أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منى نوال حلمى - سيدة مشاعرى ... قصة قصيرة














المزيد.....

سيدة مشاعرى ... قصة قصيرة


منى نوال حلمى

الحوار المتمدن-العدد: 7434 - 2022 / 11 / 16 - 16:32
المحور: الادب والفن
    


سيدة مشاعرى
----------------
تهمس لي عذوبة النسيم ، أن أبوح بالحنين .
تستثيرني رقة الأنغام ، لأن أفعل شيئا تجاه الاشتياق . الهدوء من حولي ، يعيد إلىَ الذاكرة المصرة على النسيان حلاوة آخـر لقاء ، حزن مـا يسري في الهواء ، وأمنيات تريد الارتواء من عينيك ، تسقيني مرارة كأس لا يفرغ ، ولا يمنح رشفة عزاء .
أقـاوم ..
لست أنا التي تضعف . عاهدت نفسي منذ زمن - لا أذكر متى كان - على أن أكون أنا منْ تملك زمام القلب . عـاهدت نفسي منذ زمن - لا أذكر متى كان - على أن هنـاك حـداً أقصى للتعب من الحنين. هنـاك درجـة لا أتجاوزهـا من الألم. منذ زمن – لا أذكر متى كـان - قررت أن أكون سيدة مشاعري ، وأن الرجل في حياتي لحظة بهجة ، لا لحظة شقاء.
برقـة تودع الـدنـيا مـوسـم الشتاء . لكنني أعشق الشتاء ، ولا أريد لـه الرحيل. متشبثة بالشتاء وأدعو له بطول البقاء وكيف لا أفعل ؟ . وفيه تتفتح أزهاري عصية المنال على مواسم الربيع ؟.
عيناك وآخر موسم الشتاء ، مؤامرة ضدي.
غيابك يصر على كسر كبريائي ، لكنني متماسكة . أبداً لن أسأل عنك . أبـداً لن يغريني نـداء الهاتف . لن أستسلم لتلك الجاذبية الـلا مـرئية تشـد أصابعي من مكانها ، لتستحضر صـوتك ، ذلك النغم الوقـــور ... إني على ما يرام . لا شيء ينقصني ..
ما زلت بقواي العقلية ، ألست أميـز بين الحنين إليك ، والحنين لأي رجـل آخر ؟ . مـا زالت أنوار المساء تلهم القلم ، مـا زال الحلم أني يومـا ما ، سأفك شفرة الكون . ما زلت مع الكروان أشـدو ، وسمائي ما زالت معطرة بألف لون . نعم ، إني على ما يرام . وإني لبخير ..
نعم ، أنا بخير ، أعترف . لكنني مشتاقة إليك والاعتراف بالشوق فضيلة.. لو كان بإمكاني أن أمتطي صهوة اشتياقي ، أعبر حاجز المكـان ، أقفز فوق عناد الزمـان ، أصل إليك ، أنفض عني الغبار والاشتياق .. أغمض عيوني وأرتمي بين يديك ، تظل حتى مطلع الفجر تغني لي أنشـودة الحنـان . أظل حتى مطلع الفجر متشبثة بعينيك ، أرتشف منهما مـا أفتقده مع كل الرجال ، ثم تمنحني ابتسامتك ، حين تدرك أني على وشك الارتواء ...
لو فقط كان بإمكاني رؤياك ، ما الذي يمنعني ؟ .
ولم أدر بنفسي إلا وأنا في الطريق إليك ، يلفني ثوب لـه لونك المفضل ، فأرتعش لهذه المصادفة المقصودة . نجـوم الليل تؤنس رعشتي ، ضـوء القمر يصافح شجاعتي ، و " النيل" أحسه يدفع بخطواتي ، إلى عشق اجتاحني دون أن يطرق الباب ...
على الطريق يقابلني عشاق يحلمون بـواحة تحتضن الأشواق الهاربة ، ومكان قرب الشمس يلم ما تبعثر من حلـو الغزل . ينظرون إليَ في دهشة ، كيف أتجرأ على اقتحام خلوتهم ، وأنا وحدي دون حبيب ؟. في حسرة ينظرون ، كيف مع سحر " النيل " والقمر المكتمل ، لا أحن إلى رجل عاشق ؟ .
ماذا ستقول عني ؟.
لا يهم ، إني مشتاقة .
هل سأجدك ؟.
لا يهم ، إني مشتاقة .
هل ستحسن إستقبالي ؟ .
لا يهم ، إني مشتاقة .
هل ستفهم هذا الجنون الآتي مع أواخر الشتاء ؟ .
لا يهم ، إني مشتاقة .
اقتربت من المكان .
سيارتك الصغيرة كعادتهـا يغطيها التراب . كم أحبهـا . أتذكر كل ليلة حملتك إليَ .. وتحملت مشقـة الـطـريق المسافـرة .. قاومت الريح والمطـر وتطفل عيون البشر .. جاءت إلىَ ، تقصدني أنا ، من دون كل نساء الأرض .
خطوة ، خطوتان وأقول وداعا لاشتياقي .
لحظـة ، لحظتان ويفسح الكـون مكاناً لعاشقة متواضعة ، لا ترضى إلا بالمستحيل.
خطوة واحدة ، لحظة واحدة ، وأرى الرجل الوحيد الذي يعنيني أمره ..
خطوة واحدة ، لحظة واحدة ، وتهل من بين عتمة الحنين ، عيناه...
أنغام حالمة آتية من شقته..
بكل اشتياقي أمد يدي لأدق الجرس ..
وإذا بي أتجمد .. أشرد .. أتذكر .. أبتعد .. ومن سكرة أرادت خداعي ،أفيـق ..
أعود من حيث أتيت ...
عيون العشاق على جانبي الطريق ترمقني بنظـرات الشفقة .. "النيل " حائر في أمري .. القمـر المكتمل يرسل أضواء رثاء .. النجـوم تبعث بأكثر من سؤال .. لكنني ماضية في طريقي ، ولن ألتفت إلى الوراء ...
عاهدت نفسي منذ زمن - لا أذكر متى كان - على أن أكون أنا ، منْ تملك زمام القلب . عاهدت نفسي منذ زمن - لا أتذكر متى كان - على أن هناك حدا أقصى للتعب من الحنين . هناك درجـة لا أتجاوزها من الألم . منذ زمن - لا أذكر متى كـان - قررت أن أكون سيدة مشاعري ، وأن الرجل في حياتي لحظة بهجة ، لا لحظة شقاء ..
وظللت أردد أني على ما يرام . نعم على ما يرام .. وإني لبخير .
****************************************



#منى_نوال_حلمى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة من امرأة وحيدة .. قصة قصيرة
- زَفة .... قصة قصيرة
- جدول الأسبوع .. قصة قصيرة
- 4 نوفمبر عيد الحب الخادع المخدوع
- تساؤلات ... قصة قصيرة
- كهنة الثقافة وكهنة الأديان
- أحلم بعالم ليس فيه فلوس
- لا تحرجنى مع - الخريف - ... قصة قصيرة
- الحصار ضد الأقليات المبدعة
- 22 أكتوبر ميلاد - نوال - أمى
- قصتى معك ... قصة قصيرة
- يوم فى حياتى ... قصة قصيرة
- الخوف من الاختلاف
- أحب أن أعرف موعد ومكان وطريقة موتى
- جيفارا .. الموت من أجل كوب لبن لكل أطفال العالم
- اعلان زواج .. خطيئتى .. فنجان من الغيب المحوج ثلاث قصص قصيرة
- الشهر العاشر .. زينب جدتى قصتان قصيرتان
- تأملات : - غاندى - الفقر أسوأ اشكال العنف
- تنويعات متفلسفة مع بدايات الخريف
- وطن يعطينى مرتبا شهريا على تمردى


المزيد.....




- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منى نوال حلمى - سيدة مشاعرى ... قصة قصيرة