أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منى نوال حلمى - الوداع على ورقة بردى .. قصة قصيرة














المزيد.....

الوداع على ورقة بردى .. قصة قصيرة


منى نوال حلمى

الحوار المتمدن-العدد: 7441 - 2022 / 11 / 23 - 19:58
المحور: الادب والفن
    


بعد مـواسم غياب أمطرتني بالحنين والشكـوك .. وأمسيات لم ينتصف فيها الليل ، إلا بعد أن أستأذن عينيك .
بعد أن تجرأنا وقطفنـا الحكمة المحرمة ، بعد أن اكتشفنا في ليلة قمرية سر تعاسة البشر ، بعد أن رقصنا فوق السحاب ، وأهـديتني أحزانك قبيل فجر وردي النـدى ، بعد أن همست لي مع النغم الحزين أن الوطن وجـدته أخيـرا على ملامحي .. وأني في عمـرك آخر الـمـدى .. بعد أن اجتمعنا وحـدنا ، ولم يكن ثـالثنا الشيطان أو الملل ، بعـد أن رسمتني أصابعك نجمة لا تطـال .. وعصفورة تعشق الغنـاء .. بعـد أن شكلتني بألــوانـك ، فاطمأن لي البحـر ،وصادقتني أطياف السماء .
بعـد الذي كـان .. ولم يخطـر لنا ببـال ، جئتني في ليلـة " شم النسيم " حاملا خطابا تقول سطوره المنقوشة على ورق البردي :
" أختي ، صديقتي ، حبيبتي ...
يا كل العلاقات الأزلية بين كل امرأة وكل رجل .. يا أمنية فوق السحاب لقد أحببتك حبا يكاد يخلعني من جذوري ، أحببتك بكل ضعفي وترددي وقلة حيلتي .. أحببتك بكل أحلامي وأمالي .. أذكر اللقـاء الأول ، والتليفون الأول ، وأول مرة تقرين بعدم حيادك تجاهي .. عشنا أجمل ما في الدنيا وأجمل ما في زمننا ، أشكرك من صميم فؤادي على صنيعك ، وصنعك لي دون مقابل .. تذكرينني ولا تسمحين لأحد أن يحتل مكاني حتى أعود .. وحين أعود أريد أن أجدك كما أنت الظاهرة المتفردة الرائعة حبيبتي.. ).
قرأت الخطاب غير الموقع باسمك وأنت تبكي ..
سألتك لِمَ الرحيل قلت : " التعب من كل شيء " .
سألتك متى تعود قلت : " قبل أن تنساني عيناك ".
جئتني في ليلة " شم النسيم " لتقول لي إنها ليلة الوداع .. جئتني في ليلة (عيد الربيع) لتقطف آخر زهرة تفتحت على شفاهنا .
بكـاؤك نبيل .. سطورك مـؤثرة .. والليلـة " شم النسيم " . لكنني لم أشم النسيم .. بل شممت رائحـة خـديـعـة تهبط وتصعد مع أنفـاسك .. لم أشم النسيم ، بل شممت رائحـة امـرأة أخـرى تقفـز من بين أصابعك ، تطل من عينيك ، تمتزج بنبرات صوتك ، وترتب لانتظارك بعد السفر المريب .
أنا لا أملك دليلاً واحداً ، يؤكد مداعبة الشك للنسيم الواصل بيننا .. ولست من النساء اللائي يعترفن بالشيء الساذج اسمه " الخيانة " ، ولا أظن أن الرجل يمكنه البكاء ، إلا إذا تورط في العشق ، ونال منه الحنين.
لكن عفوا .. يا منْ جئتني ليلة " عيد الربيع " لتقنعني أن حياتك بدوني ، ليل شتاء حزين .
لقـد قـرأت الخطاب غيـر المـكـتـوب .. أرهفتُ السمع إلى مـا لـم تقلـه شفتاك .. ورأيتُ ما لم تخطه السطور.
عـفـوا .. شيء ما يتململ في وجداني ..
أنا لست مرتاحة ..
أيها القاتل للزهور في " عيد الربيع " ..
عفـوا .. أنت كاذب .
*******************************************



#منى_نوال_حلمى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النساء .. لماذا يتجملن ويرتدين الأزياء الفاخرة والمجوهرات وا ...
- تجدد الحياة سيفرغ كأس - الكوكتيل - المسمومة
- النبوءة ... قصة قصيرة
- سيدة مشاعرى ... قصة قصيرة
- رسالة من امرأة وحيدة .. قصة قصيرة
- زَفة .... قصة قصيرة
- جدول الأسبوع .. قصة قصيرة
- 4 نوفمبر عيد الحب الخادع المخدوع
- تساؤلات ... قصة قصيرة
- كهنة الثقافة وكهنة الأديان
- أحلم بعالم ليس فيه فلوس
- لا تحرجنى مع - الخريف - ... قصة قصيرة
- الحصار ضد الأقليات المبدعة
- 22 أكتوبر ميلاد - نوال - أمى
- قصتى معك ... قصة قصيرة
- يوم فى حياتى ... قصة قصيرة
- الخوف من الاختلاف
- أحب أن أعرف موعد ومكان وطريقة موتى
- جيفارا .. الموت من أجل كوب لبن لكل أطفال العالم
- اعلان زواج .. خطيئتى .. فنجان من الغيب المحوج ثلاث قصص قصيرة


المزيد.....




- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...
- طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منى نوال حلمى - الوداع على ورقة بردى .. قصة قصيرة