أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - منى نوال حلمى - السفر الممتع مع ثمار الفلسفة والفكر والأدب















المزيد.....

السفر الممتع مع ثمار الفلسفة والفكر والأدب


منى نوال حلمى

الحوار المتمدن-العدد: 7324 - 2022 / 7 / 29 - 00:05
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


----------------------------------------------------




سقراط 470 ق . م - 399 ق . م وصناعة الذات

-------------------------------------------
سقراط 470 ق . م - 399 ق . م الفيلسوف الأشهر لليونان وأيضا منه استقت الفلسفة الغربية ، أسس مبادئها حتى استحق لقب " أبو الفلسفة الغربية " . لم يهتم بكتابة فلسفته التى تناولت كافة أوجه الحياة والمجتمع مانحا أهمية كبرى على الأخلاق ، وكيفية حث الانسان على مصارعة الأفكار وتوليد المخزون من طاقات عقله الكامنة . قالوا لأن أمه كانت تعمل قابلة لتوليد النساء ، وهو ورث المهنة ولكن فى توليد الأفكار . كل ما توصلنا اليه من فلسفته كان عن طريق تلامذته وأشهرهم أفلاطون 427 ق م - 347 ق م ، الذى كتب " حوارات أفلاطون " التى تعتتبر أكثر الروايات تكاملا عن حياة وفلسفة سقراط . ولأن سقراط اهتم بالأخلاق ، فقد اعتبر أن أساس الفضيلة ، أو أن أكبر الفضائل أو أن الفضيلة الوحيدة هى معرفة النفس ، والتى عبر عنها قائلا : فى مقولته الشهيرة " اعرف نفسك ". قلب سقراط المائدة . فالانسان كان يبحث فى كل زمان ومكان عن " ذاته " . جاء سقراط وقال متحديا : " لا تبحث عن ذاتك .. أنت تصنع ذاتك ". وهو هنا يناقض الفكرة الشائعة أن الذات كنز مدفون فى مكان مجهول علينا البحث عنه لاقتنائه . ان الذات ليست كتلة مادية ثابتة جاهزة ، مختبئة فى مكان ، وعلينا ايجادها لنرتديها فوق أجسادنا . الذات نصنعها كل لحظة وكل يوم ، مع كل فكرة وكل تجربة وكل ألم وكل فرح نمر به . الذات ليست هبة تسقط علينا من السماء ، بل جهد ومعرفة وتفكير وشغل وتأمل . نجن نصنع ذواتنا ، ولسنا ننتظرها تدق على الباب .

اميل سوران 8 أبريل 1911 - 20 يونيو 1995 والمحتال
-------------------------------------------------
ربما لأنه مولود فى مثل يوم مولدى 8 أبريل ، أشعر بتقارب بينى وبين كتاباته ورؤيته للحياة ومشاعره تجاه البشر والعالم ، أعطوه أسماء لا تنطبق عليه مثل " سيد الكآبة " ، لكننى أغيرها الى " سيد الحقيقة " فالناس من عادتهم دائما عندما يجرد انسان ما ، أقنعتهم ويعطيهم الحقيقة دون تجميل أو ترقيع أو تستر وراء الأوهام والخرافات وأهوائهم المألوفة ورغباتهم ضد العقل ومنطق الوجود ، وجريهم الساذج وراء ما يسمونه " السعادة " ، فانهم يتهمون هذا الانسان بأشياء كثيرة ، منها الجنون ، التطرف ، الانحلال ، الجهل ، الفسق ، الكفر بالمعتقدات الدينية ، التآمر ، والتنفيس عن اضطراباته النفسية الداخلية . وكان من نصيب الفيلسوف اميل سيوران أن يلقبوه ب " سيد الكآبة " لأن الحقيقة فعلا " تسبب الكآبة " ان لم يكن الانسان فيلسوفا ومتمردا ومتفردا ، معتزا بذاته وقناعات عقله الحر .
من المقولات التى قالها اميل سيوران ، وأحبها لأنها ليست فقط حقيقية ، فاضحة للأمور ، ولكن لأنها تنطبق أكثر ما تنطبق على احوالنا فى البلاد العربية والاسلامية التى توصف بأنها متدينة بفطرتها .
يقول اميل سيوران : " منْ يتكلم بالنيابة عن أى أحد ، هو بالتأكيد محتال ". كلمة لو آمنا بها لتغيرت حياتنا نساء ورجالا وأطفالا ، أفرادا وجماعات من المهد الى اللحد .

فريدريك نيتشه 15 أكتوبر 1844 - 26 أغسطس 1900 وعظمة القيادة
-------------------------------------------------------------------

أعشق التقلسف والفلاسفة منذ كنت جنينا فى بطن أمى .. والفلسفة فى حياتى هى كل شئ .. وكل شئ بدون فلسفة هو لا شئ .. ونيتشه 15 أكتوبر 1844 - 26 أغسطس 1900 ، يتربع على عرش الفلسفة ، وفى ارتباطى بالفلاسفة من كل مكان وزمان .. هو فيلسوفى الذى ليس له بديل أو مثيل أو شبيه . كتاباته زودتنى بالحقيقة التى يرتعب منها البشر ، ومنحتنى القوة ، أليس هو فعلا صاحب فلسفة القوة ، واحتقار الضعف وكراهيته ، مبشرا وملهما وقائدا لتحقيق " الانسان الأعلى "؟؟.
من مقولاته البديعة التى أحبها ودائما فى ذاكرتى : " من الصعب فعل أشياء عظيمة ، الأصعب أن تقود أشياء عظيمة ". فعلا الفارق هائل مختلف كما وكيفا ، بين فعل الشئ العظيم ، وقيادة الشئ العظيم . الفارق لا يفهمه ولا يقدره ولا يدرك آفاقه ، الا ندرة من البشر .

شمس الدين التبريزى 1185 - 1248 وحقيقة الفقر والغنى

----------------------------------------------------

مسلم متصوف وحكيم وشاعر وفيلسوف من ايران / فارس أشهر كتاباته ديوان التبريزى فى العشق الالهى وضع 40 قاعدة لهذا العشق ، وهو أستاذ المتصوف جلال الدين الرومى 30 سبتمبر 1207 - 15 ديسمبر 1273 . رغم أننى لست من أتباع التصوف الاسلامى بأطيافه المختلفة ، ولكننى أقدر الحكمة والتعمق فى النفس البشرية والتأمل الشغوف لأحوال الناس والحياة ، والنزاهة الفكرية وعدم التجارة بالقناعات الدينية والرغبة فى فرضها على البشر والاستعلاء بها ، وأقدر التفرد فى مخالفة السائد ، والاتيان بما يسمو بالنفس عن جميع أشكال ودرجات الانحطاط والبذاءات . والتبريزى أحب تأملاته المتعالية عن تفاهات وحماقات وقطيعية وقطيعية البشر . من مقولاته البديعة الحكيمة التى اختبرتها شخصيا ومؤمنة بها وكثيرا ما كتبت عن معناها ودلالتها هى : " رأيت اناسا مهما أخذت منهم الحياة أغنياء ، ورايت اناسا مهما أعطتهم الحياة فقراء ". وعن الوحدة التى أعشقها وأعيشها بشغف وامتنان ، ولا يفهمها أحد قال : " أنت تشعر بالوحدة ليس لأنك لست مع الناس ولكن لأنك لست مع نفسك ". ويكمل : " كل ما تبحث عنه هو داخل نفسك " .. وكذلك المقولة الساحرة : " لن تحصل على شئ فى الخارج اذا لم تحصل عليه فى داخلك ".


عمر الخيام 18 مايو 1048 - 4 ديسمبر 1131 والسم من يد العاقل

--------------------------------------------------------
أقدر فى عمر الخيام وهو شاعر فارسى مسلم ، أنه جمع فى العلم والنبوغ بين الرياضيات والفلسفة والشِعر والفلك والأدب ، يفهم فى اللغة والتاريخ . هو من القلائل الذين شغفوا بالرياضيات وأبدعوا فيها بالنظريات والحسابات والمعادلات ، وفى الوقت نفسه كان قلبه مليئا بالشِعر والتأمل الفلسفى الحكيم ، أزال الحاجز التعسفى المزيف بين النبوغ فى مجال مادى كله أرقام كالرياضيات وحساب المثلثات والجبر ، والفلك ، وبين مجالات ليست مادية مثل الشِعر والتفلسف . اتهموه بالفسق والانحلال والدعوة الى الفساد والمجون ، لأنه فى أشعاره وأشهرها بالطبع " رباعيات الخيام " ، تكلم عن الاستمتاع بملذات الحياة الفانية ، والتشبث باللحظة الحاضرة وعيشها بكثافة ومتعة لأنها هى الوحيدة المضمونة . لكنهم لا يفهمون ولا يشعرون ولا يدركون ولا يتعمقون ولهم أغراض خبيثة تستخدم دائما قديما وحديثا وحتى الآن . واتهموه أيضا بالالحاد لأنه فى أشعاره يتسائل فى أسى وربما تهكم فلسفى بديع ، عن معنى الحياة التى قذفنا اليها دون أن نُسأل ، والتى هى فناء فى فناء ، كما أنه قال أن الجنة والنار فى داخل ذات الانسان . هذا الفكر الجلاّد الذى يتبنى الوصاية على الناس ومنعهم من التنفس الطبيعى ، خطة مدروسة سياسيا وثقافيا ودينيا وأخلاقيا . . لقد كان عمر الخيام مسلما ، وفى أشعاره ما يثبت ذلك واضحا لا شك فيه . لكنهم يريدون مسلما منغلقا ، متجهما ، شاعرا بالتقصير الدائم وعقدة الذنب فى حق الدين والله ، خائفا من السؤال والتفكير ورفض الموروث المعلب الجاهز ، لأنه يسحب سيطرتهم ومنابع ثروتهم ومكاسب تحالفهم مع الحكام . هذا بالاضافة طبعا الى جهلهم وانعدام قدراتهم على الابداع والخيال والغوص فى أعماق الأشياء ، وافتقارهم الى أى مواهب فى أى مجال ، الا فقط ترديد ما قاله الأقدمون ، السلف الصالح وغير الصالح .
من مقولات عمر الخيام التى أحبها : " لتشرب السم قدمته لك يد عاقل ، واسكب الدواء على الأرض من جهول ". وكم هى فى منتهى الواقعية ، لو تأملنا كيف العقلاء ولو من أعدائنا ، قد استخدموا عقلهم فى افادة البشرية ، وكيف الجهلاء ولو من أصدقائنا ، قد تسببوا فى ايذائنا معنويا وثقافيا وحضاريا .

ميخائيل نعيمة 17 أكتوبر 1889 - 28 فبراير 1988ما أكثر الناس وما أندر الانسان .

---------------------------------------------------------------------

من لبنان أرض الطبيعة الساحرة التى تمزج ما بين البحر والخضرة والجبال ، تعشق الحرية والانطلاق والغشناء والرقص والسينما والشِعر والقصص والروايات ، يأتى ميخائيل نعيمة الذى برع فى الشِعر والقصة والمسرح والمقال والتأمل المتفلسف للوجود الانسانى . من أقرب أصدقاء جبران خليل جبران 6 يناير 1883 - 4 أبريل 1931 ، والذى صادقه منذ 1916 حتى رحيله فى مستشفى سان فنسنت / نيويورك ، وكان معه بجوار السرير عندما لفظ أنفاسه الأخيرة . وكان ميخائيل نعيمة ينادون المقربون باسم " ميشا " وهى صيغة تصغير بالروسية لميخائيل . فى لحظة رحيل جبران ، قال لصديقه ميخائيل : " سأموت يا ميشا .. أنا غريب فى هذا العالم .. أنا أحب هذا العالم ". بعد ثلاث سنوات ، ينتهى ميخائيل نعيمة من كتابة كتابه البديع " جبران خليل جبران " ويحكى عن حياته وأسراره وابداعاته المتنوعة ، وفاء له واكمالا لسيرته التى لم يعرفها الناس وهذه أربع مقولات لميخائيل نعيمة أو " ميشا " تعجبنى كثيرا وتلهمنى :
1 - موت الأسد له هيبة ليست فى حياة الكلب .
2 - قبل أن تتخلصوا من حاكم مستبد ، تخلصوا أولا من عاداتكم السيئة وتقاليدكم السوداء .
3 - ما يسعد الناس لا يسعدنى ، وما يشقيهم لا يشقينى ، هل أنا من طينة غير الناس ؟.
4 - ما أكثر الناس وما أندر الانسان .

هنا أرندت 14 أكتوبر 1906 - 4 ديسمبر 1975 الكتابة غاية أم وسيلة ؟
--------------------------------------------------------------
عتبرها فيلسوفة رغم أنها رفضت أن تسمى فيلسوفة ، ورأت نفسها باحثة ومفكرة فى المجال السياسى .. أتفهم عدم رغبتها فى أن تصنف من الفلاسفة ، ولكن مؤلفاتها تضفى على أفكارها ورؤيتها صبغة فلسفية واضحة لا يمكن انكارها . حاربت النازية فى ألمانيا وتم اعتقالها لأنها من أصل يهودى وكان جدها فى المنظمة الليبرالية اليهودية وأمها لم تكن تنظر للأديان نظرة لها أهمية ولم تكن متدينة . اهتمت هنا بشكل خاص فى تحليل فاشية الأنظمة الشمولية وعنف السلطة وما أسمته تفاهة الشر وعلاقته بعدم التفكير ، وميكانزمات العقل ، ومحددات الوجود الانسانى . من مقولاتها أو آرائها : " عندما أكتب لا أفكر فى مدى تأثيرى على الآخرين .. ما يهمنى هو كيف تكون الكتابة معبرا حقيقيا عميقا عن أفكارى ". تواضعها الدائم لاخراج نفسها من قائمة الفيلسوفات وزمرة والفلاسفة ، فى رأيى اكبر دليل على كونها فيلسوفة من طراز فاخر ونادر . فالتسميات لا تعنيها . وكأنها تريد للقارئات والقراء أن يستشفوا الفلسفة من بين السطور ، لا أن يتم تعلبتها وقولبتها . ورأيها عن الكتابة يعكس رؤية فلسفية عميقة أكثر تواضعا ، وأكثر كشفا عن نظرتها للكتابة . فالكتابة عندها ليست غاية فى حد ذاتها . لكنها وسيلة لتدفق الأفكار التى تعجز عنها دون كتابة . وبالتالى تساعدها فى تحقيق هدفها الأكبر ، وهو وضع بصمتها المتفردة فى نظرياتها السياسية وتحليلها للوجود الانسانى . رأى أقدره وأفهمه . لكننى أختلف معها ، فى أن الكتابة فى حالتى أنا ، خاصة الكتابة الأدبية من قصائد وقصص ، هى غاية فى حد ذاتها تحقق المتعة . ثم تأتى أنها وسيلة لحمل هذه المتعة الى آفاق أخرى ، وأعنى التواصل مع الآخر .
------------------------------------------------------------------------------------------
أنديرا غاندى 19 نوفمبر 1917 - 31 أكتوبر 1984 قتلها السيخ المتعصبون المتطرفون
----------------------------------------------------------------------
لأن والدها هو جواهر لال نهرو 14 نوفمبر 1889 - 27 مايو 1964 ، أول رئيس وزراء للهند بعد الاستقلال عن الامبراطورية التى لا تغيب عنها الشمس - بريطانيا فى 1947 ، فقد تشبعت بالتمرد السياسى والوعى بالثورة ، كما أن معرفتها ب غاندى 2 أكتوبر 1869 - 30 يناير 1948 ، زعيم وملهم وقائد حركة التحرر الهندى ، والذى زامله أبوها نهرو فى كفاحه ، ثم انتمائها الى حزب المؤتمر الوطنى الهندى ، بالاضافة الى دراستها الرفيعة وثقافتها الواسعة ،وتأملها لأحوال الهند وطنها المحتل ، البلد المنفجر بالسكان ومئات اللغات والديانات والمذاهب والطوائف والملل وطبقة المنبوذين وانتشار الفقر المدقع والتبعية الاقتصادية والموروثات الثقافية الهندية المتخلفة ، كل هذا كان لابد أن يجعل منها أنديرا غاندى ، أول امرأة هندية تشغل منصب رئيسة الوزراء ولمدة ثلاث فترات متتالية ، من 1966 الى 1977 ، وثانى امرأة فى العصر الحديث تشغل رئيسة وزراء دون توريث بعد سيريمافو باندرانيكا 17 أبريل 1916 - 10 أكتوبر 2000 فى سيريلانكا . كانت أنديرا غاندى نشطة فى حركة عدم الانحياز مع جمال عبد الناصر 15 يناير 1918 - 28 سبتمبر 1970 مع الرئيس اليوغوسلافى جوزيف تيتو 7 مايو 1892 - 4 مايو 1980 ، حيث كان نهرو الطرف الثالث فى الحركة مع عبد الناصر وتيتو . وكانت ضد الدولة الاسرائيلية فى فلسطين لأنها دولة دينية وعارضت التطبيع مع اسرائيل ، ووقفت ضد التدخل الأمريكى فى بلاد العالم ، خاصة فى بلاد الشرق الأوسط ، وعملت على تقوية الهند باحترام الدستور العلمانى والنهوض بالصناعة والزراعة والتعليم والصحة والتطور التكنولوجى ودعم الشعوب المقهورة . فى يوم 31 أكتوبر 1984 ، نزلت أنديرا فى طريقها الى مكتبها ، تربص بها اثنان من السيخ المتطرفين واعتالوها رميا بالرصاص ، حيث كانت تقف لكل النعرات الدينية المتعصبة المتطرفة بالمرصاد ، وتدرك خطورتهم على وحدة الهند وشدها الى الخلف فى تناحرات دينية دموية ، وكانت صارمة جدا فى هذا الأمر ، لا تقبل فيه مساومة أو اعتذار أو تبرير . وكانت لا تتردد فى الهجوم على أوكار المتطرفين السيخ أينما كانوا ، واعتقالهم دون هوادة فى مسلسل لم يكن لينتهى. أول رحلة فى حياتى كانت الى الهند ، مع أبى د . شريف حتاتة 13 سبتمبر 1923 - 22 مايو 2017 ، الطبيب والكاتب والمناضل الشيوعى المعروف . ولكن لم يسعدنى الحظ بمقابلتها . ومنذ تلك الرحلة البعيدة أصبحت الهند ، حبا كبيرا فى حياتى لا مثيل ولا شبيه له . هى قارة السحر والتناقضات وعبق التاريخ وأرض الحكمة . من ضمن مؤلفات د . شريف حتاتة الأدبية المنتمية الى أدب الرحلات ، كتاب " طريق الملح والحب " عن تجربته فى العمل والحياة فى الهند أربع سنوات ، والعنوان يشير الى مسيرة الملح الشهيرة التى قادها غاندى مع آلاف الهنود مشيا على الأقدام لأيام طويلة بدأت 12 مارس 1930 لمسافة 400 كيلو مترا لمدة 24 يوما ، تحديا للسلطة المحتاة على فرض ضرلئب باهظة على الملح ، وهى جزء من سياسية اللاعنف والعصيان المدنى التى اتخذها غاندى المعروفة ب " الساتياجراها " . أما أمى نوال السعداوى 22 أكتوبر 1930 - 21 مارس 2021 ، فقد كانت اسعد حظا ، وتقابلت مع أنديرا غاندى وامتد لحوار بينهما 4 ساعات على العشاء . من مقولات أنديرا غاندى ، التى ضاعفت كراهية السيخ لها وانتهت باغتيالها على أيديهم ، أنها كانت تعارض بشدة المعتقد القديم بتقديس الأبقار فى الهند وحظر ذبحها وأكلها . وقالت : " لا يوجد فى الهند شخص واحد يجهر بشجاعة عن سخافة هذا المعتقد ويدعو الهنود الى أكل الأبقار ". القضية كما رأتها أنديرا غاندى لم تكن دعوة الى أكل اللحم . لكنها دعوة للتفكير العميق النقدى الذى يسأل عن أصول المعتقدات ومدى نفعها . ومقولتها البديعة : " السؤال هو أساس أى تقدم ". قضيتها لم تكن البقرة فى حد ذاتها ، ولكن توقف التفكير فى الموروثات الدينية ، والتساؤل عن علاقتها بالتأخر الانسانى ، وشيوع التعصب والتطرف والطاعة العمياء دون منطق . ومعها حق . فأصحاب التعصب الدينى والتطرف العقائدى ، يدركون جيدا أن فتح باب الأسئلة هو نهاية لتعصبهم وفضح تطرفهم ومنعهم من السيطرة والحكم واستمرار غسل عقول الناس وتعطيلها عن التساؤل . هذا هو مربط الفرس ، وبيت القصيد ، وليس البقرة.
------------------------------------------------------------------------------------------



#منى_نوال_حلمى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشاهد تأملية : 103 مليون اله على أرض مصر
- عدالة المقاييس الأخلاقية شرط استقامة الأخلاق
- من حُسن حظى أننى أنام وحيدة
- تجليات فقه - القفة - فى ذبح نساء الأمة
- الجلوس على عرش العقول أكثر خطورة
- مشاهد مختلفة من تأملات امرأة مصرية
- بالشرع اقتلوها .. أهكذا تعبدون الهكم ؟ .... قصيدتان
- هزيمة لجنود الدولة الدينية وخلايا الوصاية الدينية
- توأم القمر ... قصيدة
- كيف لا تتغير التقاليد ومنْ صنعها يتغير ؟؟؟
- ولم تمشى فى جنازتى ..... قصيدتان
- ماذا يبقى ؟؟ ..... ثلاث قصائد
- - الايكوفيمينزم - : الطبيعة أنثى مستباحة للتحرش والاغتصاب وا ...
- - جريجورى بك - قمة الرقى الفنى والانسانى
- السهر مع رجل غيرك
- أحباب الله ليسوا أحبائى ...... قصيدتان
- حُريتِك هى حُريتى
- ما اسم هذه الحياة ؟ .... قصيدة
- - فاتن - لم تخرج من الفن لتدخل الجنة
- الغرف السِرية .......... قصيدتان


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - منى نوال حلمى - السفر الممتع مع ثمار الفلسفة والفكر والأدب