انه بلد المتناقضات فعلا

وليد عبدالحسين جبر
محامي امام جميع المحاكم العراقية وكاتب في العديد من الصحف والمواقع ومؤلف لعدد من
(Waleed)

الحوار المتمدن-العدد: 7471 - 2022 / 12 / 23 - 23:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

قبل ايام كنت اقرا في كتاب عن السياسية الانكليزية الشهيرة ( المس بيل ) التي كان لها دور كبير في الاحتلال البريطاني للعراق بداية القرن العشرين وكتبت تقارير كثيرة عن العراق و من ضمن ما قالته عنه انه " بلد المتناقضات فقد يغرق ابناءه في الفيضانات في بعض الاوقات و قد يموتوا من العطش في اوقات اخرى " وانه قول عميق و دقيق يحكي قصة عدم اهتمام حكومات العراق المتعاقبة ببناء سدود و خزانات ماء تقيهم الفيضان ايام المد و تمدهم في مياه كافية ايام الجزر .. و لا اعتقد انكم نسيتم مشكلة قلة المياه و انخفاض مناسيب دجلة و الفرات في الصيف المنصرم و منع الزراعة من قبل المسؤولين و تقديم شكاوى جزائية امام محاكم التحقيق على الفلاحين نتيجة تشغيلهم مضخات المياه خارج اوقات " الرشن " و خروج تظاهرات للفلاحين دون جدوى !!
و ها قد جاء الشتاء و اخذت سيول الامطار تكتسح الشوارع وتغرق اغلب مناطق و مدن المحافظات العراقية و ترافع مناسيب مياه الانهر و لكنها يا للحسرة تذهب الى شط العرب و الخليج و لن تبقى منها اية كمية مياه يمكن ان تمنح الزراعة و الفلاحين في البلد حق الزراعة دون مطاردة دوائر الري والكهرباء !!

انه بلد المتناقضات فعلا يا مرحومة مس بيل لقد غرقت القرى و الارياف و لازال الفلاحين متهمين امام المحاكم لأنهم شغلوا مضخات مياههم خارج اوقات التشغيل المسموح بها " الرشن "!!!!!!

#وليد_عبدالحسين_جبر (هاشتاغ)       Waleed#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل