|
تجدد الحياة سيفرغ كأس - الكوكتيل - المسمومة
منى نوال حلمى
الحوار المتمدن-العدد: 7438 - 2022 / 11 / 20 - 04:36
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
---------------------------
1 - لا يهمنى أن أفقد نظرى ، لأننى أرى بعقلى وقلبى .. لا يهمنى لو فقدت القدرة على المشى ، لأننى ولدت لأطير . ولا يهمنى أن أفقد حاسة السمع لأننى لا أسمع ابدا الكلام . ولا يهمنى أن أفقد الشم واللمس ، لأن عندى رادار داخلى . ولست أبالى أن أفقد القدرة على الكلام ، لأننى أعشق الصمت والهدوء . ولست أخاف الأمراض الخبيثة ، لأن شفائى كامن فى فصيلة دمى . -----------------------------------------------------------------
ا2 - لعطاء الذى أمنحه هو ما يبقى ليس صحيحا أننا عندما نعطى ، نفقد الأشياء . على العكس تماما . من تجربتى الخاصة أن العطاء ثروة معنوية تضاف الى رصيدى . عندما أعطى الآخرين ، أتضاعف . عندما أعطى الآخرين أعطى نفسى ، فأكتشف الجديد ، وتتنور بصيرتى . اعطاء الآخرين مصباح يضئ الدروب المعتمة ، وخفايا النفس ، يقوى المناعة ، يغسل الروح والجسد ، ويزيل الكآبة والضيق والملل والاستسلام واليأس . جربت العطاء الذى يفتح لى الأبواب المغلقة ، ويذيب سوء الفهم أو عدم الفهم . العطاء أقوى سلاح فى أشرس معركة . معركة ألا ننهزم فى عالم يستميت ليجردنا من انسانيتنا ، ويجعلنا نكفر بالمثل الرائع : " اعمل الخير وارميه البحر " . هنيئا لمنْ لا يزال يؤمن بالخير والبحر . -------------------------------------------------------------------
3 - سعد زغلول طبعا قائد ثورة 1919 الثورة الشعبية الهائلة التى رسمت ملامح الدولة المدنية الحديثة والدستور المدنى وخلع النقاب والمطالبة بالاستقلال . وكان سعد زغلول رئيس وزراء مصر ورئيس مجلس الأمة ، وناظر الحقانية ووزير الداخلية وناظر المعارف العمومية ، وكانت زوجته صفية زغلول أو صفية مصطفى فهمى 16 يونيو 1876 - 12 يناير 1946 ولقبت بأم المصريين ، حيث كانت سياسية نشطة وع زوجها سعد زغلول وأول منْ خلعت النقاب ، وأوائل المشاركات فى ثورة 1919 ، وبعد وفاته ظلت فى العمل السياسى دون توقف . وتوجد مستشفى " أم المصريين " على اسمها فى الجيزة . وكانت مصادفة جميلة ، أن مقر جمعية تضامن المرأة العربية التى أسستها ورأستها أمى " نوال السعداوى " 22 أكتوبر 1930 - 21 مارس 2021 ، واستمرت 6 سنوات فى نشاط ثقافى وفكرى وفنى مكثف ، كان فى شارع ضريح سعد - بيت الأمة - حيث دفن سعد زغلول . وهذه مفارقة تاريخية لها مغزاها ودلالتها لمنْ يفهم . من مقولات سعد زغلول : " فساد الحاكم من فساد المحكوم ". جملة بديعة وجذرية التفسير وعميقة الصدق والأمانة والنزاهة . ليتنا نتأملها ونتعلم منها . --------------------------------------------------------------------------
4 - مخاوف وهمية العادة لها سلطان قوى على النفوس ، خاصة النفوس الضعيفة ، الهشة ، المقلدة للأغلبية ، التى لا تشغل عقلها ولا تنتقد ولا تتخيل ولا تتفلسف . والاعتياد يستطيع أن يقولب الانسان ويجمده ويصنع منه العجينة الطرية سهلة التشكيل ، مستسلمة للأمور والأحداث . والانسان ورث من أجداده الأوائل القدماء " الخوف " . الخوف من الطبيعة ، الخوف من الآلهة ، الخوف من الأمراض ، الخوف من البقاء وحيدا خارج القبيلة والخيمة والتجمعات . قلة جدا من البشر الذين يستطيعون كسر سلسلة الخوف المتجذرة عبر الأزمنة . لكن الغالبية ، يستسلمون للخوف ، وفى أغلب الأحوال ما يخافون منه " مخاوف وهمية " صنعها الجهل والخضوع والجبن عن المواجهات . وبالاعتياد وعدم تغير حقيقى أو جذرى فى طريقة تفكيرهم ، تبقى المخاوف الوهمية فى حالة نشاط ونمو ، ومع الوقت تصبح كالأسمنت المسلح ، راسخ فوق العقول والقلوب حتى الموت . لنحذر الاعتياد على الأشياء السلبية ، لأن العادة لها هيمنة وسطوة واستبداد ------------------------------------------------------------------------------------
5 - تفسير الرغبة فى الانتحار أعتقد أن الرغبة فى الموت قبل أن يأتى بأسباب طبيعية ، معناه واحد من هذه الأسباب أو كلها مجتمعة حسب كل حالة : الرغبة فى انهاء الحياة تعنى أن الانسان يشتهى الحياة بما لا يحتمل ، بما لا تحتمل الحياة نفسها . . الطموح الى المحال بينما الممكن محبط . . عندما يكتشف الانسان حقيقة الحياة دون أقنعة أو تجميل أو أوهام أو مسكنات ، ويكون غير قادر على التعايش معها ، فانه يريد لها أن تختفى ، وهذا غير ممكن ، الا اذا هو نفسه اختفى . انعدام الهدف وفقدان الفلسفة الحكيمة الشجاعة ، وفن ادارة العيش . . أخذ الحياة بجدية أكثر مما تستحق وأكثر من اللازم . . ------------------------------------------------------------------------------------------
6 - مدارس حكومية تفرض تغطية الأطفال الاناث التضحية بكرامة وارادة وحرية البنات والنساء فى بلادنا ، اسهل شئ لدينا . وذلك من أجل ألا نثير حفيظة الرجعيات الدينية بكل أطيافها ودرجاته وأشكالها وأجنداتها . مع ان هذه الرجعيات الدينية هى ضد الدولة المدنية الحديثة ، وضد مفهوم الوطن اساسا ، وضد الارتقاء بمصر ، رجالها ونسائها وأطفالها . أرخص شئ هن النساء والبنات والأطفال الاناث . هن " كبوش فداء " جاهزة فى كل العصور ، لكى تذبح وتقدم قرابين لأيديلوجيات سياسية أو ايديلوجيات دينية . كيف يحدث ذلك ؟؟. كيف تفرض بعض المدارس الحكومية فى بعض مناطق الوطن ، أزياء لمفاهيم لا تعترف بالوطن ؟؟. فرض الحجاب وزى اسدال موحد فى هذه المدارس ، أمر مفزع ، ومخجل . وهو يحدث على مسمع ومرأى الناس صباحا . هى المدارس دى فى مصر ولا فى مكان آخر ؟؟ .
--------------------------------------------------------------------------------
7 - تجدد الحياة وكأس " الكوكتيل " المسمومة هناك مجموعات من البشر لا ينفع معها الا أن نرسلها الى كوكب آخر ، لا يستطيعون بعدها العودة الينا ، والى البشرية . هم " كوكتيل " من الجهل والغباء والمرض والغرور والبجاحة والاستنطاع وزرع الانحطاط الأخلاقى ، والحضارى ، أينما ذهبوا . ولذلك لا ينفع معهم المناقشات والجدل والقانون والتهكم والنصائح والتسامح والتصالح والتعايش معهم . وهم متشبثون بهذا " الكوكتيل " ، ويفدونه بأرواحهم لو لزم الأمر ، ومصرون على أنه " الكوكتيل " المفيد لكى يشربه كل الناس وفى كل شبر من الكرة الأرضية . وهم يتعامون عن آلاف الناس الذين صدقوهم وشربوا هذا " الكوكتيل " ، وحدث لهم تسمم جسدى ومعنوى وحضارى وثقافى . ويطلعون علينا وعلى البشرية ، باعلان أن " التسمم " الحادث ، ثمن ضئيل للشفاء بعد أجل غير مسمى ، وأنه يحدث لمنطق غامض لا يدركه الشاربون المتسممون ، الذين قد تأتى مكافأة تسممهم فى حياة أحفادهم غير المنظورة بعد . وقد أثبتت التجارب والتاريخ ، قديما وحديثا ، أن هؤلاء البشر ، هم أنفسهم لا يشربون " الكوكتيل " المسموم ، ولا يشربونه لآولادهم وبناتهن . بالطبع هم يشربونه بالاجبار للزوجات ، لأنهم لا يقبلون خروج الزوجة عن مسار الزوج وأفكاره . وهؤلاء البشر ، وخاصة الآن ، بعد أن تفتحت العقول قليلا ، واصبح من المحال احتكار المعلومات وتفسير التاريخ وتجاهل نجاح وتقدم الأفراد والمجتمعات التى لا تشرب " الكوكتيل المسموم ، أصبحوا فى " ورطة " مفضوحة علنا ، بفضل الانترنت ووسائل التكنولوجية الاعلامية المتقدمة . ولهذا السبب ، أصبحت " بضاعتهم " مكشوفة للزبائن ، لا شئ يغطيها . هذا يفسر لماذا أصبح هؤلاء البشر ، أكثر عنفا ، وتناقضا . يعلمون أن الوقت ليس فى صالحهم ، وصالح البضاعة الرابحة التى تعفيهم من التكسب من مهن شرعية تتطلب الجهد والعلم .
#منى_نوال_حلمى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
النبوءة ... قصة قصيرة
-
سيدة مشاعرى ... قصة قصيرة
-
رسالة من امرأة وحيدة .. قصة قصيرة
-
زَفة .... قصة قصيرة
-
جدول الأسبوع .. قصة قصيرة
-
4 نوفمبر عيد الحب الخادع المخدوع
-
تساؤلات ... قصة قصيرة
-
كهنة الثقافة وكهنة الأديان
-
أحلم بعالم ليس فيه فلوس
-
لا تحرجنى مع - الخريف - ... قصة قصيرة
-
الحصار ضد الأقليات المبدعة
-
22 أكتوبر ميلاد - نوال - أمى
-
قصتى معك ... قصة قصيرة
-
يوم فى حياتى ... قصة قصيرة
-
الخوف من الاختلاف
-
أحب أن أعرف موعد ومكان وطريقة موتى
-
جيفارا .. الموت من أجل كوب لبن لكل أطفال العالم
-
اعلان زواج .. خطيئتى .. فنجان من الغيب المحوج ثلاث قصص قصيرة
-
الشهر العاشر .. زينب جدتى قصتان قصيرتان
-
تأملات : - غاندى - الفقر أسوأ اشكال العنف
المزيد.....
-
ترامب: جامعة كولومبيا ارتكبت -خطأ فادحا- بإلغاء حضور الفصول
...
-
عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف منفذي هجمات سيبرانية
-
واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين
...
-
رئيس الوزراء الفلسطيني يعلن حزمة إصلاحات جديدة
-
الاحتلال يقتحم مناطق بالضفة ويشتبك مع فلسطينيين بالخليل
-
تصاعد الاحتجاجات بجامعات أميركية للمطالبة بوقف العدوان على غ
...
-
كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا
...
-
بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا
...
-
جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
-
العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة
المزيد.....
-
فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال
...
/ إدريس ولد القابلة
-
المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب
...
/ حسام الدين فياض
-
القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا
...
/ حسام الدين فياض
-
فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
يوميات على هامش الحلم
/ عماد زولي
-
نقض هيجل
/ هيبت بافي حلبجة
-
العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال
...
/ بلال عوض سلامة
-
المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس
...
/ حبطيش وعلي
-
الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل
...
/ سعيد العليمى
-
أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم
...
/ سعيد زيوش
المزيد.....
|