أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - منى نوال حلمى - الموت على البث الحى














المزيد.....

الموت على البث الحى


منى نوال حلمى

الحوار المتمدن-العدد: 7367 - 2022 / 9 / 10 - 00:41
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الموت عبر البث الحى
---------------------------
أكثر من حادثة شاهدناها عبر البث المباشر الحى على اليوتيوب ، فى الأيام الأخيرة ، شابات وشباب فى القرى والمدن المصرية ، يتناولون حبة الغلال السامة ، يتركون رسالة أخيرة ، للعالم ، ثم يلفظون أنفاسهم الأخيرة .
مشاكل أسرية وعائلية ، متنوعة ، متشابكة الأبعاد ، ألقت بأثقالها على أنفاس أصحابها ، حتى هانت عليهم الحياة ، بكل ما فيها ، بكل منْ عليها .
شابات وشباب يعلمون جيدا أن دينهم يجعل المنتحر كافرا ، لكنهم لا يبالون ،
فسلطة الضغوط والاحباط أكبر من سلطة الايمان والأديان .
هل ستصبح هذه الحوادث ظاهرة متكررة ؟؟.
ان الشاب الذى ذبح فتاة المنصورة ، كان مثالا احتذى به شباب فى مصر وفى بعض البلاد العربية ، وكثرت جرائم تهديد الفتيات من ذكور مرضى قتلة يعيشون فى مجتمع دينى سلفى ذكورى ، يدين المرأة حتى وهى جثة . ذكور ربتهم أمهات مقهورات ، وآباء يضربون الزوجات ، يعيشون على قفا الأمهات ، متحرشون تائهين بشرب المخدرات ، متزوجين بأكثر من واحدة . والنتيجة الطبيعية أبناء وضعوا كل اختلالتهم على " الحائط المائل " ... المرأة .
وأخشى أن تكون حوادث الانتحار عبر البث المباشر الحى على اليوتيوب ، سلسلة تنقل العدوى الى آخرين ، مثلما انتقلت عدوى ذبح الفتيات من قاتل طالبة المنصورة .
وسيظل هناك اناس يقولون أن الأمر لا يستحق الاهتمام أو التخوف . فهى عدة جرائم فردية من شابات وشباب ، لا تعدو أن تكون فقاعات فى الهواء ، أو زوبعة فى فنجان .
وهذه هو المعتاد فى بلادنا . هل ننتظر حتى تصبح ظاهرة ؟؟. كما أن فى مثل هذه الحوادث أو الجرائم بشكل عام ، فان العدد ليس هو المعيار ، لأن الأمر يتعلق بروح انسان أزهقت . والمفروض أن قتل مواطنة واحدة أو قتل مواطن واحد ، كاف جدا لأن نكون فى مشكلة هائلة يجب معرفة جذورها ، وليس فقط انزال العقاب على قاتل الغير ، أو المنتحر الذى قتل نفسه بيده .
انحادثة واحدة ، أو جريمة واحدة ، بامكانها القاء الضوء على أزمتنا الثقافية والأخلاقية ، على مفاهيم الشرف والرجولة والأنوثة ، والنظرة الاجتماعية للمرأة ، والترابط العضوى بين هذه الجرائم والحوادث وبين الفكر الوهابى السلفى الاخوانى ، الذى غزا بلادنا بعد هزيمة 1967 ، وتم تدشينه مع الانفتاح الاقتصادى الاستهلاكى الطفيلى فى 1974 . فكر متشدد شاذ ، لا يطيق النساء ، معقد ، مختل عقليا ،
ليس عنده معنى للوطن ، فالدين هو الوطن . وليس هناك مواطنات ومواطنين . هناك رعية تسمع وتطيع ، وتقتل وتغزو وتسبى ، وتنتشر لأسلمة كوكب الأرض ، واستعادة أنظمة صحراوية رملية قاحلة ، متشددة عنيفة مثل طقسها المناخى ، وندرة موارد الحياة الأساسية الضرورية .
وكذلك لابد أن ندرك العلاقة بين سيادة الفن الهابط السطحى من الأغانى والمسلسلات والأفلام والمهرجانات ، وبين زيادة وتغير الجرائم كما وكيفا .
عندما شاهدت هؤلاء الشابات والشباب ، ينتحرون على البث المباشر ، ويرسلون لنا الرسالة الأخيرة ، والتى تخلو من الندم ، شعرت كم نحن حضارة فاشلة . كم نحن غارقون فى التوافه ، والهيافات ، والقيم الدافعة للموت لا المحفزة على الحياة . كم نحن نفقد انسانيتنا خطوة خطوة ، حتى لم نعد نهتز لمثل هذه الحوادث والجرائم البشعة الفاضحة . فى حضارة أخرى ، كان حادثة واحدة أو جريمة واحدة ، تكفى لاستقالة برلمانات ، ومسئولين ، ووزراء . ولا تعليقات على مواقع التواصل الا تبرئة القاتل المجرم الذكر ، وادانة المقتولة الضحية الأنثى فى حالة قتل وذبح الغير . أما فى الانتحار ، فلا شئ نملكه الا كلمات الترحم ، أو اتهامهم المنتحرات والمنتحرين بالكفر .
وتمضى بنا الحياة كما كانت . ولا عزاء له قيمة ، ولا تعلم مما يمرضنا ، ولا استفادة ولا عظة ولا عبرة . والأسؤأ ، أنه لا رغبة لدينا فى الشِفاء ، ولا حتى شعور أن نواقيس الخطر تدق بشدة . حتى اذا سمعنا نواقيس الخطر تدق ، لا نبالى . يكفينا أننا فى البطاقة ورثنا دين الاسلام ، يكفينا أننا لا نفرط فى أداء الطقوس الدينية ، ولا نستهين فى تغطية النساء ، وحشد الميكرفونات فى الجوامع والمساجد ، ونحفظ أدعية الرزق والستر والرحمة ، وأننا نبلغ 1,9 مليار نسمة فى العالم ( 2021 ) ، ونشعر بين الأمم باستعلاء ، لأن الله قد أعزنا وخصنا بدين الاسلام ، وخاتم الرسل والأنبياء .
-----------------------------------------



#منى_نوال_حلمى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأملات .. الرأسمالية وباء وداء
- العَلم والقلم ..... ثلاث قصائد
- رجل يتمنى صداقتى .. ميتة مخادعة ............. قصيدتان
- كاتبة من شبرا ..... ثلاث قصائد
- مشاهد ناقدة لمفهوم وصلاحية الديمقراطية
- طالما أننى ... قصيدة
- أمى .. اليكِ أشكو ثلاث قصائد
- لا تهاجرى .... لا تهاجر
- جوائز النفط ... أربع قصائد
- 15 أغسطس عيد استقلال وطن لا أحمل جنسيته
- تأملات .. الأحكام الأخلاقية لأجساد النساء
- ثلاث قصائد .. للكِلاب أقدم اعتذارى
- تنويعات .. محمد رمضان ونجيب محفوظ
- متلازمة ستوكهولم ومسئولية الاعلام
- تنويعات ... الخرفان هى التى تصنع الذئاب
- تنويعات ... الديمقراطية ليست هى الحل
- خواطر .... غشاء البكارة وخدعة أن السينما والفن رسالة
- سبع قصائد .. مثل الأشجار أموت واقفة
- السفر الممتع مع ثمار الفلسفة والفكر والأدب
- مشاهد تأملية : 103 مليون اله على أرض مصر


المزيد.....




- قبل وبعد الضربة الأمريكية.. ماذا يظهر تحليل CNN لصور منشأة ف ...
- وزير الدفاع الأمريكي: دمرنا برنامج إيران النووي وقضينا على ط ...
- سوريا: قتلى ومصابون جراء -هجوم إرهابي- استهدف كنيسة بدمشق
- البابا يدعو إلى السلام ويدعو الدبلوماسية لإسكات السلاح إزاء ...
- ما تداعيات الضربة الأمريكية على إيران؟
- هل تنسحب إيران من اتفاقية انتشار أسلحة الدمار الشامل؟
- هل انخرطت أمريكا رسميا في الحرب على إيران؟
- الجيش الإسرائيلي يعلن أنه يتحقق من نتائج الضربات الأمريكية ع ...
- هل دمرت الضربات الأمريكية البرنامج النووي الإيراني؟
- مظاهرة في المغرب تندد باستمرار الإبادة في غزة


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - منى نوال حلمى - الموت على البث الحى