|
زَفة .... قصة قصيرة
منى نوال حلمى
الحوار المتمدن-العدد: 7429 - 2022 / 11 / 11 - 22:01
المحور:
الادب والفن
الليلة ، التوقيت الرسمي لاجتياح الحنين . الليلـة ، تتناثر الأشجـان تسألني ألف سـؤال .. أنجـاهل كل الأسئلـة ،وأحتضن السؤال الألف. كيف سأقضي ليلتي ، وأنا تلفني الفضيحة ، والعار؟ . نعم ، فالحنين إلى رجل مثلك فضيحة لا تليق بي. الحنين إلى رجل مثلك عـار ، لا يبرره شيء ، لا يستره شيء . بالتأكيد ، أستحق شيئا أفضل من الحنين . ما زال الحنين يلح ، ويخلص في الإلحاح . وما زلت أنا على مقعدي المواجه للسماء ، أسألها المغفرة ، وأن تستر على حنيني . قررت الخروج ، لأنسى ما يداعب الذاكرة. لا أدري كيف وجدتني في المكان الذي احتضن كل ما كان من أمرك وأمري . ومنذ أن لاح في الأفق نجمة مضيئة على ضفاف النيل ، ورعشة مـوحية بأجمل ما في الكون ، تمس كياني . تمهلت وتأملت . كل شيء يذكرني بما لا أود تذكره ، يذكرني بما لا أود نسيانه. الأضواء المتأرجحة على صفحة المياه .. القوارب الصغيرة المنتظرة نداء عاشقين .. بائعـة الفل المتشحة بالسواد .. انسياب الأغنيات في الهـواء ، مؤامرة محكمة ضدي ، تسخر من سذاجتي. فكيف ظننتني مطلقة السراح ، وقد أخذتني خطواتي إلى عقر دار الحنين ؟ . كيف ظننتني سأنساك ، وأنا ضيفة في مكانك المفضل ؟ . هزمتني المؤامرة . فرددت وأنـا أدخل من الباب الزجاجي ، " لا مفر من الفضيحة" . دخلت ، تسبقني رائحتك ، تبارك رحلة الحنين إلى عينيك . وما هي إلا لحظات ، حتى امتلأت الردهة بالضيوف . سألت قالوا : " زفة عروسة ". من بعيد ، أشاهد طقوس ما يسمونها " ليلة العمر" .. أشعلت سيجارة .. الضجـة غيـر محتملـة .. لماذا لا يفرح الناس في هـدوء ؟؟ . سـؤال يمتزج بسحابات الدخان ، ولا يتحول إلى رماد. يقولون إن هذه " الزفـة " هي حلم كل فتاة ، وأمنية كل امرأة. يبدو أنني لست امرأة ، ولم أكن يوما فتاة. فأحلامي لا يتجرأ رجل على الدخول إليها ،وأمنياتي مرجعها وحدتي في الكون ، لا صحبتي مع رجل. لا أتصورني أبـدا عـروسـا تُزف إلى عـريـس . لا أتصورني أبـدا زوجة لرجل يرحل . ولا أنصور كيف أهب نفسي إلى رجل وسط الضجة والعيون المتطفلة . فهذه أسرار القلب ، تصبح كالعبادة وكفعـل الخير أعظم وأجمل ، حين تُخفى عن الأنظار . لا أتصـور كيف يكـون لقاء الجسد الحميم ممتعا .. موحيـا ومبدعا ، وقد نال رضـاء ومباركة الناس في حفـل عام ؟ . وما فضيلته إذن وهو سـابـح مع التيار ؟. المسافة بيني وبين الـ " زفة " لا تسمح لي برؤية العروس والعريس . لكن ما حاجتي إلى رؤيتهما ؟ . فكل الذين يتزوجون متشابهون . مسكينة هذه العروس . خدعتها الأضـواء ، والزغاريد والطـرحـة البيضاء .. خـدعها العريس المتأنق . يا لهـا من بلهاء . فما هي إلا ليـال معدودة ، وتكتشف أكبر أكذوبة عرفها التاريخ . الـزواج .. الزواج .. الـزواج .. الكل يفكـر فـي الـزواج .. الكل يلهث من أجل الزواج .. ذلك الفخ المنصوب للرجال والنساء . حتى أنت وقعت فيه . وقد كنت أعتقدك أكثر فطنة . ما زلت أتذكر حوارنا المتكرر . : لماذا ترفضين الزواج .. لماذا ترفضين الاستقرار والأسرة والإنجاب . : أنا لست للزواج .. ولست للإنجاب والاستقرار ليس من أحلامي .. ألا تكفي ملايين النساء اللاتي يتزوجن وينجبن كـل يـوم .. الزواج اختيار وليس قدراً.. : ولكن ما مصير حبنا ؟. : مصير الحب هو الحب : أريد أن نتزوج وأعدك ... : لا تعدني أرجوك بشيء .. فأنا لا أتزوج . : لست جادة في مشاعرك تجاهي ولست صادقة في حبك . : أهكذا تفكر ؟ . الزواج جدية والحب هزار ؟. : لأنني أحبك أريد أن أعيش معك . : أنا لا أعيش مع أحد . أيها الأحمق ، كيف يجتاحني كـل هـذا الحنين إليك ، وتفكر في الزواج بي؟. كيف تفكر في النجـوم .. ونحن نسكن القمر ؟ . أنت المتهم بعدم الحب . ولست أنا . ما زالت الـ " زفة " تمارس طقوس الخـداع . أريد الانصراف ، لأنفرد بالحنين إليك . أجد صعوبة في اختراق الزحام والابتسامات والزغاريد . رغم تأكدي من أن كل المتزوجين متشابهون ، إلا أنني وقبل تركي المكان انتابني حب فضول مفاجئ لرؤية آخر اثنين وقعا في الفخ .. التفت ناحية " الزفة " ، و .. وكنت أنت " العريس " . -----------------------------------------------------------------
#منى_نوال_حلمى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
جدول الأسبوع .. قصة قصيرة
-
4 نوفمبر عيد الحب الخادع المخدوع
-
تساؤلات ... قصة قصيرة
-
كهنة الثقافة وكهنة الأديان
-
أحلم بعالم ليس فيه فلوس
-
لا تحرجنى مع - الخريف - ... قصة قصيرة
-
الحصار ضد الأقليات المبدعة
-
22 أكتوبر ميلاد - نوال - أمى
-
قصتى معك ... قصة قصيرة
-
يوم فى حياتى ... قصة قصيرة
-
الخوف من الاختلاف
-
أحب أن أعرف موعد ومكان وطريقة موتى
-
جيفارا .. الموت من أجل كوب لبن لكل أطفال العالم
-
اعلان زواج .. خطيئتى .. فنجان من الغيب المحوج ثلاث قصص قصيرة
-
الشهر العاشر .. زينب جدتى قصتان قصيرتان
-
تأملات : - غاندى - الفقر أسوأ اشكال العنف
-
تنويعات متفلسفة مع بدايات الخريف
-
وطن يعطينى مرتبا شهريا على تمردى
-
13 سبتمبر ميلاد أبى شريف حتاتة
-
فنان أخذ من - البحر - الاسم والعنفوان والخلود
المزيد.....
-
مخرجة أميركية يهودية ووجوه سينمائية لامعة تتضامن مع الفلسطين
...
-
حماس: تحقيق صحيفة ABC News يؤكد أن الرواية الصهيونية الكاذبة
...
-
بعد طول انتظار...مهرجان البندقية ينصف المخرج الإسباني ألمودو
...
-
هل تزيد أفلام هوليود خوفنا من أسماك القرش؟ وهل تستحق هذا الر
...
-
شوي تشينغ قوه بسام: الأدب العربي في الصين
-
نصوص في الذاكرة .. وصف لندرة و-كشف المُخبَّا عن فنون أوروبا-
...
-
السينما بين الفن والسياسة:فيلم -حياة الماعز- أنموذجاً
-
موسيقى الاحد: بوكستهوده في هلسنيور
-
مش هتقدر تغمض عنيك.. تردد قناة روتانا سينما 2024 الجديدة لمح
...
-
تعرض مخرج مصري شهير وزوجته إلى حادث مروع (صور)
المزيد.....
-
ظروف استثنائية
/ عبد الباقي يوسف
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل
...
/ رانيا سحنون - بسمة زريق
-
البنية الدراميــة في مســرح الطفل مسرحية الأميرة حب الرمان
...
/ زوليخة بساعد - هاجر عبدي
-
التحليل السردي في رواية " شط الإسكندرية يا شط الهوى
/ نسرين بوشناقة - آمنة خناش
-
تعال معي نطور فن الكره رواية كاملة
/ كاظم حسن سعيد
-
خصوصية الكتابة الروائية لدى السيد حافظ مسافرون بلا هوي
...
/ أمينة بوسيف - سعاد بن حميدة
-
آليات التجريب في رواية "لو لم أعشقها" عند السيد حافظ
/ الربيع سعدون - حسان بن الصيد
-
رنين المعول رؤى نقدية لافاق متنوعة ج1 كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
القناع في مسرحيتي الإعصار وكلكامش لطلال حسن -مقاربة في المكو
...
/ طلال حسن عبد الرحمن
المزيد.....
|