أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منى نوال حلمى - لست متفرغة للعشق .. لِم طاوعت شفتيك قصتان قصيرتان














المزيد.....

لست متفرغة للعشق .. لِم طاوعت شفتيك قصتان قصيرتان


منى نوال حلمى

الحوار المتمدن-العدد: 7455 - 2022 / 12 / 7 - 16:33
المحور: الادب والفن
    


لست متفرغة للعشق .. لِم طاوعت شفتيك قصتان قصيرتان
1 - لست متفرغة للعِشق
------------------
أین انت ؟.
ها أنت تفعلها مرة أخرى ، وفي ركن ما على هامش الكون تختفي .
اتفقنا على مساحة للاشتياق ، لم نتفق على الاختفاء .
أین أنت ؟.
لم أقـرأ سـطـوراً سوداء تبكيك ، وتسأل الله أن يهب الأسـرة الصبـر والسلوان .
أنت إذن حي ، تُرزق أو لا تُرزق هذه ليست قضيتي. المهم أنك حي ، فلماذا لا تبين في الأفق ؟.
أين أنت ؟ .
تمنيت أن تطرق الباب ، ومع إطلالتك المشرقة ، تهل ليال النعيم .
نشرب نخب الحنين .. نتسابق حتى آخـر شواطئ العشق .. نرتمي في حكمة البحر .. ندخل إلى سواد الليل .. نرقص على إيقاع " الفالس "..
تمنيت أن ألقى بين يديك ، سخف ما أسمعه من الناس ، تذهبه عنى برقة أحبها ،
وبقلب متسامح كقلب المسيح ، تطلب التماس الأعذار لهم .
أين أنت ؟.
لأنسى بين شفتيك أن العالم تحركه أنصاف المواهب .. يأخذني دفء يديك إلى كوكب منعزل ، لا يعرف تطفل الأزرار ، لا تصله نشرات الأخبار .
أحببتك .
أكثر من اللازم ،
أكثر من احتياجي للحب ،
أكثر من إيماني بالحب .
أين أنت ؟.
بعثت بأوصافك إلى النيل والسماء والنجوم والهواء .. بعثت بأوصافك إلى سكون الليل والأشجار .. انتابني القلق وطال الانتظار.
والآن وبعـد مرور أيـام لـم أعـدهـا .. أرجوك ابق في مخبئك. فقد رتبت أموري على اختفائك ، فلا تتجرأ على الظهور.
ابق في مخبئك .
استأصلتك من وجداني ، فلا تفاجئني بكلمات غرام ، لا أمل لها إلا خيبة الأمل ..
ابق في مخبئك .
فلا وقت عنـدي لحبيب يغيب أكثر مما يحضـر .. يختفي أكثر مما يظهر .. وقتي أثمن من أن يهدره انتظارك ..
أرجوك الزم مخبأك .
لست مستعدة لأن تكون في حياتي سببا للازعاج . فعنـدي ما يكفي من الأرق والانشغال . كنت الضيف الجميل ، يسعدني حضـوره بعد يوم مرهق ، يتوق للاسترخاء . أما اختفـاؤك الذي يسلمني للشك ، والتفكير فاذهب به إلى امرأة أخرى غيري .
أحببتك ,
أكثر من اللازم ،
أكثر من احتياجي للحب ،
أكثر من إيماني بالحب .
لكنني لست امرأة متفرغة للعشق .
الزم مخبأك .
ومن هنـاك ، دعني أسمعك تدعـو لي بالسعادة مع رجل آخر ، يشاركنى رحلة البحث عن ذلك الكوكب البعيد .
رجل مسئول عن عواطفه .
يظهر أكثر مما يختفي .. يحضر أكثر مما يغيب .
---------------------------------------------------------------------
2 - لِم طاوعت شفتيك ؟
---------------
لم تجرأت .. لـم تـهـورت ، وطاوعت شفتيك لتطلق تلك الدعابة العابرة عبر الهاتف ؟ . لو تعرف كم في لمحة بصر أطفأت ناري ؟.
نار أشعلها صوتك الرزين ..
نار أشعلتها تنهيداتك الوقورة ..
نار أشعلها صمت لم يبدأ بيننا حديث .
يا لك من رجل ،
قبل اللقاء ، يشغل بال امرأة ، ليس من أحلامها الانشغال بالرجال .
يا لك من رجل .
قبل اللقاء ، يأسر امرأة لا تغفو عيناها إلا على وسادة الحرية .
أنت .. قبل اللقاء شغلتني .
أنت .. قبل اللقاء أسرتني .
فما عساك فاعل بي بعد اللقاء ؟.
هكذا ارتعش بين شفتي السؤال . وأرادت لي أقدار أن أرسم معك لوحة أول لقاء .. ألوانهـا خيـال ، له مـن العمر عـدد السماوات ، وأبواب الجنة ، ومعجزات الدنيا .
وابتدعت أول لقاء .
تخيلتـه ليـلـة السبت ، بعد غروب الشمس ، الشهـر الأخـيـر مـن العـام ، يستعد لطرق أبواب الرحيل ، وأمنياتي العنيدة المبعثرة في الكون ، تستعـد لطلب حق الإقامة في عينيك .
ابتدعت أول لقاء.
تخيلتني بثوب أســود ينـاجي ، سحـر الشتاء .. على وجهي وقـار الاشتياق .. خصلات شعري الثائرة تتراقص إذ رأتك مقبلا ، إقبال الفجر بعد ليل طويل .
ابتدعت أول لقاء .
كم أنت جميل ، وجميلـة هي زهـور البنفسج تنشـر حـولنا رائحـة حـزن مهاجر ، ورائحة عشق يخاف قبل البدء ، نهاية المطاف.
اقتربت .. مددت يـدك .. ابتسمت وانتشت بقلبي دقة ، فها أنت كمـا الخيـال .. تشع دفئا يطمئن الكـون بمجيء الشتاء .. نظراتك ترسل زغاريد فرحة مترددة الإيقاع .
مددت يدي أصافحك .. فإذا برعشة طال انتظاري لها ، تصادق دمي . وإذا بارتباكي أمام حضورك الأخاذ ينحني ، فاضحا ترتيبات خيالي.
جلسنا .. تعارفنـا .. تحاورنا .. طلبت لي مشروبـا ، كل رشفة منه ، تأبى أن تهيني مذاقهـا ، إلا إذا بدأت بنظرة إليك . ومع كل رشفة ، يذوب ارتباكي . مع كل رشفة ، تتسع عيـون زهـور البنفسج . وحين قـارب المشروب على الانتهاء ، كنت قد انتهيت من ارتياكي ، وأشـرق بإدراكي لـون عينيك . حين قارب المشروب على الانتهاء ، غنت زهور البنفسج لحنا حائر الوداد .
دقت الساعة ألف مرة ..
كيف لنا أن نتوقف ، وأنت بهذه الرقة ، وأنا بهذا الحنين ؟.
دقت الساعة ألف مرة ..
كيف لنا أن نتوقف ، وأنا نجمة حرة ، وأنت عصفور طليق ؟.
دقت الساعة ألف مرة ..
كيف لنا أن تتوقف ، وما خلقت إلا لهذه الصحبة ، ومـا عشت إلا لهذاالحديث ؟.
دقت الساعة ألف مرة ..
كيف لنا أن نتوقف ، وهدوؤك من نبع هدوئي .. حيرتك أصل حيرتي .. وحزن ابتسامتك ، يلهم الدواء لجروحي ؟.
دقت الساعة ألف مرة ..
كيف لنا أن نتوقف ، وبعد لقائنا يتحدد مصير الكون .. لـون الشجر .
شدو الكروان .. وهل يتساوى البشر ؟.
هكذا تخيلت أول لقاء ..
حدث ما لـم يـمـر بـالـخيـال ، فجــاة أفقت .. تحسـرت وأنت .. أنت السبب.
لم تجرأت .. لم تـهـورت ، وطاوعت شفتيك لتطلق تلك الدعاية العابرة عبر الهاتف ؟ . لو تعرف كم في لمحة بصر أطفأت ناري ؟.
نار أشعلها صوتك الرزين ..
نار أشعلتها تنهيداتك الوقورة ..
نار أشعلها صمت لم يبدأ بيننا حديث .
*****************************



#منى_نوال_حلمى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حملة اعلامية قومية لفض الاشتباك بين فض غشاء البكارة ومعنى ال ...
- الدولة المدنية وصلابة البنية الداخلية
- كما لم أستسلم لأى رجل ...... قصة قصيرة
- أسلمة المونديال ... لمصلحة منْ ؟؟
- الوداع على ورقة بردى .. قصة قصيرة
- النساء .. لماذا يتجملن ويرتدين الأزياء الفاخرة والمجوهرات وا ...
- تجدد الحياة سيفرغ كأس - الكوكتيل - المسمومة
- النبوءة ... قصة قصيرة
- سيدة مشاعرى ... قصة قصيرة
- رسالة من امرأة وحيدة .. قصة قصيرة
- زَفة .... قصة قصيرة
- جدول الأسبوع .. قصة قصيرة
- 4 نوفمبر عيد الحب الخادع المخدوع
- تساؤلات ... قصة قصيرة
- كهنة الثقافة وكهنة الأديان
- أحلم بعالم ليس فيه فلوس
- لا تحرجنى مع - الخريف - ... قصة قصيرة
- الحصار ضد الأقليات المبدعة
- 22 أكتوبر ميلاد - نوال - أمى
- قصتى معك ... قصة قصيرة


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منى نوال حلمى - لست متفرغة للعشق .. لِم طاوعت شفتيك قصتان قصيرتان