أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منى نوال حلمى - قصتى معك ... قصة قصيرة














المزيد.....

قصتى معك ... قصة قصيرة


منى نوال حلمى

الحوار المتمدن-العدد: 7407 - 2022 / 10 / 20 - 23:48
المحور: الادب والفن
    


قصتي معك ... قصة قصيرة
-------------------------------
أديت على أكمل وجه واجبي ، أحببتك . ألم أفعل؟ . أطعت – أنا التي تنفر من الطاعة – كل متطلبات العشق. أوفيت – أنا التي لا يلائمها الوفاء – بكل عهودي لعينيك الشاردتين. أتممت – أنا التي تعاند الطقوس – كل صلواتي المباركة لحظة امتزاج شفتيك بأعمق حالات توتري. ورغم المرأة شديدة النرجسية داخلي، أصبح لون عينيك يهمني.
أديت على أكمل وجه واجبي ، أحببتك . ألم أفعل؟ .
ويسألني الكون المتطفل على دقات لا تعنيه: " ألديك على ما تزعمين شهود؟ ".
قلت : "النيل والأشجار، ورائحة الياسمين ، ومشروب مثلج يذهب بالعقل إلى حيث قمة الوعي ".
قال الكون : " لا يكفي ".
قلت: " أوقات المساء على ضوء شمعة وحيدة.. عناق نجمة متمردة في السماء .. عذوبة ملامحه حين يقرأ سطوري ، وشئ من الحنان ".
قال الكون : " لا يكفي ".
قلت : " حوار حتى مطلع الفجر ، عن "مدينة فاضلة" لن نبحر إليها أبداً .. رقة صوته حين يسكت عن الكلام .. شدو الكروان يؤنس حولنا المكان .. وشئ من قبيل الغزل يمتزج برائحة الشوق ، فننسى أننا في الدنيا بلا عنوان. ".
قال الكون : " لا يكفي ".
قلت: " رعشتي حين ينطق باسمي .. رعشتي حين يهديني وحدي سر السفر الدائم .. وانتحاري بالسحر حين فجأة يصبح ابني ".
قال الكون : " لا يكفى ".
قلت: " ألهمني ما لم يخطر ببال الكتابة، وما لم يأت بخيال القلم ".
سكت الكون المتطفل على دقات قلب لا تعنيه.
تجلس أمامي بعد الفراق الطويل، تنتظر الرد.
ماذا تنتظر؟ . وماذا تتوقع؟ .
أديت – على أكمل وجه – واجبي أحببتك. ألم أفعل؟. فرغ الأمر مني. فلا تسألني - أرجوك - السؤال المعاد. فرغ الأمر مني. فلا ترسل عينيك - أرجوك - ، لإضعاف مقاومتي. دع الأمنية المستحيلة، في غفوتها الأخيرة ، آمنة ، مستريحة.
تجلس أمامي بعد الفراق الطويل ، تنتظر الرد.
لن تقنعني - مهما أوتيت من منطق - بأن في الأفق علامات تبشر بعودتنا. توقف عن محاولة إيهامي، بأنك قد خُلقت لي ، وبأنني قد خُلقت لك. توقف عن المحاولة ، فلم أعد تلك المرأة الساذجة.
ما زلت أذكر قولك، في إحدى أمسيات الجنون الوقور المقتسم المسافة بين إشتياقي وعينيك : " سأحارب العالم من أجلك ".
تجلس أمامي بعد الفراق الطويل ، تؤكد : " ومازلت عند قولي. من أجلك ، سأحارب العالم. علمني الفراق أن لا شئ ، ولا أحد يعوضني عنك. قولي ما يحلو لك. لكنني أبداً ، لن أستسلم لتنازلك عني".
أصبحنا أنا وأنت في مفترق الحلم والأمنيات. اخترت لحياتك طريقاً لا يناسبني. فلا تطلبني - أرجوك - رفيقة لرحلة وعرة ليست من أحلامي.
تجلس أمامي بعد الفراق الطويل ، تسألني دون سؤال. وبدوري أجيب دون أن تطلب الجواب: " ما زلت معك أشعر بالسحر، معك أشعر أنني أكثر من مجرد قلم يكتب ، وعقل يفكر ، ونفس تقلق. ما زلت في حياتي " البحر" الوحيد الذي لم أفكر في السباحة ضد تياره. ومازلت في عمري أجمل الإحتياج إلى رجل. لكنني أحتاج كرامتي، ورضائي عن نفسي".
تقول مندهشاً : "آخر شئ كنت أتصوره ، أن أقف ضد كرامتك ورضائك عن نفسك. أنت - على العكس - في حياتي. أنت لحظة الرضاء الوحيدة في أيامي، ومعك تنتشي كرامتي. أرجوكِ ، عاودي التفكير من أجلي. أنتِ صارمة أكثر مما ينبغي".
فرغ الأمر مني ، فلا تثر حديثا ذا شجون ، ليس منه فائدة. ودعنا نستمتع بآخر لقاء يجمعنا عاشق وعاشقة.
أديت - على أكمل وجه - واجبي نحوه. أحببته.
والآن أؤدي واجبى - على أكمل وجه - نحو نفسي .. سأرحل. وأهلا بمعاناة جديدة.
******************************



#منى_نوال_حلمى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوم فى حياتى ... قصة قصيرة
- الخوف من الاختلاف
- أحب أن أعرف موعد ومكان وطريقة موتى
- جيفارا .. الموت من أجل كوب لبن لكل أطفال العالم
- اعلان زواج .. خطيئتى .. فنجان من الغيب المحوج ثلاث قصص قصيرة
- الشهر العاشر .. زينب جدتى قصتان قصيرتان
- تأملات : - غاندى - الفقر أسوأ اشكال العنف
- تنويعات متفلسفة مع بدايات الخريف
- وطن يعطينى مرتبا شهريا على تمردى
- 13 سبتمبر ميلاد أبى شريف حتاتة
- فنان أخذ من - البحر - الاسم والعنفوان والخلود
- مصلحة البشر وسعادتهم وحريتهم فوق الأديان
- الموت على البث الحى
- تأملات .. الرأسمالية وباء وداء
- العَلم والقلم ..... ثلاث قصائد
- رجل يتمنى صداقتى .. ميتة مخادعة ............. قصيدتان
- كاتبة من شبرا ..... ثلاث قصائد
- مشاهد ناقدة لمفهوم وصلاحية الديمقراطية
- طالما أننى ... قصيدة
- أمى .. اليكِ أشكو ثلاث قصائد


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منى نوال حلمى - قصتى معك ... قصة قصيرة