أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منى نوال حلمى - - فاتن - لم تخرج من الفن لتدخل الجنة














المزيد.....

- فاتن - لم تخرج من الفن لتدخل الجنة


منى نوال حلمى

الحوار المتمدن-العدد: 7261 - 2022 / 5 / 27 - 18:44
المحور: الادب والفن
    


------------------------

يوم 27 مايو 1931 ، من القرن الماضى ، تأملت الأم " زينب " ، المولودة الجديدة ، وتساءلت ، أهذه هى الطفلة الفاتنة ، التى حملتها فى حنايا جسمى ،
وأطعمتها ، وسقيتها ، من دمى ، ومائى ، وأعصابى ، وأحلامى ؟؟. والأب " أحمد " ،
احتار كيف سيكون مستقبلها ، واضافتها الى الأسرة .
بعد تسع سنوات فى 1940 ، جاء شاب متمرد ، مبدع ، اسمه " محمد كريم " ،
تأمل عيون الطفلة ، وتتبع لغة جسدها النحيل .
وهاهو يطمئن الجميع ، فالطفلة الصغيرة ، الفاتنة ، المحار فى أمرها ، اسمها
" فاتن حمامة " ، هى منْ تنتظرها السينما المصرية ، هى منْ سيرفعها الفن السابع ، أو هى التى ستطير بالفن السابع ، الى ما بعد سابع سماء .
وتحققت النبؤة ، ومنحتنا " فاتن " أمتع ما تعطى الموهبة ، والرؤية المتفردة .
أعتقد أنها كانت تمثل ، وهى " جنين " فى أحشاء الأم " زينب " ، وأنها قد قضت
التسع شهور قبل مولدها فى 27 مايو 1931 ، فى عمل البروفات ، وقراءة السيناريوهات ، ودراسة أدق التفاصيل .
" فاتن " ، حتى رحلت يوم 17 يناير 2015 ، عكس ممثلات متشابهات ، فى كل الأشياء ، حتى فى افتقاد الموهبة والعمق الفكرى ، لم تظهر فى أوضاع معووجة ، أو وهى تتمايص ، مشغولة بتضبيط الباروكة ، وتثبيت الماكياج الفاقع ، مفتعلة الضحك لتظهر تبييض الأسنان ، وتكبير الأثداء والشفاه ، تتدلع وتتشخلع بفلوس رجال أعمال ، دفعوا المهر ذهبا وفيلات ومنتجعات وقصور وعربيات وطائرات ،
وانتاج سينما هابطة ، ثم على السجادة الحمراء ، أو على البلاط ، تتمخطر مرتدية العرى ، والجواهر ، والفساتين ، بذيولها الطويلة ، التى تكفى تكلفتها لاطعام ملايين المتسولين والمتسولات .
العرى الوحيد الذى تعرفه " فاتن " ، هو أن أفلامها ، تعرى القبح ، والزيف ،
والكذب ، وضحالة العقول ، وحرمان القلوب ، فى حياتنا الخاصة والعامة .
وجواهرها الثمينة ، فى عقلها المثقف ، الحر ، وعزة نفسها ، واستقلال
شخصيتها ، وفساتينها الفاخرة غير المتكررة ، هى أفلامها تصممها بنفسها .
قالت فاتن على لسان البطلة نوال ، لزوجها زكى رستم أو طاهر باشا ، أخطر جملة قالتها زوجة أو امرأة .. قالت له بعد أن اتهمها بالزنا لعلاقتها مع عمر الشريف فى دور خالد ، وهى مازالت زوجته .. " الزنا هو عيشتى معاك ".
تواصلت " فاتن " مع أمى " نوال السعداوى " ، لتكون بطلة احدى رواياتها ،
كل مرة ، يتعثر التواصل ، أو الأمنية التى تمنيتها ولم تتحقق .
لكن الأمنية التى تمنيتها وتحققت ، أننى جلست مع " فاتن " ، رأيتها عن قرب ،
وتكلمت معها . كان د . شريف حتاتة الطبيب والروائى ، زوج أمى ، وأبى تربطنى به
أجمل الروابط الا رابطة الدم ، صديق قديم للدكتور محمد عبد الوهاب ، الزوج الثالث والأخير ، ل" فاتن حمامة " ، منذ تزاملهما فى كلية الطب قصر العينى .
تقابلنا جميعا فى نادى الجزيرة ، فى حديقة الكروكيه . أتأملها ، وهى تشرب الشاى ، والذكريات ، وقورة فى ملبسها ، وقورة فى صمتها وكلامها ، شياكتها وأناقتها ، من فرط بساطتها .
عندما ظهرت موضة الاسلام الوهابى الاخوانى السلفى فى تحجب الفنانات ، واعتزالهن التمثيل ، والاستتابة من الفن ، لم تسأل " فاتن " أحد المشايخ المتاجرين بالدين ، كارهى النساء والفن والاستمتاع بالحياة ، المتصدر هذا المشهد ، ليمنحها الفتوى ، وصك الغفران ، " هل أخرج من الفن حتى أدخل الجنة ؟ ".
راح الشيخ ، وبقيت " فاتن " .
فى ذكرى ميلاد " فاتن " ال 91 ، أقدم لها أبدع باقات ورود الحب والتقدير والامتنان . واليها هذه القصيدة بعنوان " فاتن ونوال ".
قصيدة : فاتن ونوال
-----------------
منذ أزمنة التأمل والبكاء
أراهن على آلاف الأشياء
لم يربح السباق
الا حصان أدهم متمرد
راهنت على مليون امرأة
لم تفز
الا أمى " نوال "
أديبة الكبرياء
و" فاتن "
المسافرة فى تفرد
-------------------------------------------------------------



#منى_نوال_حلمى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغرف السِرية .......... قصيدتان
- حصرية الجدل الأخلاقى مع النساء وقانون - ازدراء الحرية -
- دمى يسبق دربى ..... قصيدة
- عند مماتى قصيدة
- المعوجة الضعيفة المحاصرة بالشرف والفضيلة
- داخل كل بيت مغلق هناك - صّياد - و - فريسة -
- أنا ...... قصيدة
- الاحتفال الحقيقى المثمر بالعمل .. سبب الوجود وأصل الحياة
- لن يأتى ..... قصيدة
- الكحك والفسيخ ... قصيدة
- شاعر يكتب قصائده بدمه وحزنه وعشقه للبحر
- مجد الكتابة
- الأعياد بعد أمى - نوال - .... قصيدة
- القبر الضائع ...... ست قصائد
- الأحلام لا تتزوج قصة قصيرة
- رمضان والدولة المدنية
- الثامن من أبريل ... قصيدة
- رسالة أخيرة الى - حبيبتى - .. قصة قصيرة
- - مارس - شهر المرأة والفيروس المتحور
- - اليها - الصعبة ... الخطرة


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منى نوال حلمى - - فاتن - لم تخرج من الفن لتدخل الجنة