أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - منى نوال حلمى - لا تهاجرى .... لا تهاجر














المزيد.....

لا تهاجرى .... لا تهاجر


منى نوال حلمى

الحوار المتمدن-العدد: 7346 - 2022 / 8 / 20 - 23:30
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


------------------------------
بالأمس ، كلمنى أحد الأصدقاء يدعونى الى حفل زفاف أخيه الطبيب . أخبرنى أنه متفوق فى دراسته ، ويجرى اتصالات لكى يأخذ هجرة الى كندا ، ويذهب مع زوجته ، للاقامة الدائمة هناك .
اعتذرت له عن عدم الحضور ، لأننى فى حالة اعتكاف قررتها بكامل اختيارى ، وقناعتى بأن " البعد عن الناس أكبر مكسب " . بالاضافة الى أننى لا أطيق صخب حشود البشر فى أى مكان ، أو لأى سبب كان ، حتى لو كان من أجل اصلاح الكون .
لم أقل له بالطبع ، أننى ضد حفلات الزفاف ، وكل أنواع ودرجات استعراض الفرح والسعادة . فهو لن يقتنع ، وسوف يشعر بالضيق ، وأنا لست فى حاجة الى ذلك . أؤمن أن الفرح الحقيقى لا يحتاج الى احتفالات واستعراضات وتقليد الآخرين فى عرض مشاعرهم وعواطفهم .
لكن استوقفنى أن أخيه الطبيب الشاب ، يقدم طلب هجرة الى كندا . وهذا أمر أصبح الشباب يقدم عليه من الجنسين ، ويعتبرونه حلما كبيرا ، يستحق الفخر .
لا أدرى ما الذى يستحق الفخر ؟؟. هل أن أترك بلدى التى تحتاجنى ، ومن خيراتها تربيت وتعلمت وكبرت ، وأطلب هجرة الى كندا أو أمريكا ، هو بالأمر الذى يدعو الى التباهى ؟؟.
أنا لا أعتقد أن " الحلم الأميركى " ، أو " الحلم الكندى " ، أو غيره ، هو طوق النجاة .
ان طوق النجاة للأفراد ، وللوطن ، أن يبقى المصريات والمصريين ، فى مصر ، وأن يردوا الدين فى خدماتهم وعلمهم ، للشعب الذى ينتمون اليه .
هذه ليست كلمات للوطنية التى نغنى لها الأغانى . انها فلسفة للعيش ، ومبادئ ترسم المصير .
ان كندا ، أو غيرها من البلاد الأكثر تقدما من مصر ، تبدو مغرية ومشجعة . لكننى دائما أتسائل ، لو مصر بلد محاصر بالأزمات والمشاكل والتحديات ، منْ الذى سيحميها ، ويواجه التحديات ويهزم المشكلات ؟؟.
لو أننا نريد لمصر التقدم الموجود مثلا فى كندا ، منْ الذى سيحدث هذا التقدم المأمول ؟؟. هل نستورد شعبا من الخارج ، ليصنع لنا التقدم ؟؟. لماذا الهجرة من الوطن ، الذى هو فى أمس الحاجة الى العقول ؟؟. هل نبقى فى الوطن فقط ، لأنه فى مصاف الدول المتقدمة ، واذا كان فى خلف الصفوف ، ميلزمناش ؟؟؟.
ان تحويل مصر ، من وطن " طارد " لأهله ، الى وطن " جاذب "
لهم ، لابد أن يتم بيد المصريات والمصريين .
مصطلح " المواطن العالمى " ، لا أرتاح اليها كثيرا . فالمواطن فى وطنه أولا . " عولمة المواطنة " ، أمر غير ممكن ، الا اذا تغير العالم ، وأصبح يؤمن حقا بالعدالة ، غير قائم على الاستغلال والتمييز ، واعتبار أن رأس المال هو القيمة وليس الانسان .
ان طموحى لمصر كبير . فأنا أحلم أن تكون وطنا ،
لا تختفى فيه ، الهجرة " غير الشرعية " فقط . لكن أيضا ،
" الهجرة الشرعية ".
حتى لو كانت الهجرة ، مُرخصة ، وقانونية ، ومسجلة ،
وآمنة ، فان مصر ، أولى بأهلها .
القضية كما أراها ، ليست فى نوع الهجرة ، شرعية ،
أو غير شرعية . القضية ، هى " لماذا أهاجر أصلا ، وأترك
وطنى ؟ القضية هى فى مبدأ الهجرة ، فى حد ذاته .
الاجابة التقليدية ، هى " بره فيه تقدم ، وتحضر ، ورقى ،
وكرامة ، وكل حقوق الانسان ".
وأنا أرى ، أن الوطن ، الذى علمنى ، وربًانى ، وأكلت ،
وشربت من خيراته ، له حق عليًا ... ليه مقعدتش فيه أنا وغيرى ،
عشان أخليه زى بلاد بره ، فيه تقدم ، وتحضر ، ورقى ، وكرامة ،
وكل حقوق الانسان ؟؟؟
ان المشاركة فى تقدم وطنى ، أكثر متعة ، من الاستمتاع
و" أعمق " ، المتع .
أبسط شئ ، فى هذه المتعة ، هو الوفاء بالدين .
نحن نغنى ، لحب مصر ، طول الوقت . لكن العبرة ، أن يكون هذا الحب ، مثمرا فى الواقع ، بما يفيد مصر ، ويغيرها ، الى
الأفضل . ونظل نكرر ، أننا نعشق " تراب " هذا الوطن . لكن
الأهم ، أننا " نبقى " ، فى الوطن ، لنحول ترابه ، الى ذهب .
ويتمادى عبد الوهاب ، شاديا ، على لحن فى منتهى العذوبة :
" حب الوطن فرض عليا " ، من تأليف ، أمين عزت الهجين .
وحب الوطن ، مثل كل أنواع الحب ، لابد أن " يصمد " ، فى أوقات
الشدائد ، والمحن ، . والا كان حبا " مزيفا " ، " هشا " ،
أو حبا " نفعيا " ، " انتهازيا " ، يجرى من الأزمات ، يهرب من
التحديات . ويأتى مع الانفراجات ، والازدهار .
هذا هو " حب الوطن " ، الذى يفيد الوطن . حب ، عن
" قرب " ، " مغروز " ، فى طين الأرض ، " معجون " بأنينها ،
" مختلط " بمائها ، وهوائها ، " ممتزج " بلون شمسها ،
وآلامها .
بعد أن ينجح الانسان وكسب الفلوس وامتلك الأشياء ، فى المهجر ، أقصد بعد أن يشبع ، تظل هناك فى قلبه حسرة ، واحساس بضريبة التهرب الوطنى ، وشعور بأنه ليس سعيدا فى حقيقة الأمر .
ليس هناك سعادة تماثل ، سعادة أن يكون الانسان دائما ، ولو مجرد طوبة واحدة ، لبناء وطنه ، أو درجة واحدة على سلم حضارة بلده .
هناك مثل يقول : " يعرف الصديق وقت الشِدة " . لنكن جميعا أصدقاء للوطن ، فى جميع الأوقات .



#منى_نوال_حلمى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جوائز النفط ... أربع قصائد
- 15 أغسطس عيد استقلال وطن لا أحمل جنسيته
- تأملات .. الأحكام الأخلاقية لأجساد النساء
- ثلاث قصائد .. للكِلاب أقدم اعتذارى
- تنويعات .. محمد رمضان ونجيب محفوظ
- متلازمة ستوكهولم ومسئولية الاعلام
- تنويعات ... الخرفان هى التى تصنع الذئاب
- تنويعات ... الديمقراطية ليست هى الحل
- خواطر .... غشاء البكارة وخدعة أن السينما والفن رسالة
- سبع قصائد .. مثل الأشجار أموت واقفة
- السفر الممتع مع ثمار الفلسفة والفكر والأدب
- مشاهد تأملية : 103 مليون اله على أرض مصر
- عدالة المقاييس الأخلاقية شرط استقامة الأخلاق
- من حُسن حظى أننى أنام وحيدة
- تجليات فقه - القفة - فى ذبح نساء الأمة
- الجلوس على عرش العقول أكثر خطورة
- مشاهد مختلفة من تأملات امرأة مصرية
- بالشرع اقتلوها .. أهكذا تعبدون الهكم ؟ .... قصيدتان
- هزيمة لجنود الدولة الدينية وخلايا الوصاية الدينية
- توأم القمر ... قصيدة


المزيد.....




- وزارة الدفاع الروسية تنشر وثائق عن اقتحام الجيش الأحمر لبرلي ...
- تجدد إطلاق النار في كشمير مع إجراء البحرية الهندية تدريبات ع ...
- الإكوادور.. وفاة 8 أطفال بسبب عامل معدٍ لا يزال مجهولا
- الدفاعات الجوية الروسية تصد محاولة هجوم بالمسيرات على سيفاست ...
- الخارجية الأمريكية: الولايات المتحدة لن تلعب بعد الآن دور ال ...
- تحذير صحي هام.. منتجات غذائية شائعة للأطفال تفتقر للعناصر ال ...
- الدروز يغلقون عدة مفارق مركزية شمال إسرائيل في مظاهرات مطالب ...
- -وول ستريت جورنال-: المفتش العام في البنتاغون يوسع نطاق التح ...
- تحقيق في نسيان جندي إسرائيلي 40 دقيقة بمنطقة داخل غزة
- شهيد وإصابات والاحتلال يقرر هدم 106 منازل بالضفة الغربية


المزيد.....

- الاقتصاد السياسي لمكافحة الهجرة / حميد كشكولي
- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - منى نوال حلمى - لا تهاجرى .... لا تهاجر