كل شيء او لاشيء
- في سبيل موسوعة شاملة للكتاب العراقيين
- (الخضراء) منطقة (الصفوة) يجب ان تعود للجميع
- السياسة العراقية.. التفريط بفرص التصحيح
- معارض الكتب صلة الثقافة الجماهيرية
- توظيف الدين في الدولة الخطر المميت
- الثقافة العراقية في مقابل السياسة
- الكهرباء هم راسخ يمنع البناء والاعمار
- لكل انسان الحق في العمل او الضمان
- المكتبات العامة زاد ثقافي واجب التحديث
- مجابهة المخاطر الاجتماعية تتطلب الحزم القانوني
- مظفر النواب مدرسة الشعر والقيم الانسانية
- قرارات الفرص المعيشية لب الحياة وسر التقدم
- التصحر والتغيرات المناخية تهديد فتاك
- النتاج الفني العراقي ومسؤولية الحفاظ عليه
- احكام غامضة تديم سطوة النهب والفساد


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صادق الازرقي - الإصرار على المنهج المغلوط مقتل العملية السياسية